دعاء سجود التلاوة من السُّنَّةِ النبوية الشريفة

ما هو دعاء سجود التلاوة! تعرف إلى معنى سجود التلاوة وأحكامه وأدعية سجود التلاوة ما هو دعاء سجود التلاوة، تعرف إلى معنى سجود التلاوة وأحكامه وأدعية سجود التلاوة من حصن المسلم ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلّم وكيفية سجود التلاوة
دعاء سجود التلاوة من السُّنَّةِ النبوية الشريفة
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

الدعاء عبادة وكل شخص يدعو ربه في الوقت والشيء الذي يريده والله قريب مجيب، وتعتبر وضعيات السجود سواءً سجود الصلاة وسجود الشكر وسجود التلاوة وسجود السهو هي أكثر الوضعيات التي يكون فيها العبد قريب من ربه ويستحب الإكثار فيها من الدعاء، ومن خلال هذا المقال سوف نتحدث عن سجود التلاوة والدعاء المستحب فيه، وفضل الدعاء والذكر خلال سجود التلاوة.

سجود التلاوة سنّة مؤكدة عن الرسول محمّد صلى الله عليه وسلّم، وهو عبارة عن سجدة واحدة بين تكبيرتين عند سماع أو تلاوة إحدى آيات السجدة سواءً في الصلاة أو خارجها، وهي 15 آية في القرآن الكريم، ولا يحتاج سجود التلاوة للوضوء ولكن يتوجب له الطهارة من الجنابة والحيض والحدث.

يجوز السجود والدعاء عند سماع أو تلاوة آيات السجود أسوةً برسول الله صلى الله عليه وسلّم وإذا لم يسجد الفرد فلا حرج عليه لأن سجود التلاوة سنّة وليست بواجب مفروض.

animate

كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يدعو في سجود التلاوة خلال الصلاة وتلاوة القرآن بصيغ وردت في أحاديث عنه، والصيغتان الواردتان عن رسول صلى الله عليه وسلّم في كتاب حصن المسلم:

  • دعاء سجود التلاوة عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "سَجَد وَجْهي للذي خَلَقَه وشَقَّ سَمْعَه وبَصَرَه بحَولِه وقُوَّتِه" أخرجه الترمذي، ورد عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان يردد هذا الدعاء في سجود تلاوة القرآن في الليل.
  • دعاء عن الرسول صلى الله عليه وسلّم عند سجود التلاوة: "اللَّهمَّ اكتب لي بها عندَكَ أجراً وضع عنِّي بها وزراً واجعلْها لي عندَكَ ذخراً وتقبَّلْها منِّي كما تقبَّلتَها من عبدِكَ داودَ" ورد عن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ردد هذا الدعاء في سجوده عندما سمعه من رجلٍ رأى في منامه أنه يسجد وسجدت معه شجرةً ورددت هذا الدعاء، أخرجه الترمذي في كتاب السنن.

يستحب الإكثار من الذكر والدعاء في السجود سواءً في الصلاة أو خارجها كسجود التلاوة وغيره، وقد وردت أدعية وأذكار مأثورة في السجود عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم يمكن ترديدها في سجود التلاوة ومنها:

  • التسبيح عند سجود التلاوة: عن حذيفة بن اليمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان يقول في سجوده: "سبحانَ ربِّيَ الأعلى" صحيح النسائي، وقد ورد عن علماء الدين تكرارها ثلاث مرات فإنها أقل الكمال رغم أن الواجبة مرة واحدة فقط.
  • دعاء الاستغفار عند سجود التلاوة: "اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره" عن أبي هريرة رضي الله عنه، كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يردد دعاء الاستغفار هذا في سجوده، أخرجه مسلم في صحيحه.
  • من أجمل الأذكار عن رسول الله عند سجود التلاوة: "اللَّهُمَّ لكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ" عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان يردد هذا القول في سجوده، أخرجه مسلم.
  • دعاء التسبيح من السنة الشريفة عند سجود التلاوة: "سُبحانَك الَّلهمَّ ربنّا، وبحمدِك، الَّلهمَّ اغفرْ لي" عن عائشة أم المؤمنين أن رسول الله كان يدعو في السجود بهذا الدعاء ويذكر آيات الذكر والاستغفار من القرآن الكريم بعدها، أخرجه البخاري ومسلم وآخرون.
  • دعاء جميل عن النبي عليه الصلاة والسلام عند سجود التلاوة: "اللَّهُمَّ أعُوذُ برِضاكَ مِن سَخَطِكَ، وبِمُعافاتِكَ مِن عُقُوبَتِكَ، وأَعُوذُ بكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثَناءً عَلَيْكَ أنْتَ كما أثْنَيْتَ على نَفْسِكَ" ورد عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها رأت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يردد هذا الدعاء في سجوده لقيام الليل، أخرجه مسلم في صحيحة.
    ​​​​​​​"اللهمَّ اجعلْ في قلبي نوراً وفي سمعي نوراً وفي بصري نوراً وعنْ يميني نوراً وعنْ يساري نوراً وأمامي نوراً وخلْفي نوراً وفوقي نوراً وتحتي نوراً واجعلْني نوراً" أخرجه البخاري ومسلم وآخرون، عن عبد الله بن عباس أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلّم يردد هذا الدعاء في صلاته أو في سجوده.

اختلفت المذاهب في بعض الآيات التي تتطلب سجود تلاوة، ومجموعها 15 آية، والمواضع التي ورد فيها آيات سجود التلاوة في القرآن الكريم:

  1. سورة الأعراف (إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ) الآية 206.
  2. سورة الرعد (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ) الآية 15.
  3. سورة النحل (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ) الآية 49.
  4. سورة الإسراء (قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا ۚ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّداً) الآية 107.
  5. سورة مريم (إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً) الآية 58.
  6. سورة الحج (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) الآية 18.
  7. سورة الحج (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) الآية 77، وهي على المذهب الشافعي والحنبلي، بينما خالف الحنفية والمالكية اعتبارها من مواضع سجود التلاوة.
  8. سورة الفرقان (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً) الآية 60.
  9. سورة النمل (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ) الآية 25.
  10. سورة السجدة (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ) الآية 15.
  11. سورة ص (وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ) الآية 24، ليست من الآيات التي تتطلب السجود عند المذهبين الشافعي والحنبلي، ويتطلب السجود عند المذهبين الحنفي والمالكي.
  12. سورة فصلت (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ۚ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) الآية 37.
  13. سورة النجم (فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا) الآية 62، وهي باتفاق مذاهب الجمهور عدا المالكية.
  14. سورة الانشقاق (وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ) الآية 21، لا يجدها المالكية من الآيات التي تتطلب سجود تلاوة خلافاً لباقي المذاهب الثلاث.
  15. سورة العلق (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب) الآية 19، يرى أصحاب المذهب المالكي أن آية اقرأ لا تتطلب سجود التلاوة.

يتجلى سجود التلاوة في التكبير والسجود سجدة واحد ويستحب الدعاء والذكر فيها، ثم القيام والتكبير مرة أخرى ومتابعة التلاوة، ومن الأحكام التي وردت حول سجود التلاوة:

  • الطهارة: أجمعت المذاهب الأربعة على وجوب الطهارة في سجود التلاوة ولا يصح إلا بها حيث يشترط لتلاوة القرآن والصلاة الطهارة من الجنابة والحدث والدورة الشهرية والنفاس، وفي قول آخر لبعض السلف أنه لا يشترط الطهارة في سجود التلاوة لعدم وجود أدلة على ذلك.
  • التَّكبير: من السنَّة التَّكبير في سجود التلاوة عند الخفض والرفع (في ابتدائه والرفع منه) خارج الصلاة، وهذا ما أجمعت عليه المذاهب الأربعة لكونه سجدة واحدة مثل سجدة السهو، وقياساً على سجدة فرض الصلاة، وقال بعض السلف أيضاً أن التَّكبير عند البدء فقط دون التَّكبير عند الرفع لعدم وجود دليل على ذلك.
  • رفع اليدين عند التَّكبير لسجود التلاوة: من غير المشروع رفع اليدين في سجود التلاوة ولم يسبق أن رفع رسول الله صلى الله عليه وسلّم يديه في تكبير السجود حتى في الصلاة، وكان يرفعها في تكبير الركوع فقط حسب ما ورد عن الصحابة، ففي حديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: "أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم كانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ إذا افْتَتَحَ الصَّلاةَ، وإذا كَبَّرَ لِلرُّكُوعِ، وإذا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، رَفَعَهُما كَذلكَ أَيْضاً، وقالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ، رَبَّنا ولَكَ الحَمْدُ، وكانَ لا يَفْعَلُ ذلكَ في السُّجُودِ" أخرجه البخاري في صحيحه.
  • الذكر والدعاء: يقال في سجود التلاوة ما يقال في سجود الصلاة من دعاء وتسبيح باتفاق المذاهب الأربعة، وليس من الواجب الذكر والدعاء فقط بما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، بل يمكن للعبد الدعاء والذكر بما يشاء.
  • التَّسليم بعد سجود التلاوة: لا يُشرَّع التَّسليم من سجود التلاوة وهو مذهب الحنفية والمالكية والشافعية وعامة السلف، حيث يرتبط التَّسليم بإنهاء فريضة الصلاة ولا يوجد أي دليل على وجوب ذلك في سجود التلاوة.
  • ​​​​​​​اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلّم: يعتبر سجود التلاوة ذو فضل عظيم لكونه تطبيق لسنة مؤكدة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، لما ورد عن الصحابة رضي الله عنهم، عن أبي رافع قال: "صَلَّيْتُ مع أبِي هُرَيْرَةَ العَتَمَةَ، فَقَرَأَ: إذا السَّماءُ انْشَقَّتْ، فَسَجَدَ، فَقُلتُ له: قالَ: سَجَدْتُ خَلْفَ أبِي القاسِمِ صلى الله عليه وسلّم، فلا أزالُ أسْجُدُ بها حتّى ألْقاهُ" صحيح البخاري ومسلم.
  • يستحب الإكثار من الدعاء في السجود: يعتبر السجود من أكثر الطرق التي يتقرب فيها العبد من ربه لهذا السبب يعتبر الإكثار من الذكر والدعاء فيه ذو فضل كبير على العبد، وورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: "أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ" أخرجه مسلم.
  • سجود التلاوة يؤذي الشيطان: أبى إبليس أن يسجد لآدم عندما أمره ربَّه بذلك ونال بسخط من الله، وفي سجود التلاوة يعتزل الشيطان مَكرَهُ ويتأذى لتذكره كيف عصى ربَّه وأبى السجود أمام خلقه لآدم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "إذا قَرَأَ ابنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطانُ يَبْكِي، يقولُ: يا ويْلَهُ، وفي رِوايَةِ أبِي كُرَيْبٍ: يا ويْلِي، أُمِرَ ابنُ آدَمَ بالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الجَنَّةُ، وأُمِرْتُ بالسُّجُودِ فأبَيْتُ فَلِيَ النّارُ" أخرجه مسلم.
  • التَّذلُّل لله سبحانه وتعالى: في السجود فضل عظيم حيث يحب الله عبده المتَذلِّل إليه وليس لأحدٍ سواه في دعائه ومناجاته، وفي السجود تذلل من العبد أمام خالقه معترفاً بعجزه وضعفه أمامه.
  • الشكر لله عز وجل والاعتراف بفضله: في دعاء سجود التلاوة الذي ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم شكر لله على حسن خلقه وتكوينه لحواسه كافة وقد خص الوجه بقوله: "سجد وجهي" لكونه أكرم ما خلق الله بالإنسان.
  • الاستغفار لله عز وجل: الاستغفار من صيغ الدعاء التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم في السنة النبوية الشريفة، حيث يطلب العبد من ربه المغفرة عن ذنوبه ما قلَّ منها وما كثُر وما كان سرّاً ومعلناً.

المراجع