التعامل مع الطفل الذي يريد كل شيء وتعديل سلوكه
![التعامل مع الطفل الذي يريد كل شيء وتعديل سلوكه](https://static.hellooha.com/revamp/assets/imgs/logo-desktop.png)
كثيراً ما يعاني الأهل من شخصية طفلهم الطماع الذي يريد كل شيء والذي يصعب إقناعه، فهذا قد يسبب لهم الاختلاف مع طفلهم والإحراج أمام الآخرين في كثير من الأحيان، حيث يعاند الطفل دائماً للحصول على كل شيء بطريقة تظهره أنه أناني ومحروم وطماع، في هذا المقال ندرس كيفية التعامل مع الطفل الذي يريد كل شيء، وأسباب ذلك، وكيفية تنمية القناعة في شخصية الطفل.
- تربية الطفل منذ الصغر على القناعة: قبل أن تتطور صفات الأنانية والطمع عند الطفل يجب تربيته بطريقة تمنع نمو هذه الجوانب، مثل تعليمه أن يطلب حاجته فقط، وأن كل شيء يريده يجب أن يكون له سبب في ذلك، ويجب أن يتعلم الفرق بين أشياءه الخاصة وأشياء الآخرين، وما هي الحدود التي يمكنه فيها الحصول أو عدم الحصول على ما يريد.
- تعليمه مبدأ الحقوق والواجبات: أثناء العملية التربوية يجب شرح فكرة الحقوق والواجبات للطفل، تارةً بالحديث والحوار، وطوراً بالأمثلة الواقعية، فنمو ادارك ووعي الطفل لفكرة ما هو حق له وما هو واجب عليه، يجنبه صفات مثل الطمع والأنانية.
- تعريف الطفل بحدوده وما يمكنه الحصول عليه: يجب أن يتعلم الطفل بما يتناسب مع عمره ودرجة وعيه حول الحدود التي تقف أمام رغباته وتحدد خياراته، فهو يمكنه الحصول على هذه اللعبة لأنه طفل ومن حقه اللعب، ولا يمكنه الحصول على لعبة أخيه لأنها ليست ملكه، هو يمكنه الحصول على طعام يحبه، ولكنه لا يستطيع طلب هذا الطعام دائماً لأنه يجب أن يتنوع في غذائه، ويمكنه الحصول على كتاب أو قطعة ملابس يريدها، ولكن لا يمكنه امتلاك سيارة لأنه ما زال صغير وهكذا.
- تنمية روح المشاركة والعطاء في شخصية الطفل: عندما يتربى الطفل بطريقة تعزز لديه روح المشاركة والعطاء والتعاون، مثل استخدام ألعابه للعب مع أخوته أو بعض أصدقاءه المقربين، وتناول طعامه مع أفراد أسرته، فإن ذلك يخفف احتمال نمو صفات الأنانية والطمع في شخصيته.
- ملئ أي نقص أو فراغ أو حرمان يشعر به الطفل: كثيراً ما يكون العامل وراء رغبة الطفل بالحصول على كل شيء هي شعوره بالحرمان لدرجة سببت نقص في شخصيته وضعف بثقته بنفسه، ويرى أن حصوله على كل شيء يعزز موقعه بين الآخرين ويجعله أكثر شبهاً بأقرانه، وفي هذه الحالة يجب العمل على ملء الفراغ الذي يشعر به الطفل لتجاوز مشكلته.
![animate](https://static.hellooha.com/revamp/assets/imgs/logo-desktop.png)
- اشرح أسباب عدم تنفيذ طلبات طفلك: عندما يلح الطفل كثيراً على طلب شيء معين ويمتنع الأهل عن تنفيذ هذا له، فإنه سوف يتساءل بحكم قلة معرفته وخبرته عن سبب ردة الفعل هذه من قبل أهله، وفي كثير من الأحيان فإن إيجاده لإجابة ملائمة يساعد في تمرير الموقف دون عناد أو زيادة بالإلحاح أو شعور الطفل بتقصير أهله أو ظلمهم له.
