هل يحق للزوج مراقبة زوجته وكيف تعرف أنه يتجسس عليها!

سلوك التجسس والمراقبة من العادات السيئة التي يقوم بها الكثير من الأزواج تجاه زوجاتهم، لأسباب كثيرة تهدف للتأكد من شكوك موجودة، أو الحصول على قدر أكبر من المعلومات من الزوجة، ولكن هذا قد يكون له عواقب سلبية عديدة على العلاقة، في هذا المقال نتحدث عن أضرار المراقبة بين الزوجية، ونصائح للتوقف عن سلوك المراقبة، وهل يجوز التجسس على الزوجة في حال الشك؟
- الغيرة الزائدة: الغيرة الزائدة عند الرجل قد تجعله لا يتقبّل أن يكون لدى زوجته أي خصوصية أو أمور لا يعرفها، وقد يلجأ للتجسس ومراقبة الزوجة ليعرف كل ما تفعله أو تقوم به حتى وإن كان واثقاً به!
- قلة الثقة بالزوجة: في حال كان الرجل لا يثق بزوجته، فقد يتوقع منها التصرف بطريقة غير لائقة أو غير صحيحة، وانعدام الثقة بين الزوجين لا يرتبط فقط بالخيانة والإخلاص في العلاقة، وإنّما في جميع أمور الحياة الزوجية.
- الخوف من تورط الزوجة بأشياء معينة: أحياناً يبالغ الزوج بشعوره بالمسؤولية عن الزوجة، وعدم الثقة بأنها قادرة على التصرف الصحيح واتخاذ قرارات صائبة، ويشعر أنه مجبر دائماً على ملاحقتها ومعرفة ما تقوم به والأشخاص الذين تتعامل معهم ليحميها من ارتكاب الأخطاء!
- الشك بموضوع معين دون غيره: كثيراً ما تكون مراقبة الزوج لزوجته أو التجسس عليها ناتجاً عن وجود شكوك لدى الزوج في موضوع محدد دون غيره، مثل الشك بأنها تسرق من أمواله، أو الشك أنها تتكلم عنه بطريقة سلبية، أو الشك بأنها تخونه مع رجل آخر، وهنا يلجأ لمراقبتها للتأكد من شكوكه، أو الشعور بالراحة عندما لا يجد ما يثبت هذه الشكوك.
- قد يكون الزوج شكّاكاَ بطبيعته: لأسباب نفسية واجتماعية وتربوية فقد يكون الرجل يعاني من حالة الشخصية المتشككة الريبية، وهذا النوع من الشخصيات لا يثق بأحد سواء الزوجة أو غيرها، ولديه شعور دائم أنه يوجد من يحاول خداعه، فيقوم بسلوكيات مثل المراقبة حتى يحمي نفسه من هذا الخداع والمؤامرات.
- سلوك الزوجة وطريقة تعاملها مع الزوج: من الأسباب التي قد تدفع الزوج لمراقبة الزوجة أو التجسس على هاتفها ومتابعتها أن تفتقر طريقة الزوجة في التعامل مع زوجة للصراحة والوضوح والشفافية، أو أن تتعمد الزوجة إخفاء بعض الأمور عن زوجها لأي سبب، أو أن تجيب بطريقة سيئة عندما يسألها عن شيء ما.
- وجود تجربة سابقة سيئة: سواء كانت هذه التجربة السلبية التي مرّ بها الرجل مع زوجته أم مع غيره فهي تؤثر على ثقته بنفسه وثقته بشريكة حياته، وتجعله أكثر ميلاً للمراقبة والتجسس والتتبع حتى وإن كانت الزوجة صريحةً معه وتكشف له كل شؤونها الخاصة.

- تتبع وسائل التواصل الاجتماعي: هي الوسيلة الأشهر والأكثر شيوعاً في مراقبة الأزواج لبعضهما، حيث يلجأ الزوج لتصفح وترقب صفحات وسائل التواصل الخاصة بزوجته، حتى يتعرف على أي تفاعل لها أو أي دليل وإشارات أنها تتحدث مع شخص ما أو تقوم بشيء مثير للشكوك.
