ما هي الأشياء التي يكرهها المراهقون وكيف تتعامل معها
![ما هي الأشياء التي يكرهها المراهقون وكيف تتعامل معها](https://static.hellooha.com/revamp/assets/imgs/logo-desktop.png)
الأشياء التي يكرهها المراهق هي غالباً تكون مرتبطة بالحساسية الشديدة التي تتميز فيها هذا الفترة العمرية، فبالإضافة للتغيرات الجسدية التي تطرأ عليه وتفرض مزاجية معينة في أفكاره ومشاعره، هو أيضاً يمر بتغيرات نفسية عاطفية شاملة على مستوى معظم جوانب شخصيته، وهذا ما يسبب مشاعر الكره عند المراهق تجاه بعض الأشياء أو الأشخاص.
ترتبط الأشياء أو الأمور التي يكرهها المراهقون بطبيعة مرحلة المراهقة نفسها وليس بالضرورة بالأشياء التي ينفرون منها أو الأشخاص الذين يتخذون موقفاً عدائياً منهم مثل الوالدين، حيث يحاول المراهقون والمراهقات في هذه المرحلة الخروج من دائرة التعامل معهم كأطفال والحصول على امتيازات الكبار، كما يكتسبون ميلاً للعناد والتحدي يجعلهم أكثر انتقاداً ومعارضةً لسلوك الوالدين أو لعادات وتقاليد المجتمع.
مشاعر الكره والنفور عند المراهقين من الوالدين أو من أسلوب التعامل ليست حقيقيةً في معظم الحالات، هي مشاعر صادقة لكنها ليست حقيقية أي ليست مستقرّةً ولا مبنيّةً على موقف ثابت، وإنما أقرب لتكون رد فعل يتغير بسرعة وبمرور الوقت، وتجنب الأهل للأشياء التي يكرهها المراهق أو مراعاتها يسهّل المهمة على الوالدين والأبناء!
![animate](https://static.hellooha.com/revamp/assets/imgs/logo-desktop.png)
- مقارنته بغيره: مقارنة المراهق مع شخص آخر وخاصة تلك المقارنات السلبية التي تفضل الشخص الآخر عليه، تعتبر من الأشياء التي يكرهها المراهق وتثير استفزازه، فهو يشعر بالدونية والغيرة والاستهتار بشخصيته وعدم تميزه جراء هذه المقارنات.
- التجاهل والإهمال: المراهق له شخصية مستقلة فيها الميول والأفكار والمشاعر والرغبات، وتجاهل هذه الأشياء أو الاستهتار بها وعدم إعطائها حقها من الاهتمام والاحترام، يسبب شعور بالإهانة للمراهق، ما يثير غضبه وكراهيته لمن يقوم بتجاهله.
- الاستمرار بمعاملته كطفل: يحب المراهقون وخاصة الذكور التعامل معهم كأشخاص كبار وأسوياء، فهو من وجهة نظره لم يعد طفلاً يجب مسايرته أحياناً والتحكم بتصرفاته أحياناً أخرى، بل يجب احترام رأيه وقراره ومشاركته الأفكار كفرد مستقل له شخصيته وكيانه، والتعامل معه كطفل يستفزه بشكل كبير ويثير كراهيته.
- إحراجه أمام الآخرين: المراهقون حسّاسون جداً لصورتهم الاجتماعية، ولذلك يكره المراهق أي سلوك أو تصرف يمكن أن يهزّ هذه الصورة أمام الآخرين، سواء أمام الأقارب أو الأغراب أو أقرانه وأصدقائه، وهذا لا يشمل فقط التعامل معه بطريقة غير مناسبة، بل حتى سلوك الأهل الذي لا يرتبط به بشكل مباشر، حيث تكره البنت المراهقة مثلاً أن ترتدي أمّها ثياباً غير مرتبة أو غير عصرية من وجهة نظرها، ويكره الشاب المراهق أن تدخل والدته في مساومة مع البائع لتخفيض السعر!
- الاستخفاف بمشاعر المراهق وأفكاره: يمر المراهق بمشاعر معينة مثل الغضب والحزن والاكتئاب أو الحب والرومنسية، كما يكون أفكار مختلفة حول أي مجال من مجالات الحياة، والاستخفاف بهذه المشاعر والأفكار واعتبارها غير مهمة أو غير حقيقية يجعله يشعر بالغضب والكراهية تجاه من يعامله بهذه الطريقة.
- خرق الخصوصية: يميل المراهق للخصوصية في مرحلة المراهقة، فيما يتعلق بشؤونه الشخصية كالدراسة والتفضيلات، أو علاقاته مع الأصدقاء أو العاطفة، أو حتى أغراضه كملابسه وكومبيوتره الشخصي أو هاتفه النقال، ويكره جداً أن يقوم أحد عن عمد أو غير عمد خرق هذه الخصوصية.
