التعامل مع الزوج متقلب المزاج ولماذا الرجل مزاجي!
كيف تتعاملين مع زوجك المزاجي! تقلب المزاج وصعوبة فهم التغيرات المزاجية والعاطفية التي قد يمر بها الرجل -كما تمر بها المرأة- يعتبر من التحديات الكبيرة بين الزوجين، سواء كان تقلب المزاج أمراً طارئاً مرتبطاً بضغوطات وأحداث معينة، أم طبيعة ثابتة لدى الشريك، في هذا المقال نحاول تقديم بعض النصائح للتعامل مع الزوج متقلب المزاج والعصبي!
تقلب المزاج قد يكون حالةً طارئة ترتبط بالضغوطات التي يتعرض لها الزوج في العمل أو الحياة اليومية أو حتى بمشاعره تجاه أسرته وزوجته، لكن المزاجية أيضاً قد تكون طبعاً أصيلاً في شخصية الزوج أو طبعاً يكتسبه ويصبح مستقراً بعد الزواج، وهذه صفات الرجل متقلب المزاج:
- الزوج المزاجي لا يمكن التنبؤ برد فعله، قد يبدو هادئاً في مواقف مستفزة فيما يغضب في مواقف أقل أهمية!
- سريع الغضب وسهل الاستفزاز، لكنه في نفس الوقت يرضى سريعاً ويمكن مصالحته بسهولة.
- من صفات الرجل متقلب المزاج أنه يعرف نفسه ويدرك تماماً أن المزاجية من عيوبه.
- إذا لم تجتمع المزاجية مع صفات سلبية أخرى مثل العنف والعدوانية؛ غالباً ما يكون الرجل المزاجي رجل حنون، ربما يحاول تعويض الزوجة عن مزاجيته في الأوقات التي يكون فيها مزاجه رائقاً!
- يتفاعل الزوج المزاجي مع الأحداث والأخبار والمواقف حسب حالته المزاجية لا حسب الحدث أو الخبر نفسه! قد تخبرينه خبراً تعتقدين أنه مفرح فيقابله ببرود أو حتى بغضب.
- الرجل المزاجي أكثر عرضة للدخول في حالات من العزلة والانطواء والاكتئاب، وذلك لأن تقلب المزاج قد يكون من أعراض اضطرابات نفسية غير مشخّصة عند الزوج.
- أحياناً يكون الزوج المزاجي فجّاً في الكلام والتعامل وربما وقحاً! في الحقيقة عدم قدرته على التحكم برد فعله وتناسب الرد مع الفعل أو المحفّز قد يجعله يبدو كذلك، لكنه أيضاً أكثر ميلاً للاعتذار.
كيف أتعامل مع رجل متقلب المزاج؟ يبدأ التعامل مع زوجكِ المزاجي من فهم طباعة وتقبّل أن الأمر ليس كرهاً لكِ أو عدم اهتمام بمشاعركِ، ومن ثم تفهّم الأسباب التي قد تجعل زوجكِ مزاجياً وأن بعضها قد يكون قهرياً، وإليكِ أهم النصائح للتعامل مع الرجل المتقلب المزاج:
- فهم أسباب مزاجية الزوج: في البداية يجب التعرف على الأسباب التي تكمن وراء مزاجية الرجل، هل يعاني من مشكلة ما على المستوى الشخصي أو النفسي أو العقلي، هل يوجد مشاكل في العلاقة الزوجية، هل الزوجة من بين أسباب مزاجية الزوج! فمعرفة الأسباب تعتبر البداية المثلى لإيجاد طريقة التعامل الأفضل والأنجح معه.
- علاج المشاكل الزوجية العالقة: إذا كانت هناك مشاكل وخلافات زوجية عالقة بينكِ وبين زوجك فإنها غالباً سبب من أسباب مزاجية الزوج خاصة إذا كانت هذه المزاجية أمراً طارئاً وجديداً وليست أصيلةً في شخصيته، وعلاج هذه المشاكل يلعب دوراَ كبيراً في تحسين طباع الزوج ومزاجه المتقلب.
- الاستماع لمشاعر وأفكار زوجكِ: كثيراً ما تكون مزاجية الزوج نابعة عن مشاعر معينة أو أفكار يمر بها حول حياته الشخصية أو علاقته بزوجته أو حتى في عمله، وهو يرغب بالتحدث ويشعر بالوحدة وأن لا أحد يستمع إليه ويفهم أفكاره ومشاعره، واستماع الزوجة لزوجها في هذه الحالة يدعم العلاقة بينهما ويحسن من نظرته تجاهها وبالتالي مزاجه في التعامل معها، ويجعل العلاقة أكثر استقراراً بينهما.
