أعراض الرمع العضلي واضطراب حركة الأطراف الدورية
هل سبق وشعرت باضطراب حركي غير مفهوم؟ هل عانيت من الاستيقاظ ليلاً للشعور بحركات اندفاعية لا تفسير لها؟ هل بدأت يدك بالارتعاش دون سابق إنذار؟ من خلال هذا المقال سنتحدث عن أعراض وعلاج الرمع العضلي وعلاقته باضطراب حركة الأطراف الدورية.
ما سبب الرفرفة المفاجئة وانقباضات العضلات؟ الرمع العضلي هو حالة صحية تحدث فيها رفرفة أو نفضات مفاجئة لعضلة أو أكثر بشكل لا إرادي ولا يمكن للإنسان التحكم في بدأها أو توقفها، بمعنى أنه نوع من أنواع الحركة اللاإرادية والتي لا يمكن السيطرة عليها لعضلة أو أكثر في الجسم، تحدث بشكل مفاجئ ودون تنبيه ولفترة قصيرة قد تكون ثوانٍ إلى دقائق قليلة.
فالرمع العضلي هو حالة أو عرض عدم التحكم بحركة عضلية معينة فقط وليس مرض في حد ذاته، وقد يظهر عند أشخاص أصحاء دون وجود أي مرض كامن أو ظاهر وقد يكون إشارة لمرض أو حالة عصبية أخرى.
وتتضمن حالة الرمع العضلي شكلين، الرمع العضلي الإيجابي وهو انقباض أو شد العضلة بشكل مفاجئ، والرمع العضلي السلبي وهو استرخاء العضلة المفاجئ، كمل تنقسم حالات الرمع العضلي إلى نوعين:
الرمع العضلي الفيسيولوجي ويظهر عند أكثر من 80% من الأشخاص البالغين الأصحاء الذين لا يعانون من أمراض أو إصابات، مثل الرمع العضلي النومي أو الفواق الذي يصاب بها بعض الأشخاص أثناء الانجراف إلى النوم.
الرمع العضلي المرضي ويحدث بسبب اضطراب كامن في الدماغ أو الحبل الشوكي أو حالة طبية أخرى، وغالباً تتطور وتزداد سوءً بشكل يحد من قدرة الشخص على الأكل أو التحدث أو المشي.
رغم أن الرمع العضلي قد يصيب أشخاص أصحاء دون وجود أي مرض كامن أو معروف لديهم، لكن هناك الكثير من الأمراض التي من أعراضها الرمع العضلي أو الحالات تسبب الرمع العضلي يعود أغلبها للجهاز العصبي والأعصاب الطرفية، إضافة إلى الكثير من الحالات الأخرى ومن هذه الأسباب:
- التعرض إلى ضربة الشمس
- التعرض لصدمة في الدماغ أو الحبل الشوكي
- حدوث عدوى جرثومية في الجهاز العصبي
- حدوث ورم بالدماغ والحبل الشوكي
- داء باركنسون
- مرض هانتينغتون
- مرض الزهايمر
- الخرف الجبهي الصدغي
- التنكس القشري القاعدي
- مرض كروتزفيلد جاكوب
- الخرف المصحوب بأجسام لوي
- الأمراض الأيضية مثل الفشل الكلوي، الفشل الكبدي، أمراض تخزين الشحوم، غسل الكلى، وانخفاض سكر الدم وغيرها.
- عرض لبعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة والأدوية الأفيونية ومضادات الذهان وبعض أدوية الصرع.
صنف العديد من الأطباء والباحثين أنواع وأشكال الرمع العضلي بحسب عوامل مختلفة، ومن هنا سنتحدث عن تصنيف بحسب العامل المسبب أو المحرضات:
- الرمع العضلي الحساس للمنبهات: وهو الرمع العضلي الناتج عن المنبهات الخارجية المختلفة مثل الضوضاء أو الحركة أو الضوء الساطع أو المفاجئة، قد تكون هذه الحالة عند الأشخاص الأصحاء أو المرضى وفي الغالب لا تحتاج لعلاج لدى الأصحاء.
- الرمع العضلي النومي: وهي الحركات اللاإرادية التي تحدث خلال النوم، وتصنف من اضطرابات النوم مثل اضطراب حركة الأطراف الدورية، كالركل والحركات المفاجئة عند الانجراف للنوم والانتقالات والتقلبات، غالباً ما يلاحظه الشخص الذي يشارك الآخر بالسرير، ولا يحتاج لتدخل علاجي.
