وجود صديد في السائل المنوي عند الزوج وحدوث الحمل

على الرغم من التأثيرات الضارة التي قد يتركها الصديد على خصوبة الرجل وجودة الحيوانات المنوية لديه، إلا أنه يمكن أن يتحقق الحمل في بعض الحالات، خاصة لو كان الصديد بنسبة قليلة أو كانت العدوى المسببة للصديد قاربت على الشفاء، فالصديد في السائل المنوي يضعف قدرات الإنجاب عند الرجل بنسب متفاوتة، لكنّه لا يمنع حدوث الحمل بشكل كامل، بل قد يسبب صعوبات بنجاحه.

لكنّ من ناحية أخرى، يجب الحذر عندما تحمل الزوجة ويكون لدى زوجها صديد في السائل المنوي، فحتى لو حدث الحمل اثناء وجود صديد في السائل المنوي عند الزوج إلا أنّ هذا لا يعني أن الوضع آمن للاستمرار بممارسة العلاقة الزوجية، فأثناء الحمل تضعف مناعة المرأة وتصبح أكثر عرضة لمخاطر العدوى التي قد تنتقل من الزوج، لذا يفضل في هذه الحالة تجنب ممارسة العلاقة الزوجية أثناء الحمل لحين التأكد من شفاء الرجل بشكل تام وكامل من الصديد ومسبباته بهدف حماية صحة الزوجة والجنين والمحافظة على الحمل.

وجود نسبة معينة من الكريات البيض في السائل المنوي طبيعي ولا يسبب تأثيرات ضارة، إلا أن ارتفاع تركيز وعدد الخلايا البيضاء إلى حد تشكيل صديد يترك تأثيرات سلبية عدة على جودة السائل المنوي ويخفض الخصوبة عند الرجل ويقف حائلاً بوجه نجاح الحمل، حيث يسبب الصديد المشاكل التالية التي تضعف فرص حدوث الحمل:

• إضعاف حركة الحيوانات: الخلايا الصديدية تؤثر في حركة الحيوانات المنوية وتسبب إضعافها، حيث تلتصق بالحيوانات المنوية، أو تغير من لزوجة السائل المنوي الذي يعتبر عامل أساسي لتأمين حركة سليمة للحيوانات المنوية، وتكون النتيجة في النهاية إضعاف قدرة الحيوانات المنوية على الحركة.
• تقليل عدد الحيوانات المنوية: كريات الدم البيضاء تفرز مواد مخربة لغشاء الخلايا الغريبة لتستطيع محاربتها والقضاء عليها، لكنّ هذه المواد تؤثر في الحيوانات المنوية أيضاً وتسبب إتلافها وتقليل عددها في السائل المنوي.
• نقل العدوي للزوجة والتأثير على العلاقة: من المشاكل المصاحبة لإصابة الزوج بالصديد أيضاً هي نقل العدوى للزوجة بعد كل جماع بسبب وجود حالة التهابية لديه، مما يعيق ممارسة العلاقة الزوجية أو تكراراها بالشكل المطلوب لتحقيق الحمل والإنجاب ويُصعّب عملية الإنجاب.
• عدم القدرة على إكمال الجماع بسبب الألم: كذلك قد تنطوي مشكلة عدم الإنجاب عند الرجل المصاب بصديد في السائل المنوي على مشكلة الأعراض المزعجة لدرجة منع الرجل أو تعطيل مقدرة ممارسة العلاقة الزوجية بسبب الألم أو ضعف القدرة على تحقيق الانتصاب.

كيف أعرف أن زوجي لديه صديد؟ تختلف أعراض صديد السائل المنوي عند الرجل بحسب الحالة المسببة لظهور هذا الصديد، وهناك أعراض تظهر في معظم الحالات:

• ارتفاع الحرارة: الحمى والقشعريرة من الأعراض المرافقة لمعظم حالات العدوى نتيجة نشاط الجهاز المناعي ومحاربة العدوى، وهو ليس عرض مميز بحد ذاته وإنما يجب أن يترافق مع أعراض أخرى ليكون مرتبط بوجود صديد في المني.
• ألم وحرقة عند التبول: يجد الرجل صعوبة وحرقة أثناء إخراج البول في حال وجود صديد لديه إثر وجود مرض يؤثر في صحة الجهاز البولي التناسلي مثل تضيق مجرى البول والتهاب مجرى البول والتهاب البروستات وغيرها.
• اصفرار السائل المنوي: قد تسبب الخلايا الصديدية تغير اللون الطبيعي للسائل المنوي الذي يكون ذو لون أبيض حليبي ميال للرمادي، وعند وجود صديد بنسب معينة قد يتغير لون السائل المنوي للون الأصفر في بعض الأحيان.
• تورم في العضو الذكري: بما أن الصديد دليل على وجود حالة التهابية فهو في كثير من الأحيان يترافق مع تورم خاصة في مقدمة العضو الذكري، وكذلك قد بسبب انسداد بعض القنوات في الجهاز البولي التناسلي واحتباس سوائل وتشكل صديد وتورم الأنسجة.
• ألم في منطقة الورك: يحدث عند الرجل المصاب بصديد في المني ألم في منطقة الورك يظهر بشكل خاص أثناء عملية القذف ويمتد الألم للخصيتين خاصة في حال وجود حالة انسداد.
• ألم أثناء الجماع: يشعر المريض بوجود حرقة وألم أثناء الجماع عند وجود صديد في السائل المنوي والسبب الرئيسي لذلك هو الحالة الالتهابية والتورم والتهيج الحاصل.
• رائحة كريهة للسائل المنوي: ظهور رائحة كريهة للسائل المنوي قد يكون دليل على وجود صديد ناتج عن عدوى بكتيرية في جزء ما من الجهاز التناسلي عند الرجل، حيث تغذى الجراثيم على مكونات هذا السائل وتفرز فضلاتها فيه فتسبب ظهور رائحة كريهة ولون مختلف عن اللون الطبيعي للسائل المنوي.
• السيلان عند الرجل: السيلان يعني خروج مفرزات من مجرى البول عند الرجل تكون ذات رائحة ولون ولزوجة، وهي ليست بول وليست سائل منوي، حيث تكون مفرزات قيحية تبيّن وجود صديد في السائل المنوي.

إنّ ما يشير لوجود صديد عند الزوج هي الأعراض المذكورة آنفاً، والتي تكون دليل أولي لتعرف الزوجة إصابة زوجها بصديد في السائل المنوي، لكنّ التأكد من إصابة الزوج بصديد في السائل المنوي لا يمكن تحديده دون الرجوع لطبيب مختص، حيث سيعمل على النقاط التالية لتأكيد وجود صديد عند زوجك:

• السؤال عن التاريخ المرضي والأعراض المتكررة: سيقوم الطبيب بسؤال زوجك عن تاريخ الأمراض الجنسية لديه أو الأمراض المناعية، كما سيبحث عن الأعراض الأكثر تكرراً لديه والتي سببت الشك بوجود صديد خاصة أعراض تغير لون ورائحة وقوام السائل المنوي أو وجود آلام عند الجماع.
• تحليل السائل المنوي: تحليل السائل المنوي يعتبر من أهم وأول الأدوات المستخدمة من قبل الطبيب للكشف والتحقق والتأكد من وجود صديد في السائل المنوي، حيث يقوم هذا التحليل بقياس تركيز الكريات البيض في عينة من السائل المنوي وإذا تجاوزت مليون خلية بيضاء لكل ميليلتر واحد من عينة السائل المنوي يتم تشخيص وجود صديد عند الرجل.
• تحليل البول: يستخدم الطبيب تحليل البول للبحث عن عدوى أو التهاب في أحد أعضاء القناة البولية التناسلية ومن خلال النتيجة يمكن التأكد من وجود صديد في السائل المنوي عند الرجل إثر الإصابة بعدوى.
• فحوصات الدم: وذلك للتأكد من وجود أي عدوى جهازية أو مشكلة مناعة ذاتية تؤثر بطريقة ما على مناعة الجسم وتسبب ظهور صديد في السائل المنوي.

