التعامل مع خوف الطفل من الصوت العالي وهل هو طبيعي

هل خوف الطفل من الصوت العالي يدل على التوحد! تعرفي إلى أسباب ودلالات خوف الطفل من الصوت العالي وكيف تتعاملين معه
التعامل مع خوف الطفل من الصوت العالي وهل هو طبيعي
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

خوف الطفل من الأصوات العالية من ردود الفعل الطبيعية والشائعة بكثرة بين الأطفال وفي مختلف الأعمار، وغالباً ما يتوتر الأطفال من بعض أنماط الأصوات المرتفعة مثل أصوات الآلات والماكينات أو أصوات الصراخ، لكن في بعض الحالات قد تكون حساسية الصوت عرضاً جديراً بالاهتمام والمراقبة، فمتى يكون خوف الطفل من الأصوات العالية طبيعياً ومتى يدل على مشكلة عند الطفل.

تختلف دلالات خوف الطفل من الأصوات العالية باختلاف أعراض هذا الخوف وطبيعته والقدرة على علاجه وتعديله، فإذا كان خوف الطفل من الصوت المرتفع مرتبطاً بأعراض مبالغ بها مثل الخوف والصراخ أو البكاء والصراخ بشدّة أو الدخول بنوبة ذعر وهلع، فقد يدل ذلك على وجود مشاكل عصبية أو نفسية لدى الطفل تجعله يستجيب بهذا الشكل للأصوات المرتفعة.

هل يدل الخوف من الصوت العالي أن الطفل مصاب بالتوحد؟ يعاني أطفال التوحد من حساسية مرتفعة للأصوات العالية أو المزعجة وللضوضاء عموماً، وتتفاوت درجة انزعاج طفل التوحد من الصوت العالي بين طفل وآخر، لكن رد فعل طفل التوحد على الصوت العالي مميز ومختلف عن رد فعل الطفل الطبيعي وخوفه من الأصوات العالية، كما لا يعتبر الخوف من الصوت المرتفع دليلاً تشخيصياً كافياً للتوحد.

animate
  • ردة فعل طبيعية: كثيراً ما تكون بعض حالات الخوف التي تظهر على الطفل جراء الصوت العالي، ردة فعل طبيعية لدى كل الأطفال وحتى الكبار عند سماع صوت قوي ويشكل مفاجئ، ولكن هذه الحالة لا تسبب مخاوف كبيرة أو حالات هستيرية، وإنما خوف مباشر عند سماع الصوت العالي لا يلبث أن يتلاشى عند معرفة مصدر الصوت.
  • الصراخ على الطفل دائماً: بسبب كثرة الصراخ على الطفل من قبل الأهل والمربين، يصبح لديه ردة فعل مضطربة ومربكة عند سماع أي صوت عالي، فهو يكوّن فكرة أن الصوت العالي أنه مخطأ ويتعرض للتوبيخ والعقوبة، ويربط دائماً بين الصوت العالي ومشاعر التوتر والقلق جراء ذلك.
  • التجارب السيئة مع الأصوات العالية: قد يمر الطفل بتجارب سيئة مع الأصوات العالية، مثل الحوادث على اختلافات اشكالها مثل حوادث سقوط الأشياء أو حوادث السيارات المخيفة، وترتبط ذكرى هذه الحوادث عند الطفل بالصوت العالي، ويصبح يشعر بالتوتر والخوف كلما سمع صوت عالي.
  • خوف أحد الوالدين من الأصوات العائلة: قد يعاني أحد الوالدين من حالة خوف وتوتر من الأصوات العالية، وقد يبدي استجابات مربكة ومخيفة عند سماع هذه الأصوات، وملاحظة الطفل لردة الفعل هذه لدى والديه تؤدي لتبينه الموقف نفسه من الأصوات العالية، وبالتالي يشعر بالخوف عند سماعها.
  • شعور الطفل بالخوف عموماً: مخاوف وهواجس الأطفال كثيرة ومتنوعة حسب حالات وتجارب كل طفل وما مر معه من أحداث وظروف وطريقة تربيته، وبعض الأطفال قد يبالغون بالخوف من أشياء كثيرة بما فيها الصوت العالي جراء هذه الحالات الخاصة.
  • ارتباط الأصوات العالية بأحداث مخيفة: أحياناً يرتبط خوف الطفل من الأصوات العالية بشهوده لأحداث مرعبة مثل وجود الطفل في بلدان تعاني من هروب أو كوارث طبيعية، فيها أصوات لانفجارات أو حالات تهدم أبنية أو اصطدامات مرعبة، أو سقوط أشياء ذات حجم كبير والتسبب بأصوات عالية مخيفة.
  • ارتباط الخوف من الأصوات العالية بحالات مرضية: في بعض الحالات قد يرتبط الخوف من الأصوات العالية عند الطفل بمعاناته من حالات مرضية نفسية أو عاطفية، مثل حالة التوحد، أو اضطرابات الشخصية، أو الفوبيا، أو الهلع، أو حساسية الضوضاء.

