سلبيات الزواج من موظفة وإيجابيات الزوجة العاملة

الزواج من امرأة موظفة من الأشياء التي تقلق الرجل المقبل على الزواج، في حال كان يرغب بالارتباط بامرأة موظفة أو يفكر بالأمر، فهو من المواضيع الجدلية التي قد يكون لها الكثير من الفوائد والعيوب، من تسحين الحالة الاقتصادية للزوجين، وزيادة الضغوط المتعلقة بالواجبات المنزلية، فما هي سلبيات وإيجابيات الزواج من امرأة موظفة، وكيف تتعامل مع زوجتك الموظفة؟ هذه الأسئلة وغيرها نجيب عنها في مقال اليوم.
- عدم التفرغ للأطفال: عندما يحصل الزوجين على أطفال فقد يؤثر عمل الزوجة على أوقات عناية أمهم بهم ووجودها معهم طوال الوقت، حيث يحتاج الأطفال التواجد طوال الوقت مع الأم خاصة إذا كانوا صغار أو رضع، وهذا يجبر المرأة الموظفة على إيجاد حلول قد لا تكون دائماً في صالح الأطفال أو الزوج أو حتى يسبب ضغط كبير عليها.
- تأثير الوظيفة على مسؤولياتها المنزلية: شعور المرأة الموظفة بالتعب والارهاق نتيجة عملها خارج المنزل والاستيقاظ المبكر ومتاعب الذهاب إلى العمل والعودة منه، قد يسبب تقصيرها في مسؤولياتها المنزلية، من ترتيب وتنظيم واعداد طعام وغير ذلك، فهذه الأشياء تحتاج لنشاط من قبل المرأة للقيام بها على أكمل وإلا ظهر تقصير المرأة بها.
- تضارب الأوقات بين الزوجين: قد يكون عمل الزوجة غير منسجم أو غير متناسب مع عمل زوجها من حيث الوقت، مما يسبب تضارب أو حدوث مشاكل وفجوات في التنسيق والمسؤوليات، فمثلاً إذا كان عمل المرأة ينتهي في وقت بداية عمل زوجها فإن ذلك قد يجعلهما لا يلتقيان إلا وقت النوم وليس لديهما الوقت للتواجد معاً، وإذا كان يوجد أطفال ووقت العمل نفسه لدى الزوجين، فهذا يسبب مشكلة، وذلك ينسحب على جوانب عدة من الحياة الزوجية من مواعيد الطعام إلا مواعيد النوم والاستيقاظ وحتى العلاقة الحميمة.
- الصعوبات الاجتماعية: ربما يكون الزوجين أو أحدهما من خلفيات اجتماعية لا تتقبل عمل المرأة، وهذا سوف يعرض الزوجين لبعض المشاكل الاجتماعية مثل كثرة الانتقاد، والاتهامات والأقاويل، وتشجيع الزوج على زوجته وبالعكس.
- الخلافات الزوجية حول ظروف العمل: يمكن أن تحدث مشاكل كثيرة مرتبطة بظروف عمل الزوجة وليس العمل ذاته مثل أن تكون مضطرة للبقاء خارج المنزل لأوقات متأخرة، أو وجود رجال في العمل مضطرة للتعامل معهم، أو رغباتها أو حاجة عملها لارتداء ملابس معينة لا يوافق عليها الزوج، وغيرها من ظروف.
- شعور الرجل بتضاؤل مكانته: أحياناً يمكن أن يشعر الرجل أن عمل زوجته يسبب مواقف يبدو فيها أن مكانته مهتزة، أو ليست كما يجب أن تكون، وخاصة إذا ارتكبت المرأة أخطاء تزيد له هذه الأفكار، حيث أن المرأة تعمل مثله وتنفق على المنزل مثله وتخرج من المنزل وتلتقي بأناس وتحقق نجاحات وتكون خبرات، وهذا كله قد يهدد مكانة الرجل من وجهة نظره، خاصة إذا كان هو فعلاً لديه ما يشعره بقلة المكانة مثل كونه عاطل عن العمل أو لا يحقق مدخول كافي، أو يعاني من ضعف الثقة بالنفس، أو تعمد المرأة إشعاره بأن مكانته قليلة.

- تحسين دخل الأسرة: إذا كانت المرأة تشارك في النفقات المنزلية من خلال دخلها الذي تحصل عليه من العمل، فهذا من شأنه رفع الحالة المعيشية للأسرة بشكل عام وتحسين دخلها، وبالتالي القدرة على الحصول على أشياء أكثر وتلبية متطلبات أكثر وتوفير ظروف حياة أفضل لكافة أفراد الأسرة.
