كيفية التعامل مع الطفل الذي يكسر ألعابه

سبب تكسير الطفل للألعاب والأشياء الخاصة به والتخريب يتعلق غالباً بمشاعر الغضب والإحباط لديه، أو قد يكون نوع من اللعب وحب التجريب والاكتشاف، ولكن هذه السلوكيات تصبح مزعجة ومؤذية إذا استمرت وتطورت، في هذا المقال سوف نتعرف على أسباب التخريب عند الأطفال وتكسير أغراضهم، وكيفية التعامل مع الطفل الذي يكسر الأشياء.
- رفض سلوك التخريب والتكسير: يجب على الأهل أن يشعروا الطفل دائماً أن سلوك التخريب سلوك مرفوض، حيث يتعامل معه الأهل دائماً بانزعاج ولا يضحكون للطفل ابداً، ويشعروه أنه مخطأ كلما قام بهذا السلوك، ويوجهون انتقاد لسلوك التخريب في كل مرة يقوم به الطفل.
- عقاب الطفل على سلوك التخريب: في بعض الأحيان عندما لا يكون لسلوك التخريب الذي يقوم به الطفل أي مبرر، يمكن معاقبته حسب الحالة، من خلال التوبيخ، أو الحرمان من التعويض عن الشيء الذي خربه، أو إلزام الطفل بإصلاح ما خربه إن أمكن ذلك، فهذا النوع من العقوبات أحياناً ينجح بردع الطفل عن تكرار هذا السلوك.
- تفريغ المشاعر السلبية عند الطفل: قد تحدث مواقف تؤدي لنمو مشاعر سلبية عند الطفل، مثل حدوث مواقف يشعر بها بالغيرة أو الإحباط وخيبة الأمل أو الغضب والحزن وغيرها، ويجب أن يساعد الأهل طفلهم في تفريغ هذه المشاعر، من خلال توجيه الانتباه لأشياء أخرى، أو اللعب بألعاب تساعد على تفريغ الانفعال مثل التمارين الرياضية أو الألعاب القتالية الآمنة، أو توفير الألعاب التي تتحمل السقوط والعنف.
- تحويل انتباه الطفل: للتعامل بشكل مباشر مع سلوك التكسير والتخريب عند الطفل، ينصح بتحويل انتباه الطفل لشيء آخر، مثل طلب منه فعل شيء أثناء بدئه بالتخريب، أو توفير شيء يحبه عند شعوره بالملل أو الإحباط أو الغضب، فهذا من شأنه استبعاد الطفل عن الانسجام مع سلوك التكسير والتخريب والاستمتاع به.
- تواصل مع طفلك وامنحه الشعور بالأمان: يجب أن يكون الاهل على تواصل دائم مع طفلهم ويجب أن يكون لهم دور في كل المشاعر التي يمر بها من احباط وغضب وخيبة أمل وضغط نفسي، حتى يشعر الطفل بالاهتمام ومحبة الوالدين، هذا من شأنه تعديل سلوكه، وتوجيهه نحو سلوكيات أكثر إيجابية، وقدرة على التكيف مع خيبات الأمل.
- دعم السلوك الجيد وتشجيعه: الأطفال يريدون لفت نظرنا وانتباهنا، وينتظرون التعليقات التي نقولها عن سلوكهم، وأحياناً يحدثون الفوضى بغية ذلك، سواء تلقوا منا تعليق سلبي أو إيجابي، ولكن من منطلق أنهم أكثر تفضيلاً للتعليق الإيجابي، يمكن استغلال ذلك في التعليق الجيد على سلوكهم الجيد وتجاهل السلوك السيء، فهنا يفهم الطفل رسالة مفادها أن السلوك الجيد يلفت انتباه الوالدين ويتلقى عليه الثناء والتشجيع، أما السلوك السيء فلا يفيد إلا بفقدان ألعابه وتجاهل والديه.
