التعامل مع الطفل وقت الحرب وكيف تشرح لطفلك ما يحصل

ماذا أقول لطفلي عن الحرب! اقرأ حول كيفية التعامل مع الأطفال وقت الحرب وكيف تفسّر لهم الحرب والأخبار
التعامل مع الطفل وقت الحرب وكيف تشرح لطفلك ما يحصل
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

لا تطال الحروب فقط الأطفال الموجودين في مكانها الجغرافي أو المعرضين للخطر المباشر، بل أيضاً الأطفال في جميع أنحاء العالم الذي يشاهدون مشاهد الحرب القاسية ويسمعون أخبارها، وخصوصاً الأقرب إليها والأطفال الذين يشعرون أنّهم مهددون بهذه الحرب، فكيف يمكن التعامل مع الأطفال في ظروف الحرب وكيف نتحدث معهم عمّا يحدث حولهم.

كيف نتعامل مع الأطفال في ظروف الحرب؟ من الأسئلة التي قد تسبب قدراً كبير من الحيرة والمخاوف لدى الأهل في ظل تعرض بلدهم أو محيطهم للحروب والنزاعات، لما قد تحمله الحرب من تأثيرات مادية واجتماعية ونفسية وعاطفية على الطفل، وهنا بعض النقاط المهمة في التعامل مع الطفل وقت الحرب:

