أعراض الحصبة عند الأطفال وكيفية علاجه

كيف أفرق بين الحصبة والحساسية عند الطفل! تعرفي إلى أعراض مرض الحصبة عند الأطفال وطرق العلاج
أعراض الحصبة عند الأطفال وكيفية علاجه
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

كان مرض الحصبة من أكثر الأمراض المنتشرة في سن الطفولة وكان مسؤولاً عن عدد كبير من الوفيات من الأطفال، لكن في بداية تسعينات القرن الماضي ظهر لقاح الحصبة الذي أدى لانخفاض الإصابات والوفيات الناتجة عنه وصولاً إلى ندرة الإصابة بالمرض واختفائه من عدة دول، ورغم من ذلك ما زالت تعاني بعض الدول التي لا تلتزم ببرامج التطعيمات الصحيحة للأطفال أو لا تملك القدرة على توفيرها من الإصابة بمرض الحصبة بين الأطفال.

الحصبة (بالإنجليزية: Measles) هي مرض فيروسي حاد شديد العدوى، يصيب الأطفال بشكل خاص أكثر من البالغين ويسبب العديد من المضاعفات الصحية الخطيرة، تنتقل عدوى الحصبة عن طريق الجهاز التنفسي والاتصال الوثيق، وتتراوح فترة حضانة الفيروس بين 10 إلى 14 يوماً قبل ظهور أعراض الإصابة.

أهم أعراض الحصبة عند الأطفال المرض ظهور طفح جلدي حموي حاد يبدأ من الرأس والوجه وينتشر إلى جميع أنحاء الجسم وتكون العدوى خلال هذه المرحلة في أعلى مستوياتها، حيث يكون الطفل المصاب بالحصبة ناقلاً للعدوى قبل خمس أيام من ظهور الطفح والنقاط الحمراء وبعد خمس أيام من ظهورها، ويكون لفيروس الحصبة مخاطر عالية حيث يتطور بسببه أمراض التهابية في الرئة والدماغ عند الأطفال قد تسبب الوفاة في الحالات الشديدة.

animate

تمر أعراض الحصبة عند الأطفال بمرحلتين، المرحلة الأولى تشبه أعراضه الزكام أو الانفلونزا، ثم تتطور الأعراض في المرحلة الثانية بعد يومين إلى 4 أيام لتظهر أعراض أكثر تميّزاً للحصبة:

المرحلة الأولى من أعراض الحصبة عند الأطفال:

  • اعراض نزلات البرد: الحصبة هي مرض فيروسي تنفسي حاد، لذا تتشابه أعراضها مع أعراض الزكام ونزلات البرد التي كثيراً ما يصاب بها الأطفال وتدعى هذه الأعراض بالأعراض غير المميزة، أي التي لا يمكن فيها التفريق بين الحصبة والزكام العادي، وهي العطاس وسيلان الأنف والاحتقان والسعال، وأحياناً يصبح السعال شديداً ويصبح مصحوباً بألم في الصدر، كما قد يحدث التهاب في الحلق مرافق للحصبة.
  • أعراض في العيون: كذلك تصاب العيون بأكثر من عرض عند إصابة الطفل بالحصبة منها العيون الحمراء المنتفخة والمتورمة التي تكون حساسة للضوء، أي ينزعج الطفل عندما يتعرض للإضاءة القوية، كما أن الطفل يشعر بألم في عينيه ويصاب أحياناً بحالة من الإدماع اللاإرادي.
  • التعب الجسدي: تحدث حالة من الإرهاق والتعب الجسدي والنقص العام في الطاقة أثناء الإصابة في الحصبة، حيث يشتكي الطفل من شعور بأوجاع وتهيج في الجسم وعدم القدرة على الحركة.
  • ارتفاع في درجة الحرارة: يحصل ارتفاع شديد في درجة الحرارة عند الطفل الذي يصاب بالحصبة وقد تصل ل 40 درجة مئوية (143 فهرنهايت)، وهي قد تكون إحدى العلامات المميزة للإصابة بالحصبة لأن ارتفاع درجة الحرارة فيها يكون أعلى من الارتفاع المعتاد الذي يحصل مع نوبات الزكام المنتشرة العادية.
  • فقدان الشهية: فالحمى التي تحدث عند الإصابة بالحصبة مع التعب الجسدي قد تسبب شعوراً بالغثيان والقيء مما يصعب على الطفل تناول الطعام ويصيبه فقدان في الشهية طيلة فترة الإصابة.
  • بقع كوبليك: من الأعراض الأولية المميزة التي تشير إلى بدء الإصابة بالحصبة حيث تظهر قبل يومين إلى ثلاث أيام من ظهور الطفح الجلدي المميز للحصبة، وهي عبارة عن آفات جلدية مخاطية متقرحة تظهر على الوجنتين، عند رؤيتها يتم تشخص الإصابة بالحصبة، تم وصفها بأنها تشبه حبات الملح على خلفية رطبة أو أنها بقع بيضاء رمادية صغيرة في الفم.