وجود صديد في السائل المنوي هو دليل على وجود عدوى أو التهاب في أحد الأعضاء المسؤولة عن إنتاج مكونات السائل المنوي، لأن الصديد عبارة عن مجموعة من الكريات البيض التي تتفاعل في السائل المنوي كجزء من التحفيز المناعي لمحاربة الأجسام الغريبة، لذا تكون الحالات المسؤولة عن وجود صديد في السائل المنوي تتعلق بما يلي:

• التهاب البروستات: تفرز غدة البروستات سائل حليبي اللون يعمل على تخفيف لزوجة السائل المنوي لتسهيل حركة الحيوانات المنوية، والتهاب هذه الغدة يسبب ظهور صديد في السائل المنوي بعض الأحيان، خاصة مع التهاب البروستات المزمن المتكرر والتهاب البروستات البكتيري الحاد.
• الإصابة بالعدوى: أي نوع من العدوى البكتيرية أو الفيروسية تصيب الجهاز البولي التناسلي يمكن أن تكون سبب في ظهور استجابة مناعية في السائل المنوي ومن ثم تشكل صديد داخله، مثل الأمراض المنقولة جنسياً والهربس وأنواع البكتيريا المختلفة مثل الكلاميديا والإشريكية القولونية والميكوبلازما واليوريا بلازما.
• مشاكل الجهاز البولي التناسلي: التهابات أجزاء الجهاز البولي التناسلي عند الرجل تسبب خلل بعملية إنتاج النطاف وتشكيل السائل المنوي ضمنها مما قد يسبب ببعض الأحيان ظهور قيح أثناء إنتاج المني، مثل التهاب البربخ والتهاب الإحليل والتهاب الحويصلات المنوية.
• الامتناع عن الجنس: الانقطاع عن ممارسة الجنس لفترة طويلة وعدم إفراغ السائل المنوي يسبب حالات احتقان بسبب قلة القذف مما يؤدي لظهور قيح وصديد عند الرجل.
• الأمراض الجهازية والمناعية: أحياناً ليس بالضرورة أن يكون المرض محصوراً بالجهاز البولي التناسلي لظهور الصديد عند الرجل، وإنما بعض أنواع العدوى الجهازية قد تسبب استجابة مناعية شاملة في الجسم تسبب ظهور قيح في السائل المنوي، كذلك أمراض المناعة الذاتية التي يهاجم بها الجسم نفسه بسبب وجود خلل ما قد يكون سبب للصديد عند الرجل.
• دوالي الخصية: دوالي الخصية مشكلة تؤثر على عملية إنتاج النطاف بسبب التوسع غير الطبيعي للأوردة في الخصية وزيادة ركود الدم فيها مما قد يسبب استجابة مناعية في الجسم وظهور قيح وصديد في السائل المنوي نتيجة لذلك.
• تضيق مجرى البول: تضيق مجرى البول عند الرجل يعني أنّ البول لن يتدفق بالشكل اللازم إلى خارج الجسم ويبقى محصوراً داخل الجسم، بسبب ذلك قد تحدث مشاكل صحية على رأسها العدوى وتكاثر الجراثيم في القناة البولية التناسلية التي تؤثر على الجهاز البولي والتناسلي عند الرجل ويسبب حدوث استجابة مناعية وظهور صديد في السائل المنوي.
• بعض الممارسات الخاطئة: مثل الإدمان على الكحول ومنتجات التبغ أو إدمان بعض أنواع المخدرات، حيث يسبب ذلك ضعف في الجهاز المناعي مما يفسح المجال أمام الالتهابات للحدوث بسهولة والتأثير على جودة السائل المنوي والحيوانات المنوية وظهور صديد في السائل المنوي، وكذلك ضعف الاهتمام بنظافة المنطقة التناسلية عند الرجل مما يسهل الإصابة بالعدوى وظهور قيح في المني.

يختلف العلاج المقدم بحسب الحالة المسببة لظهور الصديد والقيح في السائل المنوي، وتنطوي معظم العلاجات على الطرق التالية:

• المضادات الحيوية: وهي جزء أساسي من العلاج في حالات العدوى والإصابات البكتيرية، ويختلف نوع المضاد الحيوي الموصوف بحسب نوع الجرثومة ومكان تواجدها، ويتم التأكيد على إتمام جرعة المضاد الحيوي لضمان الشفاء التام من الصديد.
• الأدوية المضادة للالتهابات: قد يصف الطبيب مضادات الالتهاب للزوج، وهي أدوية تساعد في تخفيف الالتهاب داخل الجسم وتقليل الألم المرافق له مما قد يحسن جودة الحيوانات المنوية ويعيد القدرة على الجماع دون ألم.
• تحسين نمط الحياة: مثل التقليل من شرب التبغ أو الكحول، والحرص على نظافة المنطقة التناسلية ودعم صحة الجهاز المناعي وما إلى ذلك.