كيفية التعامل مع طفل قليل التركيز بالدراسة
طرق التعامل مع الطفل قليل التركيز يحتاج لمعرفة في أسباب عدم التركيز وكيفية التغلب عليها، فتشتت الانتباه هو أمر شائع جداً عند الأطفال وكثيراً ما يشكل عائق لهم أثناء مرحلة التعليم بسبب صعوبة التركيز على المذاكرة، فما سبب عدم تركيز الطفل في الدراسة؟ وكيف اساعد طفلي على الاستيعاب والتركيز؟
لتحديد أسباب قلة تركيز الطفل لا بد من الانتباه للأعراض التي يعاني منها ونذكر منها ما يلي:
- عدم مقدرة الطفل على تسلسل الأفكار فعندما يتحدث طفل قليل التركيز عن أمر ما وتتم مقاطعته لا يستطيع مواصلة الحديث ويتعرض لتشتت ذهني ويواجه صعوبة في التذكر.
- شرود الطفل أثناء القيام بالواجبات المنزلية مثل النظر إلى النافذة أو التحديق بلعبة ما وعدم تركيزه على العمل الذي يقوم به، ولكن تكون هذه المسألة زائدة عن الحد فالطفل من الطبيعي أن يلتهي ويتشتت انتباهه بسرعة.
- صعوبة التركيز في الطلبات والأوامر حيث يحتاج الطفل قليل التركيز إلى توجيه الطلب له مرات عديدة للقيام بالمهمة وكأنه لا يستوعب ما يقال له من المرة الأولى.
- استغراق الطفل الكثير من الوقت لإنجاز مهام بسيطة وقد يتطلب القيام بمهمة ما من طفل قليل التركيز 3 أضعاف الوقت الذي يحتاجه أطفال أخرون لإنجاز نفس المهمة.
- شعور الطفل الدائم بالملل أثناء القيام بمهمة ما ويجد الطفل قليل التركيز العديد من المشتتات كأن يلعب بشيء ما بجانبه وينسى المهمة التي يجب عليه القيام بها.
- عدم قدرة الطفل قليل التركيز على التنظيم حيث يعاني من الفوضى فيصعب عليه القيام بالمهمات بشكل منظم أو ينسى بعض الخطوات عند القيام بها.
- الروتين اليومي الثابت: احرصي على حصول الطفل على نظام ثابت خلال اليوم، حددي وقت ثابت للنوم ووقت ثابت للمذاكرة ووقت ثابت للعلب، الروتين الثابت يساعد جسد الطفل ودماغه على التأقلم مع واجباته ويساعده في الحصول على نوم كافي وحصوله على عملية تمثيل غذائي جيدة أيضاً.
- تنظيم الوقت: من الهام تعليم الطفل تقنيات إدارة الوقت عن طريق تحديد أولويات المهام وتحديد مواعيد لإنهائها وتقسيم المهام الكبيرة إلى عدة أقسام حتى يسهل على الطفل القيام بها بشكل تدريجي.
- زرع عادات دراسية جيدة: علمي طفلك القيام بواجباته الدراسية بوقت محدد كل يوم ومن الأفضل أن يكون عند ذروة نشاطه حتى لا يكون متعب وخمول عند المذاكرة، وعلمي الطفل تقنية تقسيم المهام والقيام بها بشكل دائم دون التأجيل ليتجنب تراكم المهام.
- وضع جداول زمنية: عند قيام الطفل بمهام المذاكرة أو الواجبات المنزلية علميه أن يضع وقت محدد لكل مهمة ونقطة نهاية لها حتى يستطيع التركيز بشكل أكبر على المهمة خلال فترة زمنية محددة، هذا السلوك يساعد مع الوقت على زيادة تركيز الطفل.
- السماح بالاستراحة والقيلولة: عند الشعور أن الطفل يشعر بالتعب أو الملل بشكل كبير فيمكن أن تسمحي له بأخذ استراحة قصيرة أو قيلولة لبعض الوقت حتى يحصل على دفعة جديدة من الطاقة تساعد في تنفيذه للمهام بشكل أفضل.
