حزن الزوج على وفاة زوجته والتعامل مع مشاعر فقد الزوجة

إلى متى يحزن الزوج على زوجته المتوفية! تعرف إلى أشكال حزن الزوج ومشاعر الفقد بعد وفاة الزوجة وكيفية التعامل معها
حزن الزوج على وفاة زوجته والتعامل مع مشاعر فقد الزوجة
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

وفاة الزوجة من الفواجع التي قد تعصف بحياة الرجل، والواقع أن هذا الحدث عظيم وسوف تكون له الكثير من الآثار على حياة الرجل العاطفية والأسرية والاجتماعية، لكن مع ذلك يختلف حزن كل رجل عن الآخر في تفاعله مع حدث وفاة الزوجة وطريقته في الحزن عليها ودرجة هذا الحزن، في هذا المقال نجيب على أسئلة كيف يتعامل الزوج مع حزنه على الزوجة المتوفية؟ وما آثار حزن الزوج على زوجته المتوفية!

نعم من الطبيعي أن يشعر الزوج بالحزن على زوجته المتوفية، فيكفي أن يكون الإنسان سويّاً من الناحية العاطفية والنفسية والعقلية، حتى يحزن على أي شخص توفى تربطه معه علاقة من أي نوع، فكيف إذا كان المتوفى هو شريك الحياة الأسرية والعاطفية والاجتماعية.

ولكن قد يختلف حزن الرجل على زوجته المتوفاة بين رجل وآخر، سواء في مظاهر الحزن أو في الدرجة تبعاً للكثير من العوامل، فبعض الرجال قد يبدون قوّةً وصلابة في مواجهة هذه الفاجعة ويحافظون قدر المستطاع على توازنهم النفسي، وبعض الرجال قد يظهرون قدراً أكبر من الحزن وعدم القدرة على احتمال المصيبة، بينما البعض الآخر قد ينسى زوجته الميتة سريعاً بعد فترة من الوقت ويعود لحياته الطبيعية.

ويتوقف كل ذلك على شخصية الرجل وخصائصه النفسية والعاطفية، وعلى علاقته بزوجته من حيث مدى حبه لها وتعلقه بها ومدة زواجهما، وعلى الظروف التي مر بها وكوّنت أسلوبه وموقفه في التعامل مع مثل هذه الأحداث.

animate

لا نبالغ إذا قلنا إن حزن الرجل على زوجته المتوفية قد يستمر طيلة حياته! حتى إن تزوّج بعدها وعاش حياةً طبيعية فهذا لا يعني أن حزنه انتهى، لكن المدة التي يحزن فيها الرجل على موت زوجته ودرجة هذا الحزن ترتبط بالعلاقة التي كانت تجمعهما، ومدّة الزواج، وحتى الطريقة التي ماتت بها الزوجة وعمر الزوجين عند وقوع الوفاة، وبكل تأكيد شخصية الرجل وطريقة تعامله مع مشاعره ونظرته للحياة، وقدرته على تقبّل الواقع وتجاوز المحنة.

