كيفية شرح العلاقة الزوجية للبنت المراهقة
![كيفية شرح العلاقة الزوجية للبنت المراهقة](https://static.hellooha.com/revamp/assets/imgs/logo-desktop.png)
شرح العلاقة الزوجية للبنت المراهقة وما يحتاجه الأمر من حديثٍ عن العلاقة الجنسية مهمّةٌ صعبة ومحرجة، وقد يتجاهل الكثير من الآباء والأمهات الكلام عن الزواج والعلاقة الزوجية مع ابنتهم المراهقة لتجنّب الإحراج واعتقاداً منهم أنها ستدرك بنفسها الأمر عاجلاً أم آجلاً! لكن الطريقة الصحيحة أن تحصل الفتاة المراهقة على هذا الوعي وهذه المعلومات من الوالدين والأشخاص الموثوقين.
تبدأ مرحلة المراهقة للبنات بين سن 10 سنوات و12 سنة تقريباً وهو سن البلوغ الذي قد يمتد إلى 14 سنة، ويجب أن تبدأ توعية البنت حوال الزواج والعلاقة الزوجية في مرحلة مبكرة من العمر (قبل 8 سنوات) وبما يتناسب مع وعيها وسنّها، وفي سن البلوغ يصبح من الضروري تعريف البنت المراهقة بجسدها وخصوصيته الأنثوية، وذلك بشرح بعض المعلومات عن البلوغ وعن الدورة الشهرية التي سوف تمر بها بعد الآن كل شهر، وعن كيفية التعامل مع جسدها وبعض المتغيرات التي سوف تستجد معها في الفترة القادمة، وهنا تكون بداية الحديث.
يشير بعض الخبراء إلى أنّ أفضل وقتٍ للكلام مع البنت المراهقة عن الزواج وشرح العلاقة الزوجية هو عندما تسأل البنت! لكن ذلك يجب أن يرتبط ببيئة تربوية ملائمة تجعل البنت تسأل بحرية وتتوقع من أهلها إجاباتٍ شافية وكافية، وتثق بهم ولا تخشى السؤال عن هذه الأمور، وإلّا لن تسأل الأهل وستلجأ للأقران أو الانترنت حيث ستحصل على كمية هائلة من المعلومات المغلوطة أو التي لا تناسب سنها ووعيها.
بطبيعة الحال تدرك البنت الفروق بين الجنسين ومعنى الزواج بشكلٍ أو بآخر ممّا تتعرض له وتراه وتسمعه، لكن الحديث المباشر عن الحب والزواج والعلاقة الجنسية والضوابط الأخلاقية والشرعية لهذه العلاقة يعتبر أمراً ضرورياً في سن ما قبل البلوغ وبطريقة تتناسب مع العمر، ولن يصل الحديث في أي مرحلة إلى الصراحة المطلقة! لكنه سيكون أكثر واقعية وتفصيلاً مع تقدم البنت بالعمر وصولاً إلى المراهقة ثم الرشد.
![animate](https://static.hellooha.com/revamp/assets/imgs/logo-desktop.png)
- التأكد من فهم الفروق الجنسية بين الذكور والإناث: في المرحلة الأولى من الحديث عن الشؤون الجنسية مع الفتاة المراهقة، يفضل البدء بشرح خصوصية جسد الفتاة، وخاصة في عمر مبكر ما قبل البلوغ الجنسي، حيث يجب أن تفهم البنت قبل المراهقة ما هي الدورة الشهرية، وما الفرق بين جسد الأنثى وجسد الذكر، وكيف يجب على الفتاة التعامل مع هذه الجوانب.
- الحديث عن الجنس الإنجاب: بعد أن تنتهي الفتاة فعلاً من مرحلة الطفولة تختلف طريقة تفكيرها واهتماماتها، وتصبح أكثر فضولاً نحو الأمور الجنسية والعاطفية والغرامية والعلاقة مع الجنس الآخر، وهنا يجب انتهاز الفرصة المناسبة لشرح العلاقة الجنسية بشكل علمي من منظور الوظيفة الجنسية، مع طرح بعض الأمثلة المساعدة على الفهم، مثل أن الجنس يحقق متعة معينة تهدف لتقرب الجنسين من بعضهما للزواج، بهدف الإنجاب والحصول على أطفال.
