أسباب كره الوالدين للأبناء وكيفية التعامل معه

هي يوجد أهل يكرهون أبناءهم! تعرف أكثر إلى سبب كره بعض الأهل للأبناء وكيف يمكن التعامل مع هذه المشاعر
أسباب كره الوالدين للأبناء وكيفية التعامل معه
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

كره الوالدين للأبناء قد تكون فكرة مستغربة ومستهجنة وغير مقنعة للكثيرين، فلا يوجد أهل يكرهون أبنائهم حسب ما هو شائع، فعاطفة الآباء تجاه الأبناء غالباً ما ترتبط بالحنان والتفاني والتضحية والمحبة المطلقة، فهل فلاً يمكن أن يكره الآباء أبنائهم، وما أسباب كره الأهل للأبناء، وكيف يؤثر ذلك على عاطفتهم وشخصيتهم وسلوكيهم؟

ليس من الطبيعي أن يكره الأهل أولادهم، فهذا أمر يخالف ما عرفته المجتمعات البشرية على مختلف مراحلها وثقافاتها، حيث أن رعاية الطفل وحمايته والعناية به هي فطرة خلق عليها البشر ولا يمكن أن تتحقق دون مشاعر بالمحبة والحنان نحو الأطفال تغذي هذه الفطرة لتحقيق الوظيفة منها، بالإضافة لكون محبة الأبناء أيضاً قد تكون مشاعر مكتسبة تعلمناها خلال تاريخ تطورنا الإنساني حسب ما هو متعارف عليه.

ولكن هل يوجد فعلاً أهل يكرهون أولادهم! في الحقيقة نعم قد يكره الأهل أبناءهم أو أحدهم، فعلاقة الأهل بالأبناء قد تمر باضطرابات ومشاكل مختلفة تسبب مشاعر سلبية بين الأهل والأبناء وقد تبدو وكأنها كره، أو قد يعاني الأهل من مشاكل نفسية أو عقلية تجعلهم يتصرفون مع الأبناء بطريقة فيه كره وربما حقد! بالإضافة لأن ظروف التربية والرعاية والعناية بالأطفال والمسؤوليات الكثيرة قد تجعل بعض الأهل أحياناً يشعرون بالضيق والانزعاج وربما بعض الكره أو الشعور السلبي تجاه الأبناء.