- علاج الاضطرابات إن وجدت: إذا كان الطفل يعاني من اضطرابات مثل صعوبات التعلم أو فرط النشاط أو أي اضطرابات نفسية أو عاطفية أو عقلية يجب التوجه للعلاج المتخصص لهذه الحالات.
- الحصول على استشارة مختصة: أحياناً قد يعاني الطفل من ضعف التركيز دون معرفة السبب مع عدم وجود سبب مرضي لذلك، ومن الأفضل في هذه الحالة التعاون مع مختص خبير لتقييم الحالة وتقديم الاستشارة الأفضل للأهل، حول كيفية التعامل مع الطفل قليل التركيز.
الطريقة الأفضل لتدريس الطفل قليل التركيز تكمن في تجنب الشعور بالملل والتعب أثناء المذاكرة، نذكر لك بعض النصائح التي تساعد الطفل على الدراسة بشكل أفضل وتحافظ على تركيزه:
- اختاري أسلوب التعليم المناسب لطفلك: لكل طفل أسلوب تعليم مفضل له، فمنهم ما يفضل المؤثرات البصرية ومنهم ما يفضل المؤثرات السمعية ومنهم يفضل الكتابة عند المذاكرة، لاحظي أي طريقة يفضلها الطفل واستخدميها في تعليمه.
- استخدمي لغة بسيطة: حاولي إيصال الأفكار المتعلقة بالدرس بلغة بسيطة وواضحة يستطيع الطفل أن يفهمها ويستوعبها مع ذكر أمثلة من الحياة الواقعية للطفل حتى يستطيع ربط الأفكار ببعضها البعض.
- تبسيط المهام الدراسية: عند قيام الطفل بعمليات رياضية على سبيل المثال، قسمي المهمة إلى عدة أقسام ينتقل الطفل بينها بشكل متدرج حتى يستوعب كل فكرة على بشكل مستقل، هذه الاستراتيجية تعلّم الطفل كيفية مواجهة المشاكل بشكل عام عبر تقسيمها وتنظيمها وحل كل قسم على وحده ثم ربط الأفكار مع بعضها البعض.
- اجعلي التعليم عملية ممتعة: تجنبي عملية التعليم الرتيب والممل لطفلك عن طريق حفظ الدروس وترديدها فقط، حولي التعليم إلى نشاط ممتع عن طريق إدخال اللعب إلى المذاكرة واستخدم جميع الأدوات التي تساعد في زيادة فهم الطفل للدرس مع اعطاء أكبر قدر ممكن من الأمثلة الموجودة في بيئة الطفل.
- تجنبي المشتتات: خلال عملية المذاكرة احرصي على وجود الطفل في جو هادئ بعيد عن الضوضاء أو أصوات الأطفال الآخرين أو المشتتات البصرية كنوافذ أو وسائل اللعب مثل ألعاب الكمبيوتر والفيديو وغيرها من المشتتات، كما يمكن عند القيام بالواجبات الدراسية في المنزل من تدريس كل مادة على حدى وأخذ استراحة 10 دقائق بين كل مادة وأخرى.
الاعتماد على الأطعمة التي تزيد انتباه وتركيز الطفل والنظام الغذائي الصحي الذي يعالج مشكلة التركيز أيضاً له دور مهم في حل المشكلة، وفيما يلي بعض النقاط الهامة بشأن ذلك:
- الأسماك والمكسرات: تعتبر الأسماك والمكسرات وخاصةً الجوز عناصر ضرورية للطفل حيث انها تحوي على الأوميغا 3 والدهون الصحية الضرورية لنمو الدماغ بشكل جيد.
- الحبوب الكاملة والبقوليات: تحتوي الحبوب والبقوليات على الجلوكوز والذي يعتبر الوقود الأفضل للدماغ، كما أن الحبوب الكاملة تحافظ على شعور الطفل بالشبع بين الوجبات.
- الخضار والفواكه: للحصول على الفيتامينات المتنوعة والألياف الضرورية لعملية الهضم يجب أن يحصل الطفل على تنويع غذائي من الفواكه والخضار، فهي بالإضافة لذلك تحوي على مضادات الأكسدة للحفاظ على صحة الخلايا لجسم الطفل.