- أعطِ الطفل ملاحظات عن سوء سلوكه: لا يستحسن توجيه الانتقاد لشخص الطفل حتى وأن ارتكب بعض الأخطاء، وإنما الانتقاد يجب أن يتوجه للسلوك، فعندما يلح الطفل كثيراً على شيء غير مقبول لسبب ما، يجب أن يتعلم أن هذا الإلحاح في غير موقعه وبالتالي هو سلوك سيء من قبله وغير مقبول ويجب عليه تحسين سلوكه في المرات القادمة.
- التزم بقرارك مهما كان: لا تسمح لإلحاح الطفل بالانتصار دائماً، فشعور الطفل بأن سلوك الإلحاح يأتي له بالنتائج المرغوبة التي يريدها سوف يدفعه لهذا السلوك كلما رغب بالحصول على ما يريد، بينما التزام الأهل بتنفيذ قرارهم يشعر الطفل أن عليه البحث عن وسيلة أخرى يمكن أن تلقى قبولاً أكبر من قبل الأهل.
- تجاوب معه لمرة واطلب منه وعد أن يحسن سلوكه في المرة القادمة: الطفل هو صغير في النهاية وقد لا يدرك دائماً عواقب سلوكه، والموازنة بين الامتناع عن تنفيذ رغباته وتقبلها تحتاج لبعض الحكمة وتقدير الموقف من قبل الأهل، ففي بعض الحالات يمكن الاستجابة لطلب الطفل إذا لم يبالغ بالإلحاح مع الطلب منه عدم تكرار هذه الطريقة مرة أخرى وإلا فلن ينفذ ما يريده وربما يتعرض للعقوبة.
- حرمان الطفل من أشياء أخرى عند المبالغة في إلحاحه: إذا كان الشيء الذي يلح عليه الطفل مرفوض تماماً، وإذا كانت طريقة إلحاحه غير مقبولة، فيمكن معاقبته على سلوك الإلحاح بحرمانه من امتياز آخر لفترة مؤقتة، فهذا من شأنه تعليم الطفل أن الإلحاح قد يعود عليه بالضرر وليس الفائدة وبالتالي يتجنبه في المرات اللاحقة.
- صرف نظر الطفل عن الشيء الذي يلح عليه: ليس جميع طرق التعامل مع الطفل اللحوح تكون بالامتناع عما يريد تحقيقه، بل يمكن أيضاً إيجاد وسائل تختلف باختلاف كل طفل يعرفها الأهل لصرف نظر الطفل عن الشيء الذي يلح عليه، مثل استبدال نوع طعام مضر بنوع طعام جيد ومحبب بنفس الوقت، أو تشتيت انتباه الطفل عن لعبة رآها في السوق يفتح حديث معه يحبه ويميل للتحدث فيها حتى ينسى ما كان يلح عليه.
- جرب إعطاء طفلك البدائل: الطفل الذي يريد كل شيء هو طفل صغير ومن الخطأ التعامل معه وكأنه شخص بالغ قادر على ضبط نفسه ورغباته، فأحياناً يمكن لتجريب عرض بدائل معينة على الطفل أن يلقى قبول من قبله والتنازل عن الشيء الذي كان يعاند للحصول عليه.
- يمكن تأجيل حصول الطفل على ما يريد: يمكن في بعض الحالات تأجيل حصول الطفل على شيء يريده لوقت آخر، فإذا اشترى اليوم مثلجات وطلب الحلويات، فيمكن تأجيل الحلويات ليوم آخر، والقول للطفل اليوم حصلت على المثلجات وهذا يكفي، لن نحرمك من الحلويات ولكن سوف يتم تأجلها ليوم آخر.
- تجاهل طلباته في بعض الأحيان: الأطفال بشكل عام كثيري التطلب، وليس دائماً على الأهل إيجاد وسيلة للتعامل مع هذه المشكلة، فإذا كان الطفل غير محروم بشكل عام بحياته وطلباته الزائدة غير محقة ويحتمل أن ينساها بعد مرور فترة صغيرة، فيمكن الاكتفاء بتجاهل طلبه، حتى يفهم أنه ليس دائماً متاح له الحصول على ما يريد.
