أعراض انقطاع التنفس أثناء النوم (Sleep Apnea) وطرق علاجه

انقطاع النفس أثناء النوم، اضطراب شائع يؤثر سلباً على جودة الحياة وقد يحمل مضاعفات خطيرة، وهو حالة يحدث فيها توقف متكرر للتنفس أثناء النوم لأسباب عديدة، ولحسن الحظ يمكن إدارة هذه المخاطر وتفاديها بعدة طرق.
انقطاع النفس أثناء النوم (بالإنجليزية: Sleep apnea) أحد أنواع اضطرابات النوم التي تصيب مختلف الأعمار، يسبب حدوث توقف أو ضيق وانقطاع متكررين في عملية التنفس أثناء النوم بشكل نوبات، تستمر كل نوبة بضع ثواني وقد تحدث مرة واحدة أو عدة مرات، منها يكون خفيف الشدة ومنها ما يكون شديد.
هذه الانقطاعات المتكررة في عملية التنفس أثناء النوم تسبب العديد من المشاكل للشخص، فهي تمنع النوم المريح وتسبب انخفاض جودة النوم مما ينتج عنه مشاكل تعب وأرق وقلة انتباه وتركيز وغيرها، وأحياناً قد تسبب مشاكل خطيرة على الصحة مع الوقت مثل مشاكل القلب وضغط الدم وتأثيرات أخرى.

لاضطراب انقطاع النفس أثناء النوم نوعان رئيسيان هما:
- انقطاع النفس الانسدادي عند النوم: هو النوع الأكثر شيوعا من أنواع انقطاع النفس أثناء النوم، يحدث عندما تُسدّ مجاري الهواء بشكل جزئي أو كامل وذلك بسبب ارتخاء عضلات الحلق والأنسجة الرخوة في مؤخرة الحلق مؤدية لتوقف التنفس بشكل مؤقت، مما يسبب مشاكل في عملية النوم والاستيقاظ عدة مرات ليلاً بالإضافة لحدوث لهاث وشخير بصوت عالي نتيجة لذلك.
- انقطاع النفس المركزي أثناء النوم: وهو اضطراب يؤدي لتوقف التنفس خلال النوم لبضع ثواني بسبب مشكلة في الجهاز العصبي المركزي يفشل فيها الدماغ في إرسال إشارات للعضلات التي تتحكم بعملية التنفس، مما يسبب ضعف في التنفس وتوقف في التنفس أثناء النوم بشكل متكرر.
- الشخير بصوت عال: يصبح تدفق الهواء في مجاري التنفس أكثر سرعة بسبب التضيق الحاصل عند الإصابة بانقطاع النفس أثناء النوم، وهذا الاندفاع للهواء يسبب شخير عالي وواضح ويكون هذا الشخير من أبرز أعراض ضيق ووقف النفس النومي.
- أنماط تنفس غير طبيعية: قد يُلاحظ على النائم المصاب بضيق التنفس النومي نمط تنفس غير طبيعي، كالتنفس السريع الذي يتحول لتنفس عميق، ثم يخف بشكل تدريجي إلى أن يتوقف عدة ثواني قبل أن يبدأ مرة أخرى.
- اللهاث أثناء النوم: وذلك بسبب نقص الأكسجين في الجسم الذي يحرض الدماغ لزيادة سرعة التنفس وتحوله للهاث كمحاولة من الجسم للحصول على مزيد من الهواء والأكسجين.
- جفاف الفم عند الاستيقاظ: انقطاع النفس أثناء النوم يؤدي لتحويل التنفس إلى الفم بدلاً من الأنف مما يؤدي لجفاف الأغشية المخاطية في الفم خاصة في بداية الاستيقاظ.
- الإصابة بصداع صباحي: وذلك نتيجة لانخفاض مستوى الأكسجين بشكل متكرر في الدم وزيادة مستوى ثاني أكسيد الكربون، هذه التغيرات تسبب تمدد وتوسع في الأوعية الدموية وزيادة الضغط داخل الجمجمة مما ينتج عنه صداع بشكل خاص أول الاستيقاظ من النوم، كذلك يحدث الصداع نتيجة انخفاض جودة النوم وعدم الحصول على نوم عميق مريح.
- القلق والأرق: عند التعرض لنوبة انقطاع نفس أثناء النوم يعمل الدماغ على إرسال إشارات لإيقاظ الشخص وجعله قادراً على التنفس من جديد، خاصة في نوبات الانقطاع الشديدة، هذا ما يزيد من فرص حدوث الأرق وصعوبة النوم.
- سرعة الغضب والاستثارة: الحرمان من النوم الكافي مع وجود انقطاع النفس النومي يدخل الشخص المصاب في حالة من الحدّة في المزاج وسرعة الغضب والاستثارة وعدم القدرة على ضبط الانفعالات.
- التعب والنعس الشديد نهاراً: فالمصاب بحالة انقطاع النفس أثناء النوم لا يحصل على نوم طبيعي عميق ومريح، مما يستنزف طاقة الجسم ويجعل الشخص دائماً متعباً وخاملاً وفاقد للتركيز والانتباه خلال النهار.