- التدخل في شؤونه الخاصة: يرى المراهق بأنه أصبح ناضج بما يكفي لاتخاذ قراراته وخيارته وتحديد تصرفاته وطريقة حياته، ويعتبر هذه الأشياء شخصية لا يجوز لأحد الاقتراب منها، وهذا ما يجعله يكره التدخل بشؤونه الشخصية.
- إجباره على الواجبات الاجتماعية: معظم المراهقين بحاجة للابتعاد عن الحالة النمطية للدوائر الاجتماعية التي ما زالت تتعامل معهم بوصفهم أطفالاً، ولذلك ينفر المراهقون من الزيارات العائلية والاجتماعية التقليدية ويفضلون التهرّب منها.
- الاستماع للمراهق والتحدث معه: حتى لا يشعر المراهق بالتجاهل وعدم الاهتمام يجب الاستماع له عندما يرغب بالتحدث، ويجب مناقشته ومعرفة وجهة نظره عندما يحصل خلاف معه، ويجب على الأهل طرح رأيهم على أنه وجهة نظر أيضاً ومحاولة استخدام مهارات الاقناع قدر المستطاع في النقاش.
- عدم المبالغة في النصح والإرشاد: لا يحب المراهق التعامل معه من قبل الوالدين وكأنه أقل منهما في النضج أو المستوى العقلي والفكري، وأنهما مثاليان لأبعد الحدود وكل ما يقولانه صحيح، لذا يجب تجنب اتخاذ هذا الدور دائماً والتنويع في طريقة إرشاد المراهق وتربيته وعدم اعتماد أسلوب واحد ممل ومرهق بالنسبة له.
- تحفيز المراهق على مشاركة أفكاره مع أهله دون ضغط: من خلال بناء علاقة جيدة مع المراهق، أو من خلال مساعدته فعلاً عند الحاجة واهتمام واحترام لشؤونه الخاصة، أو من خلال إشعاره أن تحدثه عما يجري معه من أحداث ومواقف لوالديه، سوف يكون مفيد له بالدرجة الأولى، وليس مجرد قمع ورفض وكبت لمشاعره ورغباته.
- ترك مساحة من الحرية والخصوصية: ملاحظة الاهل لابنهما المراهق يجب أن تكون في السياق العام، بما يضمن عدم تعرضه للإيذاء أو المشاكل أو المعتقدات والأفكار الخطيرة، وليس بالضرورة خرق حدود خصوصيته وحريته الشخصية لتحقيق ذلك، فعندما يمر المراهق بمشاكل كبيرة أو يقترب من ذلك، فسوف يلاحظ الأهل ذلك دون مراقبة، ويمكنهما التدخل حينها حسب الموقف.
- إبداء ثقة الأهل بالمراهق: إذا تمكن الاهل من اقناع ابنهما المراهق بأنهما يحترمان رأيه ويثقان به، فإن في ذلك رسالة تحفيزية للمراهق بأنه لا يجب أن يخذلهما وإلا ظهر بمظهر الطفل الصغير الكاذب، وهو لا يريد الظهور بهذا الشكل حقاً، وذلك قد يدفعه لاتباع السلوكيات الصحيحة.
- تحميل المسؤوليات للمراهق: تحمل المراهق لبعض المسؤوليات يجعله يرى ابعاد سلوكياته الخاطئة ونتائجها، وفي هذا الحالة فإنه حتى لو أخطأ بشيء ما، فإنه سوف يتعلم منه وغالباً لن يكرره، لشعوره بالمسؤولية عن هذه النتائج.
لا يكره المراهق والديه بشكل فعلي، وإنما قد تتأثر علاقته بهما سلباً بسبب اختلاف وجهات النظر، أو طريقة التعامل معه من قبلهما بطريقة لا تعجبه، وهنا أبرز النقاط التي يكرهها المراهق بالوالدين:
- المراقبة الشديدة: يرغب الأهل بمعرفة كل ما يجري مع المراهق ويفكر فيه خلال يومه في المدرسة ومع الأصدقاء وأثناء استخدامه للأنترنيت، بطريقة تعتبر مستفزة له وكأنه ما يزال طفل ويخافون عليه من إيذاء نفسه، وهذا ما يجعله يشعر بالغضب نحو الوالدين ويؤثر على علاقته بهما.
- المزاودة من قبل الوالدين: كثيراً ما يحاول الأهل إبراز نفسهم كأبطال لا يخطؤون ولا يسيئوا التقدير، ولم يكن لديهم في الماضي أي سلوكيات غير مناسبة، يظهرون نفسهم كمثاليون بطريقة تعتبر مثيرة للاستهزاء وعدم التصديق من قبل المراهق، وهو يكره جداً هذا الأمر في أهله.
- فرض الرأي والتحكم: أحياناً يكون الأهل متسلطين في سلوكهم التربوي ولا يعطون المراهق أي حق في خصوصية أو حرية اختيار وقرار، بيمنا يرى المراهق نفسه أصبح ناضجاً ومستقل ويمكنه تقدير شؤونه الشخصية، وفرض الرأي في هذا الحالة والتحكم الشديد من قبل الأهل، يؤثر على نظرته تجاههم وعلاقته بهم.
