كيفية التعامل مع طفل يرفض المذاكرة
طريقة التعامل مع طفل يرفض المذاكرة تتوقف على العديد من العوامل، فالتعليم والمذاكرة من النشاطات غير المفضلة عند معظم الأطفال لما تسببه من الملل وضغط، فما أسباب كره الأطفال للمذاكرة، وما الطرق الصحيحة للمذاكرة ونصائح للوالدين تساعد في التغلب على رفض الطفل للمذاكرة.
الخطوة الأولى في التعامل مع طفل يرفض المذاكرة والدراسة أو يرفض حل واجباته المنزلية أن نحاول فهم الأسباب بشكل عميق، ليس فقط من خلال سؤال الطفل والمتابعة مع المعلمين بل أيضاً من خلال الملاحظة وتحليل سلوك الطفل، ثم نبدأ بمحاولة علاج الأسباب التي تجعل الطفل يكره المذاكرة وإدخال المزيد من المتعة إلى الدراسة أو ربطها بما هو ممتع بعد الانتهاء منها.
الحالة الأكثر شيوعاً أن يشعر الأطفال بالضغط والملل من المذاكرة ويشعرون أنها تحرمهم من أوقات المرح واللعب والتسلية، لكن المبالغة برفض المذاكرة وكره الدراسة قد ترتبط بأسباب خاصة بالطفل مثل عدم فهم المواد الدراسية أو التعرض للتنمر أو إساءة المعاملة في المدرسة من المعلمين أو الأقران، أو وجود ضغوط كبيرة (في الدراسة أو الأسرة) تفوق احتمال الطفل، أو حتى وجود مشاكل خفية عند الطفل تمنعه من التركيز في الدراسة.
- شعور الطفل بالضغط من المذاكرة: يميل الأطفال إلى حب تعلم الأشياء التي تثير فضولهم وتشعرهم بالمرح، وغالباً ما يفتقد الأطفال هذا الشعور أثناء الدراسة فهم يشعرون بتقييد حريتهم وفرض شيء لا يحبونه عليهم يحرمهم من المتعة واللعب دون أن يفهموا تماماً أهميته بالنسبة لهم، ما يسبب كره الطفل للمذاكرة.
- الشعور بالسيطرة عليهم: بعض الأطفال قد يكون لديهم ميل لحب القراءة والتعلم، ولكن حالة التقييد والنظام في المدرسة تسبب لهم النفور من التعلم والمذاكرة، حيث يشعرون بسيطرة المعلمين والقائمين على العملية التعليمية وتسلطهم كما قد يشعرون أن المذاكرة من الأسباب التي تجعل العلاقة مع الأهل متوترةً.
- الشعور بالروتين والملل من المذاكرة: في بعض الأحيان يكون كره الطفل للمذاكرة بسبب رتابة المواد الدراسية نفسها والملل والروتين في التعامل مع المعلومات، ما يفقد الطفل المتعة أثناء التعليم فيسبب ذلك له الشعور بالضغط والنفور من المذاكرة ومحاولة التهرب منها.
- عدم فهم المواد الدراسية: من الأسباب المهمة التي تجعل الطفل يرفض المذاكرة شعوره بصعوبة الدروس بسبب عدم فهمها أو وجود فجوة بينه وبين أقرانه، على سبيل المثال إذا لم يفهم الطفل مبادئ القسمة البسيطة وانتقل المعلم والطلاب إلى شرح القسمة المطوّلة سيشعر بإحباط شديد يجعله يكره المذاكرة ويرفضها.
- عدم إدراك الهدف من المذاكرة: يمكن ألا يفهم الأطفال لماذا عليهم أن يدرسوا ولا الغاية من وراء العملية التعليمية، ذلك يشعرهم بالضجر وأنه لا هدف حقيقي يجب الوصول إليه من المذاكرة، يفكرون مثلاً لماذا يجب أن نتعلم القسمة المطوّلة بوجود الآلة الحاسبة!
- التوقعات المبالغ بها من قبل الوالدين: في كثير من الأحيان يريد الأهل لطفلهم أن يتفوق بشكل أكبر وأكبر، هذه التوقعات الكبيرة والمبالغ بها أحياناً والتي قد ترتبط بأساليب تأديب وعقاب مبالغ عليها عند التقصير تعتبر من أهم أسباب رفض الطفل للمذاكرة وكره الدراسة.
- معاناة الطفل من اضطرابات التعلم: قد يعاني الطفل من إحدى اضطرابات التعلم الشائعة مثل عسر القراءة والكتابة أو فرط النشاط ونقص الانتباه أو صعوبة الحساب، عادةً يصعب على الوالدين تشخيص هذه الاضطرابات ويعتقدون أن الطفل يكره المذاكرة فقط دون معرفة السبب الحقيقي لذلك.