- ارتخاء عضلات الحنك: وهو السبب الرئيسي لحدوث انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، حيث يوجد في مؤخرة الحلق عضلات مهمتها دعم الحنك الرخو واللهاة واللسان وجدران الحلق الجانبية، وعند ارتخاء هذه العضلات تتدلى مسببة ضيق مجرى التنفس فلا يمكن الحصول على ما يكفي من هواء التنفس وقد يحدث توقف كامل للتنفس لبضع ثواني ريثما يستشعر الدماغ نقص الأكسجين ويوقظ النائم لفترة قصيرة كي يعاود التنفس.
- مشاكل بالجهاز العصبي المركزي: بعض الأمراض العصبية تكون سبباً للإصابة بانقطاع النفس النومي المركزي، حيث تؤثر هذه المشاكل في التواصل بين الأعصاب والعضلات وتضعفها مما يؤدي لعدم السماح لعضلات الجهاز التنفسي بالعمل كما يجب أثناء النوم وحدوث توقف النفس، منها التصلب الجانبي الضموري والسكتة الدماغية والوهن العضلي الشديد وغيرها.
- استخدام بعض الأدوية: يوجد أنواع من الأدوية تدعى الأدوية الأفيونية، وهي مسكنات ألم قوية تؤثر في الدماغ وتستخدم في الحالات الطبية الشديدة مثل بعض أنواع السرطان، وهذا الاستخدام قد ينتج عنه مشاكل في طريقة تحكم الدماغ بعملية النوم ويسبب التعرض لانقطاع النفس أثناء النوم المركزي.
- الوزن الزائد والسمنة: الوزن الزائد من العوامل التي تزيد احتمال التعرض لانقطاع النفس أثناء النوم، حيث أن زيادة الوزن بنسبة 10% يزيد من خطر الإصابة بانقطاع النفس أثناء النوم ستة أضعاف، كما أن الزيادة في الوزن يرافقها زيادة محيط وحجم الرقبة مما يزيد الضغط على منطقة الحلق ويرفع خطر انسداد وتوقف التنفس أثناء النوم.
- مشاكل بنية ووظيفة الأنف: المشاكل في بنية الأنف ووظيفة الأنف، مثل انحراف الحاجز الأنفي والحساسية وتضخم القرنيات وغيرها من الحالات التي تسبب ازدحام مجرى الهواء العلوي في جهاز التنفس تكون عوامل محرضة للإصابة بانقطاع النفس أثناء النوم.
- أسباب أخرى: مثل التدخين، التقدم في السن، الحلق الضيق، الرأس المستدير، مشاكل الغدة الدرقية خاصة في حالات تضخم الدرقية، تعاطي الكحول أو المخدرات، التاريخ العائلي للإصابة بانقطاع النفس أثناء النوم.
يمكن أن يرتبط اضطراب انقطاع النفس أثناء النوم بمختلف الحالات الجسدية التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي، مثل القلق وأمراض الجهاز العصبي والصدمات واضطراب ما بعد الصدمة وغيرها، فبما أن مشكلة انقطاع النفس أثناء النوم قد تنطوي على مشاكل في الجهاز العصبي المركزي بعض الأحيان، وكذلك مشكلة القلق لها علاقة وثيقة بعمل الجهاز العصبي المركزي، نجد في النهاية أن القلق، خاصة في حالاته الشديدة، قد يؤدي لظهور مشاكل انقطاع النفس اثناء النوم عصبية المنشأ.
- تعب وإرهاق أثناء النهار: الحالات المتكررة وغير المعالجة لانقطاع النفس أثناء النوم تعرض الشخص لإرهاق شديد مزمن في نهاره يمنعه من ممارسة عمله وحياته بشكل طبيعي، وقد يشكل ذلك خطر على مستوى الاستقرار النفسي والمهني ويسبب مشاكل عديدة في مسار حياة الشخص المصاب.
- مشاكل تركيز وانتباه: كذلك تضعف إلى حدّ كبير القدرة على التركيز والانتباه عندما يكون الشخص مصاباً بانقطاع النفس أثناء النوم، وهي من المخاطر الحقيقية التي قد تسبب الوقوع بالحوادث مثل حوادث السير بسبب عدم التركيز بالقيادة والتعرض لجروح أثناء استخدام الأدوات الحادة وحوادث مكان العمل وما إلى ذلك.
- اضطرابات في ضغط الدم والقلب: الهبوط المفاجئ المتكرر في مستويات الأكسجين الحاصلة مع حالة انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم يؤدي إلى إجهاد القلب وحدوث ضغط على الأوعية الدموية، مما يشكل مع الوقت خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وإجهاد القلب.
- الإصابة بالسكري: يمكن أن يكون انقطاع النفس النومي الانسدادي محفزاً لحدوث مقاومة أنسولين مما يعني وجود خطر الإصابة بمرض السكري النمط الثاني.