- شعور المرأة بتعب الزوج: عندما تعمل المرأة وترى طبيعة العمل ومشاكله وصعوباته، فهذا سوف يجعلها تشعر أكثر بتعب زوجها وتقدر قيمته، وينعكس ذلك على احترامها لزوجها خاصة إذا لم تستمر بالعمل، وعلى الانتباه أكثر لمطالبها الزائدة، وعلى رغبتها بإشعار زوجها بالراحة والاهتمام، وعلى تحملها للمسؤولية بشكل أكبر.
- زيادة خبرات المرأة في الحياة: خروج المرأة من المنزل للعمل وتعاملها مع نماذج مختلفة من الناس وربما تعرضها لبعض المشاكل، وتعلمها كل يوم لأشياء جديدة من خلال عملها، كل ذلك يجعل خبرات المرأة تزيد في الحياة، ما يزيد وعيها وآفاق إدراكها وتقديرها للأمور، وهذا ينعكس بصور إيجابية عديدة على الحياة الزوجية.
- تقليل الأعباء عن الزوج: تحسن دخل الأسرة بسبب وظيفة الزوجية يمكن أن يخفف الأعباء والمسؤوليات عن الزوج بصور عديدة، سواء تساعد في الانفاق على المنزل، أو تكون مسؤولة عن نفقاتها الخاصة، أو تصبح أقل تطلباً بشكل عمل، وأكثر تقديراً لصعوبة كسب الرزق.
- شغل أوقات فراغ الزوجة بالعمل: عندما تكون المرأة لا تعمل وتبقى في المنزل طوال الوقت، وخاصة إذا لم يكن يوجد ما يشغلها مثل الأطفال أو أماكن تخرج لها أو هوايات تقوم بها، فإنها غالباً سوف تشعر بالاكتئاب والتوتر طوال الوقت، أو سوف تشعر بالفراغ والملل، وهذا له الكثير من السلبيات مثل كثرة التذمر وزيادة الطلبات من الزوج، ونمو الأفكار السلبية أن زوجها لا يحبها ولا يهتم بها بينما يكون هو متعب من العمل، بينما وظيفة المرأة تجعلها تنشغل عن هذه الأمور وتفكر فقط في تطوير نفسها وفي الحصول على قسط من الراحة.
إذا اخترت الزواج من امرأة موظفة أو اخترت الموافقة على عمل زوجتك فيجب تقدير بعض الجوانب والتغيرات أو التأثيرات التي سوف تطرأ على حياة الزوجين، إذا لا يمكن الموافقة على وظيفة الزوجة مع توقع عدم حدوث أي تغيرات في الحياة.
حيث أن المرأة الموظفة تمر بأوقات تشعر فيها بالإرهاق من ضغط العمل إضافة لمسؤوليات المنزل الكثيرة وعلى الزوج أن يتفهم ذلك وأن لا يزيد الضغط على زوجته خاصة بالطلبات التي يعرف أنه من الصعب تحقيقها، كما يجب أن يعطي الرجل بعض الثقة بالزوجة أثناء ذهابها للعمل خاصة إذا كانت تتمتع بأخلاق جيدة وسلوك محترم، فالزوجة الموظفة سوف تتعامل مع رجال مختلفين في أطر مختلفة مثل الزملاء والمديرين والعملاء وغير ذلك حسب نوع وظيفتها فعدم الثقة هنا قد تؤدي لنتائج كارثية.
ينصح أيضاً أن يقوم الزوج بتقسيم المسؤوليات مع زوجته الموظفة، كل حسب ظروفه وواجباته، فيجب أن تكون وظيفة الزوجة تتطلب وقت أقل حتى تتفرغ أكثر لشؤون المنزل، ويجب أن يكون عمل الزوج مستقر أكثر ويحقق دخل مادي أعلى حتى لا يتعرضا لأزمات مالية، ومن ثم فيجب تقسيم الوقت لرعاية الأطفال إذا كانوا موجودين، تقاسم بعض المهام المنزلية كل ضمن حدود إمكاناته حتى لا يقع العبء كله على الزوجة وحدها.
ومهما كان عمل الزوجين وضغوطه يجب الحرص على حصولهما على بعض الوقت معاً، سواء للجلوس والتحدث بشكل يومي في المنزل، أو الخروج في عطلة نهاية الأسبوع للتنزه، بالإضافة طبعاً لضرورة الحفاظ على علاقة جنسية صحية وممتعة بين الحين والآخر.
