هل سأحب خطيبي بعد الزواج وكيف تتغير العلاقة!

بالفعل قد يأتي الحب بعد الزواج في حالات كثيرة، إذا ما وجد الطرفين لدى بعضهما ما ينشدانه في شريك الحياة من صفات وطباع، ولكن لا يمكن أن نغفل أن حالات كثيرة من الزواج التقليدي تفشل على المستوى العاطفي بتكوين علاقة حب وود حقيقية بين الزوجين، فما هي العلامات التي تشير إلى زيادة فرص الحب بعد الزواج، وكيف يمكن تقوية العلاقة العاطفية بعد الزواج!
هل يأتي الحب بعد الزواج؟ بالتأكيد قد يأتي الحب بعد الزواج وفي كثير من الزيجات التقليدية التي لا يكون فيها حب خلال الخطوبة يظهر الحب بعد الزواج، وأحياناً قد يكون الحب الذي يأتي بعد الزواج أقوى وأكثر استقراراً من الحب الذي يكون سبباً للزواج، لكن في نفس الوقت قد يفشل الشريكان بإيجاد الحب وتطوير العلاقة العاطفية بعد الزواج!
تشعر الفتاة في مرحلة الخطوبة بالحيرة إذا كانت ستحب خطيبها بعد الزواج أم أن غياب الحب بينهما في الخطوبة يعني بالضرورة غيابه في الزواج، في الحقيقة لا يمكن التأكيد على ولادة الحب بعد الزواج، لكن الفرصة أمام الخطيبين لتطوّر المشاعر العاطفية بينهما بعد الزواج كبيرة جداً، كما أن فرص فتور المشاعر وموت الحب بعد الزواج بين خطيبين يحبان بعضهما كبيرة أيضاً.

- لا تشعرين بالنفور أو الكره لخطيبكِ: أول علامة أو إشارة تدل على إمكانية ولادة الحب بينكِ وبين خطيبكِ بعد الزواج ألّا تكون مشاعركِ تجاهه سلبية على الأقل، أن تكون حيادية أو أقرب إلى الإعجاب بشخصيته ولا يوجد في قلبك كره شديد لخطيبكِ أو نفوراً منه.
- لا تجدين فيه صفات سيئة: إذا كانت صفات خطيبكٍ جيدة عموماً ولا توجد لديه صفات سيئة لا يمكن التأقلم معها مثل البخل أو الكذب أو سوء الخلق، فهذا أمر جيد ويساعد بولادة الحب بينكما بعد الزواج.
- يهتم بكِ خلال الخطوبة: سلوك خطيبكِ في فترة الخطوبة قد يجيب عن سؤالكِ إذا كنتِ ستحبينه بعد الزواج، فإذا كان مهتماً بك ويسعى لإرضائك ذلك يزيد من فرص تطور الحب بينكما.
- بينكما احترام متبادل: الاحترام أهم شروط الحب، ووجود الاحترام بينكِ وبين خطيبك قد يكون الأرضية المشتركة التي تؤسس لعلاقة عاطفية قوية بينكما بعد الزواج.
- تشعرين أنه يفهمكِ جيداً: إذا كنتِ تشعرين أنكِ قادرة على الكلام بصراحة وأريحية مع خطيبكِ، وأنه قادر على تفهّم مشاعرك والوقوف إلى جانبك عندما تحتاجين إليه والاستماع لكِ جيداً، فهذا يزيد من فرص تطوّر الحب بينكما.
- لا يوجد في قلبكِ مشاعر تجاه شخص آخر: إذا كنتِ تحبين شخصاً آخر حبّاً عميقاً فهذا قد يؤثر كثيراً على فرص خطيبك لدخول قلبكِ وإثبات نفسه، حتى وإن كانت العلاقة بينك وبين هذا الشخص منقطعة، يجب أن تحاولي علاج مشاعركِ هذه والتخلص من بواقي تلك العلاقة ليكون الباب مفتوحاً أمام خطيبكِ.
- أنتما ناضجان بما يكفي: أن تفهما معنى الحب الحقيقي وأن المشاعر المفاجئة والعنيفة لا تعني بالضرورة أن هذا الحب قابل للاستمرار، بل الحب حالة يتم التأسيس لها وبذل الجهد لاستمرارها ما دام القبول والتقبّل والاحترام قائماً بينكما، فالحب بعد الزواج يأتي إذا لم يكن هناك ما يمنعه، كما أن الحب قبل الزواج ينهار بعد الزواج إن لم يكن عميقاً وناضجاً بما يكفي.
