كيفية شرح العلاقة الزوجية للمراهقين الذكور
شرح العلاقة الزوجية والجنسية للمراهقين، أمر قد يكون صعب لدى بعض الأهل، ويسبب الكثير من الإحراج وعدم معرفة السبل الأفضل لذلك، فالحقيقة أن هذا الأمر يحتاج لشجاعة وحكمة في اختيار الكلمات والفرص المناسبة والتعابير العلمية لفتح الحديث والإجابة عن أسئلة المراهق وجوانب فضوله، في هذا المقال نقدم بعض النصائح والأشياء الضرورية وبعض الطرق للحديث مع المراهق عن العلاقة الزوجية عموماً والعلاقة الجنسية خصوصاً.
بشكل عام يمكن البدء بالحديث عن الجنس والعلاقة الزوجية مع طفلك قبل المراهقة مع اقتراب سن البلوغ، حيث يتطور نوع الحديث وعمقه مع تطور أفكار المراهق وقدرته على استيعاب وتفهّم الأمر، فنبدأ بالحديث عن التغيرات الجسدية الجنسية، ثم ننتقل للحديث عن الأخلاقيات المتعلقة بالأمور الجنسية، والحديث عن صفات الجنس الآخر والاختلافات الجسدية معه.
ثم الحديث عن العلاقات الجنسية وما سبب الشهوة وكيف يمكن السيطرة على هذه الشهوة وتفريغ المشاعر المرتبطة بها، وبالتأكيد الحديث عن الأطر الاجتماعية والأخلاقية التي تحكم العلاقة الجنسية بين الجنسين وكيف يجب الالتزام بها.
هناك مدرسة أخرى تقول "أخبره عندما يسأل" لكن انتظار المراهق ليسأل عن الجنس والعلاقة الزوجية ليس خياراً حكيماً، خصوصاً وأن هناك الكثير من الاعتبارات التي قد تجعل الشاب المراهق لا يسأل الوالدين عن الجنس والعلاقة الحميمة والزواج، وريما يسأل أشخاص آخرين أو حتى يسأل مساعد الذكاء الصناعي! ويحصل على معلومات غير دقيقة أو غير متوافقة مع المجتمع الذي يعيش فيه.
في الواقع التوقيت المناسب للحديث مع ابنك المراهق عن الأمور الجنسية يرتبط بالكثير من العوامل، منها مثلاً عمره ومدى وعيه واستيعابه، ومدى اهتمامه بهذه الأمور أو وجود ما يشغله عنها، كما يتعلق أيضاً بنوع الأحاديث وقدرة الأهل على إدارة الحديث بالشكل الصحيح ووجود العلاقة الجيدة مع المراهق.
- شرح العلاقة الزوجية الإنسانية: في البداية يجب أن نشرح للمراهق حقيقة العلاقة الزوجية ووقائعها بشكل شامل، وليس ما يتعلق بالعاطفة أو العلاقة الجنسية أو الأفكار الشائعة عن الزواج بنموذجها المثالي، وإنما يجب أن يتعرف المراهق على العلاقة بين الرجل والمرأة من حيث الفروقات الجسدية والوظيفية والتوقعات الاجتماعية من كل منهما، وكيف ينعكس ذلك في الحياة الزوجية، وما هي أخلاقيات العلاقة الزوجية.
- شرح الدور الاجتماعي في العلاقة الزوجية: في العلاقة الزوجية يلعب كل من الزوجين دور معين مختلف في بعض الجوانب يتوافق مع جنسه، من حيث طبيعته الجسدية والعاطفية والفكرية، ويجب أن يعرف المراهق هذا الدور بأفضل صورة، وما المتوقع منه مستقبلاً من وظائف ومهام ومسؤوليات، وما هي حقوقه في العلاقة الزوجية، فهذا الشرح المبكر يحصن المراهق من اتباع أي أفكار أو سلوكيات وتوقعات مغلوطة حول العلاقة الزوجية، وبالتالي يتحضر بشكل أفضل ليكون زوج ناجح في المستقبل.
- شرح الواجبات والتوقعات في العلاقة الزوجية: في العلاقة الزوجية كل من الزوجين لهما حقوق وواجبات من تجاه الآخر، وقد تختلف هذه الحقوق والواجبات بعض الشيء من مجتمع لآخر، ولكن اجمالاً فإن العلاقة الزوجية هي منظومة اجتماعية مصغرة تعتمد على قيام كل من طرفي الزواج بأدواره، في أغلب المجتمعات تكون مهمة الزوج تأمين المتطلبات المادية للمنزل وتأمين أساسيات العيش من طعام وشراب ومسكن ولباس وحماية، وتكون مهمة الزوجة العناية بالمنزل ورعاية الأطفال، ويجب أن يعي الزوجين أن هذه الأشياء حقوق لهما وواجبات عليهما تجاه بعضهما، حتى لو حصل بعض المشاركة في المسؤوليات أو بعض التنازلات أحياناً بما يتناسب مع الحالات الفردية.