- التوبيخ الجارح: أحياناً يلجأ الأهل لتوبيخ المراهق بطريقة جارحة ومهينة، مثل استخدام العنف الجسدي أو اللفظي، أو النعت بكلمات مزعجة مثل أنت طفل أو أنت غبي، ومثل هذه السلوكيات تجرح المراهق وتؤثر على علاقته بوالديه.
- التوبيخ أمام الناس: المراهق حساس جداً لنظرة الناس له، وهو يريد الظهور أمام الآخرين وخاصة الأصدقاء أو الجنس الآخر، بأنه كبير ومستقل ومحترم من قبل الجميع، وقيام والديه بتوبيخه أمام الناس يسبب له إحراج كبير، يجعله يصل لحد الكره لمن قام بتوبيخه.
- التدخل في الشكل: قد يبدي المراهقون أحياناً أذواق معينة في شكلهم فيما يتعلق باللباس أو قصة الشعر أو غير ذلك، ما قد لا يعجب الأهل في كثير من الأحيان، ويجعلهم يتدخلون في ذلك وينتقدون شكله، وهذه من المسائل الحساسة عند المراهق والتي يعتبرها أمر شخصي لا يحق لأحد التدخل بها.
- التدخل باختيار المراهق للأصدقاء: أصدقاء المراهق هم عالمه الخاص، والذي يكون في كثير من الأحيان أكثر أهمية حتى من العائلة، وهم من يشعر معهم بالانسجام والمتعة والتفاهم، ويرغب بالذهاب لبيوتهم أو استقبالهم في بيته أو الخروج معهم في نزهات وحفلات وغير ذلك، وقد يتدخل الأهل أحياناً بسبب عدم ارتياحهم لأحد هؤلاء الأصدقاء، وسواء كان الاهل على حق في شكوكهم أم لا، ففي الحالتين يكره المراهق جداً تدخل أهله بأصدقائه أو إحراجه معهم.
- البحث عن الأسباب المتعلقة بالأهل: يجب على الأهل أن يبحثوا فعلاً في سلوكهم التربوي فيما إذا كان فعلاً قد تسببوا بكره ابنهما المراهق لهما دون أن يقصدا ذلك، أم أن السبب يتعلق بالمراهق نفسه، ففي ضوء هذه الأسباب تتحدد طريقة التعامل الصحيحة.
- العمل على إصلاح العلاقة مع المراهق: بعد أن يعرف الأهل أسباب كره ابنهما المراهق لهما، يجب إيجاد الحلول لإصلاح هذا الأمر، فإذا كان السبب خطأ تربوي ارتكباه يجب إصلاح هذا الخطأ وجعل المراهق يلاحظ أن الأمر قد تم إصلاحه، وتغير طريقة التعامل في المرات القادمة، أما إذا كان السبب بالمراهق نفسه، فيجب إيجاد قنوات اتصال معه لتقريب وجهات النظر ليفهم المراهق ما حقيقة خطأه وحقيقة مشاعر أهله تجاهه وكيف يجب أن يتصرف بدوره ليكون شخص إيجابي.
- المعاملة كصديق: من الجميل أن يكون لدى الأهل علاقة صداقة حقيقية مع ابنهما المراهق، حيث تسمح هذه العلاقة بتمرير العديد من قواعد السلوك المطلوبة دون فرضها على المراهق أو إذعانها عليه، وهنا لا يقصد مسايرته ومعاملته كطفل، وإنما مشاركته اهتماماته وأفكاره وجعله طرف في اتخاذ القرار الصحيح بعد إدراكه لأبعاد التصرف أو القرار الخاطئ.
- النقاش معه في وجهات النظر: صحيح أن المراهق قد يجادل بشكل كبير ومزعج أحياناً وقد يسأل أسئلة محرجة وخارجة عن طاقة ومعرفة الوالدين، ولكن مع ذلك فإن النقاش معه واعتباره طرف في علاقة وله كيانه الخاص وشخصيته المستقل، يجعله لاحقاً يعتاد بأن يكون أكثر ليونة وإيجابية في تقبل الانتقادات وأخذها على محمل الجد.
- الدخول في تحديات إيجابية: إذا تمكن الاهل من اتقان طريقة التحديات الإيجابية مع المراهق، فهذا يعتبر إنجاز مهم في سياق توجيه سلوكه وصقل شخصيته، ولكن هذه التحديات يجب أن تكون ضمن حدود المنافسة الإيجابية وليس خلق علاقة عدائية، فمثلاً إذا قام المراهق بتغير شكل شعره غير المناسب فإنه سوف يحصل على إطراء وإعجاب من قبل أغلب من يتعامل معهم كالأصدقاء والأقرباء والمعلمين، ويجب على المراهق تجريب ذلك ليثبت له بالدليل صحة الرأي الوالدين، مهما كانت النتائج هذا أفضل من المعاندة والإجبار والتعنيف والتسلط.