تعليم الطفل التمييز بين اللطف والتحرش ومعاني اللمس
![تعليم الطفل التمييز بين اللطف والتحرش ومعاني اللمس](https://static.hellooha.com/revamp/assets/imgs/logo-desktop.png)
قد لا يعرف الطفل كيف يميز بين الأشخاص الذين يتعاملون معه بلطف وتودد، وبين الأشخاص المتحرشين الذين يلاطفون الطفل بقصد التقرب منه والتحرش به، وهنا يأتي دور الأهل في تعليم الطفل كيف يميز التحرش ومن الأشخاص الذين قد يتحرشوا به وكيف يتجنبهم، في هذا المقال نتعرف على كيفية تعليم الطفل التمييز بين اللطف والتحرش والعلامات التي يمكن للطفل كشف التحرش من خلالها، وفهم معاني اللمسات التي قد يقوم بها الناس مع الطفل وتمييز ما يدل على التحرش منها.
- الانتباه إلى الأماكن التي ينظر لها الشخص: من المهم أن يتعلم الطفل الانتباه لنظرة الأشخاص الذين يتعاملون معه، ففي أغلب الأحيان تكون نظرة الشخص الطبيعية تقتصر على بعض التودد البسيط حسب درجة علاقته بالطفل أو التجاهل وعدم الانتباه أحياناً، بينما قد يكون سلوك المتحرش يتميز بنظرات معينة غير مفهومة أو مريبة بالنسبة للطفل مثل النظر إلى المناطق الحساسة وتفقد المكان إذا كان خالي من أي شخص سواه هو والضحية، وقد يتصرف أحياناً بتودد مبالغ فيه.
- محاولة التقرب الجسدي: عادة يتناسب التقرب الجسدي بين الشخص الطبيعي والطفل مع نوع علاقته به، ومن المرجح أن يقتصر على سلام طبيعي، وجلوس الطفل لبعض الوقت بجانب الشخص إذا كان يحبه، أو يبتعد عنه تماماً ويأخذ وضعية جلوس مريحة بالنسبة له، أما المتحرش فيبالغ بالتقرب الجسدي من الطفل، وقد يطلب منه الجلوس في حضنه، وقد يتحسس بيديه على أنحاء جسده بالتدريج، فقد يبدأ بتحسس الرأس ثم الرقبة، ومع تطور الأمر قد يقترب من الصدر ومن ثم المناطق الحساسة.
- الحديث عن المشاكل بين الطفل ووالديه: عند تدخل شخص بالغ بمشاكل الطفل مع أبويه فمن المتوقع منه أن ينصحه باحترام والديه وسماع كلامهما وقد ينصحه بنيل رضاهما وفعل ما يطلبا منه، أما الشخص الذي قد يكون لديه نوايا تحرش، فمن المحتمل أكثر أن يتعمق في الحديث عن مشاكل الطفل مع والديه، وقد يسعى لتنمية هذا الخلاف، وتكون وجهة نظره متقاربة أكثر مع وجه نظر الطفل، بهدف كسب ثقته وإعجابه ليصبح أكثر قرباً للطفل من والديه.
- تغير التصرفات بين التواجد بحضور الأهل أو في غيابهما: يتصرف الشخص الطبيعي عندما يتواجد منفرداً مع الطفل بطريقة لا تثير الشبهة، مثل توجيه بعض الأسئلة الشائعة البسيطة عن دروس الطفل وتوجهاته، أو يبقى ساكتاً ويكتفي بالإجابة عن أسئلة الطفل إذا وجه سؤال له، أما الشخص المتحرش فقد يتقرب من الطفل أكثر بغياب الوالدين، وقد يسأل عن أشياء خصوصية، وقد يحاول اقناع الطفل بالذهاب معه في نزهة أو زيارته بدون الوالدين، وقد يعده بأشياء معينة ومغرية بالنسبة للأطفال.
- الانتباه في التعامل مع الغرباء: يجب أن يتعلم الطفل أن التعامل مع الغرباء بشكل عام له حدوده سواء ليقي نفسه من مخاطر التحرش أو من أي نوع آخر من الاعتداءات، فمثلاً يجب أن يتعلم الطفل أن لا يذهب لأماكن مجهولة مع الغرباء ابداً، وأن لا يدخل لمنزل أحد بدون علم الوالدين، وأن الأشخاص الطبيعيين لا يتعرضون للطفل كثيراً في الشارع، وحسب الحالة فالبعض قد يوجه سؤال بسيط له، أو يقدم نصيحة، أو يسأله إذا كان يعاني من مشكلة أو يحتاج للمساعدة، وغير ذلك يجب عدم التعامل مع الغرباء بشكل عام.