- استشارة مختص نفسي: أحياناً قد يعجز الأهل عن التعامل مع السلوك التخريبي وتكسير الأشياء عند طفلهم، أو قد يكون هذا السلوك ناتج عن اضطرابات نفسية أو عقلية أو عاطفية، وفي هذه الحالة ينصح باستشارة مختص خبير ووضع خطة علاجية من قبله للتعامل مع الطفل.

- الشعور بالغضب: يعبّر الطفل عن غضبه غالباً بسلوكيات عدوانية، قد تتوجه أحياناً نحو الأشخاص بالصراخ والضرب والألفاظ السيئة، وفي بعض الأحيان قد يوجه الطفل غضبه وسلوكه العدواني نحو الألعاب والأغراض الشخصية أو المنزلية، من خلال القذف والرمي والتكسير والتخريب، تعبيراً عن غضبه وتفريغاً لعواطفه.
- الشعور بالإحباط وخيبة الأمل: يمر الطفل بمواقف عديدة خلال اليوم تشعره بالإحباط وخيبة الأمل، مثل عدم تحقيق شيء يريده أو عجزه عن القيام بشيء ما بنفسه، أو خسارة لشيء ما، وقد يكون لدى الطفل ضعف في التكيف مع هذا النوع من الظروف، يرد عليه بتفريغ شحنات الغضب والانزعاج من خلال التكسير والتخريب الذي يتوجه غالباً نحو ألعابه وأغراضه أو مقتنيات المنزل.
- اللعب التخريبي: بعض الأطفال يفضلون نمط من اللعب يمكن تسميته لعب تخريبي، وذلك بسبب التعامل مع الأشياء بطريقة خشنة، أو تخريبها بدافع التسلية ورؤية النتائج، أو سلوك التجريب حتى يستكشف ما بداخلها، وكثيراً ما يكون سبب تخريب الطفل لأغراضه ناتج عن هذا النمط من اللعب.
- معاناة الطفل من اضطرابات نفسية: عادةً ما يترافق سلوك التخريب والعنف مع معاناة الطفل من اضطرابات نفسية وعاطفية مثل اضطراب التحدي المعارض، واضطرابات طيف التوحد، واضطراب اسبرجر، أو فرط الحركة والنشاط، فكل من هذه الاضطرابات يؤثر بشكل خاص على سلوك الطفل بطريقة تؤدي للتخريب، كنوع من تفريغ الانفعال، أو الحركات الفوضوية غير المحسوبة، أو رد الفعل والتحدي للأهل، أو تعبيراً عن الانزعاج ومحاولة فرض السيطرة.
- معاناة الطفل من اضطراب فرط الحركة والنشاط: معاناة الطفل من اضطراب فرط الحركة والنشاط ونقص الانتباه يؤدي بشكل كبير لسلوك تخريب وتكسير الأشياء والألعاب، فمن ناحية يتحرك هذا الطفل سريعاً وبطرق فوضوية وعشوائية قد تؤدي إلى التخريب عن غير قصد، كما أن هذا الاضطراب يؤثر على تركيز وانتباه الطفل، وبالتالي قد يرمي الأشياء أو يوقعها ويسبب تضررها وتكسيرها عن غير انتباه أو قصد.
- الشعور بالغيرة: أحياناً يشعر الطفل بالغيرة لأسباب كثيرة ويؤدي به ذلك لسلوك التخريب والتكسير، مثل الغيرة من الأخ الأصغر الذي حصل على ألعاب جديدة بين ألعابه هو قديمة، فيلجأ لتسكير ألعابه تعبيراً عن استياءه أو تكسير ألعاب شقيقه الأصغر حتى يشعر بالانتصار والمساواة.
- طريقة للفت الانتباه: كثيراً ما يكون سلوك التخريب والتكسير ناتج عند الطفل عن رغبة بلفت الانتباه، فهو يريد لمن حوله أن ينتبهوا له، وأن تؤثر تصرفاته بالآخرين، حتى يشعر بالأهمية وأنه لا يتم تجاهله من قبل أحد، ويجد أن هذا النوع من السلوك يلفت الانتباه له أكثر من السلوك الجيد فيلجأ له.