يجوز الزواج من الموظفة والمرأة العاملة ولا يوجد ما يمنع في الشريعة الإسلامية الزواج من المرأة الموظفة، ولكن على الرجل الذي يسأل الزواج من امرأة موظفة أن يتخير المرأة الخلوقة الملتزمة التي تستوفي شروط الزوجة الصالحة، ثم ينظر في عملها ألّا يكون فيها شيء يخالف الأحكام الشرعية أو يتجاوز الحدود، ويسأل في ذلك أهل العلم إن احتار من أمره.
- اختيار مهنة مناسبة من قبل المرأة لا تتعارض مع مسؤولياتها المنزلية ولا تسبب لها ارهاق يصعب تحمله.
- التنسيق بين وقت الزوجين، فالتنسيق الجيد من حيث مواعيد القدوم والذهاب للعمل ووقت الغياب عن المنزل يخفف الكثير من المشاكل.
- موافقة الشريكين قبل الزواج، حيث لا يجب أن يكون العمل مفروض من قبل أحد على الآخر، وإنما يجب أن يكون عمل المرأة اختياري وموافقة الزوج عليه اختيارية.
- توقع الصعوبات قبل الزواج والتخطيط لها بشكل جيد، حتى لا يصطدم الزوجين بواقع هذه الصعوبات بعد الزواج.
- طلب المساعدة إذا أمكن، سواء من أهل الزوجة أو الزوج أو المربين أو رياض رعاية الأطفال في غياب الأهل، عندما يضطر الأهل لذلك.
- الاتفاق على ضرورة تفريغ وقت للأطفال والعائلة، مهما كانت ظروف عمل الأب أو الأم تبقى العائلة هي الأساس.
- الاتفاق على بعض الشروط الضرورية مثل اللباس ومواعيد العودة إلى المنزل، وحدود التعامل مع الغرباء.
- عدم تقليل المرأة من شأن زوجها، على اعتبار أنها تعمل مثله وتتعب مثله، بل يجب أن يكون التفاهم هو الأساس.
- تجنّب طلب أخذ راتب الزوجة لأن ذلك قد يصبح استغلالاً، ويمكن للمرأة أن تساعد زوجها إن أرادت ووافق هو مالياً لكنه ما تجنيه ليس من حقوق الزوج الأصيلة.
- مشاركة المرأة في الانفاق على المنزل، حسب نسبة الدخل لكل منهما.
- أيهما أفضل للزواج الموظفة أم ربة البيت؟ لا يمكن تفضيل ربة المنزل على الموظفة أو العكس، فهذه المسائل تعود للحالات الفردية والاختلافات الشخصية سواء بالنسبة للرجل أو بالنسبة للمرأة، فالرجل الذي يحب أن تكون زوجته متفرغة له ولأسرته ومنزله يفضل المرأة ربة المنزل، والزوج المؤمن بالشراكة بين الزوجين فقد يفضل المرأة الموظفة، كذلك بالنسبة للمرأة إذا كانت تحب العمل ولديها القدرة على الحفاظ على أخلاقها وسلوكها أثناء العمل فتفضل الوظيفة، أما إذا كانت لا تحب الخروج المنزل، أو لا تعرف كيف تتعامل مع الغرباء فالأفضل أن تبقى ربة منزل.
- هل الزواج من موظفة ناجح؟ بالطبع يمكن أن يكون الزواج من موظفة أمر ناجح وجيد، ولكن ذلك يتعلق بظروف هذه الوظيفة وظروف الزوجين وتفضيلاتهما الشخصية، والقدرة على التنسيق بين أوقات وواجبات الوظيفية وأوقات وواجبات الأسرة والمنزل.
- هل ينفق الزوج على زوجته الموظفة؟ بالتأكيد نفقة الزوج على الزوجة واجب عليه حتى لو كانت موظفة أو أغنى منه فقد قال تعالى (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) النساء 34، ولكن إذا كانت الأسرة بحاجة والرجل لا يستطيع تلبية جميع المتطلبات فيمكن للزوجة المساعدة.
- هل يجب على الزوجة العاملة مساعدة زوجها مادياً؟ الانفاق على المنزل والزوجة هو من واجب الزوج تحديداً سواء من الناحية الاجتماعية أو الدينية أو القانونية، ولكن يجب على الزوجة المساعدة في الانفاق إذا كانت تعمل ولديها دخل جيد لتحسين الحالة المعيشية للأسرة، ولكن لا يجب على الزوج أن يستغل ذلك ويصبح كثير الاعتماد على عمل زوجته.