التوحد والأصوات العالية! في معظم الحالات تعتبر الحساسية للأصوات العالية والصاخبة أو بعض الأصوات الخاصة مثل الدندنة أو التواتر أو غير ذلك من الأعراض المعروفة لدى الأطفال المصابين باضطرابات طيف التوحد، حيث أن التوحد هو اضطراب نمائي عصبي، ويرجح أن الأصوات العالية تسبب استجابات عصبية معينة لدى الطفل المصاب بالتوحد، تؤدي لإزعاجه وشعوره بالخوف أو التوتر أو الانفعال، وهنا لا يكون الخوف من الأصوات العالية مجرد خوف كالأطفال السليمين، وإنما عرض من أعراض اضطراب التوحد.

وقد يدل الخوف من الصوت العالي عند الأطفال على الميسوفونيا (حساسية الضوضاء) أو حساسية الصوت الانتقائية أو رهاب الأصوات العالي، وهي مجموعة من الاضطرابات العصبية السمعية والتي قد تكون ذات منشأ فيزيولوجي أو نفسي أو الأثنين معاً، يبدي فيها الطفل حالات اضطراب وحساسية تجاه نوع معين من الأصوات، مثل احتكاك القلم بالورقة، أو صوت مضغ الطعام، أو جر الأشياء على الأرض، أو يبدي حساسية وانزعاج بسبب الضوضاء بشكل عام، أو تجاه بعض الأصوات العالية وهذه الحالة تسمى برهاب الأصوات العالية، ويبدي فيها الطفل خوف وانزعاج وتوتر شديد عند سماع أي صوت عالي، أو يبالغ الطفل في استجابته للأصوات، فقد يسمع بعض الأصوات بطريقة أشد وأقوى من الآخرين ويبالغ في الاستجابة لها.