- شرح شروط اختيار شريك العمر: في سن المراهقة تكون نظرة الشاب تجاه الزواج والشريكة المستقبلية نظرة نموذجية مثالية، المعايير التي يفكر فيها لا تتعدى الشكليات، وبالتالي لا يعرف الشروط الحقيقية والمفيدة التي يجب أن ينظر لها عندما يختار شريكة حياته، ويجب تنبيهه لهذا الأمر، مثل أن ينظر إلى الأخلاق، وإلى الاحترام، ومدى التوافق والانسجام بينهما، والطباع، وغيرها من الجوانب.
- التحدث عن ضروريات ومتطلبات الحياة الزوجية: كما تحدثنا فإن نظرة المراهق للعلاقة الزوجية هي نظرة عامة مثالية نموذجية لا تراعي جميع متغيرات الواقع وأحكامه، لذا يجب أن نشرح للمراهق خاصة الكبير بعض الضروريات من متطلبات العلاقة الزوجية وهنا لا نقصد المادية فقط، وإنما نقصد أخلاقيات التعامل والتفكير التي تساعد في نجاح واستمرار العلاقة الزوجية، مثل أن الزواج قد يحتاج أحياناً إلى تنازلات ومرونة في الواجبات والحقوق، وأحياناً أخرى قد يحتاج لصرامة، كما يحتاج لذكاء وسرعة بديهة لفهم ما الذي يفكر فيه الشريك، ويحتاج لحكمة وقدرة على التعامل مع المواقف المختلفة والمشكلات والعوائق التي قد تتعرض لها العلاقة الزوجية، ويحتاج لمعرفة ما الأشياء التي قد تؤدي للانفصال ومتى تكون هذه الأشياء بسيطة ولا تستحق انهاء العلاقة مثل الخلافات البسيطة، ومتى تكون كبيرة إلى حد لا يمكن معها استمرار الحياة الزوجية مثل الخيانة الزوجية.
- شرح المتغيرات الجنسية بجسم المراهق: الحديث عن الجنس مع المراهق يجب أن يبدأ من التغيرات الجسدية التي تحدث في مرحلة المراهقة ويلاحظها المراهق على نفسه، حيث يتم الحديث مع المراهق بطريقة ومصطلحات علمية دون أن إحراج أن مرحلة المراهقة تبدأ بعملية تسمى البلوغ الجنسي، حيث يلاحظ المراهق خروج سائل أبيض لزج من القضيب خاصة في حالات قيامه بتحفيز هذه المنطقة، وأن هذا البلوغ هو بداية انتهاء مرحلة المراهقة لديه وسوف يبدأ جسده يتطور تناسباً مع جنسه فبالنسبة للذكر سوف يلاحظ تغيير في الصوت، وتضيق في الخصر مع عرض الأكتاف، وظهور الشعر بعد فترة في مناطق عدة من جسده.
- شرح مشاعر المراهق الجنسية: بعد فترة من البلوغ سوف تتغير نظرة المراهق للمشاهد المثيرة كما سوف تتغير نظرته وطريقة تعامله مع أفراد الجنس الآخر، وقد يحدث أحياناً أن يشعر بالشهوة الجنسية، والتي تنبع غالباً عن فضول أو ميل جنسي فعلي، يجب استغلال أي فرصة من هذا النوع لنشرح للمراهق أن هذه المشاعر طبيعية جداً وجميع المراهقين يمرون بها، وأن هذه المشاعر ضرورية وهي ما تساعد على استمرار الجنس البشري، وبنفس الوقت يجب تعليمه كيفية السيطرة على مشاعره وتفريغها، وقواعد الادب العام التي تمنع التصريح بهذه المشاعر أو القيام بسلوكيات تأثراً بها، وأنه عندما يكبر سوف يتزوج ويعيش هذه المشاعر مع شريكة بعلاقة يقدسها المجتمع والدين، وما عليه الآن سوى تحويل انتباهه لأشياء أخرى بعيداً عن الأفكار الجنسية.
