كيفية التعامل مع طفل ضعيف الشخصية وتعديل سلوكه

كيف أساعد طفلي ضعيف الشخصية للتخلص من الضعف! تعرفي إلى أسباب ضعف الشخصية عند الأطفال وكيفية التعامل معها
كيفية التعامل مع طفل ضعيف الشخصية وتعديل سلوكه
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

التعامل مع الطفل ضعيف الشخصية يحتاج بداية لفهم المسببات التي أدت لإضعاف شخصية الطفل، ومواجهة هذه الأسباب ثم تطبيق بعض الخطوات التي تعالج ضعف الشخصية عند الأطفال، وفي المقال التالي نتعرف إلى أسباب ضعف الشخصية عند الأطفال، وعلامات الشخصية وأفضل الطرق لتقوية شخصية طفلك.

  • مشاكل العلاقات الأسرية: تتأثر شخصية الأطفال والأبناء دائماً بالعلاقات الأسرية غير المتوازنة وقد يكون أحد أهم التأثيرات هو الشخصية الضعيفة للأطفال، من المشاكل المؤدية لذلك الصراعات الزوجية والتفكك الأسري وحوادث الطلاق والانفصال أو فقدان أحد الوالدين وما إلى ذلك.
  • تعرض الطفل للمقارنات: المقارنات من أكثر أسباب ضعف شخصية الأطفال شيوعاً، قد يتعرض لها الطفل من الأهل في المنزل أو خارج المنزل من المعلمين والمدرسين أو من الأصدقاء بسبب وضع صحي أو اجتماعي معين أو حتى من الطفل ذاته حين يقارن نفسه بأشخاص آخرين عند الشعور بنقص ما في حياته.
  • تعرض الطفل العنف الجسدي أو اللفظي: ما يتعرض له الطفل من عنف جسدي أو لفظي سواء في المنزل من قبل الأهل أو أحد أفراد الأسرة من أخوة واجداد وغيرهم، أو في المدرسة من المعلمين أو الزملاء أو في الحي من جيران وأطفال آخرين، جميعها عوامل لضعف الشخصية عند الأطفال، خاصة عندما تتكرر دون قدرة الطفل على مواجهتها.
  • التربية الخاطئة: تعدد أساليب التربية الخاطئة التي تقود لضعف شخصية الطفل، منها القسوة الزائدة وتعنيف الطفل واتباع أساليب الحرمان والتخويف والعزل أو تطبيق أسلوب التجاهل للأطفال بطريقة خاطئة وفرض القيود المبالغ بها والتسلط واختلاف الوالدين على تربية الطفل، وأيضاً عدم تعليمه الدفاع عن نفسه أمام الآخرين وابداء رأيه، وعدم تنمية مهارات التواصل لديه أو والكلام مع الآخرين.
  • الاهتمام الزائد بالطفل: كذلك قد ينتج ضعف الشخصية عن التربية المتساهلة وتدليل الطفل المبالغ به بحيث يعتاد على الاتكالية ويفقد قدرة الاعتماد على النفس ويعتاد على عدم تحمل المسؤولية ووجود من يصنع القرارات ويتحمل الأعباء عوضاً عنه.
  • الضغط على الطفل بالتوقعات: قد يُحمِّل الآباء أطفالهم أحياناً أعباء زائدة بالتوقعات العالية وجعل الطفل ملزماً بتحقيق طموحات الأهل التي قد لا تناسب شخصياته ورغباته، مما يسبب له الضغط والقلق والشعور الدائم بأنه غير مؤهل لتحقيق ما يطمح له الوالدين ويقل رضاه عن نفسه وقناعته بقدراته مما يسبب مشاكل نفسية متعددة للطفل قد يكون من أبرزها ضعف الشخصية.
  • العوامل الوراثية: العوامل الوراثية لها دور في تحديد أنماط الشخصية أحياناً خاصة عندما يترافق ذلك مع عوامل بيئية مساعدة مما ذكرناه آنفاً.
  • وجود ما يجعل الطفل يشعر بالخجل أو العار: يزيد احتمال التعرض لضعف الشخصية عند الطفل عندما يوجد لديه عيب أو مشكلة صحية أو نفسية أو مشكلة في المظهر الخارجي أو وصمة اجتماعية أو أسرية تجعله إما عرضة للانتقاد من الأقران والتنمر والتعنيف اللفظي أو الجسدي، وإما يشعر بسببه بقلة الثقة بالنفس والخجل من الناس وعدم الرضا عن الذات.
animate

