كيفية التخلص من تأنيب الضمير المستمر

كيف أخلص نفسي من تأنيب الضمير؟ تعرف إلى أفضل الطرق للتعامل مع الشعور المستمر بتأنيب الضمير والذنب
كيفية التخلص من تأنيب الضمير المستمر
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تأنيب الضمير يكاد يقتلني، من العبارات الشائعة لدى بعض الأشخاص الذين يشعرون بالذنب تجاه خطأ ارتكب من قبلهم، وغير راضين عنه، فالشعور بتأنيب الضمير يعتبر هاجس نفسي يضع ضغط كبير على كاهل صاحبه خاصة إذا كان من الأشخاص الذين لا يقبلون الخطأ على أنفسهم، في هذا المقال سوف نتحدث عن أسباب تأنيب الضمير، وكيف يؤثر على الشخص، وأفضل الطرق للتخلص من تأنيب الضمير.

  • فهم حقيقة مشاعر تأنيب الضمير: مشاعر تأنيب الضمير تكون ناتجة عن سبب يؤدي لها، ويجب إعادة تقييم هذا السبب بشكل أفضل بحيث يتمكن الشخص من تقدير الضرر الفعلي الذي تسبب به وأدى لتأنيب ضميره، فربما يكون مبالغ في مشاعر الذنب، أو يمكن علاج الخطأ ببساطة.
  • البحث عن طريق لعلاج الخطأ المسبب: إذا تمكن من يعاني من تأنيب الضمير من إيجاد الوسيلة الصحيحة التي تعالج سبب مشاعره هذه، وإصلاح الخطأ الذي تسبب بها، فإن ذلك قد يعيد له مشاعر الرضا عن ذاته، ويجعله أكثر تسامحاً مع نفسه، فإذا شعر الشخص بالذنب لكونه شتم شخص ما، أو تسبب بإيذائه بأي طريقة، فيمكن الاعتذار من هذا الشخص وتعويضه عن الضرر.
  • تنمية التعاطف والتسامح مع الذات: يحتاج الإنسان لأن يكون أكثر تعاطفاً وتسامحاً مع ذاته وتصالح معها، فأي شخص معرض لارتكاب الأخطاء وهذا لا يعني بالضرورة أنه شخص سيء، ويحتاج الإنسان لأن يتسامح أولاً مع ذاته حتى يقوم بما هو ضروري حتى يتسامح معه الآخرين.
  • التركز أكثر على إرضاء الذات: سعي الشخص لإرضاء ذاته وتحسين مزاجه عن طريق القيام بأي أنشطة أو أشياء يحبها، مثل مشاهدة لعبة كرة قدم، أو الخروج مع بعض الأصدقاء، أو تناول وجبة مفضلة، فاهتمام الشخص بهذه الأشياء لفترة من الوقت من شأنه أن يشعره بحالة من الرضا أكثر من قبل، وبالتالي تخفيف ضغط مشاعر تأنيب الضمير والذنب.
  • العناية بالصحة الشخصية: يجب أن يركز الإنسان على صحته الشخصية إذا كان يعاني من تأنيب الضمير ومشاعر الذنب، فهذه المشاعر تسبب إهمال الشخص لصحته، وتراجع دافعيته وإقباله باتجاه الحياة.
  • الحصول على استشارة نفسية: عندما تصل مشاعر تأنيب الضمير إلى حدود معقدة، مثل نمو مشاعر الذنب المستمر أو لوم وجلد الذات بدون سبب أو لأسباب لا علاقة للشخص بها، فهنا يصبح بحاجة للحصول على استشارة نفسية، حيث يجب أن يتبع معه منهج علاج متخصص ومحترف، يقوم على دراسة حالته وتشخيص الأسباب وإعادة تصحيح مشاعر الإنسان تجاه ذاته.
animate
  • ارتكاب خطأ ما يستوجب تأنيب الضمير: غالباً يكون شعور تأنيب الضمير عند الإنسان ناتج عن ارتكابه لخطأ ما سواء بحق شخص معين أو المجتمع أو حتى بحق نفسه، فهذا الخطأ يجعله يرى أنه تسبب بضرر كبير، وأبدى فشل في جانب ما من حياته، وبالتالي يؤنبه ضميره على هذا الخطأ.
  • قلة الثقة بالنفس: شعور الإنسان بالذنب يؤثر سلباً وبشكل مباشر على ثقته بنفسه، حيث يصبح يرى نفسه أنه غير مؤهل لبعض الأشياء أو يشعر بالفشل والإحباط، وكل هذه المشاعر تقلل ثقة الإنسان بنفسه.
  • السعي للكمال: يتسم بعض الأشخاص بأنهم يبالغون بشكل عام في التعامل مع مواقف الحياة المختلفة، وينشدون الكثير من المثالية في أفعالهم وانجازاتهم، وعدم تحقيق ذلك بسبب عوامل الحياة الطبيعية، يجعلهم يشعرون بالذنب وتأنيب الضمير وعدم الكفاءة.
  • التعرض للإهمال والإساءة: يمكن أن ينتج شعور الإنسان بتأنيب الضمير والذنب عن تعرضه للإهمال والإساءة في فترة ما أو جانب ما من حياته، وخاصة في مرحلة الطفولة إذا تعرض لنمط سيء من التربية، فهذا ينمي لديه شعور أن هذه الإساءة التي يتعرض لها ناتجة عن صفة سيئة لديه أو نقص في شخصيته وهو يستحق هذه المعاملة، فينمو لديه مشاعر تأنيب ضمير وذنب دون حتى أن يرتكب أي أخطاء.
  • ندم على شيء ما: في حال كان لدى الإنسان شيء ما يشعر بالندم تجاهه، مثل التقصير في الدراسة، أو التقصير مع أبنائه، أو ارتكاب خطأ غير مسار حياته أو حياة شخص مهم بالنسبة له، فإنه يميل لعدم التسامح مع نفسه، والشعور بالندم دائماً على هذا الأمر ولا ينسى ذلك، ويبقى شعور تأنيب الضمير ملازم له دائماً.
  • الشعور بالذنب بشكل عام: بعض الأشخاص يعانون من أزمات واضطرابات نفسية، تسبب شعورهم بالذنب دائماً بشكل عام، وينتج ذلك عن تراجع الثقة بالنفس، والخجل من المكانة الاجتماعية أو العائلية أو المهنية أو غير ذلك.