- شرح مفهوم الحب والعلاقات الغرامية: في مرحلة المراهقة يزيد اهتمام المراهق بالأمور العاطفية ومواضيع الحب والغراميات، وربما ينخرط في علاقات من هذا النوع بمستويات مختلفة، ويتطور فهمه نحو شعور وعلاقة الحب بجميع تفاصيله مع زيادة الأحداث والتجارب التي يمر بها، وهنا يأتي دور الأهل في شرح هذه المسائل من وجهة نظر الخبير والصديق المقرب والشخص الموثوق الذي يريد مصلحة المراهق، ويفضل تجنب دور الناصح المرشد الملل الذي يتحدث دائماً عن المثاليات، فيجب أن يعرف المراهق أن الحب هو شعور حقيقي يؤثر جداً بصاحبه وأنه قد يسبب مشاعر صعبة وسلبية كما يسبب مشاعر جميلة وسعيدة، وأنه يوجد أطر وقواعد تساعد في تجنب الأخطاء في العلاقة الغرامية التي قد تؤدي لنتائج سلبية على المراهق واسرته في بعض الأحيان خاصة في المجتمعات المتزمتة، لذا عليه الحذر وعدم ارتكاب الأخطاء والصدق في مشاعره وتجنب إيذاء مشاعر الآخرين.
- شرح المحظورات الجنسية وسبب منعها وإقناع المراهق بالأسباب: يسمع المراهق دائماً الكثير من التنبيهات حول أشياء ممنوعة، مثل التقرب جسدياً من الجنس الآخر، أو مشاهدة المواد الإباحية، أو العادة السرية، أو غيرها من الأنشطة والسلوكيات الجنسية، وحتى يشعر المراهق بأن هذه الممنوعات ضرورية ويجب عليه تجنبها يجب أن يفهمها جيداً وأن يفهم آثارها عليه وعلى أسرته وعلى المجتمع وعلى الآخرين، وليس مجرد تسلط من قبل الأهل أو المجتمع عليه وعلى مشاعره وحريته، ويتم شرح ذلك من خلال استعراض التأثيرات المحتملة أخلاقياً ودينياً واجتماعياً لأي سلوك مرفوض قد يقوم به.
- شرح متى يمكن ممارسة الجنس وشرط ذلك الزواج: يتساءل المراهق دائماً سواء أمام الأهل أو مع نفسه، حول متى يمكنه ممارسة الجنس والشعور بلذة هذه التجربة، وهنا يجب أن تكون الإجابة مقترنة بالزواج كطريقة وحيدة تتيح له ممارسة الجنس في المستقبل، ويجب أيضاً أن يفهم كل ما يتعلق بعلاقة الزواج من طرق ووسائل وضروريات وواجبات وحقوق وتوقعات.
- كن منظماً في الحديث: بالحديث مع المراهق عن الأمور الجنسية يجب أن يكون الأب منظماً ينطلق من الأولويات والأشياء التي يمكن أن يفهمها المراهق والتي يلاحظها في حياته اليومية، والانتقال منها للمواضع الأكثر صعوبة وتعقيد.
- أعطِ الحديث طابعاً علمياً: حافظ بالحديث مع المراهق على اللهجة العلمية والدينية حول الأمور الجنسية من حيث المصلحات المستخدمة وطريقة الشرح، فهذه الطريقة تجنب حالة الحرج أو الخيالات الجنسية عند المراهق، وتسمح باستيعابه لهذه الأمور من منظور العلم والوظيفة وليس من منظور الشهوة والرغبة.
- قم بتصحيح المفاهيم الشعبية الرائجة: يتعرض المراهق للكثير من المعلومات والأفكار السائدة التي قد تكون معظمها مغلوطة من الأصدقاء أو المواقع ذات المحتوى الاباحي أو كلام الناس والشائعات وغير ذلك، وينصح بتصحيح هذه المفاهيم لدى المراهق، حتى لا تصبح جزء من قناعاته وأفكاره الراسخة.
- درّب ابنك المراهق على التعامل مع الأزمات العاطفية: من المحتمل أن يتعرض المراهق في وقت ما لمواقف وأحداث تسبب له أزمات عاطفية مثل الانفصال والتعرض للاستغلال أو التحرش الجنسي أو التنمر والتسلية وغير ذلك، وينصح بتوعية المراهق لكيفية اكتشاف الأشخاص الذين قد يتسببوا له بأزمة عاطفية وكيف يتجنبهم، وكيف يتعامل مع الأزمات التي يقع فيها فعلاً.
- بناء الثقة بين المراهق ووالده: الثقة بين المراهق ووالديه تتيح المجال للحوار المقنع والبناء، فعندما يثق المراهق بوالديه ويعتبره صديقه المقرب الذي يفهم مشاعره ويرغب بحمايته، يكون أكثر تقبلاً للانتقاد منه، وأكثر تجاوباً مع الاتفاقات أو النصائح التي تجري مع الوالد، وأكثر قدرة على التصريح أمام والده بمشاعره وأفكاره الجنسية بدون الخوف من العواقب أو الإحراج.