- التجسس على هاتف الزوجة: عندما يرغب الزوج بمراقبة زوجته فإنه غالباً يلجأ لوسائل مراقبة الهاتف أولاً من خلال برامج التجسس أو والاختراق، أو من خلال استراق النظر والتلصص على الزوجة أثناء استخدام الهاتف، أو محاولة معرفة رموز الحماية لها، للاطلاع على ما لديها من محادثات أو معلومات أو أي بيانات أخرى.
- الملاحقة الشخصية والتتبع: إذا رغب الزوج بمراقبة زوجته فإنه قد يلجأ لأسلوب الملاحقة الشخصية، حيث قد يتبعها عندما تخرج من المنزل، ويراقب مع من تتعامل وتلتقي، وإلى أين تذهب، وفيما إذا كانت تكذب عليه بشيء ما.
- اختبار الزوجة ومحاولة توريطها: يمكن أن يلجأ الزوج لأساليب اختبار الزوجة أو توريطها أو تحفيزها على الخطأ ليرى إذا مل كانت مستعدة للخطأ، وقد يقوم لتحقيق ذلك بأشياء مثل إنشاء حسابات وهمية ومحاولة التواصل مع الزوجة أو ارسال أشخاص ليحاولوا التكلم معها أو التقرب منها، ثم يراقب رد فعلها على مثل هذه الأشياء، أو قد يعود للمنزل بأوقات مفاجئة ليرى إذا كانت في المنزل أو لا، أو إذا كانت تستقبل أحد في المنزل أو تفعل أي شيء سري في غيابه.
- تجنيد أشخاص للمراقبة: في بعض الحالات إذا كان لدى الزوج شكوك كبيرة حول زوجته، فإنه قد يلجأ لتجنيد أشخاص لمراقبتها وتتبعها في كل الأوقات، وجمع المعلومات عنها أو تصوريها وما إلى ذلك.
- استخدام أجهزة التجسس: ممكن أيضاً أن يلجا الزوج لاستخدام تقنيات التجسس لمراقبة زوجته، مثل الكاميرات ومسجلات الصوت المخصصة للمراقبة، أو أجهزة التتبع، وغير ذلك من وسائل.
مراقبة الزوجة والتجسس عليها من الأفعال غير الجائزة في الإسلام لأن الله تعالى نهى عن فعل التحسس نفسه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا) الحجرات 12. وكذلك نهى الرسول صلى الله عليه وسلّم عن التجسس بل إن الإنسان قد يأثم على الظن، قال صلّى الله عليه وسلّم: "إِيَّاكُمْ وَالظَّنّ فَإِنَّ الظَّنّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَسَّسُوا".
لكن عدم جواز التجسس لا يتنافى مع حق الرجل في حفظ أهله وصون عرضه وشرفه، بأن يكون متابعاً لما يجري في منزله ومع زوجته وعلى اطلاع حول جميع شؤونها، ولكن دون إساءة الظن أو التجسس أو محاولة توريطها في أمرٍ لاختبارها! والله تعالى أجّل وأعلم.
- تفقدي جهازك الخليوي فيما إذا يوجد أي برامج أو تطبيقات للمراقبة أو الاختراق ونسخ المحتوى.
- ابحثي عن وجود أي كاميرات أو أجهزة غريبة في المنزل وحاولي معرفة وظيفتها بالاستعانة بخبراء أو بالبحث على الانترنت.
- تأكدي فيما إذا كان شخص ما يسير خلفك في أثناء قيادة السيارة أو أثناء السير في الشارع، لكن دون لفت الانتباه.
- اتركي جهازك الخليوي مفتوحاً أمام زوجك وابتعدي وراقبيه فيما إذا كان سوف يحاول تفقده.
- انتبهي لحركات زوجتك عندما تكونا معاً مثل محاولة استراق النظر أثناء كتابة كلمة السر للهاتف أو قراءة أو كتابة رسالة نصية.
- انتبهي فيما إذا كان زوجك يسألك عن أشياء لم تخبريه بها، خاصة فيما يتعلق بنشاطك على وسائل التواصل.
- تأكدي أثناء تواجدك في غرفة وحدك إذا كان زوجك يقف وراء الباب ويحاول التنصت خاصة أثناء إجراء المكالمات.
- اسأليه بشكل مباشر إن كان يحاول مراقبتك أو تتبعك أو إن كان هناك أمر ما يريد السؤال عنه ويتجنب ذلك!