![animate](https://static.hellooha.com/revamp/assets/imgs/logo-desktop.png)
- محاولة كسب ثقة الطفل: في أغلب الحالات يحاول المتحرش كسب ثقة الطفل وربما ثقة والديه، فالتحرش لا يكون دائماً بصورة اعتداء عنيف، وإنما غالباً يأتي بصورة تودد وملاطفة مبالغ بها، وعند كسب هذه الثقة من قبل المتحرش ينتقل إلى المرحلة التالية، وهي زيادة التقرب العاطفي، ومن ثم الجسدي، حتى يتمكن من ضحيته.
- فتح أحاديث إباحية مع الطفل: بطرق وأساليب مختلفة يتعمد المتحرش فتح أحاديث اباحية مع الطفل أو أمامه مثل الفكاهات الجنسية والسؤال عن أراءه ورغباته بأشياء جنسية، فمن وجهة نظره هذه الطريقة تكون بمثابة جس نبض واختبار لمدى تقبل الطفل للحديث عن هذه الأشياء، والقيام بتجارب تخص ذلك.
- محاولة التواجد مع الطفل على انفراد: يحاول المتحرش بطرق مختلفة التواجد مع الطفل الضحية على انفراد، كأن يحاول كسب ثقة الوالدين لتأمين الطفل معه عند انشغالهما، أو دعوة الطفل للذهاب معه إلى المنزل أو لشراء أشياء معينة أو لتحقيق أشياء يريدها الطفل، وهو بهذا يحاول تهيئة الظروف المناسبة وانتظار الفرصة للتحرش بالطفل.
- إغراء الطفل بتحقيق رغباته وشهواته: يسعى الشخص المتحرش لكسب ود ومحبة الطفل عن طريق اغرائه بتحقيق ما لديه من رغبات ويطمح إليه من أشياء، مثل الحصول على لعبة أو أداة يريدها، أو الذهاب إلى مكان مرغوب، أو حتى تجريب التدخين أو أشياء أخرى يمنعه عنها الأهل عادةً، وهذا بغية تكوين علاقة خاصة مع الطفل تجعله فيما بعد أكثر تقبلاً لتقرب المتحرش منه وسلوكياته معه.
- إغواء الطفل لمشاهدة مقاطع فيديو اباحية: من الطرق التي قد يستخدمه ا المتحرش بعد كسب ثقة الطفل وبناء علاقة صداقة خاصة معه، أن يعرض عليه مشاهدة أفلام أو مقاطع فيديو اباحية، فمن جهة هذا النوع من المشاهد يثير استغراب وفضول الطفل ويريد مشاهدته، ومن ناحية لا يمكنه البوح لوالديه بهذا السر حتى لا يتعرض للعقوبة، وهنا يجد المتحرش فرصته لإقناع الطفل للانخراط بسلوكيات جنسية مع ضمان عدم الوشاية به من قبل الطفل.
- الجلوس في الحضن للوالدين فقط: يجب أن يتم تعليم الطفل وتنبيهه إلى أن الجلوس في الحضن هو يكون للوالدين فقط، وهو سلوك ممنوع مع أي شخص كان غير الوالدين، وبشكل خاص الأشخاص الغرباء.
- عدم السماح بالاقتراب من أي مناطق الجسد: يفضل تنبيه الطفل لأن الاقتراب من أي مناطق من جسده سواء بحضور أو غياب الوالدين هو أمر مرفوض وممنوع تماماً وإذا حاول أحد القيام بذلك، فيجب شرح هذا للوالدين بكافة التفاصيل، وخاصة المناطق التي تعتبر أكثر حساسية مثل الفم أو الصدر أو المناطق الحساسة.
- أي تقرب جسدي من الغرباء مبالغ فيه: تعليم الطفل أنه لا يجب السماح بالاقتراب الجسدي من الغرباء ضمن أي مستوى، وخاصة في الأماكن العامة أو الأماكن التي لا يوجد فيها أحد، مثل الحدائق أو البساتين أو الأبنية المهجورة أو غير ذلك، وحتى في المواصلات العامة أو في المدرسة أو النوادي الترفيهية والتدريبية على اختلاف أنواعها.