  • حاول طمأنة طفلك: لا فائدة من المبالغة في إخافة الطفل من الحرب ونتائجها وآثارها، والأفضل من ذلك تعليم الطفل كيف يأخذ حذره ويتصرف في الحالات الطارئة ومن ثم طمأنته إلى أن هذه الحرب سوف تنتهي وأن هناك مؤسسات ودول كبيرة تسعى لإيقافها، وأننا إذا أخذنا حذرنا فليس بالضرورة أن نصاب بمكروه بسبب الحرب.
  • تحديد نوع الأخبار والمشاهد التي تصل للطفل: قد لا تتمكن من عزل طفلك تماماً عن اخبار الحرب، فهي موجودة في التلفاز ووسائل التواصل، أو في أحاديث الأهل أو الجيران، بل وقد يسمع الطفل أصواتها ويرى بعض نتائجها، ولكن يفضل تحديد نوع هذه الأخبار التي تصل للطفل بحيث تكون صحيحة وموثوقة من ناحية، ولا تتضمن أفكار أو صور عنيفة ومخيفة للطفل خاصة قبل النوم.
  • مراقبة ردود فعل الطفل تجاه أخبار الحرب: يجب أن تعرف كيف يتلقى الطفل أخبار الحرب وكيف يفهمها، وذلك بغية تصحيح الأفكار التي تدور في ذهنه وطريقة فهمه لهذه الأخبار، والتدخل في حال تعرضه لأي أزمة عاطفية أو نفسية.
  • استمع لطفلك وساعده على التعبير عن مشاعره: قد تتسبب الحرب بتشكل العديد من المشاعر والأفكار لدى الطفل والمخاوف والهواجس، وكبت الطفل لهذه الأفكار يجعلها تخيفه وتتطور لديه، وتسبب له مشاكل نفسية، وإتاحة الفرصة للطفل للتعبير عن هذه المشاعر تساعد في طمأنته وتصحيح أفكاره المغلوطة والتنفيس عن الضغط الذي يشعر به بسببها.
  • علّم طفلك الحصول على المعلومات من المصادر الموثوقة: حصول الطفل على معلومات صحيحة عن الحرب ومن مصادر موثوقة، يجنبه التعرض للأخبار المبالغ بها، ويجعله أكثر قدرة على فهم الموقف وبالتالي اتخاذ الإجراءات الصحيحة لحماية نفسه، ويجعله لا يتأثر بالحملات الإعلامية التي تستهدف تخويف الناس وتشويش أفكارهم وتشويه الحقائق، خاصة بالنسبة للمراهقين.
animate
  • ترفع مستوى التوتر والقلق: أخبار الحرب والحديث الدائم عنها في كل المحافل التي يتواجد فيها الطفل، وملاحظته لخوف الناس وأهله من ظروف الحرب، بالإضافة لسماعه بعض الأصوات أو رؤية بعض المشاهد، كل ذلك يسبب حالة من التوتر والقلق للطفل، والتي قد تنعكس على دراسته أو نومه أو طعامه أو أفكاره.
  • قد تسبب حالات رهاب مختلفة: تسبب الحرب والظروف التي تفرضها تسبب الكثير من المخاوف للناس، وقد يتحول الأمر في ظروف معينة لحالات الرهاب بالنسبة للأطفال، مثل الخوف من الموت، الخوف من التواجد وحيداً، الخوف من الأصوات المرتفعة.
  • تعرض الطفل لأحاديث وأخبار وصور العنف: حالة الحرب تسبب فيض كبير من الأخبار في كل محيط الطفل، ووسائل الإعلام ووسائل التواصل، أخبار وأحاديث الناس من حوله، حملات التوعية، حالات الطوارئ، كل ذلك يعرض الطفل لأخبار وصور عنيفة لا تناسب سنه، ما يؤثر سلباً في بناء شخصيته، سواء نشوء ميول عدوانية أو انعزالية أو مخاوف وغيرها.
  • تعرض الطفل لصدمات نفسية وعاطفية: إذا كانت الحرب تدور في المحيط المباشر للطفل مثل الحي الذي يقطن به، وما ينتج عن ذلك من شيوع حالة الذعر والخوف حول الطفل، وسماع أصوات مرعبة ورؤية حوادث تدمير وتفجير أو معارك، واحتمال فقدان الطفل لأحد الأشخاص الأعزاء بسبب الإصابة أو الخطف والاعتقال أو التجنيد وغير ذلك، كل هذا يسبب للطفل صدمات نفسية وعاطفية عنيفة.
  • تغير نمط حياة الطفل بسبب الحرب: الحرب تفرض واقع وظروف مختلفة عن الحالة الطبيعية والروتينية التي يعشيها الطفل، فقد يضطر للنزوح إلى منزل آخر مع أهله، وقد تغلق المدارس، وقد يحرم من الذهاب للعب والتنزه أو الأنشطة التي اعتاد القيام بها بمفرده أو مع أهله.
  • اضطرابات ما بعد الصدمة: حتى بعد انتهاء الحرب فإن التجارب والحوادث والمواقف التي يكون الطفل مر بها خلال فترات الحرب، قد تسبب له اضطرابات نفسية تسمى باضطراب ما بعد الصدمة، مثل تشكل هواجس ومخاوف وذكريات عنيفة، أو حالات رهاب نفسي من أشياء معينة.
  • ​​​​​​​إبعاد الطفل عن أماكن النزاع: في الحالات التي يمكن فيها للأهل الانتقال من المكان التي تدور فيه احداث الحرب ومعاركها، فيفضل ذلك، فمهما كان سبب الرغبة للبقاء فإن حماية الطفل وصحته النفسية والعاطفية تعتبر أكثر أهمية.
  • درب طفلك على كيفية التصرف في الحالات الطارئة: بالتعاون مع المدرسة أو المؤسسات أو الحملات المخصصة لذلك، يجب العمل على تدريب الطفل كيفية التعامل مع الحالات الطارئة، مثل كيفية التصرف عند حدوث غارات، كيفية الذهاب للملاجئ، أين يتوجه بحال قيام معركة مفاجئة في المكان الذي يتواجد فيه، معنى صفارات الإنذار وكيفية التصرف عند سماعها.
  • علم طفلك عن الأماكن الآمنة: يجب أيضاً أن يعرف الطفل أين الأماكن التي يجب أن يتوجه إليها في الحالات الطارئة، مثل التوجه للملاجئ الإنسانية التي تخضع للحماية الدولية، أو الدخول للملاجئ مع الأهل فوراً أو في المدرسة في حال حدوث الغارات الجوية، أو التوجه للمستوصف في حال التعرض للإصابة، أو التوجه لمنازل الأقرباء في حال البعد عن المنزل والانفصال عن الوالدين.