- الابتعاد عن الزوج عندما تكون ردة فعله غير ملائمة: ليس المطلوب من الزوجة دائماً فعل شيء للتعامل مع مزاجية زوجها، أحياناً يكون الحل في إعطاء الزوج فرصةً لتقييم ردود أفعاله دون مواجهته، وإذا كانت مزاجية الزوج أمراً عارضاً له أسباب مؤقتة ربما يساعد ترك الزوج لمراجعة نفسه أكثر من مواجهته.
- خلق أجواء إيجابية في العلاقة: في بعض الأحيان تكون الأجواء المحيطة بالعلاقة الزوجية أجواء سلبية، يشيع فيها قلة الاهتمام من كل طرف بالآخر، أو وجود مشاكل زوجية، أو الملل والفتور، وعمل الزوجة على خلق أجواء إيجابية بينها وبين زوجها قد يكون له دور في تحسين مزاجه وسلوكه.
- رفض المزاجية المبالغ بها: على الزوجة أن لا تتعامل دائماً بتقبل واستكانة لمزاجية زوجها، فإذا كان الأمر مبالغاً به ولا يمكن تحمله ولم تنجح جميع المحاولات في تغير هذا الطبع، فيمكن للزوجة صد الزوج بشكل صريح عندما يتصرف بمزاجية، أو رفض تصرفاته، أو تجاهلها، هذا يجعله يفهم تأثير تقلباته المزاجية وما تسببه من إزعاج، وربما يدفعه لتعديل سلوكه وطباعه.
- تشجيع الزوج لطلب العلاج: تنتج مزاجية الزوج وتقلباته العاطفية في بعض الأحيان عن معاناته من اضطراب نفسي أو سلوكي أو عقلي أو عاطفي، فهذه الاضطرابات تفرض عليه مزاج معين لا يمكنه التحكم به، وبالتالي يظهر بأنه متقلب المزاج في التعامل مع زوجته أو بشكل عام.
- استشارة مختص نفسي أو خبير علاقات: في الحالات التي يفقد فيها الزوجين السيطرة على السلوك والطباع المزاجية للزوج أو وجود عوامل نفسية أو مرضية تسبب هذه المزاجية ولا يجد حل لها، فمن الأفضل للزوجة استشارة شخص خبير مثل مختص نفسي أو مختص بالعلاقات الزوجية والأسرية.
- تحدثي مع زوجك المزاجي بصراحة: يمكن للمرأة التي تعاني من تقلبات زوجها المزاجية البدء أولاً بالتحدث معه بشكل صريح، وشرح كيف تؤثر تقلباته المزاجية عليها وعلى علاقتهما برمتها، وإذا ابدى الزوج إيجابية في ذلك، فيمكن الانتقال للحديث عن أسباب ذلك وكيفية الاتفاق على إيجاد حلول لهذه المسألة.
- تحلي بالصبر: أحياناً يحتاج الزوج لبعض الصبر من الزوجة، فالعلاقة الزوجية لا تكون مثالية في أغلب الأحيان، وهي تحتاج لتحمل كل طرف لصفات وخصوصية الآخر، والصبر على طباعه إذا لم يمكن يوجد ما يضر في ذلك، وإذا كانت مزاجية الزوج مؤقتة أو لا تؤثر بشكل كبير، فينصح أن تصبر الزوجة وتتحمل طباعه ريثما يغير هذه الصفة من تلقاء نفسه.
- لا تفقدي تعاطفكِ مع زوجكِ: إذا كانت مزاجية الزوج نابعة عن أسباب مرضية مثل معاناته من اضطراب نفسي أو عقلي أو عاطفي أو حتى صحي، فهنا يصبح من واجب الزوجة التعاطف معه كشريكة حياة مخلصة ومحبة، وليس فقط انتقاده طوال الوقت وطلب التغير منه، فأحياناً يمر الرجل بظروف تخرجه عن طوره وتسبب له أزمات نفسية وعاطفية.
