سبب كره الأب لابنته وكيف يمكن أن تتعامل الابنة معه!

قد يقوم الأب أحياناً بسلوكيات وأفعال تجاه ابنته تجعله يبدو وكأنه يكرهها، أو قد يكون فعلاً لديه مشاعر سلبية تجاه ابنته، وهذا الأمر قد يعود للكثير من العوامل والأسباب، ويكون له تأثيرات نفسية واجتماعية سيئة على البنت في الحاضر والمستقبل، في هذا المقال نجيب على بعض الأسئلة حول هل يكره الأب ابنته فعلاً، وما أسباب كره الأب لابنته، وكيف يجب التعامل مع الأب الذي يكره ابنته.
مشاعر الكره من الأب تجاه ابنته ليست مشاعر طبيعية وليست الحالة الشائعة أن يكره الأب بنته! فالأب يفترض أن يكون مصدراً للحب والرعاية والدعم لابنته، لكن في بعض الأحيان قد تتغير هذه العلاقة بسبب ظروف معينة، ما يؤدي إلى مشاعر سلبية قد تصل إلى الكره أو نفور الأبن من ابنته بشكل خاص أو من أولاده عموماً.
قد يرجع ذلك لأسباب وعوامل كثيرة نفسية واجتماعية وشخصية وظروف أسرية، بمعنى أنها تسبب تعرض الأب لاضطرابات نفسية وعاطفية تجعله غير قادر على التعبير عن مشاعره بشكل صحي تجاه ابنته، أو يواجه صعوبة في تقبل الاختلاف بين شخصيته وشخصية ابنته أو توقعاته عنها ما يولد لديه مشاعر الإحباط والغضب، خاصة إذا كانت الابنة تسير في طريق يراه الأب مخالفًا لقيمه أو طموحاته لها.
ورغم كل هذه الأسباب، في كثير من الأحيان قد يكون سبب مشاعر كره الأب لابنته هو سوء فهم أو تراكمات من المواقف السلبية التي لم يتم حلها، وفي مثل هذه الحالات قد يساعد التواصل المفتوح والصادق في تقليل الفجوة بين الأب وابنته، وإعادة بناء العلاقة على أساس من التفاهم والاحترام المتبادل.

- تفضيل إنجاب الذكور على الإناث: بعض الآباء يفضلون أن يرزقوا بأبناء ذكور ولا يرغبون بالفتيات، انطلاقاً من أن تربية الذكور أسهل وأن الذكور سوف يكونون أكثر فائدة مستقبلاً، وأنهم سوف يكونوا مصدر فخر أكثر من الإناث، ففي بعض المجتمعات لا يزال هناك تفضيل للأبناء الذكور على الإناث، مما قد يجعل الأب يشعر بعدم الاهتمام أو حتى النفور تجاه ابنته، خاصة إذا كان يتمنى إنجاب ذكر بدلاً منها.
- الحزم أكثر في تربية البنات: قد يبدو الأب أنه يكره ابنته بسبب تعامله الجاف والقاسي معها ظناً منه أنه هكذا يكون حازم في تربيتها، حيث يعتقد الأب أنه يجب أن يكون حازم أكثر في تربية البنات حتى يربي فتاة مطيعة لأبيها ولزوجها مستقبلاً ولا تسبب له العار.
- النظر إلى البنت كعالة: بعض الآباء قد ينظرون للأبناء الإناث على أنهم عالة عليهم، ويوجد شرائح اجتماعية تدعم هذا التوجه، فمن وجهة نظر الأب أن الابن الذكر سوف يكبر ويعيله مادياً ويقوم فيه عند التقدم بالعمر، أما البنت فهي تحتاج أهلها دائماً من الناحية المادية وناحية توفير الحماية الاجتماعية وناحية علاج المشاكل الزوجية مستقبلاً.
- الموروث الثقافي والتربوي للأب: التنشئة الذكورية في بعض الثقافات تقلل من قيمة المرأة أمام الرجل، ويمكن أن يكون الأب قد تربى وسط هذه البيئة الاجتماعية الثقافية، ما جعل لديه سلوك تربوي أو طريقة تعامل مع ابنته تتصف بالقسوة والجفاف وقلة التعاطف، حتى يبدو أنه يكره ابنته.
- السلوكيات السيئة للابنة: في مرحلة ما من عمر الفتاة وخاصة مرحلة المراهقة قد تتصرف الفتاة بعض التصرفات السيئة التي تجعل مشاعر أبيها تصبح سلبية نحوها، مثل التقليل من احترام الأب، أو الفشل الدراسي، أو الجموح الأخلاقي بوسائل مختلفة، وغيرها من السلوكيات.
- معاناة الأب من اضطرابات نفسية: قد يعاني الأب من اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب، القلق، أو اضطراب الشخصية النرجسية، مما يجعله غير قادر على التعبير عن مشاعره بطريقة صحيحة، أو يدفعه إلى كره أفراد من عائلته دون سبب واضح.
- المعاملة القاسية: من أبرز العلامات على أن الأب يكره ابنته أنه يتعامل معها بطريقة قاسية خالية من التعاطف والحب الطبيعي الذي يشعر به الأب تجاه ابنته، وتتمثل هذه المعاملة القاسية بسلوكيات مثل النقد اللاذع والتجاهل العاطفي وتوجيه الاهانات المقصودة، والامتناع عن أي كلام لطيف أو ودود، في الطلبات أو تقديم الملاحظات أو توجيه الإرشادات والأوامر.
- الانزعاج من وجودها: يبدو على الأب الذي يكره ابنته أنه ينزعج من وجودها حتى لو لم تفعل أي شيء، فهو يشعر بخيبة أمل من انجاب بنت بدلاً من الذكر، أو يشعر بأن ابنته عالة عليه، ووجودها أمامه يشعره بعدم الراحة والرغبة بإبعادها عنه.
