حدود تدخل الأقارب بين الزوجين وكيفية التعامل معهم

غالباً ما يشعر الأقارب باستحقاقية تخولهم للتدخل بين الزوجين وإعطاء رأيهم بكيفية تنظيمها لحياتهما أو خياراتهما الشخصية أو حتى تربية الأبناء، في الحقيقة يعتمد عمق هذا التدخل على الحدود التي يرسمها الزوجان للأهل والأقارب، فإذا لم يعِ الزوجان أهمية رسم حدود واضحة وصارمة للمحيطين بهم لا شكّ أن هناك الكثير من المتطوعين للتدخل!
حدود تدخل الأقارب والأهل بين الزوجين لا يجب أن تتجاوز النصح وفي أمور الزوجين الظاهرة، والأفضل ألّا يتدخل الأقارب بين الزوج والزوجة إلّا إذا طلب الزوجان منهم ذلك أو كان بين الزوجين ما لا يصحّ السكوت عنه، كما تعتمد حدود تدخل الأقارب بين الزوجين على عمق العلاقة وطبيعتها والمساحة التي يتركها الزوجان للآخرين للتدخل في شؤونهما.
أهم حدود تدخل الأقارب بين الزوجين ألّا يتتبعوا أموراً يسترها الزوجان أو يخفيانها، فلا يجوز للأقارب أو الأهل بحالٍ من الأحوال تتبع أمور الزوجين والبحث في شؤونهما، وإن أراد الأقارب النصح والتدخل في أمرٍ ما لا بد أن يكون مما يظهره الزوجان للعلن، كما يجب أن يستعدوا ويتقبّلوا رفض الزوجين لهذه النصيحة وهذا التدخل!

- التفاهم بين الزوج والزوجة أولاً: يجب أن يكون الزوجان متفاهمين على وضع حدود لتدخل الآخرين في حياتهما، كما يجب أن يكونا على وفاق في الأمور التي تكون عادةً عرضةً للتدخل من الأهل والأقارب، فالخلاف بين الزوجين حول حق الأهل أو الأقارب بالتدخل في حياتهما من أسباب زيادة التدخل!
- وضع حدود واضحة لأقارب الزوج والزوجة: وضع الحدود المتفق عليها من قبل الزوجين التي تفرض على أهل وأقارب كل منهما التقيد بها هو العامل الرئيسي في تجنب حدوث أي مشاكل بينهما، لذلك على الزوجين الاتفاق على الأشياء التي يجب أن تبقى بينهما فقط والأشياء التي يمكن أن يستعينوا بها بالأقارب.
- التعامل بحزم مع التدخل: لا يجب أن يتسامح الزوجان مع تدخل الأقارب في حياتهما خصوصاً عندما تكون هذه التدخلات وقحةً أو مبالغاً بها، وكلّ ما كانت الإجابة عن التدخلات حازمةً ومباشرة ساهم ذلك في منع تدخل الأقارب فيما لا يعنيهم من حياة الزوجين.
- افتراض حسن النية: على الرغم من ضرورة الحزم في التعامل مع تدخل الأقارب في حياة الزوجين، لكن من الحكمة أيضاً افتراض حسن النية وتجنّب رد الفعل العنيف أو المبالغ به، والتعامل بهدوء مع الموقف دون تسامح يفتح الباب أمام المزيد من التدخل، ولا انفعالية قد تؤثر على العلاقة مع الأقارب.
- عدم التدخل في حياة الآخرين: إذا أردت ألّا يتدخل الآخرون في حياتك عليك عدم التدخل في حياة الآخرين، ويجب على الزوجين الالتزام بعدم التدخل في حياة الناس ليكونوا قادرين على مواجهة تدخل الأقارب في حياتهم!
- الحفاظ على أسرار البيت: عندما يحافظ الزوجان على أسرارهما فذلك يمنع الكثير من التدخلات من الأهل أو الأقارب، ويجب أن يكون الزوجان على وفاق حول ما يعتبر أسراراً لا يجب الإفصاح عنها أو الحديث بخصوصها ولو من باب الفضفضة!
- عدم وجود حدود واضحة: عدم اتفاق الزوجين على وضع حدود واضحة لتدخلات الأقارب في حياتهما الشخصية هو الباب الرئيسي الذي يسمح للأقرباء بمعرفة تفاصيل حياتهما الزوجية ويعطيهم الفرصة للتدخل وإبداء رأيهم في أمور خاصة بالزوجين والأسرة.
- التداخل العائلي: من أسباب تدخل الأقارب بين الزوجين أن يكون هناك نمط من التداخل العائلي وأقارب مشتركين أو سكن مشترك أو متقارب، هذه العوامل تمنح الأقارب شعوراً بالاستحقاق للتدخل بين الزوجين قد يدفعهم أحياناً للمبالغة بالتدخل.