- العمل على إعطائه ما يريد عندما يتصرف بطريقة مقبولة: في كثير من الحالات عندما يستجيب الأهل لطلبات الطفل المحقة وإذا ما طلبها بطريقة مقنعة تبديه بمظهر الشخص المحق في طلبه، وبنفس الوقت الامتناع عن تنفيذ طلباته الزائدة وغير المبررة، قد يعلم الطفل الفرق بين الطلبات المعقولة والطلبات غير المعقولة بطريقة غير مباشرة.
- طلب استبدال أسلوبه للحصول على ما يريد: الطلب من الطفل بشكل صريح أو التلميح له بأنه قد يحصل على ما يريد إذا ما غير أسلوبه، مثل أسلوب المعاندة أو الإلحاح أو الغضب والعدوانية، فإن ذلك من شأنه تعديل سلوك الطمع لديه، والبحث عن وسائل وأسباب أكثر اقناعاً للحصول على ما يرغب به.
- الصبر والتحدث مع الطفل: لا يحتاج الأمر دائماً إلى خلق موقف معاندة وتحدي وفرض رأي على الطفل، فالصبر بعض الأحيان والتحدث مع الطفل بالطريقة المناسبة التي يعرفها الأهل أنها تأتي بنتائج إيجابية مع طفلهما، ربما تكون الوسيلة الأفضل في كثير من الأحيان يتغير سلوك وطباع الطفل الذي يريد كل شيء.
- الامتناع عن تقديم كل شيء يريده: ليس دائماً يمكن تقديم كل ما يريده الطفل يجب على الأهل أن يدركوا هذه الحقيقة، وبالتالي يفضل التفكير في طلبات الطفل ورغباته وتقدير ما هو المحق والضروري منها حتى لا يتم حرمانه من شيء وشعوره بالنقص والاختلاف عن الأطفال الآخرين، وفي نفس الوقت رفض الطلبات غير المحقة التي قد لا تناسب عمر الطفل أو ظروف والديه أو الأخلاق العامة أو قواعد التربية.
- عدم الامتثال للأساليب التي يستخدمها: قد يستخدم الطفل الغضب أو البكاء والعدوانية والصراخ والاستكانة والكثير من الأساليب للحصول على مبتغاه، وهنا يجب أن يكون موقف الأهل حازم في هذا الجانب وأن لا يسمحوا لهذه الأساليب أن تترسخ في ذهن الطفل كطرق تساعده في الحصول على ما يريد.
- تجريب أنواع العقاب المناسبة: في بعض الأحيان قد يحتاج الأهل لمعاقبة الطفل الذي يريد كل شيء كونه قد يتصرف بطرق غير مناسبة للحصول على ما يريد، وهنا يجب البحث عن أساليب العقاب المناسبة لعمر الطفل وشخصيته، بما يؤثر على السلوك السيء ويقلل منه، وبدون أن يؤثر ذلك على شخصية الطفل وعلاقته بأهله.
- التجاهل في بعض الأحيان: التجاهل قد يكون حل مفيد في التعامل مع الطفل الذي يريد كل شيء، ولكن دون المبالغة وتعريف الطفل أن هذا الطلب تحديداً سوف يتم تجاهله ولا يقصد التجاهل العاطفي أو الإهمال التربوي، وإنما إعلام الطفل بأن هذا الشيء الذي يريده غير مقبول وإذا ألح عليه سوف يتم تجاهله مسبقاً، حتى يشعر باليأس من هذا الجانب أو هذه الطريقة ويحول انتباهه لشيء آخر.
- الشعور بالحرمان والنقص: في حالات كثيرة يكون سلوك الطفل بأنه يريد الحصول على كل شيء نابع عن شعور لديه بالحرمان والنقص في جانب معين من حياته ويريد تعويضه، مثل حرمانه من اللعب أو الألعاب، أو مرور أسرته بضائقة مالية، أو عدم اهتمام والديه به، أو المعاناة من مشاكل أسرية أو اجتماعية أو غير ذلك.