- الرمع العضلي الأساسي: وهو حالات الرمع العضلي التي تحدث من تلقاء نفسها دون محفزات أو مرض أو أي خلل في الأعصاب والدماغ، وفي الغالب لا يزداد سوءً مع الوقت أو يتطور بشكل بطيء جداً وغير ملحوظ، ولا تحتاج للعلاج مازالت لا تعطل الوظائف اليومية.
- الرمع العضلي الحركي: وهي حركة لا إرادية تظهر من الشخص دون حتى التفكير بها، وقد تكون عنيفة أو ضعيفة، وقد تزداد سوءً عند محاولة الشخص القيام بحركات تحتاج لدقة فيجد اليد ترتعش.
- الرمع العضلي الصرعي: وهي عبارة عن التشنجات التي تحدث كعرض لمتلازمة الصرع وتصيب الأشخاص المصابين بالصرع فقط، أو الذين يعانون من اختلاجات عصبية المنشأ، وبالتأكيد تحتاج للعلاج.
- الرمع العضلي الحنكي: تظهر هذه الحالة في عضلة الفك الرخو في الجزء الخلفي لسقف الفم وتعرف باسم ارتعاش الحنك، وهي عبارة عن انقباضات منتظمة وإيقاعية لجانب واحد أو جانبي الفم وقد تستمر خلال النوم، وقد تصطحب مع صوت نقر في الأذن ناتج عن انقباض عضلات الحنك الرخو.
- الرمع العضلي الحميد عند حديثي الولادة BNSM: هي حالة تصيب بعض حديثي الولادة وتعد غير ضارة حيث تختفي عند 95% من الرضع في عمر 6 أشهر، وتظهر على شكل تشنجات في الأطراف أو الجسم خلال النوم.
- حركات أو تقلصات مفاجئة: في الغالب يكون الرمع العضلي عبارة عن تشنج أو تقلص أو ارتخاء مفاجئ للعضلات، وتظهر هذه الحركات بوقت وشكل غير متوقعين وفي أغلب الأحيان تظهر خلال النوم عند الأشخاص الأصحاء.
- حالة لاإرادية: تظهر التشنجات المفاجئة بشكل لا إرادي ولا يمكن التحكم بها، حيث أن الرمع العضلي يعبر عن الحركات اللاإرادية ودون التفكير بها أو رد فعلي إرادي للتحكم بها.
- تشبه الصدمة: يظهر الرمع العضلي على شكل صدمات كهربائية في جزء أو أكثر من جزء في الجسم وقد تكون مؤلمة أو مزعجة، أو تجعل الشخص يحرك العضلة بشكل لاإرادي.
- متغيرة في الشدة والتكرار: لا يعد التكرار والشدة مماثلاً للحركات العضلية المفاجئة الناتجة عن الرمع العضلي، فقد تكون شديدة أو ضعيفة وقد تحدث لمرة واحدة أو تتكرر بأماكن مختلفة وأوقات مختلفة وتتراوح بين الارتعاش مثل ارتعاش جفن العين أو عضلة الحنك إلى الحركات العنيفة والقوية.
- تصيب أجزاء من الجسم: في الغالب يصيب الرمع العضلي جزء أو أكثر من أجزاء الجسم وقد تتكرر في كل مرة في عضلة مختلفة عند الأشخاص الأصحاء وقد تستمر لدقائق أو أكثر.
كما تحدثنا سابقاً الرمع العضلي هو عبارة عن عرض أو صفة لحركة لا إرادية، لذا لا حاجة لتشخيص إذاً لمعرفة أن الشخص يعاني من الرمع العضلي، يقوم الطبيب في الغالب بإجراء بعض الاختبارات والفحوصات لمعرفة ما إذا كان هناك مرض كامن، خاصةً إذا كانت متكررة أو تزداد شدةً وتكراراً مع الوقت، ومن هذه الاختبارات:
- التحاليل البولية والدموية: أول الاختبارات التي يطلبها الطبيب هي تحليل البول والدم للشخص الذي يعاني من الرمع العضلي المتكرر، للنظر بالأسباب واستبعاد بعض الحالات الصحية مثل الاضطرابات الأيضية والسكري وفقر الدم وأمراض الكلى والكبد وغيرها من الأمراض التي قد تسبب الرمع العضلي.
- تخطيط العضلات الكهربائي EMG: في الغالب سيقوم الطبيب بإجراء تخطيط لكهربائية العضلات لقياس الكهرباء للعضلات عند الأشخاص الذين يعانون من الرمع العضلي للتأكد من سلامة العضلات خاصةً إذا تعرض الشخص لإصابة.