- الاقتراب من المناطق الحساسة: سواء اقتراب المتحرش من جسد الطفل أو محاولته تشجيع الطفل على الاقتراب من مناطقه الحساسة، فهذه الأماكن محظورة تماماً مع أي شخص كان باستثناء الأم عند الاستحمام وتنظيف الجسم، أو الطبيب في حال وجود مرض وبحضور الوالدين.
- أي طلب لرفع الملابس أو خلعها إلا بحضور الوالدين: يجب أن يتعلم الطفل أنه ممنوع تماماً خلع الملابس أو رفعها أمام الغرباء أو بطلب منهم، إلا في الأماكن الطبيعية لذلك، مثل حوض السباحة، ويكون ذلك بحضور الوالدين، ومنع أي أحد من الاقتراب من جسد الطفل.
- التقبيل والعناق والسلامات المبالغ بها خاصة مع الغرباء: بشكل عام ودون الحاجة للشك بشخص محدد، يجب أن يعتاد الطفل على تجنب السلامات الحادة والمبالغ بها التي فيها تقبيل وعناق، وخاصة مع الغرباء.
لتوعية الأطفال ضد التحرش بشكل عام يجب تعريف الطفل بمن هو المتحرش وما الإجراءات الأساسية التي تبعد المتحرشين عنه، وكيف يتعامل معهم وكيف يدافع عن نفسه ضد التحرش ويتهرب منه، هذا بالإضافة لتعليم الطفل عن جسده وتثقيفه جنسياً واعطاءه فكرة عن سلوكيات المتحرشين وأساليبهم.
كما يعتبر من الضروري تعويد الطفل على التحدث مع والديه حول أي موقف مريب يتعرض له، وحول الغرباء الذين يتعاملون معه، وما هي طلباتهم منه والأحاديث التي يفتحوها معه.
وأخيراً من الضروري تعلم الطفل كيف يخبر عن حالات تعرضه للتحرش، سواء في المدرسة أو الشارع، وكيف يهرب من مواقف التحرش.
- عدم التواجد وحيداً مع الأشخاص غير الموثوقين: في البداية يجب على الوالدين بأنفسهم أو من خلال تعليم الطفل، منع التواجد على انفراد لطفلهم مع أي شخص غير موثوق، حتى لو كان مقرب جداً من العائلة، فهذا يحميه من التعرض للتحرش دون علم الوالدين.
- محاولة التهرب سريعاً من البقاء مع المتحرش: من المحتمل أن يخطئ الأهل بالتقدير ويضعون طفلهم مع متحرش وفي هذه الحالة يجب أن يتعلم كيف يميز سلوكيات المتحرش إذا قام بشيء مريب، وعند تقدير الطفل أنه يتعرض لتحرش، هنا يجب تعليمه كيفية التهرب من هذا الموقف، مثل التحجج أن أحد ما يناديه وأنه سوف يعود، أو أن عليه قضاء حاجة، أو الركض بسرعة نحو الباب.
- اخبار الأهل عن أفعال الشخص المتحرش: إذا شعر الطفل أنه تعرض للتحرش وتمكن من التهرب أو حدث شيء انقذه من موقف التحرش، فيجب تعليم الطفل أن يعلم الوالدين بما حدث معه، وأن يشرح لهما شكوكه، ويشرح أدق التفاصيل التي حصلت بينه وبين المتحرش حتى يتمكن الأهل من تقدير الموقف إذا كان فعلاً موقف تحرش ويتخذون الاجراء المناسب لذلك.
- عدم ترك الأطفال الصغار مع أحد غير الأهل: الأطفال الصغار جداً من عمر سنتين حتى خمس سنوات يكونوا غير قادرين على التمييز، وبما أن المتحرش قد يكون من أقرباء الطفل فيجب عدم ترك الطفل مع أي أحد اطلاقاً إلا بوجود وحضور الوالدين.
- عدم الذهاب مع أحد إلى أي مكان بدون علم الأهل: يحدث مع الطفل مواقف كثيرة خلال حياته اليومية، وقد يدخل لمنزل أحد الجيران أو الأصدقاء، أو يذهب مع أحد الغرباء لمكان ما، ما يجعله عرضة للاعتداء والتحرش، لذا يجب تعويد الطفل على عدم الذهاب مع أحد أو إلى أي مكان مجهول بدون علم الأهل.