  • ​​​​​​​الإنكار وجلد الذات: أحياناً يلجأ الرجل الذي توفت عنه زوجته لإنكار هذا الواقع، فيعيش حالة نفسية يرفض قبول حقيقية أن زوجته باتت غير موجودة في الحياة، ولن تعود إليه مرة أخرى، وقد يصل الأمر لحد الهلوسة عند فقدان وعيه، وحد جلد الذات وعقاب نفسه وشعوره بالذنب عندما يكون بحالة الوعي.
  • العيش في الذكريات والماضي: بعض الرجال ممن توفت زوجاتهم يجعل من نفسه حبيس للذكريات، فهو دائماً ما يريد الانعزال والبقاء وحيداً والتفكير بزوجته المتوفاة وتذكر مواقفهما معاً وكيف تعرفا وكيف تزوجا وكيف قضوا الكثير من الوقت معاً، وقد يتحول للإدمان أو الأعمال الفنية التي ينشد فيها تخليد ذكرى زوجته ورثائها.
  • الاشتياق الدائم: أيضاً يعتبر الاشتياق الدائم من أشكال حزن الرجل على وفاة زوجته، فهو لا يستطيع تجاوز ذكرياته، ويشعر دائماً بالاشتياق لزوجته بكل تفاصيلها، ودائم التحدث عنها، ما قد يمنعه من ممارسة حياته بشكل طبيعي.
  • المرض من كثرة الهم والتفكير: يمكن أن يصل حزن الرجل على زوجته المتوفية إلى حد المرض وتراجع الحالة الصحية، سواء بسبب الحزن والتفكير والاكتئاب الشديد وتدهور الحالة النفسية، أو بسبب عدم الالتفات لنفسه والعناية بصحته.
  • التأثر النفسي والجسدي: يتأثر الرجل نفسياً وجسدياً على حادثة فقدان زوجته، فقد يصبح دائم الاكتئاب والتوتر والغضب، والرغبة بالانعزال وعدم التفاعل مع الآخرين وفقدان الشغف، ومن الناحية الجسدية فقد يفقد شهيته للطعام، ويعاني من اضطرابات النوم، وقد يفقد وزنه جراء ذلك.
  • عدم القدرة على الزواج بعدها: يعيش الرجل الذي توفت عنه زوجته أحياناً في حالة من الحزن والاكتئاب الشديد بعد وفاة زوجته، تبقيه هذه الحالة حبيس لأحزانه على زوجته، إلى درجة لا يمكنه تخيل نفسه مع امرأة أخرى غيرها، فلا يتزوج بعدها سواء كإثبات لوفائه لها، أو لعدم قدرته على تصور نفسه مع أي امرأة غيرها.
  • ​​​​​​​الفراغ العاطفي: العلاقة الزوجية هي علاقة عاطفية بالدرجة الأولى، تشبع شعور الرجل برجولته والمرأة بأنوثتها، وتلبي الحاجة الجنسية الطبيعية للزوجين، ووفاة الزوجة تسبب للزوج افتقاد الحالة العاطفية الحميمية في حياته، وتسبب لديه فراغ عاطفي يؤثر على الكثير من نواحي حياته.
  • عرقلة بعض جوانب الحياة: حزن الزوج على وفاة زوجته وعدم قدرته على تجاوز هذا الحزن والتعافي من آثاره، قد يسبب له حالة من الاكتئاب والانهيار النفسي، تعطل الكثير من جوانب حياته، سواء في العمل، أو الواجبات، أو العلاقات الاجتماعية.
  • صعوبات تربية الأبناء: تربية الأبناء مهمة ثنائية تحتاج لوجود كلا الوالدين معاً، ووفاة الأم وحزن الزوج عليها، يجعله غير قادر على القيام بدوره أو تعويض دور الأم في تربية الأبناء، سواء من الناحية العاطفية أو التربوية أو الاجتماعية أو التعليمية.
  • تدهور الحالة النفسية: كثرة الحزن والاكتئاب والتفكير في الذكريات وعدم القدرة على تجاوز الماضي، يسبب تدهور الحالة الصحية للرجل الحزين على وفاة زوجته، فالوفاة هو فراق ابدي، وقد لا يستطيع الرجل تقبل هذه الحقيقية.
  • تراجع الحالة الصحية: الحالة النفسية التي تنتج عن أحزان الزوج، تسبب له عدم القدرة على العناية بنفسه من الناحية الصحية والجسدية، فيهمل غذائه، ويهمل العادات الصحية، ويهمل ضرورات الحياة الصحية، ما يؤدي لتراجع حالته الصحية ومرضه.
