هل طفل التوحد يحب الخروج من المنزل وما الأماكن المناسبة

قد يبدي بعض أطفال التوحد رغبةً وسعادةً بالخروج من المنزل، بينما لا يحب أطفال آخرون الخروج، وهذا الأمر يعود لشخصية الطفل وتفضيلات الشخصية، فأطفال التوحد ليسوا بالضرورة بنفس المزاج والميول، ولكن عند الخروج مع طفل التوحد فلا بد من اتخاذ بعض التدابير، ومعرفة الأماكن التي يمكن أخذ الطفل إليها والأماكن التي يجب تجنبها، وهذا ما نتناوله في مقال اليوم.
لا يمكن الإجابة بالتأكيد أو النفي فيما إذا كان طفل التوحد يحب الخروج من المنزل أم لا، فالمسألة لا ترتبط بتفضيلات طفل التوحد بشكل عام فقط، وإنما تتعلق أولاً باختلاف شخصيات أطفال التوحد والفروقات الفردية فيما بينهم من حيث الطباع والظروف الأسرية والاجتماعية والبيئية.
فالخروج من المنزل بالنسبة لطفل التوحد يمكن أن يحقق العديد من الجوانب الإيجابية، مثل التسلية، وتعلم أشياء جديدة، والانجذاب نحو أشياء بعينها، وهذا يجعل طفل التوحد يتقبل الخروج من المنزل ويحبه.
ولكن في نفس الوقت فيوجد خارج المنزل الكثير من الأشياء التي لا يمكن للأهل التحكم بها كما في المنزل، والتي قد تتضمن أشياء تزعج طفل التوحد بشكل عام وطفلهم المتوحد بشكل شخصي، مثل الأجواء الصاخبة، والإضاءة العالية، أو اختلاف الروتين الذي اعتاد عليه والتعامل مع الغرباء، والخوف من السيارات أو أي أشياء يمكن أن يراها خارج المنزل، ما يمثل له تجربة سلبية حول فكرة الخروج من المنزل وبالتالي يرفضها ولا يتقبلها.
إذاً فيمكن القول أن مسألة حب طفل التوحد للخروج من المنزل، تتوقف أولاً على طباعه وسماته الشخصية، وثانياً على المكان الذي يصطحب إليه وما يتضمنه من أشياء محببة أو مزعجة بالنسبة له، وعلى طريقة أهله في التعامل معه وحمايته خارج المنزل.

يوجد أسباب كثيرة قد ينتج عنها انزعاج طفل التوحد وعدم رغبته الخروج من المنزل، فبالإضافة للفروق الفردية بين شخصيات أطفال التوحد، يمكن أن يواجه طفل التوحد أشياء خارج المنزل ينزعج منها أطفال التوحد بشكل عام مثل الخوف من الغرباء أو الأشياء الصاخبة أو الإضاءة أو الازدحام ما يسبب خوفه او انزعاجه ورفضه لاحقاً الخروج من المنزل.
وفي أحيان أخرى فقد يوجد أشياء معينة يخاف منها طفل توحد بعينه دون آخر، مثل ملاحظته لملامح شخص غريب ومحاولة تقرب أحد مزعج منه أو رؤية حيوان بصوت عالي ومخيف، أو الشعور بالبرد أو الحر دون أن يعرف كيف يعبر عن ذلك، وهذا يؤثر على رغبته بالخروج من المنزل بشكل عام، ولا يعتبره نشاط ممتع ومحبب.
أضف إلى ذلك أن أطفال التوحد يفضلون الأشياء الروتينية النمطية التي اعتادوا عليها، ولا يحبون حدوث تغيرات تفصيلية أو كبيرة في بيئتهم وحياتهم، وفي حال الخروج من المنزل فقد يعتبر طفل التوحد أن هذا تغيير كبير في نمط حياته وهو غير مستعد له فينزعج منه ويرفضه.
- أماكن فيها أطفال في مثل عمره: يجب أخذ الطفل المتوحد لأماكن فيها أطفال بنفس مرحلته العمرية، حيث أن تواصله مع الأطفال يمكن أن يشعره بالمتعة، وأن يساعده في تطوير بعض مهارات التواصل لديه.
- الحدائق الهادئة: تعتبر الحدائق العامة من أنسب الأماكن لاصطحاب طفل التوحد للتنزه، حيث تكون خالية من الأجواء المزعجة مثل الأصوات العالية أو الازدحام، وتكون بعيدة عن المخاطر، ويمكن مراقبته بسهولة.
- الأماكن التي يحبها الطفل: خلال الخروجات المتعددة مع طفل التوحد فقد يبدي الطفل راحة ومحبة لمكان معين يخرج للتنزه فيه، ويمكن التردد على هذا المكان حتى يكون الطفل أكثر تقبلاً للخروج.
- حديقة الحيوان: إذا أبدى طفل التوحد تقبل نحو الذهاب إلى حديقة الحيوان ولم يحدث فيها ما يزعجه أو يسبب خوفه أو توتره، فيمكن أن تكون خيار جيد، يشعر الطفل بالتسلية ويتعرف فيه على الحيوانات.
- تجريب أماكن مختلفة: ينصح بأن يتم تجريب أماكن مختلفة واصطحاب طفل التوحد إليها، ولذلك حتى يتمكن الأهل من معرفة تفضيلات طفلهم ورغباته في التنزه والخروجات، ويحفزوه أكثر على الخروج من المنزل.
- الأسواق التجارية: لا ينصح باختيار الأسواق التجارية كمكان لتنزه طفل التوحد، فهي أولاً فيها شروط لا تناسب أطفال التوحد من ازدحام وفوضى وضوضاء واصوات وإنارة عالية، ومن ناحية لا يمكن السيطرة على رغبات طفل التوحد مثل أخذ شيء معين أو الرغبة بشراء شيء معين لا حاجة له.