- التسامح مع تدخل الأقارب: أهم سبب لتدخل الأقارب بين الزوجين أن يتسامح الزوجان مع التدخلات البسيطة من الأقارب ما يجعلهم يعتقدون أن التدخل مسموح وممكن، ولذلك لا بد من وجود حدود واضحة للخصوصية لا يمكن التسامح معها.
- العادات والتقاليد: تفرض العادات والتقاليد في بعض المجتمعات مساحةً عرفية للأقارب يحق لهم من خلالها التدخل بين الزوجين، حيث تمنح التقاليد والأعراف الأشخاص الأكبر سناً من الأقارب سلطة اجتماعية كبيرة تجعلهم لا يترددون بالتدخل بين الزوجين.
- طلب الزوجين للتدخل في أمور لا تستحق! عندما يلجأ الزوجان لطلب التدخل أو المساعدة من الأقارب في أمورهما العادية أو حتى الفضفضة ورفع الكلفة مع الأقارب يحب أن يتوقعا تدخلاتٍ أكثر عمقاً في حياتهما، ولذلك يعتبر الحفاظ على أسرار العائلة أولوية لمنع التدخل غير المرغوب من الأقارب.
- وجود أمور لا يمكن السكوت عنها: في بعض الحالات قد يكون تدخل الأقارب بين الزوجين بسبب وجود أمور أو تصرفات لا يمكن السكوت عنها، مثل حالات العنف الأسري أو السلوكيات المنحرفة على سبيل المثال، والتدخل هنا لا يكون بهدف الإصلاح فقط، بل لشعور الأقارب أن هذه الحالات تؤثر على الصورة الاجتماعية للعائلة الكبيرة.
- المراقبة والتلصص: بعض الأقارب المتطفلين يحاولون مراقبة نمط حياة الزوجين ومعرفة أماكن ذهابهم وما يخططون له والقرارات التي يتخذونها حول مواضيع الحياة المختلفة، وقد تصل فضول الأقارب أحياناً إلى التلصص واستراق السمع والمراقبة والتتبع بشكل غير طبيعي!
- التطفل وكثرة الأسئلة: من أشكال تدخل الأقارب بين الزوجين التطفل على حياتهما والأسئلة الكثير عن التفاصيل والرغبة بمعرفة كل ما يجري في البيت.
- التعليقات والانتقادات المستمرة: عند اتخاذ الزوجين لبعض القرارات الخاصة بهما وتنفيذها، قد الأقارب المتطفلون إلى التعليق على سلوكهما بشكل سلبي وانتقاد تصرفات الزوجين، وذلك يمكن أن يكون حتى على تفاصيل صغيرة غير هامة.
- السخرية والتهكم: من أشكال تدخل الأقارب في الحياة الزوجية ممارسة التنمر والسخرية والتهكم على أحد الزوجين، مثل انتقاد ترتيب الزوجة للمنزل مثلاً أو طريقة تنظيفها أو لباسها وبعض التعليقات على سلوك الزوجة ونمط حياتها.
- تحريض الزوجين على بعضهما: التحريض يمكن أن يكون من أقارب الزوجة ضد الزوج أو بالعكس، وغايته إقناع أحد الزوجين بمحاولة فرض رأيه على الزوج الأخر وتنفيذ طلباته ما يؤدي لحدوث توتر كبير بين الزوجين .
- التدخل في تربية الأبناء: من مظاهر وعلامات تدخل الأقارب أيضاً هو التدخل في طريقة تربية الزوجين لأبنائهما ومحاولة فرض ما يجب عليهما أن يقوما به حول ذلك، معتبرين أن سلوك الزوجين مع أبنائهما خاطئ ويحتاج لتعديل وفق تفكيرهم هم.
ليس من حقّ الأقارب التدخل في خصوصيات الزوجين ولا يجوز للأهل أو الأقارب بحالٍ من الأحوال التجسس أو تتبع عورات أبنائهم المتزوجين، وفي نفس الوقت من واجب الأقارب التدخل بين الزوجين لإصلاح ذات البين أو التنبيه والنصح وفي الحدود الحميدة.
يقول مفتي الجمهورية المصرية الدكتور شوقي علام حول تدخل الأهل والأقارب بحياة الزوجين "أن تدخل الأهل في حياة الزوجين يجب أن يكون في الإطار المحمود الذي يدعم استقرار الأسرة وليس لجلب المشاكل" واعتبر فضيلته أن المبالغة في التدخل بين الزوجين من أبرز أسباب المشاكل والخلاقات الزوجية والطلاق.