  • الشعور بالفراغ والوحدة: بعد الزواج يعتاد الرجل على وجود الزوجة في حياته، فهي تملئ جوانب كثيرة لديه، يشعر معها بالتسلية، وبتوزيع الأدوار، وتبادل الأفكار والأحاديث، وقضاء الوقت معاً، وغيابها المفاجئ بسبب الوفاة يسبب للرجل حالة من الفراغ والوحدة.
  • ​​​​​​​تعلم كيفية البدء من جديد: وفاة الزوجة هي حقيقة مؤلمة وواقع لا يمكن التحكم فيه أو تغييره، لذا من الأفضل للزوج أن يحاول تعلم كيفية بدء حياته من جديد، حتى وإن كان حزين على زوجته المتوفاة، وذلك من خلال تعلم أشياء جديدة، أو تغيير الأشياء التي تذكره بزوجته مثل المنزل، أو البحث عن فرص عمل جديدة والاهتمام بها.
  • الحفاظ على الوفاء للزوجة دون تعطيل الحياة: الحياة يجب أن تستمر وهذا الأمر لا يتنافى مع الوفاء للزوجة والحزن عليها، فكما يقال (الحي أبقى من الميت) الوفاة هي أمر الله وقضائه وقدره، ولا يجب الاعتراض عليه، من حق الرجل أن يحزن على وفاة زوجته، ولكن لا يمكن البقاء حبيس لهذه الأحزان، وإنما يجب أن يستمر ويناضل لاستمرار نجاحه في الحياة.
  • البحث عن الدعم العائلي والمجتمعي: قد لا يستطيع الرجل تجاوز أحزانه منفرداً، ويحتاج للدعم العاطفي والنفسي من قبل الأشخاص المحيطين به لتجاوز هذه المحنة، لذا من الجيد البحث عن الدعم الاجتماعي في هذا الموقف العصيب فربما يكون في ذلك وسيلة للتخفيف من الأحزان والشعور بالمواساة.
  • الاهتمام بالصحة النفسية الجسدية: الصحة الجسدية والنفسية هي أكثر ما يتأثر بالأحزان والهم والغم على وفاة الزوجة، وهي ما تسبب له عدم القدرة على مواجهة الحدث وتجاوز المحنة، وكأنه يدور في حلقة مفرغة، والعناية بالصحة النفسية والجسدية من خلال الحفاظ على نمط حياة صحي، والبحث عن الدعم الاجتماعي، والحفاظ على استمرارية الحياة، يجعل الرجل أكثر قدرة على تجاوز المحنة.
  • التفكير في الزواج: إذا كان الرجل ما يزال شاب وقادر على الزواج بامرأة أخرى، فيمكن التفكير في هذا الأمر بعد مرور فترة مناسبة من وفاة زوجته والحداد عليها، فهذا يساعده على تجاوز محنته بدون نسيان زوجته.
  • الحصول على الدعم النفسي المختص: قد يمثل وفاة الزوجة صدمة عاطفية ونفسية كبيرة للزوج، يصعب عليه تجازوها وحده، ولا يمكن للدعم الاجتماعي العفوي مساعدته في ذلك، مثل حالات الاكتئاب الحاد، أو لوم الذات والشعور بالذنب، وهنا يصبح من الضروري بالنسية للرجل الحصول على الدعم النفسي من شخص خبير.
  1. ​​​​​​​​​​​​​​الإيمان بقضاء الله وقدره والتسليم، وانتظار الفرج وفك الكرب من عند الله عز وجل.
  2. تكريم ذكرى الزوجة بطريقة مناسبة للعادات مثل توزيع الذكاة عن روحها وزيارتها في المدفن أو فتح سبيل على نية الرحمة لها.
  3. الحفاظ على الحالة الصحية، من خلال الحفاظ على الغذاء وعلى الحركة وعلاج أي مشاكل صحية يعاني منها الرجل.
  4. خذ الوقت المناسب للحزن فلا يمكن تجاهل هذا الأمر، فوفاة الزوجة حدث عظيم ويحتاج لوقته.
  5. البحث عن دعم الأصدقاء والمجتمع، فالرجل المتوفاة زوجته يكون بحاجة للمواساة ممن حوله.
  6. تغيير نمط الحياة الذي يجدد الاحزان، مثل تغيير المنزل أو أماكن التنزه.
  7. التفكير في كيفية علاج النقص والفراغ الذي خلفه وفاة الزوجة، سواء من ناحية العناية بالأطفال أو أي ناحية أخرى.
  8. التفكير في المستقبل فالحياة يجب أن تستمر مع الاحتفاظ بالذكرى الطبيبة للزوجة المتوفية.
  9. الحصول على الدعم النفسي المختص إذا كانت الرجل يعاني من حالة اكتئاب حادة.
  10. بناء روتين حياة جديد، حتى يعتاد الزوج على عدم وجود الزوجة، ويستطيع تلبية جميع متطلبات الحياة سواء له أو لأسرته.

المراجع