animate
  • الصورة السلبية عن الأبناء: قد يكون الأهل لا يفهمون أبنائهم جيداً ويطورن صورة سلبية في أذهانهم عن هذه الأبناء، تلصق بهم صفات وسلوكيات سيئة، مثل أن الطفل أناني أو يتعمد إزعاج والديه، أو أنه لا يوجد ما يرضيه، أو كثير الشكوى والتذمر، وصفات أخرى كثيرة تسبب حالة من الغضب والسخط عند الأهل تجاه الأبناء.
  • الأنانية والاهتمام بالذات: ربما تنشأ مشاعر الكره أو السلبية تجاه الأبناء عند الأهل، من كون الوالدين أو أحدهما يتصف بالأنانية، وبالتالي يشعر بالانزعاج من مسؤولياته وواجباته نحو أبنائه، فيرى فيهم سبب لعدم سعادته أو تحقيق طموحاته أو يقفون عثرة أمام رغباته الشخصية، فيشعر بالندم على انجاب أطفال وربما ببعض الكره تجاههم.
  • الافتقاد لمهارات التربية: يمكن أن تنشأ مشاعر الكره نحو الأبناء في بعض الأحيان عن افتقاد الولدين للمهارات التربوية الصحيحة في التعامل مع مختلف ظروف الأبناء وتصرفاتهم ورغباتهم، وهذا يسبب شعورهم بالفشل في التعامل، وعناد ابنهم أو سوء سلوكه، ويسقطون فشلهم عليه.
  • إلقاء اللوم على الأبناء: بعض الأهل قد يمرون بظروف عديدة لا يتم فيها تحقيق بعض أفكارهم أو رغباتهم لأسباب كثيرة، وهم يرون أنهم لو لم يكن لديهم أطفال فكانت فرصهم سوف تكون أفضل في تحقيق ما يرغبون به، وهذا يجعلهم يضعون اللوم على أطفالهم حتى في خلافاتهم مع بعضهم، وبالتالي تصبح نظرتهم للأبناء على أنهم عبئ وشيء يمنع نجاحهم.
  • تبني أسلوب تربوي خاطئ: فبعض السلوكيات التربوية تكون مسؤولة عن تعلم الأطفال لسلوكيات غير مقبولة، مثلاً تقديم نموذج للطفل يتميز بالعناد والغضب والصراخ، غالباً سوف يؤدي لتبنيه هذا النموذج، وبالتالي تصبح تصرفات الطفل مزعجة فعلاً ومن الصعب تغييرها ما قد يجعل الأهل يشعرون ببعض الانزعاج وربما الكره نحوه.
  • الغيرة من الطفل: لأسباب نفسية أو عاطفية قد يشعر أحد الوالدين أحياناً بأنه يغار من طفله، حيث يرى أنه أخذ حصته من الاهتمام، وأصبح حاجز أمام الحياة الطبيعية بين الزوجين.
  • المعاناة من اضطرابات نفسية أو عاطفية: في بعض الحالات قد يعاني الوالدان من مشاكل واضطرابات نفسية أو عقلية أو عاطفية، مثل الاكتئاب وفقدان الاهتمام أو الشخصية النرجسية أو السيكوباتية وغيرها من الحالات، تجعلهما يتعاملا مع أطفالهما بأساليب تبين الكره والمشاعر السلبية.
  • ​​​​​​​تقبل الأطفال كما هم: على الأهل محاولة تقبل أطفالهم كما هم، وأن لا ينزعجوا من كون أطفالهم لا يكونوا دائماً متوافقين مع الصورة النموذجية لديهم قبل الزواج أو قبل الانجاب، فذلك يساعد في تنمية مشاعر إيجابية نحو الأطفال.
  • علاج أسباب هذه المشاعر: كثيرة الأسباب التي قد تنتج مشاعر كره وسلبية من قبل الوالدين تجاه الأبناء، مثل سوء السلوك أو زيادة الضغط والمسؤوليات والكثير غير ذلك، وعلى الوالدين تركيز الجهد والتفكير لإيجاد حلول مناسبة لهذه المشاكل بدلاً من توجيه مشاعر سلبية نحو الطفل فهو لا ذنب له في ذلك.
  • تغير طريقة التعامل مع الطفل: فربما تكون هذه الطريقة أو السلوك التربوي هو ما أدى لظهور تصرفات مكروهة من قبل الطفل، مثل تحدي الوالدين أو تعمد تخريب الأشياء أو كثرة الصراخ والبكاء، وإذا استطاع الأهل تحديد السلوك التربوي الأنسب فإنهم سوف يتخلصون من المشكلة ويحسنون سلوك الطفل وبالتالي مشاعرهم نحوه.
  • تطوير علاقة جيدة مع الطفل: العلاقة مع الأبناء هي علاقة ابدية وليس مثل أي علاقة عابرة يمر بها الإنسان، لذا من الأفضل من سن مبكر البدء ببناء علاقة جيدة فيها محبة واحترام واقتداء بين الطفل ووالديه، فهذه يحسن مشاعر كل منهما تجاه الآخر.
  • مراجعة وتقييم الأشياء المزعجة في الطفل: من الأفضل أن يحاول الوالدين اجراء تقييم فعلي للأشياء التي تنمي لديهم مشاعر سلبية تجاه الابن، فهل سلوكه المزعج هو السبب، أو المسؤوليات الكثيرة تجاهه، أو ضغوط الحياة على الوالدين، أو الشعور بالفشل أو الإحباط، فهذا التقييم يوضح أساس المشكلة بشكل أفضل وبالتالي يصبح بالإمكان التركيز على حلها.
