كيفية التعامل مع الطفل الذي تعرض للعنف
![كيفية التعامل مع الطفل الذي تعرض للعنف](https://static.hellooha.com/revamp/assets/imgs/logo-desktop.png)
التعامل مع الطفل المُعنّف وعلاج آثار تعرضه للعنف من الأهداف الضرورية على المستوى الأخلاقي والإنساني أي كان هذا الطفل أو انتماءه، ويحتاج لتدخل فوري ومعرفة بأفضل الوسائل لوقف العنف الذي يتعرض له والتعامل مع نتائج هذا العنف، وفي هذا المقال نتحدث عن كيفية التعامل مع الطفل المُعنّف، وكيف يمكن وقف الإساءة إلى الطفل؟
حسب تعريف عدد من منظمات حماية الطفل فإن العنف ضد الأطفال هو أي شكل من أشكال الاعتداء والإساءة التي يتعرض لها الطفل تحت سن 18 عاماً، ويشمل ذلك الاعتداء الجسدي أو الفظي أو الجنسي أو العاطفي، أو الإهمال أو سوء المعاملة أو سوء الاستغلال من قبل الأبوين أو مقدمي الرعاية أو المؤسسات أو حتى الأقران.
إذاً الطفل المُعنّف هو من تعرض لأي شكل من أشكال العنف الجسدي أو العاطفي أو النفسي أو التربوي أو الجنسي أو الصحي، لمرة واحدة أو عدة مرات، مثل التربية العنيفة من قبل الوالدين، تنمر الأقران، استغلال أرباب العمل أو بعض المنظمات، التحرش الجنسي، العنف المدرسي.
![animate](https://static.hellooha.com/revamp/assets/imgs/logo-desktop.png)
- التعرف إلى علامات تعرض الطفل للعنف: يجب أن يكون لدى مقدم الرعاية للطفل خلفية حول العلامات التي يمكن من خلالها اكتشاف أن الطفل قد تعرض لحالة عنف بأي شكل من الأشكال، وعند ملاحظة أي كلام أو سلوكيات غريبة يجب أخذ الأمر بجدية ومحاولة التحقق إذا كان الطفل قد تعرض للعنف أو الإساءة بأي أشكالها.
- إشعار الطفل بالأمان من أي مصدر تهديد: عند رغبة الطفل بالحديث عن العنف والإساءة التي تعرض لها يجب أن يشعر بأنه أصبح بأمان وبأنه سوف تتم حمايته من أي شخص يقوم بتهديده إذا تكلم عن حالة تعرضه للعنف، فبعض الأشخاص ممن يعتدون على الطفل يقومون بتهديده بأساليب مختلفة حتى لا يتكلم عن ذلك.
- تشجيع الطفل على التحدث عن التعرض للعنف: يجب أن نكتسب ثقة الطفل الذي تعرض للعنف من خلال تشجيعه على التحدث وعدم لومه أو إشعاره بالذنب أو تخوفيه أو التحقيق معه، وإنما من خلال إخباره بأننا بجانبه وأننا يجب أن نعرف ما حصل معه حتى نقوم بحمياته من أي مصدر عنف أو تهديد.
- اشكر الطفل أنه أخبرك عن التعرض للاعتداء: بعد أن يخبرك الطفل بحالة العنف التي تعرض لها وانتهاءه من الكلام يجب شكره على ذلك، والتأكيد له بأنك سوف تقوم بما يلزم لحمايته وإبعاد مصدر العنف عنه وعدم السماح بإيذائه أو الانتقام منه من قبل أحد.
- لا تشعر الطفل بالذنب أو المسؤولية عن تعرضه للإساءة: الطفل فعلاً غير مذنب جراء تعرضه للعنف ويجب اخباره بذلك وعدم تحميله المسؤولية، فيجب أن نقول له أننا نعرف أنه لا ذنب لك، والذي قام بتعنيفه هو المذنب وسوف يتم حماية الطفل منه.
- إعلام المؤسسات المختصة بحماية الطفل: في كل بلد يوجد مؤسسات معنية بحقوق الطفل أو جمعيات مختصة بحماية الطفل من العنف أو الإساءة، ويجب إعلام هذه المؤسسات عن حالات العنف التي يتعرض لها الطفل وأخذ الارشادات منها بأفضل التدابير تجاه ذلك، وبحال عدم تواجد هذه المؤسسات يجب الاتجاه إلى السلطات المحلية والأجهزة القضائية لحماية الطفل من مصدر الاعتداء.