  • ​​​​​​​العمل على تقوية شخصية الطفل: بناء شخصية قوية عند الطفل يجعله أكثر معرفة بأخطائه وحسن أو سوء تصرفه، وهذا يخفف من حالات الخوف لديه عندما يكون غير مخطئ، وأكثر قدرة على تبرير تصرفاته بطريقة تجعله في مأمن من التوبيخ والصراخ، كما تزيد قدرته على الثبات الانفعالي عند التعرض للصراخ والأصوات العالية.
  • تدريب الطفل على مهارات الدفاع عن النفس: معرفة الطفل لكيفية الاستجابة والدفاع عن نفسه في المواقف التي يتعرض فيها للصراخ من قبل الوالدين أو المربين بشكل عام، أو حتى من قبل بعض المعتدين والمتنمرين، يجعله أقل خوفاً وأكثر قدرة على رد الاعتداء والدفاع عن نفسه، وأقل عرضة لحالات التنمر.
  • تعليم الطفل تمييز الأشخاص الخطرين: تعلم الطفل لكيفية التفريق بين الأشخاص الخطرين فعلاً الذين قد يسببوا له الأذى، وبين الأشخاص الذين يمكن أن يصرخوا في وجهه ولكن لا يسببوا له الأذى، فهذا التمييز يجعل الطفل أكثر قدرة على الحكم على أي موقف، هل فعلاً يتطلب خوف شديد، أو أن الموقف يعتبر طبيعي، وبالتالي يقل خوفه غير المبرر.
  • تجنب الصراخ على الطفل: من النصائح المهمة لكل والدين أو مربيين أن يبحثوا على أساليب لعقاب أو اقناع أو افهام الطفل بأساليب غير الصراخ، فالصراخ يجعل الطفل يتوتر ويشعر بالخوف وبالتالي يقل استيعابه ولا يتم تحقيق الهدف، بالإضافة لكونه قد ينمي لدى الطفل مخاوف وأعراض نفسية وعاطفية سلبية.
  • الاستماع لمخاوف الطفل: استماع الأهل الفعال لمخاوف الطفل وهواجسه ومشاكله، يتيح الفرصة للتحكم فيها من قبلهم، فالأهل عند معرفة مخاوف طفلهما يشرحون حقيقتها له، وعند فهما من قبل الطفل بما فيها الأصوات العالية أو المريبة، تجعل الطفل أكثر إدراكاً لمصادرها وحقيقتها، وبالتالي أقل خوفاً من الأصوات التي لا تستدعي الخوف.
  • ​​​​​​​إشعار الطفل بالأمان: عند معاناة الطفل من أي مشاكل تتعلق بالقلق والخوف والهلع والرهاب على اختلاف أشكاله، فيعتبر إشعاره بالأمان من أهم الطرق وأكثرها أولوية في التعامل معه، فيجب أن يشعر الطفل دائماً أن أهله بجانبه وأنهم سوف يحمونه من أي مخاطر، وأنه لا داعي للخوف بوجودهم فهم لن يتركوه وحده إذا تعرض للخطر، هذا ينمي لدى الطفل ثقة أكبر بأهله وبالتالي أقل توقعاً لمواجهة المخاطر وحده، وهذا يعطيه شعور بالأمان يجعله أكثر سيطرة على مخاوفه عندما يكون بعيداً عن المثيرات.
  • تعريف الطفل بمصادر الأصوات وتمييز ما هو مخيف فعلاً: عندما يتعرف الطفل على مصادر الأصوات العالية، مثل الصوت العالي للتلفاز أو صوت بعض الأليات والسيارات الكبيرة التي قد تكون موجودة في محيط الطفل، أو صوت الرعد، أو أي صوت قد يسمعه الطفل، وإرفاق هذا التعريف للطفل باستجابة مريحة من قبل الأهل، وتكرار ذلك مرات عديدة، فإن هذا من شأنه في بعض الحالات أن يشعر الطفل بالاطمئنان وعدم الخوف عن سماع هذه الأصوات.
  • علاج حالات الفوبيا والرهاب إن وجدت: إذا كان الطفل يعاني من حالات فوبيا أو رهاب، مثل الميسوفونيا أو رهاب الأصوات العالية، أو أي رهاب قد يزيد الانفعال عند سماع الأصوات العالية، يجعل من السهل تحسين استجابة الطفل لهذه الأصوات العالية وتقليل مخاوفه منها.
  • تجنب المثيرات عند أطفال التوحد: خوف الطفل من الأصوات العالية بسبب معاناته من اضطرابات طيف التوحد، يعتبر عرض لهذا المرض، وقد يصعب علاجه قبل العمل على علاج هذا الاضطراب بالمجمل، وهذا يحتاج لأطباء ومختصين، أما بالنسبة للطفل فيكفي ابعاد طفلهم عن المثيرات الصوتية التي يخاف منها.
  • العلاج بالتعريض: من الطرق العلاجية التي تحتاج لمختص يجري اختبارات على حالة الطفل ويشخص أسباب الخوف لديه، وبالتالي يقوم بخطوات العلاج بطريقة صحيحة ودقيقة، وتقوم هذه الحالة على تعريض الطفل للأصوات التي يخاف منها ولكن ضمن سيطرة المعالج، والتأثير على طريقة استجابته لها، فهذا من شأنه أن يجعله أقل خوف عند سماع هذه الأصوات العالية وأكثر إدراكاً لها.

المراجع