  • حصول الأبوين على قسط من الراحة: يمكن أن يتفق الأبوين مع بعضهما أن يحصلا على قسط من الراحة بين الحين والآخر، سواء من خلال عناية أحدهما بالطفل بينما بذهب الآخر للحصول على بعض المتعة والترفيه حسب ما يفضل ويرغب، أو بالاتفاق مع أحد الأقرباء للعناية بالطفل والخروج معاً وتغيير أجواء المنزل والعناية بالطفل والمسؤوليات الكثيرة، فهذه يمكن أن يعيد الإيجابية للمشاعر تجاه أنفسهم وبالتالي تجاه الطفل.
  • طلب المساعدة من متخصص: إذا كانت مشاعر الكره نحو الطفل ناتج عن مشاكل نفسية أو عقلية أو عاطفية يعاني منها الوالدين أو حتى الطفل، ولم يتمكنوا من التعامل معها أو كانت لديهم مخاوف من استفحالها وتأديتها لنتائج خطيرة فيصبح من الأفضل زيارة مختص نفسي والتحدث معه حول المشكلة.
  1. ​​​​​​​تقبل فكرة أنك مسؤول عن طفلك وهذا ليس مهمة مؤقتة لها مدة صلاحية.
  2. تقرب من الطفل وأجعل منه صديق لك، فهذا سوف يجعل نظرتك أكثر إيجابية نحوه.
  3. تذكر أن طفلك ليس عدوك، حتى لو قام ببعض التصرفات المزعجة فهو مجرد طفل وعليك احتضانه.
  4. تحسين العلاقة بين الزوجين، فالعلاقة الجيدة بين الزوجين تنعكس بصورة إيجابية على مشاعرهما نحو الأطفال.
  5. اعطي لنفسك بعض الوقت للراحة بالتعاون مع الشريك أو طلب المساعدة، حتى لا تشعر أن طفلك يضغط عليك.
  6. حاول الاسترخاء والتعامل مع الأطفال بهدوء، فالتوتر هو ما يجر المشاعر السلبية للعلاقة بين الطفل ووالديه.
  7. ركز على الصفات أو الأشياء الجميلة التي يصنعها طفلك في حياتك، فسوف تجد الكثير من الأسباب لمحبة طفلك.
  8. غير الأسلوب التربوي الذي تتبعه مع طفلك فربما يكون هو سبب سوء العلاقة معه.
  9. حاول أن تجعل من طفلك جزء من أفكارك ومشاريعك المستقبلة.
  10. عالج طباع أو تصرفات طفلك المزعجة بطريقة صحيحة، حيث يساعد ذلك في تغيير عاطفك نحوه.
  • ​​​​​​​التأثير على التطور العاطفي للطفل: شعور الطفل أن والديه يكرهانه أو تصرفاتهما تجاهه التي تنتج عن هذه المشاعر مثل كثر الغضب والصراخ، وعدم التقرب وتقديم الحنان، كل ذلك يؤثر سلباً على النمو والتطور العاطفي للطفل، حيث ينشأ وهو لا يحب نفسه، أو لديه شعور بالذنب، أو لا يحب الآخرين أو لديه مشاعر حقد وكره تجاه المجتمع، والكثر من المشاكل العاطفية الأخرى.
  • كره الابن لأهله: التصرفات التي تصدر عن الأهل في حال كان لديهم مشاعر سلبية تجاه طفلهم، تجعل الطفل غاضب، ومنزعج من والديه، ولا يكون ذكريات أو مشاعر جيدة تجاههم، وهذا قد يؤدي مع الوقت لكره الابن لوالديه وربما حقده عليهما.
  • تراجع ثقة الطفل بنفسه: يكتسب الطفل شعوره بالأمان والمحبة والإعجاب بالدرجة الأولى من محبة والديه له وعاطفتهما نحوه وبالتالي قبوله لذاته وثقته بنفسه، وشعوره بأن والديه لا يحبانه قد يجعله يطور مشاعر سلبية تجاه نفسه، وبالتالي تراجع ثقته بنفسه وربما شعوره بالنقص.
  • التأثير على أداء الطفل الدراسي والاجتماعي: مشاعر الوالدين السلبية تجاه الطفل تجعلهما يهملاً الكثير من الجوانب التربوية والتعليمية الضرورية التي يحتاجها الطفل، بالإضافة لأن الآثار العاطفية والنفسية التي يشعر بها قد تجعله غير متزن من الناحية العاطفية والنفسية، وكل ذلك يتوقع أن يسبب تراجع إنتاجية الطفل وأدائه العام، سواء في الدراسة أو تعلم الأشياء الضرورية أو القيام بالمهام المطلوبة منه.
  • التأثير على العلاقات الاجتماعية للطفل: ما ينتج عن مشاعر الإحباط التي يشعر بها الطفل إذا كان والديه لا يحبانه، ومشاعر عدم الثقة بالنفس وكره الآخرين، يؤثر سلباً على العلاقات الاجتماعية للطفل، وذلك من جوانب عديدة وبمختلف الأعمار.
  • تراجع العلاقة بين الوالدين والطفل: المشاعر السلبية نحو الطفل من قبل الوالدين تسبب فجوة في العلاقة بينهما، حيث لا تدور الكثير من الأحاديث بين الطفل ووالديه، ولا يلعبان معه أو يجيبان عن أسئلته، أو يخرجا معه، وبالتالي لا تنمو علاقة جدية بينهما.

المراجع