- تشخيص حالة الطفل جراء التعرض للعنف: حسب نوع وحالة العنف التي تعرض لها الطفل قد يتسبب له ذلك العديد من الأعراض الجسدية أو النفسية أو العاطفية أو السلوكية، ويجب تشخيص وضع الطفل في هذه النواحي لمعرفة كيف سوف تبدأ عملية علاجه.
- تقديم الرعاية الطبية عند الحاجة: إذا كان الطفل يعاني من أي إصابات أو حالات صحية تسبب بها العنف وسوء المعاملة، فيجب تقديم الرعاية الطبية للطفل وعلاج هذه الحالات في البداية لحماية الطفل من التعرض للأذى أو التهديد لحياته.
- توفير الشعور بالأمان للطفل المُعنّف: من الخطوات الضرورية في عملية علاج الطفل المُعنّف هي أن يشعر الطفل بأنه أصبح بأمان، وذلك بتواجده في أماكن ومع أشخاص بعدين عن مصدر العنف وأنه يوجد من يحميه بجانبه ولن يتم السماح للمعتدي بتكرار أفعاله.
- تفريغ وتشتيت مخاوف الطفل: يجب العمل على تفريغ مخاوف الطفل وتشتيتها دون الضغط عليه، من خلال سماعه أثناء حديثة عن حالة الاعتداء، وتركه يقوم بأنشطة مثل الرسم التعبيري أو التمثيل للحالات التي تعرض لها، وتفريغ غضبه بالطرقة التي تريحه، في ظل التأكيد له باستمرار بأنه أصبح بأمان وأنه لا يوجد أي تهديد له.
- عرض الطفل على مختص نفسي: في الحالات التي يكون فيها الاعتداء والعنف ضد الطفل تسبب له باضطرابات نفسية أو عاطفية أو عقلية، مثل الرهاب والصدمات النفسية والهواجس والمخاوف، يفضل عرضه على مختص نفسي لاتخاذ التدابير الصحيحة في خطة علاجه، وتعليم مقدم الرعاية بأفضل طرق للتعامل معه.
- إعادة دمج الطفل بالحياة الطبيعية: بعد أن تنتهي حالة الاعتداء على الطفل وتعنيفه وتتخذ معه الخطوات العلاجية المناسبة طبياً وتربوياً ونفسياً، يجب أيضاً الاهتمام بإعادة إدماجه بالحياة الروتينية الطبيعية، من مواعيد نوم واستيقاظ وتناول طعام، وذهاب إلى المدرسة واللعب مع الأقران وغير ذلك.
- إعادة تأهيل الشخص الذي قام بتعنيف الطفل: إذا كان الطفل قد تعرض للعنف من قبل أحد مقدمي الرعاية الأساسيين والذين لا يمكن فصلهم عنه دائماً، يجب العمل على إعادة تأهيلهم والنظر في أسبابهم لفعل ذلك، وإذا تعذر ذلك يجب اتخاذ الاجراء المناسب بحسب كل حالة، مثل إحالة الوصاية على الطفل لأحد الأشخاص الموثوقين، أو علاج الاضطرابات النفسية والعقلية التي يعاني منها مقدم الرعاية، دعم أحد مقدمي الرعاية الذين يعاملون الطفل بشكل جيد.
- العنف الجسدي: يعتبر العنف الجسدي من الأشكال الأكثر مباشرة للعنف ضد الأطفال، وهو يشمل الضرب بالأيدي أو أي أداة أخرى، أو إجبار الطفل ووضعه بوضعيات خطيرة ومؤذية مثل الربط والحبس والحرق، وقد يؤدي هذه الشكل لتشويه الطفل أو إيذاءه والتسبب له بكدمات وإصابات جسدية أو حتى تهديد للحياة.
- الاعتداء الجنسي: يشمل الاعتداء الجنسي حالات التحرش أو الاغتصاب أو الاقتراب من الأعضاء الجنسية، سواء كان ذلك للذكور أو الإناث، وتعتبر الفتيات المراهقات الأكثر تعرضاً لهذا النوع من العنف، ويكون له تبعات نفسية خطيرة.