كيف اعرف أن ابني شخصيته ضعيفة؟ السؤال الأكثر تكراراً عندما يشك الوالدين بضعف شخصية طفلهما، لذا نقدم فيما يلي أهم علامات ضعف الشخصية عند الأطفال:

  • الخوف والتردد: الطفل ضعيف الشخصية يتردد كثيراً في اتخاذ أبسط القرارات المتعلقة به ويفضل دائماً انتظار تعليمات وتوجيهات الآخرين على أن يختار بنفسه أو يصنع قراره بشكل مستقل، ولكن يكون هذا التردد زائد عن الحدود الطبيعية، فالأطفال بطبيعة الحال قد يغيرون رأيهم ورغباتهم بشكل سريع وهذا لا يعتبر من جوانب ضعف الشخصية.
  • الخجل الشديد: غالباً ما يترافق ضعف الشخصية عند الأطفال بخجل مبالغ به في مختلف المواقف خاصة عند التعامل مع الغرباء والآخرين، وهذا ما قد يجعله أيضاً طفلاً انطوائياً ويفضل العزلة.
  • قلة الثقة بالنفس: يشعر الطفل ضعيف الشخصية بقلة إمكانياته وعدم الثقة بقدراته، مما يؤدي لقلة مبادرته في المشاركة بالنشاطات المختلفة في المدرسة أو في المنزل أو غيرها.
  • ضعف قدرات التواصل: يفتقر الأطفال ضعيفي الشخصية لمهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين، سواء الأطفال من أعمارهم أو حتى الكبار والبالغين.
  • الميل للانطواء: كذلك قد يميل الأطفال ضعيفي الشخصية للانعزال والانطواء عن الآخرين والخوف من التواصل مع أطفال غرباء لا يعرفوهم أو محاولة تكوين علاقات معهم، بسبب ضعف مهارات التواصل المترافق أيضاً مع قلة الثقة بالنفس والخجل والخوف.
  • الخوف من المسؤولية: يرفض الطفل ضعيف الشخصية تحمل المسؤوليات بنفسه ويطلب دائماً العون من الأهل أو من أحد أفراد الأسرة ويخاف من الاعتماد على نفسه بشكل كامل في تأدية مهمة ما ولا يتحمل التحديات والضغوطات.
  • سرعة البكاء: الطفل ضعيف الشخصية غالباً يخاف كثيراً ويسارع إلى البكاء عند التعرض لأي موقف مزعج حتى لو كان بسيطاً، ولديه شخصية حساسَة بشكل مبالغ به تتأثر بسهولة.

كيف أقوي شخصية طفلي؟ كثيراً ما يتساءل الآباء ما هي الاشياء التي تقوي شخصية الطفل وتساعده في تنمية شخصية واثقة خاصة لو لاحظوا ضعف شخصية أحد أطفالهم في التعامل مع مواقف الحياة المختلفة، وفيما يلي بعض الركائز الأساسية لتقوية شخصية الطفل:

  • تعزيز التجارب الشخصية للطفل: التجارب من أساسيات النمو المعرفي عند الطفل واكتشاف العالم المحيط والتعلم وبدء تطوير الخبرات والمهارات، وقد يخطئ بعض الأهل بحرمان الطفل من ذلك بحجة أنه صغير ويجب السيطرة على كل تصرفاته وضبط سلوكه، وهي من الأخطاء التربوية المتكررة التي تسبب ضعف شخصية الطفل فيما بعد.
  • دفع الطفل لاتخاذ القرارات: لكل من يبحث عن طريقة تقوية شخصية الطفل ويتساءل كيف أقوي شخصية ابنتي أو ابني الجواب هو إتاحة الفرصة للطفل بصنع القرار الخاص به، عندما يتعلم الطفل اتخاذ قراراته بنفسه فهو يتعلم الاعتماد على النفس ويكتسب ثقة بنفسه، كما يتعلم الطفل تحمل مسؤولية قرارته وعدم الاعتماد على الآخرين في المراحل اللاحقة من حياته والمحصلة هي شخصية مستقلة قوية واثقة من نفسها.
  • تعزيز الشعور بالدعم والحب: فالمصدر الأول والأهم لبناء شخصية قوية للطفل هو الشعور بحب الوالدين ودعمهما الذي يعطي ثقة للطفل بنفسه على تحقيق الإنجازات ومواجهة الصعوبات مهما كانت، خاصة فيما يتعلق بكيفية تقوية شخصية الطفل الحساس الذي يكون بحاجة ماسة للشعور بحب الوالدين وتشجيعهما ليتغلب على ضعفه وعلى حساسيته الزائدة بوقت واحد.
  • العيش في بيئة آمنة: من ضرورات الحفاظ على توازن نفسي وسلوكي للأطفال هو العيش في بيئة آمنة أسرياً واجتماعياً، يتضمن ذلك عدم التعرض للعنف المنزلي أو المدرسي أو المجتمعي والابتعاد عن بعض الأماكن التي يشكل السكن بها تهديداً لسلامة الطفل ويعرضه للكثير من المخاطر مثل أماكن الحروب أو أماكن انتشار الجرائم وغيرها.
  • تعليم الطفل بعض المهارات: مرحلة الطفولة هي المرحلة الأهم في تعلم واكتساب المهارات التي تسهم في تقوية شخصية الطفل في حياته لاحقاً، لذا من المهم التركيز على تعلم المهارات الأساسية منذ الطفولة وعدم تجاهل ذلك مثل مهارات التواصل وحل المشكلات وتكوين العلاقات الاجتماعية والتفكير الإيجابي وتطوير مهارات التفكير بمختلف أنواعها وغير ذلك.
  • القدوة الحسنة: شخصيات الآباء تنعكس دائماً بشكل ما على الأبناء منذ طفولتهم وقد يكتسب الطفل شخصية ضعيفة بشكل لا إرادي عندما يكون أحد الوالدين ذو شخصية ضعيفة، لذا من المهم سعي الوالدين ليكونوا أصحاب شخصية قوية يتعلم منها الأطفال ويكتسبونها ويتخذون منها قدوة حسنة.
  • التعرف على أسباب ضعف الشخصية: قبل البدء بتطبيق طريقة تقوية شخصية الطفل يجب فهم الأسباب والعوامل التي أدت لضعف شخصيته، وبعد تحديد هذه الأسباب وفهمها بشكل واقعي يمكن وضع خطة تقوية شخصية الطفل عن طريق التخلص من المسببات والسعي في تطبيق العلاجات المناسبة التي تعيد للطفل قوته وثقته بنفسه.
  • تقبل مشاعر الطفل: خاصة لمن يتساءل كيف أقوي شخصية طفلي الحساس، يكون ذلك بالاستماع إلى همومه ومشاكله دون توبيخه على ما يشعر به أو التقليل من أهميته، كذلك يلجأ بعض الآباء للسخرية من الطفل عند يعبر مشاعره مثلاً، مثلاً عندما يشعر بالخوف يقول له الاهل أليس من المعيب أن تخاف؟، وقد لا ينتبه الأهل لسلبية تصرفهم بهذه الطريقة على شخصية الطفل التي تضعفه وتشعره بالحرج، والصحيح هو تقبل ما يشعر به الطفل ومواساته وتعليمه كيف يتجاوز ما يزعجه دون سخرية أو توبيخ.
  • التقرب إلى الطفل: بقاء الأهل بجانب طفلهم والسعي للتواصل الدائم والتحدث معه والحفاظ على الدفء والدعم الأسري يزيد شعور الطفل أنه محبوب ومقبول ويملك صفات شخصية إيجابية، بالتالي يكتسب مشاعر طيبة تجاه النفس ويطور احترام الذات وهما من أساسيات تقوية شخصية الطفل.
  • تعزيز وتنمية مهارات الطفل: الطفل بحاجة لمجموعة متنوعة من المهارات الحياتية حتى يستطيع بناء شخصية قوية وواثقة، وتطوير هذه المهارات بشكل فعلي عند الطفل يحتاج لاهتمام ورعاية من الاهل مثل تأمين بيئة مناسبة للطفل لتعزيز مهارات التواصل مع أقرانه وجعل الطفل ينخرط في النشاطات المختلفة داخل وخارج المنزل التي تؤمن تعلم مهارات مثل التعاون وحل المشكلات ومهارات التفكير ومهارات التعلم المختلفة وغير ذلك.
  • تعليم الطفل كيفية مواجهة المشاعر السلبية: فبدلاً مع توبيخ الطفل وجرح مشاعره والسخرية منه يفضل توجيه الطفل بما يناسب عمره لطريقة مواجهة المشاعر السلبية التي تؤدي به لضعف الشخصية، بالإضافة إلى مساعدة الطفل في حل المشاكل التي قد يعيشها خارج المنزل كاعتداء الأصدقاء أو أحد المدرسين لفظياً أو جسدياً أو التعرض للتنمر وكيفية تجاوز ذلك.
  • التركيز على المواهب والقدرات الفردية: من المحتمل امتلاك الطفل لموهبة أو قدرة خاصة في جانب معين علمي أو عملي أو رياضي أو فني وغيرها، وينصح بالتركيز على تنمية هذه الجوانب في شخصية الطفل إن وجت فهي تعطيه دفع معنوي كبير وثقة عالية بالنفس، يساهمان لحد بعيد في تقوية شخصيته.
  • ترك الطفل يعيش التجارب: أفضل طريقة لتقوية شخصية الطفل هي تركه يعيش تجارب الحياة المختلقة بنفسه لكن مع بقاء الطفل تحت مراقبة الأهل وتوجيههما بالطريقة المتوازنة دون تحكم زائد يجعل الطفل اتكالياً ويضعف شخصيته، وكذلك دون إهمال زائد يجعل الطفل يعيش مشاعر سلبية كذلك تضعف من شخصيته.

