متى يقول الطفل بابا وماما ومواعيد كلمات طفلك الأولى!

موعد قول الطفل لكلمة بابا وماما يعتبر من اللحظات التي ينتظرنها الآباء بفارغ الصبر، فهما يشعران بالسعادة والفخر من أن ابنهما أصبح يمكنه تمييزهما والنطق بالكلمات التي تعبر عن كل منهما، بالإضافة لأن ذلك مؤشر لأن الطفل أصبح قادر على الكلام ولا يعاني من مشاكل في هذا الجانب، فمتى يقول الطفل بابا وماما وما هو موعد نطف ا لطفل لكلماته الأولى.
متى يبدأ الرضيع بالنطق بابا وماما؟ يقول الطفل الرضيع بابا وماما لأول مرة بين عمر 8 شهور وعمر 12 شهراً، وقد يبدأ بالمقطع الأول من هذه الكلمات أولاً (با – ما – دا) ثم يتمكن من إكمال الكلمات (بابا – ماما – دادا) وفي هذ المرحلة نفسها سيكون طفلك أكثر اهتماماً بالإيماءات والإشارات ومحاولة تقليد الكلمات استعداداً لاستعمالها وتوظيفها وتصحيح نطقها.
يبدأ الطفل بمحاولة نطق كلماته الأولى كاملة وتوظيفها بين عمر سنة وسنة ونصف تقريباً، ويختلف الأطفال فيما بينهم بتطور النطق واللغة، حيث يستطيع طفك في هذه المرحلة أن يميز حوالي 20 كلمة، تتميز هذه الكلمات التي ينطقها الطفل في البداية بسهولة لفظها وكثرة تكرارها وأسهل كلمات ينطقها الطفل هي بابا وماما بالإضافة لأسماء أخوته وأيضاً أسماء الأشخاص المقربين منه مثل جدو وعمو ونانا... إلخ.
أما عن أسماء الأشياء، فكذلك الأمر يحاول الطفل نطق الكلمات السهلة مثل بيب بوبي ولعبة وأسماء بعض الأطعمة التي يعتاد عليها مثل بيضة ورز ولبن وعصير وماء بألفاظ مختلفة حسب ما يسمعها من الأهل، وأسماء الحيوانات الأليفة مثل قطة وعو، وليس بالضرورة أن ينطق الطفل كل تلك الكلمات في نفس الفترة، وإنما يكون النطق للكلمات الأكثر استخداماً من قبل أفراد العائلة أمامه والتي تمتاز بالسهولة عند النطق وخاصة الكلمات التي تتألف من حرفين أو ثلاثة.

يختلف موعد نطق الطفل لكلماته الأولى بين طفل وآخر، حيث يمكن أن يتعلم طفل الكلام في وقت أبكر بينما يتأخر طفل آخر في الكلام قليلاً، لكن رغم ذلك يوجد مراحل لتطور اللغة عند الأطفال تنسجم مع تطورات قدراتهم السمعية والإدراكية والتي يمر غالبية الأطفال بها:
- النطق عند الرضيع في عمر 3 شهور: يبدأ الطفل في هذا العمر بإصدار أصوات منغمة فقط، كما يبدأ بالالتفات للأصوات ويبتسم ويبكي بأنماط مختلفة للتعبير عن احتياجاته، وعند الشهر الرابع يبدأ بالمناغاة.
- النطق عند الرضيع من عمر 6 أشهر لعمر سنة: يبدأ الطفل بإصدار بعض الأصوات مثل قول (با)إضافة لأصوات غير مفهومة، لكن يمكن خلال هذه الفترة استخدام الصوت للتعبير عن القبول أو الرفض، كما تنمو قدرات الطفل الإدراكية فينتبه بشكل أكبر للأصوات وبعض الألعاب التي تصدر أصواتاً، كما يستطيع تحريك عينيه تجاه الأصوات التي يسمعها.
- النطق من عمر سنة لعمر سنة ونصف: يبدأ الطفل بمحاكاة أصوات الكلام وفهم بعض الأوامر مثل مناداته للاقتراب، ويجب أن يكون في هذه المرحلة قادراً على نطق بابا وماما وتوظيف هذه الكلمات توظيفاً صحيحاً إلى حدّ ما، ومع نهاية هذه المرحلة يمكن للطفل أن ينطق ما يقارب 20 كلمة ومحاولة محاكاة أصوات الكلام.