- تقليد سلوك شخص كبير: ينتج سلوك التكسير والتخريب أحياناً عند الطفل الصغير عن محاكاة وتقليد سلوك شخص كبير يشاهده يقوم بهذه الأشياء ويقلد سلوكه، مثل الأب الذي يحطم أغراض المنزل أو يلقي بالأشياء في يديه عندما يكون غاضباً، أو الأم التي تضرب أي جهاز أو آلة لا تعمل معها كما تريد.
- الملل من اللعبة: عند حصول الطفل على اللعبة واللعب بها لفترة من الوقت، فإنه سوف يأتي وقت ويشعر بالملل منها، وتصبح بالنسبة له مزعجة، وهنا قد يقوم بتكسيرها حتى يتخلص منها، أو حتى يقنع الاهل بشراء واحدة جديدة له.
- تعويد الطفل على احترام النعم وتقدير قيمة الأشياء: منذ العمر الصغير يجب تدريب الطفل على احترام النعم، والنظر لأي مقتنيات أو أشياء يملكها بما فيها ألعابه على أنها نعم من عند الله، وغيره محروم منها لأسباب عديدة، واحترام الطفل لهذه المقتنيات والنعم يساعد في زيادتها والحفاظ عليها وحصول الطفل على رضى الله والوالدين.
- تحميل مسؤوليات التخريب للطفل: يجب أن يتعلم الطفل تحمل مسؤولية أغراضه وألعابه والعناية بها، ويمكن تحقيق هذا مثلاً من خلال العقاب بالحرمان من الشيء الذي خربه أو اللعبة التي كسرها وعدم الحصول على غيرها حتى يشعر بخطئه ويندم على سلوكه، أو من خلال الزامه بإصلاح الأشياء التي خربها، أو إشعاره بخسارة الشيء الذي خربه.
- مشاركة الطفل في دفع ثمن ألعابه: عند رغبة الطفل باقتناء لعبة أو الحصول على شيء ما، يجب أن يتعلم أن هذا له قيمة وأنه ليس من السهل الحصول عليه، ويمكن دفعه للمشاركة في دفع ثمنه من خلال تخصيص جزء من مصروفه اليومي ليجمع بعض المال ليشارك في دفع ثمنه، هذا يجعل الطفل أكثر تقديراً لقيمة الأشياء وبالتالي أكثر حفاظاً عليها.
- تربية الطفل منذ الصغر على النظام والترتيب: اعتياد الطفل منذ الصغر على الترتيب والتنظيم والعناية بأشيائه الخاصة وممتلكاته، يجعله أكثر مسؤولية تجاه هذه المقتنيات ويجبنه تعلم سلوك التكسير والتخريب.
- تخصيص مكان للطفل لا يتدخل فيه أحد: يفضل تخصيص مكان للطفل مثل غرفته ومكان لحفظ ألعابه ومكان آخر لحفظ كتبه، أو مكان لحفظ ملابسه وغيرها، ويجب تحميل الطفل كامل المسؤولية عن هذا المكان وترك له حرية التصرف فيه، فهذا يجعل الطفل أكثر شعوراً بخصوصيته واستقلاله، ومسؤولية في التعامل مع مقتنياته.
- انتباه الاهل لسلوكياتهم أمام الطفل: كثيراً ما يشجع سلوك الأهل طفلهم على سلوك التخريب والتكسير، إما من خلال قيامهم بهذا النوع من السلوك وتقليده لهم، أو من خلال الضحك على تصرفاته وإشعاره أن يقوم بشيء مضحك وملفت للنظر، لذا ينصح بانتباه الأهل لتصرفاتهم أمام طفلهم حتى لا يتشجع على سلوك التخريب.