- منتجات الحليب والألبان: من الضروري أن يحصل الطفل على حصلة مناسبة من الحليب ومشتقاته، فهي تحتوي على الكالسيوم والبروتين وفيتامين د الهامة لصحة العظام والأسنان ونمو الدماغ.
- البيض واللحوم: والتي تحتوي على الزنك والبروتينات الهامة في البناء العضلي للجسم.
- شرب كميات كافية من الماء: للحفاظ على رطوبة الجسم وإبقاء الطفل بحالة تركيز أفضل.
أسباب ضعف التركيز عند الأطفال تختلف بين مخاوف نفسية ومشاكل اجتماعية وعوائق جسدية وصحية قد يعاني منها الطفل، وفيما يلي أكثر الأسباب شيوعاً لقلة التركيز عند الأطفال:
- الشعور بالقلق: قد يعاني الطفل من العديد من المخاوف المزمنة والتي قد لا تكون واضحة للوالدين مثل الخوف من الابتعاد عنهم أو الخوف من الاختلاط مع الأطفال الآخرين، هذه المخاوف قد تكون عامل مشتت للتركيز لدى الطفل بشكل كبير بحيث تسبب له شعور دائم بالتوتر.
- الشعور بالضغط من ضخامة المنهاج وكثرة المهام: المناهج الدراسية المكدسة تشكل عامل ضغط نفسي على الطفل تسبب له حالة من التشتت الذهني تنعكس سلباً على العملية التعليمية للطفل وتقلل من تركيزه، كذلك المهمات الصعبة التي قد تفرضها المدرسة على الطفل أو الوالدين اعتقاداً منهم أن ذلك يحسن من مهاراته التعليمية.
- الشعور بالرتابة والملل: قد يعاني الطفل من الملل بسبب طريقة السيئة المتبعة في التعليم أو المنهاج، والتي تشعر الطفل أن التعليم نشاط بدون فائدة وحالة من العقاب المفروض عليه ما يجعله غير مهتم بعملية التعليم.
- الشعور بالإجهاد والنعس: النوم الصحي لساعات كافية شرط أساسي في عملية الصفاء الذهني والراحة الجسدية للطفل، وقلة النوم أو النوم ضمن أجواء غير صحية يسبب حالة من الشعور بالخمول الدائم لدى الطفل تنعكس سلباً على نشاط الطفل وشدة تركيزه.
- سوء التغذية: يكون الأنسان في مرحلة الطفولة بحالة نمو جسدي وذهني مستمر ولتحقيق هذا النمو بشكل جيد يجب أن يحصل الطفل على الطعام المتنوع والصحي الذي يلبي حاجات الطفل لينمو بشكل جيد، وسوء التغذية يسبب حالة من الضعف الجسدي والذهني وبالتالي قلة تركيز لدى الطفل.
- اضطرابات صعوبات التعلم وقلة الانتباه وفرط النشاط: يمكن أن يصاب الطفل بأحد إضرابات صعوبات التعلم مثل عسر القراءة والكتابة وعسر الحساب وقلة الانتباه وفرط النشاط، كل هذه الاضطرابات تشكل حاجز كبير أمام تركيز الطفل ويحتاج علاجها إلى عناية خاصة وكبيرة بالطفل.
- الشعور بإهمال الوالدين: اهمال الوالدين للطفل وعدم إعطائه المحبة والاهتمام الكافي يجعله قليل التركيز وغير مكترث بالنشاطات الهامة مثل التعليم، وتسبب له مشاكل عاطفية تستهلك طاقته وتشعر الطفل باضطراب داخلي بشكل مستمر.
- مشتتات شائعة: يمكن للضجيج الصاخب وأجواء الدراسة غير الجيدة سواء في المنزل أو المدرسة أن تتسبب في عدم تركيز الطفل، وخاصة في حال وجود مشتتات مثل التلفاز وألعاب الفيديو وسماع أصوات الأطفال الآخرين وهم يلعبون.