- أماكن الاحتفالات الصاخبة: أطفال التوحد بشكل عام يكرهون الأجواء الصاخبة والأصوات العالية ويشعرون بالتوتر تجاهها، لذا لا ينصح باصطحاب طفل التوحد إلى الاحتفالات الصاخبة مثل حفلات الموسيقى والغناء والتجمعات البشرية الكبيرة.
- الأماكن المزدحمة: ينصح دائماً بتجنب الأماكن المزدحمة عند اصطحاب طفل التوحد خارج المنزل، فمن ناحية هو يكره الازدحام ويشعر بالانزعاج بالأماكن المزدحمة، ومن ناحية أخرى يصعب مراقبته وبقائه تحت أشراف الوالدين في هذه الأجواء ويمكن أن يتم فقدانه.
- أماكن فيها أشياء مخيفة: يبدي طفل التوحد خوف وتوتر من أشياء معينة قد يكون بسبب صوتها العالي أو شكلها غير المريح، مثل مدن الألعاب أو الأماكن التي يحدث فيها شجارات ومشكلات، أو أشخاص غرباء يمكن أن يتقربوا منه، لذا يجب تجنب هذه الأماكن عند اصطحاب طفل التوحد خارج المنزل.
- الأماكن الخطيرة: لا يدرك طفل التوحد مخاطر الأشياء بشكل جيد، ويمكن أن يعرض نفسه للمخاطر جراء ذلك دون أن ينتبه، لذا يجب تجنب الأماكن الخطيرة كخيار للتنزه مع طفل التوحد مثل المسطحات المائية أو المنحدرات والمرتفعات، والأماكن التي فيها سيارات تسير بسرعات عالية.
- الشرود والضياع: لا يدرك طفل التوحد ضرورة أن يبقى تحت نظر والديه دائماً، فهو يمكن أن ينجذب نحو أي شيء ويتجه نحوه ويلاحقه دون أن ينظر خلفه، مثل ملاحقة حيوان معين أو الذهاب لرؤية زهرة أو كرة أو أي شيء آخر، وهذا قد يجعله يشرد لأماكن بعيدة وربما يضيع ويفقد أهله خلال ذلك.
- تعريض نفسه للخطر: بعض أطفال التوحد وتبعاً لحالتهم الخاصة قد لا يدركوا المخاطر المحدقة بهم أثناء تواجدهم خارج المنزل، ويمكن أن يعرض نفسه للخطر جراء ذلك، مثل قطع الطرقات السريعة دون أن ينتبه المرافق، أو الركض باتجاه أماكن مرتفعة وربما القفز منها أو يمكن الاقتراب من الأسطح المائية، أو الاقتراب من حيوانات قد تمثل خطر عليه.
- الخوف من أشياء معينة: خارج المنزل يمكن أن تحدث الكثير من الأشياء والمفاجآت غير المحسوبة، مثل وقوع حادث سير، أو حصول تدافع أو مشاجرات بين أشخاص في الشارع، وهذا الأمر يمكن أن يخيف طفل التوحد بشكل كبير وقد يعصب تهدئته على المرافق.
- قد يغضب ويعاند ويزعج المرافق: لأسباب معروفة أو غير معروفة يمكن أن يغضب طفل التوحد فجأة أثناء وجوده خارج المنزل، دون وجود طريقة لتهدئته أو إقناعه، وقد يزعج المرافق بدون معرفة السبب.
- ظهور الحاجات بشكل مفاجئ: طفل التوحد لا يقدر ما يمكن أن يحتاجه عندما يخرج من المنزل، ولا يقدر ضرورة تأجيل أي شيء، فقد يشعر بالجوع أو بالرغبة بقضاء الحاجة، وأشياء كثرة أخرى بينما يكون بعيد عن المنزل ولا يمكن تحقيق رغبته فوراً، وجراء ذلك ربما يشعر بالتوتر والغضب ويصرخ ويبكي.
- صعوبة دمجه مع أطفال آخرين: من الصعب على طفل التوحد أن يندمج بسهولة مع الأطفال الآخرين في الأماكن العامة، وهم بدورهم لا يقدرون حالته الخاصة، وهذا يمكن أن يؤدي لنشوب شجار معهم أو ضربه من قبلهم، ويمكن أن يتطور الأمر لنوبة بكاء أو عصيبة يصعب التعامل مع طفل التوحد خلالها.
- ابتعد عن الضوضاء وأماكن الازدحام والأصوات الصاخبة، فهذه الأشياء تزعج طفل التوحد.
- أبقي تركيزك مع طفل التوحد عندما تخرجه من المنزل، حيث يمكن أن يبتعد ويضيع أو يعرض نفسه للمخاطر.
- عدم ترك طفل التوحد يخرج مع شخص غير واع مثل طفل أكبر منه أو شخص مسن.
- وضع ورقة فيها معلومات عن طفل التوحد في جيبه أو على ثيابه، ففي حال تم فقدانه فمن الصعب أن يتواصل مع الآخرين.
- ابعاد الطفل فوراً عن مصادر الخطر فهو لا يقدرها، مثل المسطحات المائية أو المنحدرات أو الحيوانات الخطرة.
- البقاء بجانب الطفل طوال الوقت حيث يمكن أن يحدث أي شيء يخيفه أو يغضبه ويحتاج لتدخل فوري من قبل الأهل.
- تجهيز بعض الأغراض الضرورية أثناء الخروج مع طفل التوحد، مثل طعام وشراب وحفاض وغير ذلك.