تأثير ضغوط العمل على الحالة النفسية والأداء

تعبت من ضغط العمل ولم أعد أتحمل! جملة تتكرر بكثرة على لسان بعض الموظفين الذين يعانون من ضغوط العمل، فبعض الأعمال تسبب ضغط نفسي وعاطفي وجسدي كبير على الشخص، تؤثر عليه نفسياً وينعكس على التأثير على أدائه الوظيفي وعلى مشاعره تجاه العمل، فكيف تؤثر ضغوط العمل على الحالة النفسية، وكيف يجب التعامل مع ضغوط العمل؟
الضغط النفسي في العمل هو الحالة التي تؤدي لشعور الموظف أو العامل بالتوتر والإرهاق النفسي والغضب بسبب العمل أو مجرد الذهاب إليه أو التفكير به، وليس بالضرورة أن يكون الضغط النفسي في العمل ناتجاً عن ضغط العمل ذاته، وإنما يكون لظروف يعاني منها الفرد في عمله.
فأشياء مثل الخلافات الكثيرة مع المدراء، أو التحديات والمنافسات مع الزملاء، ووجود أشياء مزعجة في العمل وعدم القدرة على تجنبها مثل التعامل مع أشخاص مزعجين أو التعرض للإهانة أو التنمر، أو عدم تناسب الأجر مع العمل الذي يقوم به، أو حيول أسباب معينة دون التطور في السلم الوظيفي.
كل ذلك يعتبر أسباب أو عوامل تسبب الضغط النفسي في العمل بالإضافة لضغط العمل نفسه، ويؤثر بشكل سلبي على أداء العامل وجودة انتاجه وحياته بشكل عام.

- الشعور بالاكتئاب: تعرض الموظف أو العامل لضغط عمل من الناحية النفسية أو الجسدية أو الذهنية، يسبب له الإرهاق والأفكار السلبية، وينتج عن ذلك شعوره بالاكتئاب كونه لا يجد فرصة للراحة وهذا يؤدي لشعوره بضغط كبير لا يعرف كيف يتصرف حياله.
- الشعور بعدم الجدوى: الضغط المبالغ فيه والمستمر بالعمل، يجعل العمل يبدو في ذهن الموظف وكأنه لا ينتهي ابداً مهما بذل من جهد ووقت وجدية واجتهاد، وهذا يقلل انتاجيته وحماسه للعمل بسبب شعوره بعدم الجدوى من التعب الزائد.
- الافتقاد للذات والشعور بالاستهلاك: ضغط العمل المستمر والذي يتطلب من الفرد وقت طويل ولا يترك له الفرصة للراحة والاستجمام والتعبير عن مشاعره وافكاره، يجعله يشعر بالاستهلاك وأنه لا يفعل شيء بحياته سوى العمل، وبالتالي يفقد الشعور بذاته وبوجوده وبطموحاته ورغباته، فالمطلوب منه دائماً تأدية العمل على أكمل وجه دون أن يهتم أحد به شخصياً.
- البؤس الوظيفي: الضغط المبالغ فيه والمستمر في العمل قد يؤدي لحالات البؤس الوظيفي عند العامل، إذ أنه يصبح يرى بالعمل مكان سيء يضغط عليه نفسياً وجسدياً، ويصبح مجرد الذهاب إلى العمل بالنسبة له أمر مزعج ويثير القلق والتوتر.
- التأثير على الثقة بالنفس: شعور الإنسان أنه مستهلك بشكل كبير بسبب ضغط العمل وكثرة المهام الملقاة على عاتقه، دون الاهتمام لرغباته ومشاعره وحاجاته، يؤثر على رضا الإنسان عن عمله وبالتالي الرضا عن ذاته، والثقة بنفسه، فحتى هو يصبح أقل تقديراً لحاجاته واهتماماً بنفسه مع الوقت.