  • تعرف على أماكن تواجد طفلك دائماً: في أوقات الحرب يفضل عدم الانفصال تماماً عن الطفل، وذلك بتحديد الأماكن التي يذهب إليها وحده، ومعرفة الأهل بهذه الأماكن، وإعطائه هاتف جوال يمكن الاتصال عليه، وتحديد طريق مدرسته واختيار مدرسة قريبة من المنزل، وتعليمه كل الطرق السريعة والآمنة نحو المنزل.
  • توجه إلى طفلك في الحالات الطارئة: إذا كان الطفل خارج المنزل لأي سبب ووقعت حالة طارئة مثل معركة مفاجئة أو غارة أو غير ذلك، فيجب التوجه فوراً إلى مكان تواجد الطفل، واختيار الطريق المعروف أنه يسلكه، فقد يكون الطفل وحيد وخائف في هذه الظروف، وربما يهرب ويتوه إذا لم تصل إليه فوراً.
  • ​​​​​​​حدد الوقت المناسب للحديث: عند الرغبة بالحديث مع الطفل حول الحرب وشرح مجرياتها وأحداثها وتعليمه الإرشادات الضرورية حولها، فيجب اختيار الوقت المناسب لذلك، من ناحية يكون الطفل مطمئن ومرتاح، ومن ناحية يمكنه فهم ما يسمعه واستيعابه، يمكن مثلاً الحديث أثناء تناول وجبة الطعام، أو مشاهدة الأخبار، وتجنب التحدث قبل النوم حتى لا يصاب الطفل بالقلق.
  • ابدأ من النقاط التي يعرفها طفلك: أفضل بداية في شرح مفهوم وأحداث الحرب للطفل، تكون من حيث المعلومات التي لديه، لذا يمكن جعله هو من يبدأ بالحديث وما يجول في خاطره من أفكار، ثم شرح أسباب الأشياء التي لا يفهمها بشكل جيد، وتصحيح الأفكار أو المعلومات الخاطئة لديه.
  • تبسيط أخبار الحرب التي يسمعها الطفل لما يناسب عمره: يجب أن تأخذ بالاعتبار عمر الطفل ودرجة استيعابه عند الحديث معه حول الحرب، فهو لا يستوعب بعد التحليلات السياسية والعسكرية، ولا يفهم مصطلحات السياسة المعقدة والجديدة، يحتاج فقط لفهم سبب مباشر لهذه الحرب، ومتى سوف تنتهي، وما عليه فعله حتى لا يتعرض للأذى.
  • إجابة الطفل عن الأسئلة التي ذهنه: يجب عدم الاستهزاء بأفكار الطفل والأسئلة التي يطرحها حول أحداث وظروف الحرب، فهي تمثل فهمه لهذه الحرب ومخاوفه ومشاعره تجاهها، ويجب الإجابة عن هذه الأسئلة حتى يشكل الطفل فهماً أفضل عن الحرب، وبالتالي لا يتوه في مشاعره وأفكاره عنها.
  • شرح مصطلحات الحرب والأفكار المكررة بالأخبار: في الأخبار التي يسمعها الطفل عن الحرب الكثير من المصطلحات والأفكار المكررة التي لا يعرف ما المقصود بها مثل (الأمم المتحدة، مجلس الأمن، الهدنة، اللجوء، المهلة الإنسانية، المعابر الإنسانية، الخ) وشرح هذه المصطلحات له، من شأنه مساعدته على فهم ما يدور حوله وما يسمعه من أخبار بطريقة أفضل.
  • قم بتصحيح المعلومات والأفكار الخاطئة: يصل للطفل الكثير من المعلومات والأفكار الخاطئة حول الحرب، مثل الآراء المتحيزة أو أخبار وسائل الإعلام المسيسة، أو الفهم الخاطئ للأقران، ويجب تصحيح هذه الأفكار للطفل، حتى لا تؤثر على طريقة تفكيره أو مشاعره تجاه الحرب.
  • اجعل نهاية الحديث متفائلة وإيجابية: عند الانتهاء من الحديث عن الحرب وأحداثها مع الطفل، يجب انهاء الحديث بطريقة تجعل الطفل مطمئن وتقلل من مخاوفه، فالنظرة التشاؤمية تزيد مخاوف الطفل وحالة عدم الفهم لديه.
  • ​​​​​​​عدم التقليل من مشاعر ومخاوف الطفل: مخاوف الطفل المتعلقة بالحرب هي مشاعر حقيقية فهو فعلاً يشعر بالتوتر والقلق حول أحداث الحرب وكيف سوف تؤثر عليه وعلى أفراد أسرته وأحبائه، والتقليل من هذه المشاعر يجعل الطفل يكبتها داخله، ولا تتفرغ بالشكل الصحيح، وبالتالي احتمال تحولها لاضطرابات نفسية.
  • دع الطفل يشعر بأنك دائماً بجانبه: الوالدين بالنسبة للأطفال هم الأبطال الذين يمكنهم حمايته دائماً، لذا يجب أن يشعر الطفل بأن والديه معه وسوف يفعلان كل ما بوسعهما لحمايته والبقاء معه، وما عليه سوى سماع كلامهما واتباع ارشاداتهما في أوقات الحرب.
  • الحفاظ على روتين حياة الطفل إذا أمكن: يجب العمل على الحفاظ على روتين حياة الطفل اليومي إذا أمكن ذلك، من مواعيد الذهاب للمدرسة ومواعيد النوم، وغير ذلك إذا لم يكن في ذلك خطر عليه، فهذا الروتين هو ما يمرر رسالة للطفل بأن الوضع طبيعي وأن الحرب لم تنعكس بشيء على حياته، وبالتالي تقل مخاوفه حولها.
  • لا تبالغ في إخافة طفلك أو إظهار مخاوفك له: الطفل يراقب أهله دائماً ويتعلم منهم ويشعر بمشاعرهم، فإذا كان الأهل خائفون بشكل كبير ومحتارين حول ما يجب فعله، فإن هذه الحالة النفسية سوف تنتقل للطفل أيضاً، وتسبب له اضطرابات نفسية وعاطفية.
  • اطلب المساعدة من المختصين: إذا تعرض الطفل لصدمة أو موقف مرعب أو حدث عظيم أو حالة فقدان، واي شيء من النتائج المأساوية التي تتركها الحروب، فيجب الاستعانة بمختص الصحة النفسية، لترميم نفسية الطفل وتحسين حالته وأفكاره وعواطفه، حتى يتمكن من الاستمرار بحياته بشكل طبيعي بعد الحرب.

المراجع