- شرح المفاهيم المرتبطة بالجنس: تسمع الفتاة المراهقة الكثير من المفاهيم والمفردات المتعلقة بالأمور الجنسية، مثل الشهوة واللذة والعادة السرية والعلاقة الجنسية، ويمكن بعد اقتراب الفتاة من النضوج شرح هذه المسائل لها من قبل الأم، وحقيقة هذه المفاهيم وأبعادها، من المنظور العلمي والاجتماعي والثقافي.
- وضع العلاقة الجنسية في إطارها الأخلاقي: في جميع مراحل وخطوات شرح العلاقة الجنسية للبنت المراهقة لا بد من التأكيد في كل وقت على وقع هذه العلاقة في الإطار الأخلاقي، والذي يتضمن التعاليم الدينية والشرعية، العادات والتقاليد الاجتماعية، والقيم الأخلاقية، حيث يجب أن تدرك الفتاة ما هو مسموح وممنوع ضمن هذه المنظومة الأخلاقية.
- الانطلاق من المعلومات المدرسية: تتضمن بعض المقررات الدراسية شروحات ودروس عن الإنجاب والعملية الجنسية ووظائفها وكيفية حصولها، وأثناء دراسة الفتاة المراهقة لهذه المقررات يمكن شرح الكثير من الجوانب انطلاقاً منها، حتى تكون الفتاة فكرة علمية واضحة ومنظمة عن العلاقة الجنسية.
- توضيح عواقب السلوكيات الجنسية: بعض السلوكيات الجنسية التي قد تقوم بها الفتاة سراً، مثل العادة السرية، أو العبث بالأعضاء التناسلية، أو الدخول في علاقة مع فرد من الجنس الآخر، كل ذلك قد يكون له عواقب صحية واجتماعية وعاطفية سيئة، ويجب أن تتعرف الفتاة على هذه العواقب، ولكن دون إخافتها وتحويل الأمر لرهاب لديها من الجنس الآخر، وإنما فقط للحذر من الخطأ والتصرف السليم في المواقف المختلفة.
- طلب الدعم من الخبراء: في بعض الأحيان قد يصعب على الأهل التحدث مع الفتاة عن الشؤون الجنسية لأسباب كثيرة، وهنا يمكن الاستعانة بمختص وأخذ إرشاداته في عين الاعتبار عند الحديث مع الفتاة عن العلاقة الجنسية، وكيفية التصرف في حال وجود مشكلة ما في هذا الجانب.
- استخدام الأمثلة عن العلاقة الأسرية: تعيش الفتاة المراهقة ضمن أسرة تتألف من أبوين وأبناء وهذا يعتبر مثال حي مفيد جداً في شرح حقيقة العلاقة الزوجية، فعندما يشرح أحد الأبوين ما هي تفاصيل الحياة الزوجية يوجد الكثير من الأمثلة في محيطها الأسري المباشر، مثل أهمية التفاهم والانسجام في إنجاح الأسرة، وأهمية أن يقوم كل من الزوجين بدوره لسير المركب بالاتجاه الصحيح، وما هي المشكلات التي قد تواجه الزوجين خلال حياتهما الأسرية، والأهم من ذلك ربط العلاقة الجنسية بالزواج.
- شرح واجبات وحقوق العلاقة الزوجية: يجب أن تفهم الفتاة أن العلاقة الزوجية ليست مجرد مشاعر وعواطف وأشياء رومنسية ودرامية دائماً، وإنما توجد منظومة من الحقوق والواجبات لكل منهما ويجب الالتزام بها، فهذا الشرح يعلم الفتاة بعض الجوانب الواقعية في العلاقة الزواجية، ويساعدها ذلك في تحديد الوقت المناسب للدخول في علاقات غرامية، وكيفية اختيار علاقاتها، وكيفية انجاحها مستقبلاً.