المرحلة الثانية من أعراض الحصبة عند الأطفال:

  • الطفح الجلدي: يظهر بعد 2 إلى 4 أيام من ظهور الأعراض الأولية يبقى مدة أسبوع ثم يتلاشى في الحالات الطبيعية.
  • بقع صغيرة مسطحة: ذات لون أحمر أو مائل للبني، تبدأ بالظهور عادة على الوجه عند خط الشعر وخلف الأذنين وتنتشر للأسفل نحو الرقبة والجذع والذراعين والساقين والقدمين.
  • نتوءات مرتفعة: قد تظهر أيضاً بعض النتوءات الصغيرة المرتفعة أعلى البقع المسطحة التي ظهرت سابقاً فيصبح شكل البقع بارزاً.
  • تبقيع عنقودي: تجتمع أحياناً البقع الصغيرة الناتجة عن الحصبة وتشكل مع بعضها تجمعات عنقودية معطية الجلد الشكل الأحمر المبقع.
  • الحكة: يترافق هذه الطفح أحياناً الجلدي مع حكة طفيفة لدى بعض الأطفال، ولا يحدث بالضرورة مع الجميع.
  • الحرارة: تعود الحمى من جديد عند ظهور الطفح الجلدي ويكون الارتفاع شديداً في هذه المرحلة قد يتجاوز ال 40 درجة مئوية (أو 104 فهرنهايت) ويصل لدرجة 41 درجة مئوية مثلاً وهذا ما يحمل خطورة عالية عند الأطفال.
  • الحكة: عادة لا يكون الطفح الجلدي المرافق لمرض الحصبة مسبباً للحكة، وفي حال وجودها تكون خفيفة ومحمولة، أما الحساسية الجلدية المترافقة مع طفح جلدي تصاحبها حكة غير محتملة وقوية ومزعجة جداً للطفل.
  • بداية الظهور: يبدأ الطفح الجلدي الحاصل مع الحصبة من الوجه وينتشر إلى الأسفل وهذه علامة مميزة للحصبة، كما أن هذا الطفح يظهر بعد يومين إلى ثلاث أيام من وجود أعراض أخرى كالرشح وارتفاع الحرارة والوهن العام وغيرها، أما الحساسية الجلدية إما أن تظهر على الجسم كله مرة واحدة وإما أن تظهر في أماكن محددة من الجسم.
  • غياب أو وجود ارتفاع الحرارة: عادة لا تترافق حالات الحساسية الجلدية ولا حتى الانفية مع نوبات ارتفاع حرارة ولو حدثت يكون ارتفاع مقبول، أما الحصبة ترافقها حمى شديدة تصل فيها درجة الحرارة ل 40 درجة مئوية وقد تكون أعلى أيضاً.
  • تورم الوجه والشفين واللسان: وهي من الاعراض الخطيرة التي قد تترافق مع الحساسية المناعية بالإضافة لوجود الطفح الجلدي وعند بدء ظهورها يسعف الطفل إلى المشفى فوراً، أما في الطفح الجلدي الحاصل مع الحصبة قد يحدث تورم واحمرار خفيف في العينين فقط ولا يتورم الوجه أو اللسان.
  • ظهور بقع كوبليك: إذا تم ملاحظة بقع كوبليك الموجودة على مخاطية الوجنتين من الداخل يتم التأكد من أن الإصابة الحاصلة هي إصابة بالحصبة وليست حساسية جلدية.
  • الفحوصات المخبرية: وهي مجموعة تحاليل تجرى للتأكد من حالة الإصابة بالحصبة خاصة إذا لم يكن الطفل قد تلقى لقاح الحصبة مسبقاً، يمكن أن يجرى ذلك إما عن طريق تحاليل الدم أو عن طريق مسحة تؤخذ من الحلق ليتم البحث عن فيروس الحصبة أو عن طريق عينات البول أيضاً.

لا يوجد علاج معين لمرض الحصبة يساعد عبى الشفاء التام منه، وتشمل العلاجات المتاحة تدابير للتخفيف من حدة الاعراض والمساعدة في الراحة، كما تشمل المعالجة ما يتعلق بالأمراض الأخرى التي قد تترافق مع الإصابة بالحصبة وتشكل مخاطر ومضاعفات يجب علاجها أو الوقاية منها:

  • الإماهة والترطيب: يتعرض الأطفال لفقدان كبير للسوائل أثناء الإصابة بالحصبة خاصة في حال حدوث حمى شديدة أو لو ترافقت الحالة مع إسهال أو فقدان للشهية، بكل الأحوال يوجد خطر عالي للجفاف عند الأطفال المصابين بالحصبة لذا يجب تعويض السوائل والإكثار من شرب الماء وترطيب الجسم.
  • الراحة: يحتاج الطفل المصاب بالحصبة إلى الراحة في المنزل من أي نشاط أو جهد بدني مما يساعده في تقليل تأثير أعراض الألم والتعب، كما يجب عزل الطفل عن الآخرين خاصة الأشخاص مضعفي المناعة مدة 4 أيام بعد ظهور الطفح الجلدي، ويكون من الأفضل إبعاد الطفل عن الإضاءة القوية التي تسبب له الإزعاج والتعب في العيون.
  • استخدام أدوية خفض الحرارة: يوجد العديد من الادوية المتاحة للأطفال بدون وصفة طبية تساعد في تهدئة الحمى والحرارة وتريح الطفل من أعراضها المزعجة، أبرزها الباراستامول أو الأسيتامينوفين وهو الأكثر أماناً بالنسبة للأطفال، كما يمكن استخدام دواء الأيبوبروفين وهو ذلك خافض للحرارة ومسكن للألم، ولا يجب إعطاء الأسبرين للأطفال في هذه الحالة.
  • فيتامين A: وذلك عند الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أو ضعف المناعة لأن أعراض الحصبة تصبح أشد لديهم وأكثر حدة، وقد يساعد تناول فيتامين A بالتخفيف من حدة العدوى والاعراض ويقي من مخاطر الحصبة خاصة المخاطر العينية، وهو يعطي للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن سنة بتوجيه من الطبيب حصراً.
  • علاج الأمراض المصاحبة: عادة لا تحتاج الحصبة لعلاج وتزول من تلقاء نفسها بعد فترة أسبوعين تقريباً، لكن عندما تترافق مع أمراض أخرى قد تكون خطيرة يصبح من الضروري علاجها، كالتهاب الأذن أو الرئتين أو الدماغ، ويستخدم هنا أنواع المضادات الحيوية المناسبة لكل حالة.
  • استخدام مضادات الهيستامين: وهي تساعد في تخفيف الحكة التي قد تترافق مع الطفح الجلدي الذي يحدث عند الإصابة بالحصبة خاصة بالنسبة للأطفال لأنه من الصعب جعلهم يتحكمون بالحكة أو يقاومونها، أو يمكن استخدام نوع من الغسولات يدعى غسول الكالمينا يباع في الصيدليات لتخفيف الحكة.

تحدث المضاعفات الخطيرة لمرض الحصبة عند الرضع الصغار أو الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أو نقص المناعة، وتشمل المضاعفات الأكثر شيوعاً ما يلي:

  • الالتهاب الرئوي: الالتهاب الرئوي هو السبب الأكثر شيوعاً للوفاة بسبب الحصبة عند الأطفال الصغار، الذي قد يحدث بسبب الفيروس بحد ذاته أو بسبب حدوث عدوى بكتيرية ثانوية مترافقة، لذا يكون من المضاعفات الخطيرة جداً حيث تحدث الإصابة بالالتهاب الرئوي تقريباً عند طفل واحد من بين كل 20 طفل مصاب بالحصبة.
  • التهاب الأذن الوسطى: تترافق بعض حالات الحصبة بحدوث عدوى ثانوية في الأذن الوسطى وهي أيضاً من المضاعفات شائعة الحدوث عند الأطفال المصابين بالحصبة، تحدث العدوى بها عند طفل من بين كل 10 أطفال مصابين بالحصبة.
  • الإسهال: تحدث في بعض الحالات عدوى انتانية ثانوية تصيب الجهاز الهضمي عند الطفل المصاب بالحصبة تعرضه للإسهال أو الإقياء، وتكمن خطورة ذلك في تعرض الجسم لفقدان كمية كبيرة من السوائل وبالتالي زيادة مخاطر الجفاف خاصة عندما يترافق ذلك مع الحمى الشديدة في الحصبة مما يشكل خطراً على حياة الطفل وتعرضه لخطر الوفاة.
  • التهاب القرنية والملتحمة: يحدث ذلك عند الأطفال الذين يعانون من عوز فيتامين A في أجسادهم فتحدث حالة من التهاب القرنية والملتحمة قد تنتهي بالعمى إن لم يتم تدارك الحالة وعلاجها وتعويض فيتامين أ.
  • التهاب الدماغ: هناك مضاعفات عديدة تصيب الجهاز العصبي المركزي عند بعض الأطفال المصابين بالحصبة تعرضهم لمخاطر أنواع متعددة من العدوى الدماغية، منها التهاب السحايا والتهاب الدماغ الشامل المصلب تحت الحاد والتهاب الدماغ الجسمي المتضمن بالحصبة، تكمن خطورة هذه الإصابات بالتأثير على وظائف الدماغ أو على الوظائف الحركية عند الطفل التي قد لا تظهر بشكل فوري وتستغرق سنوات ريثما تتبين نتائجها، كما قد تسبب إعاقة ذهنية أو تعرض الطفل لفقدان السمع والتعرض للاختلاجات والتشنجات وقد تنتهي بالوفاة.

المراجع