- فقدان الدافعية: الضغط الدائم في العمل وعدم وجود أوقات للاستراحة والاستجمام أو أشياء ممتعة تحفز الإنسان وتستعيد نشاطه، يؤدي لفقدان الدافعية والحماس لدى الإنسان، وربما يصبح متبلد المشاعر قليل التعاطف مع نفسه ومع الآخرين نتيجة ذلك.
- صعوبة البدء بالعمل: كثرة ضغوط العمل والمهام المتراكمة التي على الموظف تأديتها، يجعله لا يعرف كيف يبدأ ومن أين، ويشعر أنه مهما بذل من جهد فلن ينتهي من مهامه، وهذا يؤثر سلباً على اتخاذه القرار الصحيح والبدء من المكان الصحيح، والانجاز في أعماله.
- فقدان الانتماء للعمل: شعور الموظف أو العامل بضغط كبير في عمله يسبب شعور لديه بأن هناك من يستغله ولا يهتم به، ما ينمي أفكار لديه بأن ليس من واجبي الاهتمام بالعمل الذي يتم استغلالي فيه، وبالتالي يفقد انتمائه للعمل، ويصبح يقوم بوظائفه من أجل إرضاء المدراء والمسؤولين فقط، دون أي دافعية أو رقابة على الذات أو شعور بالمسؤولية.
- عدم الشعور بقيمة العمل: كثرة المهام في العمل والتركيز الدائم على العمل بسبب الضغط، يجعل مشاعر وتفكير العامل مركزة نحو انجاز قدر أكبر من العمل والتخلص منه فقط، دون شعور بقيمة العمل الذي يقوم به وبأهميته في هذا العمل، وهذا له تأثير سلبي على أدائه من ناحية وعلى ثقته بنفسه وقبوله لعمله من ناحية أخرى، فالموظف يجب أن يعرف جيداً الهدف من عمله ويكون له دافع لتحقيقه بأفضل شكل، لضمان جودة أفضل للعمل.
- التهرب من المهام: بسبب الضغط الكبير في العمل وشعور الموظف أنه مهمها أنجز من عمل لن ينتهي ولا يوجد من يشجعه أو يقدر عمله، فسوف يتضاءل شعوره بالمسؤولية، ويصبح أكثر تركيز على نفسه بدلاً من عمله، وبالتالي يصبح يتهرب من العمل والمهام التي تلقى على عاتقه من خلال طلب المساعدة، أو طلب الاجازات أو الاستراحات واختلاق المبررات حتى لا يعمل.
- الرغبة بالانتهاء من العمل: مع الضغط المبالغ فيه الذي يشعر فيه الموظف في العمل، يفقد شعوره بالمتعة أو بأهمية الشيء الذي يقوم به، ويتحول تركيزه فقط على الأشياء التي تخلصه من أعماله ومهامه التي يشعر بالإرهاق بسببها، وعلى الوقت الذي ينتهي فيه وقت العمل ويذهب لمنزله حتى لو لم ينتهي من مهامه.
- فقدان التركيز بالعمل: كثرة الضغط في العمل تجعل العامل يفقد تركيزه، فهو يريد الحصول على بعض الاستراحات حتى يقضي حاجات خاصة، مثل اجراء مكالمة هاتفية، أو التحدث مع زميله، أو تناول مشروب والكثير من الحاجات الأخرى، وإذا حاول العامل قضاء هذه الحاجات أثناء العمل سوف يفقد تركيزه ويسبب الكثير من المشاكل في أدائه ويؤثر على جودة انتاجه.
- إضافة أشياء مميزة لبيئة العمل: في حال كنت تشعر بضغط كبير في العمل يمكن لأشياء بسيطة أن تخفف القلق الناتج عن هذا الضغط يمكن إضافتها في بيئة العمل، مثل جهاز صغير لسماع الموسيقى، حافظة يتم وضع فيها مشروب مفضل، وضع جهاز تدفئة في فصل الشتاء أو جهاز تبريد في فصل الصيف، والكثير من الأشياء حسب التفضيلات الفردية، فهذه الأشياء تقلل الشعور بالضغط.