- النطق عند الطفل من عمر سنة ونصف لسنتين: يصبح الطفل مع نهاية هذه المرحلة لديه ما يقارب 50 كلمة ويستطيع تمييز أسماء الأشخاص والأشياء وأجزاء الجسم وتنفيذ بعض المهام الصغيرة التي تعطى له بالإشارة وفهم الأوامر البسيطة.
- النطق عند الأطفال من سنتين إلى ثلاث سنوات: يبدأ الطفل في تكوين الجمل التي تتكون من كلمتين مثل أريد الحليب أو أريد النوم وتزداد قدرته على فهم الأوامر البسيطة ويفترض مع نهاية السنة الثانية أن يتعلم الطفل ما يقارب 500 كلمة.
- النطق عند الطفل بعد عمر ثلاث سنوات: يبدأ الطفل بتكوين الجمل من ثلاث كلمات ويفهم أسماء أجزاء الجسم وتمييز الأشياء التي يمتلكها وفهم الأوامر بشكل أكبر مع قدرة أكبر على تمييز الأفعال.
قد يعاني بعض الأطفال تأخر في النطق لأسباب مختلفة قد تتعلق بالصحة الجسدية للطفل أو قدرته الإدراكية وتأخر الطفل عن نطق الكلمات وفق جدول تطور الكلام والنطق يعني أنه قد تأخر في الكلام ويمكن شرح ذلك أكثر من خلال ما يلي:
- وصول الطفل لعمر 12 شهراً دون نطق واستخدام أي كلمات حتى الكلمات السهلة مثل بابا وماما.
- وصول الطفل لعمر سنة ونصف واستخدامه أقل من 10 كلمات.
- وصول الطفل لعمر سنتين وهو غير قادر على قول جمل بسيطة تتألف من كلمتين.
- وصول الطفل لعمر 3 سنوات وهو غير قادر على تشكيل جمل بسيطة أو يستخدم أقل من 200 كلمة.
- عدم مقدرة الطفل على نطق الكلمات حسب الجدول السابق يشير إلى حاجته لزيارة اختصاصي في النطق واللغة لتقييم حالته بشكل أفضل، وتأخر النطق عند الطفل هو أحد أشكال اضطراب التواصل لديه حيث يواجه صعوبة في فهم الآخرين وصعوبة في التعبير عن نفسه، كما يمكن أن ينتج عن مشاكل في صحة السمع لديه وقدرته على الإدراك.
- يتم تشخيص تأخر الكلام لدى الطفل من قبل طبيب مختص والذي يمكن أن يقيم حالة الطفل الطبية لاستبعاد أي مشاكل صحية إضافة لتقيم مقدرات الطفل اللغوية والتي تتضمن فهم اللغة واستخدامها إضافةً لتقيم السلوك الاجتماعي للطفل وطريقة تفاعله مع الآخرين، حيث أن ذلك يؤثر على مقدرة الطفل على تعلم اللغة أيضاً.
تختلف العوامل والأسباب التي تؤدي لتأخر الطفل في الكلام بين أسباب صحية وأسباب إدراكية أو معاناة الطفل من مشكلة في الدماغ أو حتى مشاكل نفسية، ونذكر فيما يلي أهم أسباب تأخر الطفل في الكلام:
- عوامل وراثية: يتم النظر للتاريخ العائلي للطفل لمعرفة إذا ما كانت مشكلة التأخر في الكلام هي مشكلة شائعة لدى أحد والدي الطفل وبالتالي تأثر الطفل بذلك.
- مشاكل سمعية: عدم امتلاك الطفل لحاسة سمع سليمة تصعب عليه قدرته على تمييز الأصوات والكلمات وبالتالي يؤثر ذلك عليه سلباً عند تعلم النطق واللغة والمقدرة على الكلام.
- البيئة المحيطة بالطفل: وجود الطفل في بيئة اجتماعية تساعده في تعلم اللغة بشكل أكبر من وجوده في بيئة منعزلة وفقيرة في استخدام التواصل اللغوي، حيث أن الطفل لا يتعرض لسماع اللغة والتفاعل معها لوقت كافي ما يؤثر على مقدرته في تعلم اللغة.
- إصابة الطفل باضطرابات الطفولة: مثل إصابة الطفل باضطراب التوحد الذي يؤثر على مقدرته في التواصل مع الآخرين بشكل عام، وهذا النوع من المشاكل يحتاج لمختص حتى يتم تشخيصه بشكل صحيح.
- مشاكل نفسية: الأطفال الذين يتربون في بيئة أسرية غير صحية ويعانوا فيها من مشاعر القلق والتوتر والخوف والاكتئاب تؤثر بشكل سلبي على مقدرتهم في تعلم اللغة والتواصل مع الآخرين.