لعلاج مشاعر الذنب وتأنيب الضمير يجب أولاً أن يفهم صاحب هذه المشاعر معنى تأنيب الضمير وأهدافه، فهو شعور طبيعي يمارس سلطة نفسية على الإنسان لمنعه من ارتكاب الأخطاء من ناحية ودفعه لإصلاحها إذا ارتكبت من ناحية أخرى، وطالما أن مشاعر تأنيب الضمير لدى الشخص بقيت ضمن هذه الحدود ففي هذه الحالة عليه معرفة الخطأ الذي أدى إليها وإصلاحه أو التعويض عنه سواء كان هذا الخطأ بحق شخص ما أو بحق المجتمع أو المهنة والعمل أو بحق الذات.

ويكون إصلاح هذه الأخطاء إما من خلال الاعتذار وتقديم المبررات وقطع الوعود بأن ذلك لن يتكرر وطلب السماح من الشخص الذي ارتكب الخطأ بحقه، وإما من خلال البحث عن الوسائل المتاحة لإصلاح الضرر وترميمه سواء كان ضرر مادي أو عاطفي أو غير ذلك.

وأما في الحالات التي يكون فيها تأنيب الضمير ناتج عن أسباب غير طبيعية أو مبالغة الشخص في مشاعر الذنب، فهنا عليه البحث عن الأشياء التي تساعده في تقبل ذاته والتسامح معها والرضا عن أفعاله، مثل القيام بأفعال الخير، وتحمل المسؤولية تجاه نتائج أفعاله، وتجنب تضخيم الأمور، والتعامل مع الأخطاء المفترضة على أنها درس تعلمه.

وبعد أن يقوم الشخص بكل ما عليه لإصلاح الأخطاء والاعتذار عنها، هنا يصبح من الضروري أن يوجه تركيزه نحو ذاته، من حيث العناية بصحته الجسدية والنفسية، وتحسين حالته العاطفية من خلال القيام بالأشياء التي يحبها، واستعادة رضاه عن ذاته وشعوره بمكانته، وممارسة الأنشطة التي تجنبه كثرة الاستغراق بالأفكار السوداوية والتشاؤمية التي تسببت له بمشاعر الذنب وتأنيب الضمير.