- ادعم ضرورية الالتزام بالضوابط والأخلاقيات: كل مجتمع لديه منظومة من الضوابط والمعايير التي تحكم الحديث عن الأمور الجنسية أو الانخراط في سلوكيات جنسية، تأتي هذه المنظومة من المعايير الاجتماعية والأخلاقية والدينية والصحية وغيرها، ويجب أن يكون التوجه العام لحديث الأهل مع المراهق عن الجنس داعماً لهذه المنظومة ومؤيداً بالدليل والشواهد لضرورة الالتزام بها.
- ركّز على الضوابط الدينية: المخاوف الدينية والالتزام الديني هي أكثر الأشياء التي تساعد في الضبط الاجتماعي للسلوكيات المتعلقة بالجنس، وتركيز الأهل على الضوابط الدينية بطريقة صحيحة، من شأنه المساعدة في اقتناع المراهق بالتوجهات الجنسية الصحيحة.
- حضّر نفسك لأسئلة المراهق الجنسية: يدور في ذهن المراهق الكثير من الأسئلة والاستفسارات حول كثير من الشؤون المتعلقة بالجنس والعلاقة الجنسية، وإذا وثق المراهق بأبويه وكان لديه الشجاعة للتحدث عن ذلك معهم، فإنه قد يسأل الكثير من الأسئلة، وعلى الأهل في هذه الحالة أن يكونوا حاضرين للإجابة الصحيحة التي لا تشتت معلومات المراهق من ناحية، وتجيبه عن فضوله من ناحية أخرى.
- ابحث معه عن إجابات ملائمة ومقنعة: قد لا يتمكن الأهل من الإجابة عن جميع أسئلة ابنهم المراهق المتعلقة بالجنس، وفي هذه الحالة لا ضير من البحث معاً عن الإجابات الصحيحة، عبر الوسائل والمصادر الأكثر علمية وموثوقية، عبر الكتب أو مواقع الانترنيت الموثوقة والمجلات العلمية وغير ذلك.
- أخذ المعلومات من مصدر موثوق: حصول المراهق للمعلومات عن العلاقة الجنسية وجميع الجوانب والمفاهيم المرتبطة بها عن طريق الأهل أو المصادر الموثوقة التي تكون بمراقبة الأهل، تضمن إلى حد من موثوقية هذه المعلومات وصحتها، وعرضها عليه بطريقة علمية تحترم الآداب العامة ولا تتجاوز الأخلاق
- زيادة الثقة بين الأهل والمراهق: تعتبر الأمور الجنسية من أكثر الأشياء المحظورة والتي يوجد إحراج بالحديث عنها بين المراهق وأهله، وإيجاد القنوات المناسبة والسبل الصحيحة لتجاوز هذا الإحراج والحديث عنها بطريقة علمية مؤدبة، تساعد في تنمية الثقة بين الأهل والمراهق الذي يشعر بفهم أهله لمشاعره وتقديرهم ويسعون لمساعدته في فهمها بطريقة أفضل وتجنب الأخطاء المرتبطة بها.
- بناء قناعات وأفكار صحيحة: يبني المراهق أفكاره وقناعاته وتوجهاته بشكل أساسي من المعلومات الأولية التي يحصل عليها من أي مصدر، وحصول المراهق على معلوماته وخبراته الجنسية من مصادر موثوقة وأديبة مثل الأهل منذ البداية، يساعد في تنمية قناعات وأفكار صحيحة لديه.
- تقدير أبعاد العلاقات الزوجية والغرامية: عندما يتعرف المراهق على معلوماته عن العلاقات الزوجية والجنسية من مصدر موثوق كالأهل، فإنه يحصل على جميع المعلومات الأساسية والجانبية الواقعية التي لا يوجد فيها مبالغة أو مثاليات أو نموذجية، وإنما أشياء تحدث فعلاً في الواقع، وهذا يجعله أكثر تقديراً لتفاصيل العلاقات الزوجية والعاطفية والغرامية حتى قبل أن يجربها.
- تعلم كيفية السيطرة على الرغبات والمشاعر: من البديهي أن يمر المراهق بمشاعر وميول جنسية ومشاعر قوية أحياناً، وحديثه مع الأهل عن هذه الشؤون وحصوله على معلومات صحيحه، يساعد في معرفته لكيفية التعامل مع مشاعره ورغباته ومنعها من توجيه سلوكه.