السؤال الأساسي الذي يُطرح من قبل الأهل عند معاناة أحد أطفالهم من ضعف الشخصية هو كيف تعالج ضعف الشخصية عند الاطفال؟ والجواب يعتمد بداية على السبب المؤدي لحالة ضعف لشخصية، هذا بالإضافة لضرورة تطبيق بعض الخطوات التي تسهم في إعادة ثقة الطفل بنفسه وقوة شخصيته:

  • تعويد الطفل على تحمّل المسؤولية: تدريب الطفل على تحمل المسؤولية يكون عن طريق ترك الطفل يتخذ بعض القرارات الشخصية بما يناسب عمره وترك بعض المهام له ليقوم بها بنفسه، سواء المتعلقة بالدراسة ومهام المنزل أو المهام اليومية الحياتية، ما يسهم في تطوير قدرة الطفل على الاعتماد على نفسه وإعادة القوة لشخصيته.
  • تقوية ثقة الطفل بنفسه: قد يعاني الطفل من مشكلة ما تسبب له قلة الثقة بالنفس، وبالتالي يعاني من ضعف في الشخصية إثر ذلك، خاصة لمن يتساءل كيف أقوي شخصية طفلي الحساس، فالطفل الحساس بحاجة لمزيد من الثقة بالنفس والدعم وتعزيز الإيمان بالذات حتى تقل حساسيته وتقوى شخصيته.
  • تعديل أساليب التربية: من الضروري تعديل أساليب التربية الخاطئة أثناء السعي لعلاج ضعف الشخصية عند الأطفال’، فبدون زوال هذه الأساليب لن تنجح الخطوات الأخرى لتعديل سلوك الطفل ضعيف الشخصية، مثل التخلي عن العقوبات القاسية والتعنيف اللفظي وأساليب الحرمان والإهمال العاطفي وتجاهل احتياجات الطفل وعدم احترامها والسخرية من مشاعر الطفل والاستهزاء به.
  • التشجيع والمدح: مدح الطفل في المواقف المناسبة من قبل أهله يساعد في تطوير صورة إيجابية عن الذات لديه والشعور بالثقة وبقيمة الذات، مما يسهم في التخلص من مسببات ضعف الشخصية واكتساب شخصية قوية من جديد.
  • إتاحة الفرص للتواصل: التواصل والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين من أهم محفزات تقوية شخصية الطفل وأهمها، لذا يجب التركيز على وضع الطفل بأماكن وبيئات يستطيع بها التفاعل مع أقران له وتعلم كيفية التواصل معهم وتكوين العلاقات.
  • عرض الطفل على طبيب: يحصل أحياناً ضعف الشخصية عند الأطفال بسبب حادثة أو صدمة حياتية أو مشكلة نفسية أو عضوية أثرت بشدة على تطور الطفل نفسياً وجعلته ذو شخصية ضعيفة وهشة، ولا يمكن للأهل وحدهم في مثل هذه الحالات معالجة الطفل منها وجعله يتخلص من ضعف الشخصية ويكون من الضروري عرضه على طبيب مختص لتقديم المساعدة ووضع خطة مناسبة تسهم في علاج ضعف الشخصية عند الطفل.

المراجع