بالطبع لا يمكن القول أن العلاقة الجنسية وحدها قادرة على بناء حياة زوجية سعيدة ولا يمكن الاعتماد عليها فقط كعامل لتقوية الحب أو ولادته بعد الزواج، لكن لا شك أن العلاقة الجنسية الحميمية لها دور هام في تعزيز العلاقة بين الزوجين فهي ركن أساسي تبنى عليه الحياة الزوجية المستقرة، وذلك من خلال العديد من الجوانب الإيجابية التي تقدمها مثل:
- تحسين التواصل: العلاقة الجنسية الممتعة والمستقرة بين الزوجين ترفع قدرة التعبير عن المشاعر والاحتياجات بدون خجل أو تردد، فيسهل على كلا الزوجين التعرف على احتياجات ورغبات الآخر، كما أنها تقرب الزوجين من بعضهما بشكل كبير وتوفر فرص مميزة للحوار الفعال والتواصل وتبادل الحديث بشكل هادئ ومريح.
- تخلق حالة رومانسية مميزة: التواصل الجسدي القوي الذي تتيحه العلاقة الحميمية الزوجية تمد الزوجين بلحظات مميزة من الحب والمتعة، حيث يتشارك الزوجان هذه اللحظات بشغف فتزداد الأوقات الرومانسية التي يقضيانها معاً.
- تحسن الثقة بين الزوجين: العلاقة الزوجية الحميمة التي يغمرها الانسجام والتوافق تقوي بشكل كبير صلة الزوجين ببعضهما وتزيد القرب العاطفي والفكري، هذا ما يعمل بشكل واضح على تعزيز الشعور بالثقة المتبادلة بين الزوجين ما ينعكس على العلاقة العاطفية بينهما.
- العلاقة تزيد الانسجام: تساعد العلاقة الجنسية بين الزوجين على تطوّر الانسجام بشكل كبير وتطوير حب ثابت عميق وعلاقة عاطفية متوازنة يغمرها السلام الذاتي مع النفس ومع الشريك حتى لو كان الزواج بدون حب.
- تخلق شعوراً بالراحة في التعامل: تكون العلاقة الحميمية الجنسية الجيدة أساساً مهماً للترابط والانتماء بين الزوجين، وتكسر العلاقة الحميمة الجيدة بين الزوجين الكثير من الحواجز ما يهيئ لولادة الحب في الزواج التقليدي.
- تساعد في حل المشاكل والخلافات: للعلاقة الحميمة المرضية دور إيجابي بمساعدة الزوجين على حل النزاعات والخلافات الزوجية، ما يقلل فرص حصول الجفاء أو البعد العاطفي بين الزوجين ويسهم في المحافظة على مستوى الحب بينهما.
- التعامل بوضوح وصراحة: وهي الخطوة الأولى التي يمكن أن تخطوها الزوجة في سبيل تقوية علاقتها بزوجها، حيث تعني المصارحة أن يتم مشاركة الزوج المشاعر الحقيقية التي تعيشها فيما يخص عدم نشوء الحب تجاهه ومصارحته برغبة الزوجة العمل على تقوية العلاقة والحب مع زوجها ثم طلب المساعدة منه لتطوير تلك العلاقة وتعزيز مشاعر الحب فيها.
- التعبير عن الاحتياجات والعمل على تلبيتها: يجب على الزوجين مشاركة التوقعات والمشاعر والاحتياجات التي يتطلع إليها كل طرف من الآخر والتحدث عنها وطلبها بكل صراحة وصدق خصوصاً في الفترة الأولى من الزواج، ومن ثم يجب أن يعمل كل طرف على تلبية هذه الاحتياجات بقدر المستطاع، يستطيع الزوجان من خلال ذلك فهم بعضهما البعض والتعرف على الرغبات والاحتياجات بشكل أكبر، وهذا ما يقوي العلاقة بينهما ويعزز الارتباط العاطفي.