- شرح الفرق بين العلاقة الجنسية والعلاقة الزوجية: العلاقة الزوجية مفهوم أوسع من العلاقة الجنسية، وهذا ما يجب أن تفهمه الفتاة منذ مرحلة المراهقة، فأحياناً قد تفكر البنت وتتمنى الزواج لمجرد الحصول على علاقة جنسية يقبلها المجتمع، وهذا يعتبر تفكير غير صائب، فالعلاقة الزوجية تتضمن حياة كاملة بما فيها من مشاعر جميلة وتحقيق لرغبات وغرائز، وأيضاً بعض المشكلات والمصاعب التي تواجه الجنسين، وبعض الجوانب الجميلة والرومنسية التي لا تتعلق بالضرورة بالعلاقة الجنسية.
- تحدثي عن نفسك وتجاربك مع ابنتك: عندما تنجح الأم في بناء علاقة جيدة مع ابنتها المراهقة قوامها الثقة والمحبة والاحترام والاقتداء، فإن الفرصة تكون متاحة للأم لتشرح العلاقة الزوجية لابنتها من خلال شرح تجاربها، العاطفية والجنسية والتزاماتها الزوجية والأسرية، وما الذي مرت به من مشاعر واختبارات وكيف تمكنت من تجاوزها، وما الأشياء الممتعة فعلاً التي حدثت في العلاقة الزوجية.
- شرح الدور المتوقع من المرأة في العلاقة الزوجية: في المستقبل عندما تتزوج الفتاة المراهقة فإن المجتمع يتوقع منها دور معين في العلاقة الزوجية، بما يتعلق بالواجبات والحقوق، وتوزيع المهام بينهما وبين زوجها، والالتزامات الاجتماعية التي سوف تفرض عليها، وكيف سوف يتعامل معها المجتمع كامرأة متزوجة، وكل هذه الجوانب من المفيد شرحها للفتاة المراهقة، حتى تكون أكثر وعياً وإدراكاً بحقائق العلاقة الزوجية الواقعية، وبالتالي تصبح نظرتها وخبرتها عن هذه العلاقة أكثر واقعية بعيداً عن الامنيات والأحلام والخياليات التي تميز مرحلة المراهقة.
- الحديث عن شروط العلاقة الزوجية الناجحة: يوجد أساسيات وشروط ضرورية تساعد في إنجاح أي علاقة زوجية، مثل الوفاء للشريك، وتحمل بعض العيوب أو النواقص، والصدق في العلاقة، والواقعية بالطلبات، وإدراك للحقوق والواجبات، ومعرفة هذه الشروط منذ مرحلة المراهقة للفتاة يساعدها في تقبلها وبالتالي زيادة فرص نجاح علاقات الزواج والخطوبة أو الارتباط التي يمكن أن تمر بها.
- بناء الثقة بين البنت المراهقة ووالديها: حتى يتمكن الوالدين من الحديث مع ابنتهما المراهقة عن العلاقة الزوجية أو الجنسية، يجب أولاً بناء علاقة جيدة في ما بينهما، ويجب الحرص على كسب ثقتها وقربها، وشعرها هي بالرغبة بالتحدث واقتناعها بكلام ونصائح الوالدين، وهذا يبدي ضرورية بناء علاقة جيدة فيها الكثير من الثقة مع الفتاة المراهقة.
- البحث عن مصادر علمية للمعلومات: عند وجود أسئلة وأفكار في ذهن الفتاة المراهقة تحتاج لإجابات حقيقية وصحيحة وموثوقة، يمكن المشاركة بالبحث عن هذه المعلومات بين الوالدين والفتاة المراهقة، في الكتب العملية، أو المواقع الالكترونية التي تعرض محتوى حقيقي وموثوق، أو أي مصدر علمي آخر، مثل الندوات والفعاليات والبرامج التلفزيونية.