الطريقة الصحيحة للتعامل مع طفل يرفض المذاكرة جعله يعتمد على نفسه أكثر ويشعر بالمسؤولية تجاه الدراسة وأيضاً تطوير قدراته على المذاكرة بمفرده، من خلال بتبسيط العملية الدراسية بشكل كامل وجعلها نشاط ممتع واضح ومفهوم، ومن أهم الخطوات لتعليم الطفل المذاكرة بنفسه:
- التحدث مع الطفل: تحدثي مع طفلك بشكل دائم عن أهمية الدراسة واشرحي له لماذا ينبغي عليه أن يتعلم وكيف يحسن ذلك من فرصه بالمستقبل، وحاولي أن تعطيه أمثلة من الواقع كي يشعر بأهمية التعليم.
- التركيز على أسلوب التعليم: تختلف طرق التعليم المناسبة من طفل لآخر، لذلك راقبي الطريقة الأفضل لتعليم طفلك سواء عن طريق الكتابة والتدريب أو عن طريق مشاهدة الصور وبرامج الفيديو أو عن طريق سماع القصص والمعلومات ثم استخدمي الطريقة التي ينجذب لها.
- الربط بين المواد التعليمية والواقع: ساعدي طفلك على ربط موضوعات دراسته ببعضها البعض وتمثيلها بالواقع مع ربطها بقصص مثيرة تحفز فضوله، مثلاً حولي درس التاريخ إلى قصة مسلية في المنزل وعلمي طفلك رسم الخرائط الجغرافية وتخيلها.
- تبسيط المذاكرة: بعض الدروس تكون صعبة الفهم على الطفل نوعاً ما، قسمي موضوعات المذاكرة إلى أجزاء أصغر واجعلي الطفل يذاكر كل قسم منها ثم ينتقل للقسم الآخر بالتدريج حتى يستوعب الأفكار بشكل مبسط وسهل.
- تنظيم عملية المذاكرة بشكل يناسب تركيز الطفل: خلال أوقات محددة يكون الطفل في ذروة نشاطه وتركيزه ويمكن الطلب من الطفل مذاكرة الدروس الصعبة خلال هذا الوقت، ودعي الطفل يأخذ استراحة قصيرة بين المهام حتى يجدد نشاطه باستمرار.
- منح الطفل استراحات: تأكدي من أن يحصل الطفل على فترات راحة قصيرة من الجهد خلال الدراسة الطويلة، وذلك لتجنب تعرضه للتوتر والضغط مثل أن تعطيه راحة 5 دقائق كل 20 دقيقة مثلاً.
- التقليل من المشتتات: وصول الطفل إلى أجهزة الكومبيوتر وألعاب الفيديو والتلفاز تجعله مشتت الذهن أثناء عملية المذاكرة، لذلك تجنبي هذه المشتتات واحرصي على أوقات خاصة لها فقط.
- كوني متوفرة دائماً للمساعدة: اجعلي الطفل يشعر بقربك منه بشكل دائم كل ما احتاج للمساعدة أو للاستفسار عن شيء ما يذاكره بدون أن تجعليه يعتمد عليك بشكل مفرط.
- شجعي طفلك على التعلم دائماً: شجعي طفلك على تعلم أشياء جديدة من محيطه وحاولي تطبيق ما يتعلمه في المدرسة على الواقع، خذي الطفل برحلات إلى المتحف وحديقة الحيوانات أو المسارح والأماكن العامة الأخرى التي تساعد في ربط دروسه بالواقع، كما يمكنك استخدام أجهزة الفيديو لشرح الدروس بطريقة تفاعلية ومشاهدة الأفلام الوثائقية أو البرامج التعليمية المخصصة للأطفال.
- توفير أدوات مذاكرة مثيرة للطفل: الدفاتر المرفقة بالصور والأقلام الملونة والأوراق الزاهية تساعد الطفل في الاستمتاع خلال عملية المذاكرة، لذلك استخدمي دائماً الأدوات التي تثير فضوله وتحفزه على قضاء وقت أكبر في المذاكرة.
- ابحثي عن المتعة عند التعليم: استخدمي الملاحظات اللاصقة والبطاقات التعليمية والصور وألعاب الفيديو واللعب في المنزل واللعب مع الأطفال الآخرين، لتحويل عملية التعليم إلى نشاط ممتع للطفل ومحفز له
- استخدمي نظام المكافآت: اجعلي من الدراسة عملية مجزية له عن طريق عرض المكافآت عند إتمام نشاطات معينة، وأن تزيد هذه المكافآت كلما تحسن مستواه بشكل أكبر، ويجب عليك الالتزام بها فقط بعد أن ينهي واجبات، مع الإشارة لضرورة عدم المبالغة في ذلك وإعطاء قيمة للمكافآت المعنوية مثل شعور الطفل بالإنجاز والنجاح.