- تعويد الطفل على اللعب الهادئ: ينتج بعض الأحيان سلوك التخريب والتكسير عند الطفل من الطبيعة النشطة الزائدة له أو عدم الانتباه لتصرفاته وقلة تركيزه، واعتياد الطفل على اللعب الهادئ، يساعده على أن يكون أكثر هدوءً في حركته وأكثر تركيزاً، وهذا بدوره يقلل سلوكيات التخريب والتكسير لديه.
- علاج المشاكل والاضطرابات النفسية: علاج الاضطرابات والمشاكل النفسية عند الطفل التي تؤدي لسلوك التخريب والعدوان والغضب والتكسير، يصبح شيء ضروري سواء لعلاج اضطرابات الطفل النفسية أو علاج مشكلة تخريبه وتكسيره للأشياء.
- تنمية ثقة الطفل بنفسه: عندما يكون الطفل واثق بنفسه ومحب لذاته ويشعر بأهميته، فهذا يجبنه القيام بسلوكيات التخريب وتكسير الأغراض والألعاب بهدف لفت النظر، فهو يعرف أنه محط أنظار وانتباه أهله وبالتالي غير مضطر لافتعال المشاكل لهذه الغاية.
- تمرين الطفل على وسائل إدارة الغضب: تدريب الطفل على كيفية التعامل مع مشاعر الغضب وإدارتها، يساعده على اختيار التصرف الصحيح عند مروره بهذه المشاعر، بدلاً من توجيه غضبه نحو الأغراض والألعاب والمقتنيات والقيام بتدميرها للتعبير عن غضبه.
- تدريب الطفل على التكيف: قدرة الطفل على التكيف مع المتغيرات والتعامل مع ظروف الإحباط وخيبات الأمل، يجعل الطفل أكثر قدرة على الثبات الانفعالي بشكل عام، وبالتالي عدم قيامه بالتخريب والتكسير لتفريغ شحنات الغضب لديه.
من المشاركات التي وردت إلى موقع حلوها لسيدة تعرض مشكلتها حيث تعاني مع طفلها الذي يبلغ من العمر خمس سنوات الذي وصفته بأنه ذكي جداً وعنيف في نفس الوقت، وتقول أنه يعاني من تأخر الكلام، وهو حسب وصفها يقوم بتكسير كل شيء يحلو له، سواء الهاتف أو التلفاز أو أي شيء يقع في طريقه.
وتقول أنها أحياناً تفقد تركيزها وأعصابها لدرجة ضربه، فهو يجعلها غير قادرة على القيام بالأعمال المنزلية من كثرة الصراخ والضحك بصوت عالٍ، حتى وصلت إلى حبسه بغرفته أحياناً وكانت تهدده بربطه إذا استمر في سلوكه.
وأخيراً تسأل عن الحل مع وضع طفلها وتتساءل إذا كان ذلك مس شيطاني، أو يعاني من مشكلة نفسية، وأشارت لأنها ربت ولدين قبله ولم يكونا مثله.
وتم الرد على الاستشارة من قبل خبيرة تربية الطفل في موقع حلوها بأن الطفل حسب وصف الأم يعاني من حالة فرط حركة ونشاط وهذا ما يفسر تفريغه للطاقة الزائدة بالتكسير والعبث بالأشياء المنزلية، ولعلاج المشكلة تحتاج للعمل على مساعدة الطفل على ما أسمته التفريغ الإيجابي للطاقة، والذي يمكن تحقيقه من خلال:
- جلب ألعاب تعتمد على التركيز للطفل والتي تساعد على ضبط سلوك الطفل وابقائه منشغلاً بها لفترة زمنية.
- دمج الطفل في الألعاب الجماعية حتى يفرغ الطاقة الداخلية لديه.
- عدم التعامل مع الطفل بعنف حتى لا يؤتي ذلك بتأثيرات سلبية.
- لمراجعة الاستشارة الكاملة وآراء الخبراء وتفاعل مجتمع عليها انقر على الرابط.