- الرنين المغناطيسي MRI: يستخدم الرنين المغناطيسي لإنتاج صور ثلاثية الأبعاد للدماغ والحبل الشوكي والأعصاب وغيرها من الأنسجة الأخرى للتأكد من وجود أي مشكلة، لذا يعد من الاختبارات الهامة التي قد يحتاجها الطبيب للتأكد من عدم وجود أي إصابة أو ورم مسبب للرمع العضلي.
- تخطيط للكهرباء الدماغية EEG: بما أن الرمع العضلي المرضي يرتبط في الغالب بالمشاكل الدماغية والعصبية سيطلب الطبيب إجراء تخطيط لكهرباء الدماغ لفحص وظيفة خلايا الدماغ الذي قد يكون السبب في حدوث الرجفة العضلية.
هل يشفى مريض الرمع العضلي؟ لا يحتاج الرمع العضلي مجهول السبب أي علاج لدى الأشخاص الأصحاء، لكن يمكن التخلص من الرمع العضلي عند الأشخاص المصابين بمرض يسبب ارتعاشاً أو تشنجات لا إرادية من خلال استخدام الأدوية المخصصة للمرض، كالأمراض العصبية والنفسية أو بعض الأمراض العضلية، أو التخلص من السموم المسببة له والاضطرابات الأيضية.
بينما إذا كان الرمع العضلي مجهول السبب لكنه شديد لدرجة مزعجة وتعيق بعض الوظائف اليومية كالمشي والتحدث، يجب التحدث للطبيب لوصف بعض الأدوية، غالباً تكون أدوية عصبية، فيمكن اختصار العلاجات بالشكل التالي:
- حمض الفالبوريك: يعد حمض الفالبرويك Valproic Acid خط العلاج الأول لحالات الرمع العضلي خاصةً عند الرجل، حيث لا يفضل استخدامه لدى الفتيات في سن الإنجاب ويفضل استخدام اللاموترجين للرمع العضلي عند النساء والفتيات.
- ليفيتراسيتام وتوبيراميت: يمكن استخدام ليفيتراسيتام وتوبيراميت معاً أو واحد منهم كخط علاج ثاني لحالات الرمع العضلي، عادةً تستخدم لعلاج نوبات الرمع العضلي عند مرضى الصرع، لكن تمت الموافقة على استخدامه بحالات الرمع العضلي مجهول السبب.
- بعض المهدئات: قد يصف الطبيب للتخفيف من الرمع العضلي بعض أنواع المهدئات مثل كلونازيبام الذي يعد الأكثر استخداماً في علاج الرمع العضلي، لكن من الضروري تحديد الجرعة من قبل الطبيب لتجنب الأعراض الجانبية.
- البوتكس: البوتكس أو حقن البوتولينوم التي أثبتت فعاليتها في علاج بعض حالات الرمع العضلي الحنكي، حيث يقلل من النشاط العضلي الزائد عن طريق منع تقلص العضلات على المستوى الخلوي.
- الجراحة: تعتبر الجراحة علاجاً فعالاً لأعراض الرمع العضلي الناتج عن ورم أو آفة بالدماغ أو النخاع الشوكي، وبمجرد إزالة العامل المسبب يزول الرمع العضلي.
اضطراب حركة الأطراف الدورية هو ارتعاشات أو تقلصات متكررة في الساقين تحدث أثناء النوم وفي حالات نادرة تصيب اليدين أيضاً، وهو اضطراب الحركة الوحيد خلال النوم ويصنف مع اضطرابات النوم لكونه دائماً يعطل ويقلل من جودة النوم.
ويطلق عليها أحياناً حركات الساق الدورية أثناء النوم ودورية لكونها حركات متكررة وإيقاعية وتحدث كل 20 ل 40 ثانية تقريباً، فهي من الحالات التي تندرج تحت الرمع العضلي مجهولة السبب لكنها قد تزداد في حالات معينة مثل مرضى السكري ونقص الحديد وإصابة النخاع الشوكي والنوم القهري وفقر الدم وبعض الأدوية العصبية والنفسية، وفي الغالب لا تحتاج علاج ولا تعطل الوظائف الحركية اليومية، ومن أعراضها:
- انحناءات مفاجئة في المفاصل خلال النوم.
- تنوع شدة الحركات بين الركل وتململ الساقين والتشنجات العضلية.
- تستمر عادةً لثانيتين أي أقصر من حالات الرمع العضلي الأخرى.
- متكررة قد تسبب استيقاظ الشخص لأكثر من مرة خلال النوم.
- النعاس خلال ساعات النهار نتيجة اضطراب النوم وعدم الاستقرار والاستيقاظ في الليل.