- سوء المعاملة: أيضاً تعتبر سوء المعاملة من اشكال العنف ضد الأطفال، وقد تكون سوء معاملة عاطفية تشمل عدم دعم الطفل عاطفياً وعدم التعاطف معه والتقرب منه وإبعاده عن أسرته، أو سوء معاملة أبوية مثل التربية القاسية، أو عنف لفظي مثل السب والشتم ونعته بصفات سلبية.
- الإهمال: يعتبر الإهمال من أنواع العنف غير المباشرة ولكنها قد تسبب اضرار وإيذاء للطفل على المستوى الجسدي أو النفسي، مثل إهمال تربية الأب أطفاله أو تركه في مواقف وأماكن خطيرة، أو الإهمال الصحي أو إهمال تغذيته.
- الاستماع للطفل عند الشكوى من التعرض للإساءة: عند قيام الطفل بالشكوى عن تعرضه لأي نوع من العنف أو الإساءة يجب الاستماع له وتركه يقول كل ما لديه، وعدم الحكم مباشرةً بأنه يبالغ أو يكذب، ويجب التحقق من ذلك، لمعرفة إذا كان الطفل يتعرض فعلاً للعنف أو الإساءة، وما هو مصدر ذلك.
- التحقيق في حالة الإساءة التي تعرض لها الطفل: يجب التعرف عن حالة ونوع الإساءة التي تعرض لها الطفل ومصدرها، هل هو عنف جسدي أو عنف نفسي أو جنسي أو إهمال أو تربية عنيفة أو غير ذلك، ومصدر هذا العنف هل هو مقدم الرعاية أحد الوالدين أو أستاذ في المدرسة أو زميل في المدرسة أو الأقران في الحي أو أحد الكبار في الشارع أو البائعين أو غير ذلك.
- عزل الطفل عن مصدر العنف: بعد التأكد من تعرض الطفل للعنف والإساءة ومعرفة مصدرها، يجب البدء بعزل الطفل عن الشخص أو المصدر لهذا العنف وحمايته وإشعاره بالأمان، وشكره على إعلامنا ذلك وتجنب تحميله المسؤولية أو الذنب أو التحقيق معه.
- إعلام الجهات المعنية بأي حالة اعتداء على طفل: كل حالة من حالات الاعتداء على الطفل يجب إعلام المعنين بها، مثلاً عند التعرض للعنف من الأقران في المدرسة يجب إعلام إدارة المدرسة وأولياء الأمور للأطفال المعتدين والمدرس المباشر للطفل، وإذا كان الاعتداء من قبل مدرس يجب إعلام إدارة المدرسة والجهات المسؤولة عن المدرسة، وإذا كان الاعتداء من قبل أحد الأشخاص البالغين الخطرين يجب إعلام السلطات المحلية الأمنية والقضائية وتقديم شكوى ضده، وإذا كان الاعتداء من قبل أحد الوالدين أو مقدم الرعاية يجب إعلام مؤسسات حماية الطفل والسلطات.
- وضع إجراءات تمنع تعرض الطفل للإساءة في المستقبل: لتجنب تعرض الطفل لحالات عنف وإساءة واعتداء في المستقبل يجب وضع إجراءات تضمن ذلك، مثل ابعاده عن مصدر العنف، نقل رعايته لأشخاص مسؤولين ومؤهلين، نقله من المدرسة التي يتعرض فيها للاعتداء، تقديم شكوى ضد المعتدين الخطرين، تعليمه كيفية حماية نفسه وكيفية الإخبار عن تعرضه للاعتداء.
- تمكين مقدم الرعاية الأكثر أهلية: في الحالات التي يكون فيها الاعتداء من قبل أحد مقدمي الرعاية مثل الأب مثلاً، فيجب العمل على تمكين الأم إذا كانت أكثر أهلية وتعاملها مع الطفل أفضل وأكثر مسؤولية، من خلال نقل الوصاية على الطفل لها، وضع الطفل بحضانتها إذا كان الوالدين منفصلين.
- اتخاذ إجراءات بحق المعتدي على الطفل: حسب حالة الاعتداء وسببها والشخص المعتدي يجب اتخاذ إجراءات بحقه، مثل تقديم العلاج النفسي والسلوكي له إذا كان أحد مقدمي الرعاية ويعاني من أي اضطرابات نفسية أو عقلية أو مدمن أو غير ذلك، اتخاذ التدابير القانونية حسب صفته وعلاقته بالطفل، مثل المدرس أو أحد الأقارب أو أحد الغرباء الخطرين أو رب عمل أو غير ذلك.