- شجعي طفلكِ دائماً: يجب دائماً مدح إنجازات الطفل مهما كانت صغيرة، فهذا يزيد من تحفيزهم على المذاكرة ويشعرهم بالرضا والسرور.
- العناية بالروتين اليومي للطفل: الروتين الثابت والمستقر عامل هام في زيادة تركيز الطفل وضبط تصرفاته، احرصي دائماً على أن يكون له مواعيد ثابتة للنوم واللعب والمذاكرة وتناول الطعام، كل ذلك يعلم الطفل تنظيم المهمات ضمن أوقات محددة تساعده أكثر في الالتزام.
- الاهتمام بنوم الطفل الجيد: النوم لساعات كافية وضمن أجواء هادئة هام جداً ليكون طفلك بصحة عقلية وجسدية جيدة، لذلك احرصي على نيل طفلك 9 ساعات على الأقل من النوم في غرفة هادئة بتهوية جيدة ومعتمة بعيدة عن الأضواء والضوضاء.
- العناية بالغذاء الصحي للطفل: من الهام حصول الطفل على نظام غذائي متوازن يحتوي جميع العناصر الضرورية من بروتينات ومعادن وأحماض وألياف وفيتامينات، فكلها عناصر تساهم في بناء جسدي وعقلي سليم لطفلك.
- تحديد وقت ثابت للمذاكرة: إن تحديد وقت مناسب من كل يوم للدراسة يساعد طفلك في التركيز بشكل أكبر والابتعاد عن المشتتات، وحاولي أن يكون هذا الوقت يتناسب مع أكثر فترة يكون الطفل فيها متنشطاً وبعدياً عن المشتتات.
- التركيز على العلاقة الجيدة بين الطفل والوالدين: العلاقة القوية بين الطفل ووالديه تجعله يتقبل أكثر تعليماتهم حتى بما يخص المذاكرة، كما أنه يستمتع بشكل أكبر بممارسة نشاطات المذاكرة معهم.
- الضغط الشديد على الطفل من قبل الوالدين: بعض الآباء يركزون اهتمامهم على تحصيل الطفل لدرجات عالية بشكل مبالغ فيه دون الاهتمام إذا كان الطفل يتعلم بشكل فعلي أم مجرد ألية يقوم بها لتحصيل الدرجات، ذلك يسبب ضغط كبير على الطفل ينعكس مع الوقت في حالة كره للمذاكرة بشكل عام.
- تثبيط العزيمة بدلاً من التشجيع: يعتقد بعض الأهل أحياناً أن عدم الاكتفاء بدرجات الطفل في المواد الدراسية والتقليل من شأن إنجازه يمكن أن يشكل دافع له ليزيد من تعليمه، لكن هذا خاطئ بالطبع، يجب على الأهل مدح الجهد الذي يبذله الطفل وتشجيعه على المتابعة واشعاره بأهمية العمل الذي يقوم به.
- المقارنة الخاطئة مع الأطفال الآخرين: يلجأ الآباء لمقارنة طفلهم بالأطفال الآخرين اعتقاداً أن ذلك يساعد في تحفيز الطفل على المذاكرة أكثر، وهذا أمر خاطئ حيث أن المقارنة مع الأطفال الأكثر تفوقاً تسبب الشعور بالإحباط للطفل ما يدفعه إلى كره المذاكرة.
- التصرف بطريقة انفعالية مع الطفل: في بعض الأوقات يشعر الوالدين بالإحباط من رفض الطفل للمذاكرة ما يدفعهم للغضب منه، لكن على الآباء الحذر من ذلك لأنه يزيد من كره الطفل للمذاكرة ويجعله يشعر بالتوتر والخوف ما يقلل من فرص تحسين مستواه الدراسي.
- الاكتفاء بطريقة العقوبة والتهديد: معاقبة الطفل على تدني مستواه الدراسي ورفضه للمذاكرة يسبب له نفور وكره إضافي لها، لذلك تجنب سياسة العقاب واعتمد على سياسة المكافآت عند الإنجاز.
- إحراج الطفل أمام الآخرين: بعض الآباء يتحدثون بطريقة سيئة عن طفلهم أمام الأقارب وأصدقاء العائلة معتقدين أن ذلك يحفز الطفل على المذاكرة، ولكن هذا خطأ أيضاً حيث يشعر الطفل بالإحراج والتوتر ما يسبب له نفور من المذاكرة.
- الحكم على الطفل بالكسل أو ضعف الذكاء: في بعض الحلات قد يعاني الطفل من أحد اضطرابات التعلم وهي اضطرابات تصيب بعض الأطفال وتسبب لهم مشاكل في المذاكرة وفي عملية التعلم بشكل عام رغم أن الطفل يتمتع بنفس مقدار الذكاء لدى اقرانه وهذه الاضطرابات تحتاج علاج من قبل اختصاصي التربية والأطباء النفسيين لتحديدها بدقة ووضع الخطة المناسبة لعلاجها.