- التربية الخاطئة للطفل: وتشمل بعض العادات الأسرية لوالدي الطفل والتي تؤثر على قدرته في تعلم اللغة ومن هذه العادات بقاء الطفل لوقت طويل أمام التلفاز والأجهزة اللوحية الأخرى أو نشأة الطفل مع مربية أجنبية وانشغال والدي الطفل عنه وعدم الحديث معه بشكل كافي.
- التحدث باستمرار مع الطفل يجعله معرض أكثر للاستماع للمفردات والكلمات وكيفية استخدامها، وهذا يساعد الطفل في فهم اللغة بشكل أكبر وحفظها وتذكرها.
- مساعدة الطفل على تسمية الأشياء، مثل التركيز على أسماء أعضاء الجسم أو مناداة المحيطين بأسمائهم أو مساعدته بالتعبير عن مشاعره مثل سؤاله (هل انت جائع) (هل تريد الماء) (هل تريد اللعبة) وغيرها من الجمل التي تعبر عن ما يريد الطفل أيضاً.
- من طرق تشجيع الرضيع على الكلام أيضاً تحفيز الطفل على الانتباه للأصوات المحيطة مثل صوت الجرس أو صوت دقات الساعة أو أصوات الحيوانات أو الآلات كلها تحفز زيادة تركيز الطفل على سماع الأصوات ومحاولة تقليد هذه الأصوات أيضاً.
- التواصل البصري المرافق للتواصل السمعي، فعند الكلام مع الطفل من الأفضل استخدام لغة الإشارة مثل استخدام اليدين للدلالة على الموافقة والنفي والإشارة للأشياء المختلفة وعرض عليه صور الأشياء ونطق أسمائها.
- استخدام لغة بسيطة في بداية مرحلة الكلام عند الطفل والتركيز على الكلمات السهلة والبسيطة والجمل التي تتكون من كلمتين فقط حتى يستطيع الطفل تقليدها بسهولة.
- تساعد الموسيقى والأغاني أيضاً بإضافة أجواء المرح والسعادة للطفل كما أن كلماتها تكون ضمن نسق محدد يساعد الطفل في حفظ مفرداتها ومحاولة تقليدها ونطقها.
- الحفاظ على النطق الصحيح للكلمات أمام الطفل، فكثيراً ما يقوم الوالدين بتدليع الكلام عند الحديث مع الطفل وهذا من العادات الخاطئة الشائعة، حيث يجب نطق الكلمات بشكل صحيح مع الطفل حتى يسمعها بشكلها هذا ويحاول تكرارها.
- أهم شيء لتشجيع الطفل على الكلام تفاعل الوالدين معه عن طريق حمله والغناء له واللعب معه ومحاولة إضحاكه إضافة للكلام معه ما يزيد من شعوره الأمان والراحة بشكل كبير ويجنبه مشاعر القلق والتوتر، وهذا بدوره يساعده في التركيز على تعلم اللغة.
- توفير بيئة غنية اجتماعياً تشمل وجود أفراد إضافة للوالدين وتفاعلهم مع الطفل يساعد أيضاً في تنمية المهارات الاجتماعية للطفل وتزيد من قدراته اللغوية أيضاً.
- من الوسائل التي تشجع الطفل على النطق المشاركة في الأنشطة الاجتماعية مع أطفال آخرين مثل اللعب وممارسة الرياضة أو الرحلات المشتركة ما يساعده بشكل كبير في تعزيز التواصل الفعال ويساعده في زيادة مهاراته اللغوية وتبادل الكلام مع الأطفال المحيطين به وينمي مخزونة من المفردات والجمل وكيفية استخدامها ونطقها بشكل صحيح.
- عند بدء الطفل بنطق كلماته الأولى يجب أن يحصل على التشجيع والتعبير عن الفرحة، بذلك حيث أن التعزيز الإيجابي يزيد من رغبة الطفل في الكلام ويشجعه على المحاولة أكثر.
- تجنب النقد السلبي للطفل عندما يخطئ بالكلام أو يجد صعوبة في تقليد اللفظ، فالقسوة أو السخرية والضغط على الطفل لها آثار عكسية مثل صعوبات النطق والتأتأة.
- التدخل التخصصي المبكر عند الشعور أن الطفل تأخر في الكلام أو أنه لا يتكلم بنفس المقدرة لدى الأطفال الآخرين من نفس العمر أو لا يتفاعل بشكل جيد، فربما هنا الطفل يعاني من مشكلة ما ويحتاج بها لتدخل مختص لتقيم حالة الطفل وتشخيصها.