- التشجيع على التحدث عن كل ما تتعرض لها الفتاة: قد تتعرض الفتاة للكثير من المشاكل والأحداث والمواقف، التي تحتاج لمساعدة واحتواء وتقبل من قبل الأهل، والدعم في علاج هذه المشكلات، وينصح بتشجيع الفتاة واعطائها الأمان للحديث عن هذه المشكلات لأهلها، ومساعدتها في علاج المشكلة، وذلك لتجنب تورطها في علاقات أو أشياء مشبوهة، مثل التحرش أو الاستغلال، أو الابتزاز، أو الاغتصاب، وغير ذلك.
- تدريب المراهقة على فهم وسائل المستغلين: للأسف قد يعترض طريق الفتاة المراهقة في حياتها الطبيعية الكثير من ضعاف النفوس المستغلين لقلة خبرتها وصغر سنها وضعفها لبلوغ غايات مشبوهة مختلفة، وهؤلاء يستخدمون أساليب للتقرب من الفتاة، يجب أن يتم شرح هذه الأساليب للفتاة المراهقة، حتى تجنب نفسها الوقوع ضحية لهم، وكيف تفرقهم عن الأشخاص الجيدين الصادقين والأهل للثقة.
- مراقبة مصادر المعلومات غير الموثوقة: قد تتعرض الفتاة المراهقة وتبحث عن المعلومات التي تريدها عن طريق مصادر غير موثوقة، وقد تشجيعها على أشياء منحرفة، ويجب مراقبة ذلك من قبل الأهل منعاً للتشوش والاستغلال وتشوه الحقائق في ذهنها.
- الإجابة عن الأسئلة: تسأل الفتاة المراهقة الكثير من الأسئلة حول المسائل الجنسية والزوجية والعلاقات العاطفية، ويجب أن يكون الأبوين متحضرين لمثل هذه الأسئلة وكيفية الإجابة عليها.
- زيادة الثقة بين المراهقة ووالديها: التحدث مع الفتاة المراهقة عن الأمور الجنسية والعلاقات الزوجية، وغيرها من الأشياء التي تشغل تفكيرها، بطريقة تساعدها على إشباع فضولها والحصول على الكثير من الإجابات للأسئلة في ذهنها، يطور علاقتها مع أهلها ويزيد ثقتها بهم.
- الوعي بوظيفة العلاقة الزوجية والجنسية: تصبح الفتاة المراهقة أكثر وعياً وإدراكاً للحقائق المتعلقة بالحياة الزوجية والعلاقات الجنسية والعاطفية والغرامية، وهذا يمرسها بشكل أفضل لتنجح مستقبلاً في هذه العلاقات.
- الحصول على معلومات موثوقة من مصادر موثوقة: الأهل يهتمون فعلاً بتعريف ابنتهما المراهقة بالمعلومات الصحيحة، دون وجود أهداف استغلالية أو ربحية أو إعلانية أو غيرها، وهذا يحسن ثقافتها ومعارفها الواقعية والفعلية، وبالتالي تصبح أكثر معرفة وثقة بنفسها وقدرة على التعامل مع علاقاتها.
- تجنب التورط في علاقات خطيرة: معرفة الفتاة لجوانب العلاقات الجنسية والزواجية من مصادر موثوقة، وتنبؤها بتصرفات المستغلين وضعاف النفوس الذين يريدون استغلالها، يجعلها أكثر جاهزية للتعامل مع هذا النوع من الأشخاص وتميزهم.
- تمييز الفرق بين العلاقات العاطفية والزوجية والجنسية: يوجد بعض الاختلافات الجوهرية بين العلاقات التي يمكن تعيشها الفتاة المراهقة وتختبرها مع الجنس الآخر، والحديث مع الفتاة عن العلاقة الزوجية والجنسية يجعلها أكثر قدرة على تمييز هذه الاختلافات.