- تجنبي معاملة الزوج المزاجي بالمثل: لا تحاولي تقليد السلوك السلبي لزوجكِ المزاجي! خصوصاً إذا كنتِ تعرفين أن المزاجية ليس محاولةً للتنكيد عليكِ أو إزعاجكِ بقدر ما هي حالة نفسية يعاني منها الزوج بشكلٍ مؤقتٍ أو مزمن، في جميع الحالات لا تحاول الرد على مزاجية زوجك بمزاجية!
- ضحي حدود ثابتة: ينصح بأن تقوم الزوجة بوضع حدود ثابتة تتعلق بأشياء مختلفة في علاقتها مع زوجها، فمهما كان مزاج الزوج لا يسمح له بالاقتراب من بعض الأمور، مثل الإهانة أو العنف أو التجاهل أو الحرمان، وغير ذلك.
- جربي الابتعاد لفترة مؤقتة: تنتج المزاجية أحياناً عن فتور العلاقة الزوجية أو أسباب للتوتر والمشاكل فيها أو عدم الاهتمام والاكتراث لمشاعر الآخر، وهنا فإن تجربة ابتعاد الزوجين عن بضعها لفترة مؤقتة وإعادة التفكير في تفاصيل العلاقة كل بشكل منفرد، من شأنه المساعدة في تحسين نظرة كل من الزوجين للعلاقة وبالتالي قدرتهما على اتخاذ قرارات أفضل تجاه بعضمها سواء بالاتجاه السلبي أو الإيجابي.
- قدمي الدعم في حل المشاكل الشخصية: كثيراً ما تنتج مزاجية الزوج وسوء طباعه عن معاناته من مشكلات وضغوط مهنية أو مادية أو عائلية أو نفسية أو غيرها، وهنا يتوقع من الزوجة أن تكون داعم ومساند له، وليس مشكلة إضافية أو ضغط إضافي لمشاكله وضغوطاته، وأحياناً قد يقدر الزوج ذلك، ويحسن من طباعه بالتعامل مع زوجته بسبب هذا.
في بعض الأحيان تختلط مزاجية الزوج أو تظهر على شكل عصبية شديدة مبالغ بها، حيث تتنقل ردود فعل الزوج بين الطبيعي والعصبي بشكل غير متوقع ومبالغ به، ما يضع الزوجة في موقف الحيرة والضياع حول كيفية التعامل مع زوجها العصبي المزاجي، وهل هي ترتكب أي أخطاء تسبب نوبات الغضب هذه! ويمكن القول أن هذه الحالة من المزاجية تعتبر أكثر تعقيداً وأعمق أثراً في العلاقة بين الزوجين!
غالباً ما تكون المزاجية المرتبطة بنوبات الغضب الشديد والعصبية حالةً نفسية مضطربة، قد تكون عرضاً لبعض اضطرابات الشخصية والاضطرابات النفسية، أو اضطراباً قائماً مثل اضطراب الغضب الانفجاري المتقطع، ويمكن الاستدلال على ذلك من استمرارية ارتباط تقلب المزاج بنوبات غضب وعصبية، وحدة الغضب وفقدان السيطرة التي يعاني منها الزوج.
التعامل مع الزوج الذي تجتمع عنده المزاجية بالعصبية ونوبات الغضب قد يكون صعباً، والأولوية لإقناعه بطلب المساعدة النفسية التي تقدم له حلولاً ممتازة للسيطرة على نوبات العصبية والمزاج المتقلب، ليس فقط من أجل حياته الزوجية بل من أجله هو أيضاً!
- وجود مشكلة نفسية: تنتج مزاجية الزوج في أحيان كثيرة من معاناته من أزمة أو اضطراب أو مرض نفسي، مثل اضطرابات الشخصية بأنواعها، أو الاكتئاب، أو فقدان الثقة بالنفس أو حالات الرهاب، أو حتى الاضطرابات العقلية مثل اضطراب ثنائي القطب واضطراب جنون الارتياب.
- طبعه انفعالي وعاطفي: تختلف طباع الناس عن بعضهم البعض وهذا أمر طبيعي، واحياناً قد يملك الزوج شخصية أكثر تأثراً بالعواطف بشكل عام، فنجده يضخم الأمور وأحياناً ويتقبلها برحابة صدر أحياناً أخرى، ويتأثر عاطفياً بأي موقف أو حدث يمر بها، ويختلف مزاجه تبعاً لذلك.