- الاهتمام بالتواصل والحوار: من أهم العوامل التي تساعد في بناء علاقة عاطفية زوجية سليمة ومتوازنة هو التواصل الفعال، فمن خلاله يستطيع الزوجين التحادث وتبادل الأفكار والأحداث والمناقشة في قرارات الحياة الفردية منها أو الزوجية، ولكلا الزوجين دور هام في العمل على تطوير ذلك فكل طرف يجب أن يبذل جهداً سواء في الحديث والكلام أو في الاستماع لشريكه، فكلما كان التواصل فعالاً كلما كانت العلاقة بين الزوجين وثيقة أكثر وكلما كان للحب وللعاطفة وجود أكبر.
- التخطيط لقضاء وقتاً ممتعاً: يساعد تخطيط الزوجين سوية للنشاطات الممتعة والمسلية ولخوض تجارب فريدة ومميزة على تقريب الزوجين من بعضهما أكثر وتطوير الود والارتباط العاطفي بينهما مما يشكل بداية قوية للحب والتعلق بين الزوجين.
- المشاركة في الخطط والقرارات: الحياة الزوجية المشتركة تتطلب التشارك في الكثير من القرارات الكبيرة منها والصغيرة وعند حرص من كلا الزوجين على عدم تجاهل الاستشارة في هذه القرارات والعمل عليها سوية والأخذ بعين الاعتبار وجهة نظر الطرف الآخر في أي منها ستتشكل علاقة حب متينة ووثيقة بين الزوجين مع الوقت.
- الاحترام المتبادل والتقدير: سيادة الاحترام والتقدير في العلاقة العاطفية يوفر بيئة تواصل أفضل بعد الزواج بين الشريكين، بالإضافة لفرص أكبر للتفاهم والتوافق وهذا ما ينعش العلاقة ويساعد في ولادة الحب بين الشريكين بعد الزواج، بينما لو كان طرفي العلاقة لا يحترمان ولا يقدران بعضهما فالخلافات ستكون كثيرة وسيكون الحب بينهما غير موجود ومن الصعب أن يتم الحصول عليه بعد الزواج.
- الاحتفال بالذكريات: يمكن للزوجين تكرار الأنشطة التي كانا يمارسانها في بداية العلاقة وفي فترة الخطوبة والاحتفال بالذكريات المشتركة فيما بينهما، هذا الأمر سيكون له تأثير نفسي عاطفي مميز لكل من الزوجين وخصوصاً الزوجة وسيسهم بشكل فعال في ولادة الحب بينهما وتقويته.
- الدعم المستمر: من المهم أن يكون الزوج أو الزوجة داعمين لبعضهما البعض بشكل مستمر ودائم، حيث يساعد ذلك بشكل كبير على تعزيز ثقة كل طرف بمتانة العلاقة الزوجية ويزيد الشعور بأهميتها في بالحياة، كما أنه يقوي الرابط العاطفي بين الزوجين ويجعله مميزاً.
لا أحب خطيبي ولا أكرهه هل ينجح الزواج! في الحقيقة الحب ليس شرطاً للزواج وليس شرطاً لاستمراره أيضاً! على عكس النظرة النمطية المعاصرة عن العلاقة السببية والحتمية بين الحب والزواج، فإن الحب الرومانسي يتغيّر وتتبدل متطلبات استمراره بشكل كبير بعد الزواج، والزوجان في الزواج التقليدي قادران على إنجاح الزواج من خلال التفاهم والاحترام المتبادل والاهتمام وهذا جوهر الحب الحقيقي.
لكن في نفس الوقت الإيمان أو التوقعات المسبقة أن الحب شرط لازم وضروري لاستمرار الزواج قد يكون عائقاً أمام ولادة الحب في الزواج التقليدي، ويجب أن يكون الطرفان منفتحان على تطوير علاقة عاطفية رومانسية ثابتة وعميقة وتراكمية.
حتى الذين يتزوجون بعد قصة حبّ عميقة سيصلون إلى النقطة التي يحتاجون بها إعادة بناء العلاقة العاطفية بينهما اعتماداً على التعايش والتفاهم والتراكم العاطفي والمواقف المشتركة، فالذي يتحكّم بنجاح واستمرار الزواج أكثر تعقيداً من الحب، وإن كان الحب داعماً ومساعداً لإنجاح الزواج واستمراره!