- اسأليه عن سبب المراقبة: لا بد أولاً من محاولة معرفة سبب رغبة زوجك بمراقبتك، فهل هو يشكل بشيء ما في سلوكك، أم أنه المراقبة والتجسس طبع بالنسبة له، فالنسبة لوجود شيء يستدعي شكوكه فعليك أن تبددي له هذه الشكوك، وبالنسبة للحالة الأخرى فيجب مواجهته بذلك.
- تحدثي معه بوضوح: بعد معرف سبب محاولة زوجك التجسس عليك ومراقبتك، الأفضل أن تتحدثي معه بوضوح وبطريقة ودية، حول خطأ هذا السلوك من قبله، وكيف يمكن أن يتخلى عنه، أو الإجابة على أسئلته إذا كان يرغب بذلك، وما هو شعورك تجاه هذا الأمر.
- احمي نفسك وقت الضرورة: غيري كل كلمات المرور ومفاتيح الأمان، خاصة بما يتعلق منها بخصوصية الآخرين مثل الأصدقاء أو العائلة، أو الحسابات البنكية في حال كنت لا تثقين بزوجك.
- حاولي الحصول على دليل أن زوجك يراقبك: فعند كواجهتك لزوجك بمراقبته لك يمكن أن ينكر ذلك، لذا يجب أن يكون لديك دليل حتى لا يتحول الحديث لموقف من التحدي والجدال، وحتى لا يضعك بموقف يحرجك.
- أعيدي بناء الثقة بين الزوجين: يجب أن تعملي على بناء الثقة بينك وبين زوجك من جديد، فالثقة هي العامل الضروري لمنع الشكوك، وبالتالي تمنع سلوكيات مثل المراقبة.
- قدمي له كل الدلائل التي تحبط شكوكه: في حال كان لدى زوجك شكوك بنواحي معينة من تصرفاتك أو أفكارك، فحولي أن يكون لديك دليل تحبط هذه الشكوك وتنفيها، وقدمي هذه الدلائل له، حيث تعتبر هذه خطوة ضرورية في سياق استعادة الثقة.
- فقدان الشعور بالأمان: عند شعور الزوجة أن زوجها يراقبها ويتجسس عليها، فإنها سوف تفقد غالباً الشعور بالأمان معه، إذا أن هذا الأمر يشعرها أن زوجها يتربص بها ويبحث عن أن شيء لإثارة المشاكل معها وتوجيه تهم خطيرة لها، وتشعر أنها مراقبة طوال الوقت ولا تأخذ راحتها.
- الشجارات الزوجية: التوتر الذي ينتج عن حالة المراقبة والتجسس وانعدام الثقة في المنزل، وانزعاج الزوجة من هذا الأمر، وتشكك الزوج بزوجته، يجعلهما بحالة نفسية ومزاجية متعكرة دائماً، وأي خلاف بسيط يمكن أن يتحول لشجار بينهما.
- خرق الخصوصية: مراقبة الزوج لزوجته يسبب الاطلاع من قبله على أشياء قد تخص الزوجة فقط ولا يوجد فيها ما يهمه بالضرورة، مثل المكالمات مع صديقاتها أو أهلها أو وجودها في مواقف معينة مثل الحمام أو ارتداء الملابس أو غير ذلك، وهذا كله يعتبر خرق لخصوصية الزوجة وراحتها.
- استفزاز الزوجة وإزعاجها: الشعور بأن الزوج لا يثق بزوجته ويسعى للتجسس عليها ومعرفة أخبارها، هو أمر محبط بالنسبة للزوجة، يسبب حالة توتر وفتور في العلاقة، ويؤدي لاستفزاز الزوجة وإزعاجها.
- اتخاذ الزوجة حذرها: إذا كانت الزوجة فعلاً لديها ما تخفيه عن زوجها وشعرت أن زوجها يتجسس عليها، فإنها قد تأخذ حذرها أو تمنعه من هذا التجسس، ما يزيد شكوك الزوج ويجعلها أكثر حذر عند ارتكاب أخطاء حقيقية.
- حصول سوء فهم: قد يحدث أن يصل للزوج معلومات معينة غير كافية أو جزئية أثناء مراقبته لزوجته، وعدم معرفة الحقيقية الكاملة قد تسبب سوء الفهم لدى الزوج، وقد يؤدي ذلك لظلم الزوجة أو اتهامها بأشياء هي بريئة منها.