- المرور بظروف صعبة: قد يعيش الزوج ظروف صعبة أحياناً تسبب تقلب مزاجه، مثل التعرض لمشكلة معينة، أو مرض أحد أفراد العائلة، أو معانته من حالة صحية، أو وجود مشاكل مع عائلته أو أشخاص في محيطه.
- ضغوط وصعوبات العمل ومتطلبات الحياة: يمر الزوج خلال حياته اليومية بسبب عمله أو وضعه المادة أو مكان سكنه وغير ذلك، بالكثير من المتطلبات والمسؤوليات، وهذا يفرض عليه العيش بظروف حياة صعبة كثيراً ما تكون السبب بتقلب مزاجه، فما أن يشعر بالسعادة والراحة، حتى يتذكر شيء أو يحدث موقف يزعجه على الفور ويغير مزاجه.
- ضعف العاطفة تجاه الزوجة: أحياناً تكون مشاعر الزوج ضعيفة تجاه زوجته أو لا يشعر بالعاطفة تجاهها وربما تزوجها أساساً لأسباب اجتماعية وثقافية ودينية دون رغبة منه، أو قد يتجه نظره لمرأة أخرى غير زوجته، وهذا كله يؤثر على طريقة تعامله مع زوجته ويجعله أكثر تقلب في مزاجه.
- وجود مشاكل زوجية: كثرة المشاكل الزوجية بين الزوجين تفرض أجواء سلبية على العلاقة وعلى الأسرة بشكل عام، مثل المشاحنات والمشاجرات وعدم التفاهم على الكثير من تفاصيل الحياة، كل ذلك يسبب لدى الزوج حالة من الفتور والاكتئاب، تنعكس على طباعه وتجعله أكثر مزاجية في التعامل مع زوجته.
- تراجع السعادة الزوجية: حالة المزاجية والتقلب بشكل كبير في المزاج لدى الزوج تنعكس على نوع ومستوى السعادة في العلاقة الزوجية، فهي تفرض حالة من التوتر والمشاكل وعدم التفاهم، تسبب خسارة أسباب السعادة وزيادة أسباب التوتر والشجار.
- زيادة المشاكل الأسرية: مزاجية الزوج وعدم فهم أفراد الأسرة والزوجة كيفية التعامل معها، تجعلهم لا يتمكنوا من التنبؤ بسلوكه وتصرفاته وردود أفعاله على المواقف المختلفة، وهذا يسبب كثرة الخلافات والصدامات بين أفراد الأسرة، وبالتالي زيادة المشاكل الأسرية.
- ضعف العلاقة بين الزوجين: عدم التفاهم بين الزوجين يجعل الحوار بينهما ونظرة كل منهما للآخر أكثر سلبية، فكل منهما يشعر أن الآخر لا يفهمه بالأفكار والمشاعر والرغبات، وهذا يحدث شرخ في العلاقة الزوجية يؤدي لضعفها وربما تدهورها مع الوقت.
- التأثير على نفسية الزوجة: اتصاف الزوج بتقلب المزاج يضع الزوجة تحت ضغط نفسي وعاطفي، فهي لا تعرف كيف ترضي زوجها، ولا يمكنها التنبؤ بسلوكه ورغباته وبالتالي تبقى دائماً في حيرة من أمرها، وخوفاً من أن تكون مخطئة، وربما تشعر بالذنب أو المسؤولية عن ذلك، وهذا يسبب لها ضغط نفسي وعاطفي كبيرين.
- التأثير على العلاقة الحميمة بين الزوجين: مزاجية الزوج تنفي أهم عامل بنجاح العلاقة الحميمية بين الزوجين والسعادة بها، وهو عامل الانسجام والتفاهم ورغبة كل من الطرفين بإسعاد الآخر والشعور بالسعادة معه أثناء ممارستها، وهذا التأثير السلبي على العلاقة الحميمة قد يكون له نتائج كارثية على مجمل العلاقة الزوجية.
- عدم قدرة الزوجين على تلبية الاحتياجات الزوجية: كل من الزوجين له الكثير من الاحتياجات من الآخر، سواء احتياجات عاطفية أو مادية أو جنسية وغير ذلك، ومزاجية الزوج وعدم قدرة الزوجة على التفاهم معه والتنبؤ بأفعاله، تجعل كل منهما غير قادر على تلبية احتياجات ورغبات الآخر، نتيجة عدم معرفة هذه الاحتياجات أو عدم الاهتمام بها بسبب هذه المزاجية.