  1. انخفاض الثقة بالنفس: الشخص الذي يعاني من تأنيب الضمير ومشاعر الذنب سواء بسبب أو بدون سبب يتراجع لديه مستوى الثقة بالنفس وتقبل الذات، فصورته عن نفسه تكون أنه مرتكب للأخطاء وأنه يستحق العقاب وأن تصرفاته تسببت بالمشاكل والضرر، وهذا كله يجعل ثقته بنفسه تتراجع.
  2. تراجع جودة الحياة: لوم الذات وتأنيب الضمير لفترة طويلة وعدم احترام الذات الناتج عنها، يكوّن صورة لدى الشخص أنه لا يستحق السعادة أو الراحة، وبالتالي يهمل نفسه ولا يسعى لإرضائها، فتتراجع جودة حياته على الصعيد الصحي أو النفسي أو العاطفي.
  3. زيادة السلبية في المشاعر: من يشعر بالذنب وتأنيب الضمير دائماً، يظهر بصورة سلبية دائماً في مشاعره وأفكاره وتفاعله، حيث تشيع لديه مشاعر الإحباط ونقص الدافعية والتشاؤم، فهو لا يرضى عن أي شيء في حياته، ولا يجد المتعة أمر ضروري أو مستحق بالنسبة له.
  4. لوم الذات والشعور بالذنب: يمكن أن تتطور مشاعر تأنيب الضمير العادية والبسيطة في بعض الأحيان حتى تصل لحدود مشكلة نفسية، وتصبح فيها مشاعر الذنب ولوم الذات أو جلدها على كل شيء صفة راسخة في شخصية الإنسان، وهذا ينتج عنه عواقب نفسية خطيرة.
  5. الشعور بالنقص والدونية: مشاعر الذنب وتأنيب الضمير تترافق دائماً مع اعتقاد صاحبها بأنه مخطأ أو غير مؤهل أو غير كفؤ أو فاشل، وهذا الصورة عن الذات غالباً ما نتج عنها مشاعر نقص ودونية لدى صاحبها.
  1. كيف أعالج نفسي من الشعور بالذنب؟ يمكن للشخص أن يعالج نفسه من الشعور بالذنب من خلال السعي لتقبل ذاته والتسامح معها في البداية، ثم معرفة سبب هذا الشعور وعلاج الضرر الذي تسبب به، والاهتمام أكثر بنفسه والقيام بالأشياء التي تجعله يرضى عن ذاته، ويمكن الحصول على استشارة نفسية إن احتاج الأمر.
  2. هل تأنيب الضمير وسواس القهري؟ يمكن أن يكون تأنيب الضمير شكل من أشكال الوسواس القهري في بعض الحالات، حين يلوم الشخص نفسه على أشياء غير موجودة إلا في أفكاره وتوقعاته، ولكن بشكل عام فتأنيب الضمير هو شعور إنساني طبيعي هدفه تقليل أخطاء الفرد تجاه نفسه أو تجاه الغير.
  3. على ماذا يدل تأنيب الضمير؟ دلالات تأنيب الضمير تختلف حسب الحالة وحسب السبب ومظاهر هذا التأنيب، فيمكن أن تدل على أخلاق الشخص الذي لا يريد إيذاء الآخرين والندم على الأفعال السيئة، أو على مثالية الشخص ورغبته بالكمال، أو على وجود مشاكل وعقد نفسيه إذا كان يبالغ في تأنيب الضمير بدون مبررات كافية.
  4. هل تأنيب الضمير مرض نفسي؟ لا يعتبر تأنيب الضمير مرضاً نفسياً إذا كان ضمن حدوده الطبيعية في وظيفة إبعاد الإنسان عن ارتكاب الأخطاء وتحفيزه لإصلاحها وسعيه لتحثيث إنسانيته والتعاطف، ولكن قد يتحول لمرض أو اضطراب نفسي إذا خرج عن هذه الحدود، مثل تحوله لجلد الذات، أو الوسواس القهري أو مشاعر النقص والدونية.

المراجع