- الترتيب والتنظيم: ترتيب العمل وتنظيمه بشكل صحيح ومعرفة كيفية أداء الخطوات بأفضل صورة تجعل العمل يبدو أسهل ويمر بسلاسة، لذا يجب الاهتمام بالتنظيم والترتيب للتخفيف من ضغوط العمل.
- اعتني بنفسك وبالعادات الصحية: عندما يكون العمل صعب ويعاني الموظف من ضغوط في العمل وبشكل مستمر ليس فترة مؤقتة، فيجب أن يهتم الموظف بنفسه وصحته، حيث أن كثرة العمل تؤدي للاستهلاك مع الوقت، وهذا يؤثر صحياً ونفسياً على الموظف.
- خذ إجازة بين الحين والآخر: عند شعور الموظف أو العامل بالضغط الكبير في العمل، فيستحسن أن يطلب إجازة من العمل بين الحين والآخر، يأخذ فيها استراحة من العمل ويستعيد نشاطه وحيويته خلالها.
- تحسين المهارات الشخصية: لتخفيف ضغط العمل بطريقة شخصية على الموظف أن يحسن مهاراته الشخصية في العمل الذي يؤديه، فنفس المهام إذا ما تم تأديتها بالطريقة الصحيحة، يمكن أن تختصر قدر كبير من الوقت والجهد وبالتالي تقليل ضغوط العمل.
- تغير الوظيفة إن أمكن: إذا كان شعور الشخص بضغط بالعمل لأسباب تتعلق بالعمل نفسه وليس بالعامل، مثل كثرة المهام مقابل أجر متدني أو عدم اهتمام الرؤساء براحة الموظفين، أو وجود مشاكل مع الزملاء أو عدم تلبية الطموحات المالية أو المهنية، فيمكن التفكير في إيجاد وظيفة أخرى إن أمكن ذلك.
- زيادة الإنتاجية: شعور العامل بالراحة والصحة أثناء العمل وتمتعه بالصحة النفسية والجسدية، يؤثر بشكل مباشر على زيادة الإنتاجية لديه، حيث لا يشعر بالضغط والتوتر ولا يكره المهمة التي يقوم بها، وبالتالي يقوم بعمله بطريقة صحيحة ومبتكرة ويتأكد من صحة خطواته وقيامه بكل شيء على أفضل وجه، وهذا كله يزيد إنتاجية العامل.
- رفع الطاقة والكفاءة: الصحة النفسية للعاملين في أي عمل ضرورية في رفع كفاءة العامل وزيادة طاقته، فالشعور بالضغط النفسي أثناء العمل، يسبب مشاعر سلبية تجعل العامل أقل حماس ودافعية ورغبة بالإنجاز فتنقص طاقته جراء ذلك وبالتالي يؤثر هذا على كفاءته بشكل عام.
- الاهتمام بتقديم أفضل أداء: إذا كان العامل يتمتع بصحة نفسية وعقلية جيدة، ويشعر بالراحة والمتعة والانتماء بعمله سوف يصبح لديه رغبة شخصية بالنجاح بهذا العمل والظهور بأفضل صورة، وبالتالي يصبح يهتم بشكل أكبر بتقديم أفضل أداء ممكن وهذا ينعكس بشكل مباشر على الكفاءة في عمله.
- التركيز في التفاصيل: عندما يكون العامل بصحة نفسية جيدة ولا يعاني من أي اضطرابات أو ضغوط، يكون قادر على التركيز بتفاصيل العمل وعدم تجاهل أي شيء، وهذا يعتبر من معايير الكفاءة وشروط تحسين الأداء.
- الشعور بالمسؤولية: في حال كان الموظف أو العامل بصحة وسوية نفسية جيدة، فإن ذلك سوف يجعله أكثر تقديراً لقيمة عمله والأداء الذي يقوم به سواء على المستوى الشخصي أو على مستوى المؤسسة التي يعمل فيها أو على مستوى المجتمع، وبالتالي يزيد لديه الشعور بالمسؤولية لتقديم عمل أفضل.