- الدلال التربوي: الإفراط في دلال الطفل من قبل أحد الوالدين والعمل دائماً على تحقيق ما يريده وعدم إشعاره بأي مسؤولية وأنه لا يوجد ما لا يمكنه الحصول عليه، يضع الطفل بموقف أنه غير معتاد على الحرمان والرفض، وعندما تصبح طلباته ورغباته أكثر من قدرة والديه مع التلبية، أو تتعارض مع رغبات الآخرين ومصالحهم، فأنه يعاند للحصول على كل ما يريد دون أن يفكر بنتائج ذلك أو كيفية تحقيقه.
- الطباع الانانية والطماعة: قد لا يصح استخدام كلمة طماع بالحديث عن الأطفال، ولكن فعلاً أحياناً قد تظهر عند الطفل سلوكيات أو طباع قد تفهم بأنها أنانية، وهي في حالات كثيرة قد تنتج عن طباع مكتسبة مثل التحفيز أو القدوة الخاطئة من قبل الوالدين أو أحدهما أو احد الشخصيات التي يحبها أو طريقة التربية الخاطئة وأسباب أخرى كثيرة.
- حب التملك: بعض الأطفال يعانون من مشكلة أو عرض نفسي يسمى حب التملك، وهذا له أسباب نفسية وتربوية كثيرة، ولكن قد يسبب في حالات كثيرة أصرار الطفل ورغبته على الحصول على كل شيء.
- التربية الخاطئة: أحياناً يلجأ الأهل لمسايرة الطفل والقيام بما يريد كطريقة للتخلص من بكائه أو الحاحه وإزعاجه لهم، لكونه غالباً يسكت ويهدأ عند فعل ما يريد، ولكن هذه الطريقة التربوية الخاطئة كثيراً ما تكون السبب وراء أنانيته ورغبته بالحصول على كل شيء.
- النرجسية بأحد درجاتها: قد يكون لدى الطفل شخصية نرجسية بأحد الجوانب أو الدرجات، وهذه الشخصية بطبيعتها أنانية وتريد الحصول على مبتغاها دائماً بأي وسيلة وعلى حساب أي أحد ومهما تكون النتائج.
العمل على تعليم الطفل القناعة وجعلها جزء من شخصيته وسلوكه تعتبر العامل الأهم في التخلص من حالة الأنانية والطمع عند الطفل ورغبته الملحة بالحصول على كل شيء، ويمكن تحقيق ذلك بشكل أساسي من خلال اتباع أساليب تربوية منذ وقت مبكر تنمي القناعة في شخصية الطفل.
ومن الوسائل التي تساعد في ذلك الاهتمام بالأنشطة التعاونية والتشاركية ورفض السلوكيات الأنانية والطماعة من قبل الأشخاص المحطين بالطفل، وهذا الرفض يتوجه للصفة بحد ذاتها وليس للطفل، بالإضافة لتربية الطفل في أجواء أسرية تشيع فيها القناعة والاهتمام بالآخر وطلب الحصول على الحاجات فقط وعدم المبالغة في طلب أشياء لا يحتاجها.
كما من المهم أيضاً تجنب الدلال الزائد للطفل وتعويده الحصول على ما يريد، وإنما يجب أن يتعلم منذ صغره أن ليس كل شيء متاح، وأنه في كثير من الأوقات سوف يواجه عقبات وموانع من حصوله على ما يريد بشكل سهل وسلس وأحياناً قد تختلف رغباته مع رغبات الآخرين وحقوقهم، وعليه مواجهة ذلك وإيجاد الطرق الصحيحة والاقتناع دائماً والثقة بنفسه والسعي للتطور وليس ارغام الآخرين على تحصيل ما يريده له.
كما يجب تعويد الطفل على مبادئ العدل والحقوق والواجبات وحدوده الشخصية وحدود الآخرين، وأن احترامه لحدود الآخرين وعدم التعرض لحقوقهم، يفرض عليهم احترام حقوقه أيضاً.
وإذا تم فعلاً غرس هذه القيم التربوية في شخصية الطفل، فإن ذلك من شأنه تنمية لديه شخصية قنوعة متوازنة تعرف حقوقها وحدودها، وتعرف كيف تحصل على ما تريد بطرق صحيحة لا تضعه في موقف الخلاف أو الرفض مع الآخرين.