- حدوث المتلازمة الاستقلابية: وهي مجموعة من الاضطرابات والمشاكل الصحية التي تتعلق بالاستقلاب، تشمل ارتفاع الكوليسترول وارتفاع سكر الدم وغير ذلك، وخطورتها أنها تزيد أمراض القلب والسكتة الدماغية وداء السكري.
- خطورة المضاعفات للأدوية والعمليات: حيث يكون المصابين بانقطاع النفس أثناء النوم أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة بعد العمليات الجراحية الكبرى التي تتطلب تخدير، وذلك بسبب اضطرابات التنفس، وكذلك بعض الأدوية قد يكون لها تأثيرات جانبية أوضح وأخطر عند المصابين بهذه الحالة.
- تغير نمط الحياة: يمكن أن تساعد بعض التعديلات على نمط الحياة في إدارة مشكلة انقطاع النفس أثناء النوم خفيف الشدة، فإنقاص الوزن إلى مستوى صحي أحياناً يسهم في علاج المشكلة بشكل كامل، وكذلك تجنب الكحول والإقلاع عن التدخين، وإيقاف الأدوية المحفزة لهذه الحالة، وتعديل وضعيات النوم كالنوم على جانب الجسم أو البطن، جميعها ممارسات تساعد في علاج والتعامل مع مشكلة انقطاع النفس اليومي.
- استخدام أجهزة مجرى التنفس الأخرى: في الحالات المتوسطة والشديدة من انقطاع النفس أثناء النوم يمكن استخدام عدة أنواع من الأجهزة المتخصصة بتسهيل مرور الهواء عبر جهاز التنفس أثناء النوم، منها جهاز ضغط مجرى التنفس الموجب المستمر CPAP، يستخدم هذا الجهاز عبر قناع يوضع أثناء النوم، وكذلك قد تستخدم أجهزة فموية لإبقاء الحلق مفتوح، كذلك هناك أجهزة تنفس تعمل على ضبط الهواء تلقائياً أثناء النوم مثل جهاز ضغط مجرى التنفس الموجب ثنائي المستوى BPAP، ويستخدم في حال وجود مشكلة أو عدم راحة مع الأجهزة الأخرى، قد تتوفر هذه الأجهزة عند طبيب الأسنان ويكون المريض بحاجة لتجربة أكثر من جهاز إلى أن يجد الخيار المناسب ومن ثم تتم المتابعة مع طبيب الأسنان خلال السنة الأولى بشكل دوري.
- العمليات الجراحية: عادةً لا تجرى الجراحة لعلاج مشكلة انقطاع النفس النومي الانسدادي إلا بعد فشل الطرق الأخرى، وتجرى تجربة الطرق الأخرى مدة 3 أشهر على الأقل قبل التفكير بإجراء عملية جراحية، وكذلك قد تكون خيار جيد لمن يعاني من تشوهات بنوية في الفك والأنف، وقد تشمل أنواع العمليات الجراحية المقترحة جراحة استئصال جزء من الأنسجة الرخوة من مؤخرة الفم وأعلى الحلق، مثل اللوزتان واللحمية، أو تقليص الأنسجة بالترددات الراديوية، أو جراحة تصحيح وضع الفك لتكبير المساحة خلف اللسان وتقليل احتمال حدوث الانسداد، وجراحة تنبيه العصب التي يحدث فيها زرع منبه للعصب المتحكم في حركة اللسان مما يساعد في إبقاء اللسان بوضعية تسمح للهواء بالمرور بسهولة أكبر خلال النوم وتقلل فرص انقطاع النفس أثناء النوم، وأخيراً فغر الرغامى أو ما يدعى يثقب القصبة الهوائية لفتح مجرى هواء جديد حيث تكون من الطرق المساعدة لحل مشكلة انقطاع النفس الحاد أثناء النوم لمنع الاختناق، ويتم من خلاله إجراء فتحة في الرقبة وإدخال أنبوب معدني أو بلاستيكي يتنفس الشخص من خلاله.
- علاج الحالات المسببة: فعندما تكون حالة انقطاع النفس أثناء النوم ناتجة عن حالات مرضية أخرى، مثل اضطرابات القلب والمشاكل العصبية العضلية والسمنة الزائدة وغيرها، يكون العلاج معتمد على علاج الحالة الأساسية بدايةً والاستعانة ببعض الطرق لإدارة مشكلة انقطاع النفس أثناء النوم مؤقتاً ريثما يتم الوصول لعلاج مناسب.
- تغيير الأدوية: يمكن أن يغير الطبيب نوع الدواء المستخدم في حال تسببه بمتلازمة انقطاع النفس أثناء النوم، خاصة الأدوية الأفيونية، ويبحث عن بديل مناسب للحالة يقلل من مشكلة انقطاع النفس أثناء النوم بنفس الوقت.
- إعطاء الأكسجين: في حالات انقطاع النفس المركزي أثناء النوم قد يكون من المفيد إعطاء الأكسجين عبر مضخة توصل الأكسجين مباشرة إلى الرئتين لتقي من نقص الأكسجين وضيق التنفس والاختناق خلال النوم.