- كثرة التوبيخ: تتصف سلوكيات الأب الكاره لابنته بالعصبية والتوتر الدائم تجاهها حتى لو لم يوجد مبرر لذلك، فهو دائم الصراخ والتوبيخ وتوجيه الملاحظات والنقد لابنته، يثور عليها بسرعة وقد يطردها أو حتى يضربها أحياناً.
- النظر لحاجات البنت باستخفاف: الأب الذي يكره ابنته ينظر لحاجاتها باستخفاف وازدراء، وينسى أنها كأي شخص تحتاج للعاطفة والاحترام ولديها متطلبات ورغبات وحاجات، فكل مرة تطلب فيه شيء ما يسخر منها ويتهمها بالسخافة، سواء كانت حاجاتها عاطفية أو مادية.
- التمييز بين الأبناء الذكور والإناث: أبرز سلوكيات الأب الذي يكره ابنته لأنها بنت دون وجود سبب آخر، أنه يوجد فارق كبير في التعامل بين ابنه الذكر وابنته الأنثى، فبينما يحترم الذكر ويشجعه ويتقرب منه ويلبي حاجاته، بالمقابل يكون قاسي مع ابنته ولا يعبئ بحاجاتها أو يتقرب منها عاطفياً.
- عدم تقديم الدعم للابنة: لا تشعر البنت التي تعاني من كره أبيها أنه يقدم لها الدعم العاطفي أو المادي أو الأبوي بشكل عام، وهذا يتناقض تماماً مع الدور المتوقع من قبل الأب تجاه البنت.
- التقصير في حقوق الابنة: كره الأب لابنته ومشاعره السلبية نحوها، تجعله عاجز عن القيام بدور الأب المتوقع والطبيعي تجاه ابنته، وهذا يعرض الابنة للحرمان من الاهتمام والشعور بحماية الأب ودعمه، أو الحرمان من الرعاية الكافية من الناحية النفسية والتربوية والعاطفية وغيرها.
- تعرض الابنة للظلم: مشاعر كره الأب تجاه ابنته قد يجعله يوقع الظلم عليها، فقد يتعامل معها بطرق قاسية ويعرضها للضرب والتعنيف الجسدي أو العاطفي.
- التأثير على شخصية البنت: مشاعر الإحباط والاكتئاب ولوم الذات ومشاعر الذنب التي تصيب الفتاة بسبب إحساسها بأن أباها لا يحبها، يؤثر على تكوينها النفسي والعاطفي وبناء شخصيتها، فقد تكون شخصية ضعيفة خاضعة للرجل وتبحث دائماً عن رضاه فهي تأخذ قيمتها من تقدير الرجل لها، أو تبني شخصية حاقدة على الذكور كارهة للرجل ولا تسطيع بناء علاقة جيدة مع الرجل، كما تتأثر ثقتها بنفسها واحترامها لأسرتها ومجتمعها.
- حقد البنت على أبيها وعلى الرجال: شعور البنت بكره أبيها لها وما ينتج عن ذلك من معاملة سيئة من قبله تجاهها، قد يؤدي لنمو مشاعر حقد وكراهية من قبل البنت تجاه والدها، وقد يصل الأمر للتمرد أو التصرف بعدوانية تجاه الأب.
- خوف البنت من أبيها: كره الأب لابنته وتعامله السيء والقاسي معها، يحدث تغيير في المشاعر الطبيعية تجاه الأب ونظرة الابنة عن أبيها، فبدلاً من النظر إليه باعتباره مصدر الدعم والحماية والأمان، يصبح بنظرها هو الشخص المعتدي المخيف الذي يضمر لها الشر.
- جنوح البنت: معاناة البنت من الحرمان العاطفي بسبب كره والدها لها، يجعلها بحاجة للعاطفة لملء هذا النقص الذي سببه كره الأب، وهذا قد يؤدي بها لسلوكيات منحرفة، مثل التعرف على شاب عبر الأنترنيت أو الشارع وتجاريه في رغباته، كونها تبحث عن الحب الذي افتقدته مع ابيها، وعن رجل يشعرها بالأمان في حياتها.
- فهم أسباب كره الأب لابنته: في بداية الأمر يجب أن تعرف البنت سبب كره أبيها لها، فإذا كان هذا الكره نابع عن أخطاء في شخصيتها أو سلوكها فيجب أن تصلح هذه الأخطاء وتتقرب من أبيها، أما إذا كانت لأسباب تعود للأب فحسب السبب تكون طريقة التعامل.
- التحدث مع الأب: في حال كان يوجد مساحة وإمكانية للتحدث مع الأب، ويوجد سوء تفاهم أدى لمشاعر سلبية من قبله تجاه ابنته، وكانت البنت بوعي كافي، فيفضل أن تتحدث مع أبيها حول طريقة تعامله معها، وتفهم منه أسباب ذلك وتشرح وجهة نظرها، فيمكن لهذا الحوار أن يعيد الأمور إلى طبيتها.
- تحديد العلاقة مع الأب: إذا لم تجد البنت أي طريقة للتقارب العاطفي مع أبيها وعلاج مشكلة كرهه لها، فالأفضل أن تلجأ لتحديد علاقتها معه، من خلال التقليل من الاحتكاك مع الاب في الجوانب التي تثير استفزازه، وأن تبقي على علاقة الاحترام والأدب فقط.
- محاولة التقرب من الأب: يمكن للبنت القيام ببعض السلوكيات للتقرب من ابيها لعلاج مشكلة كرهه لها وتحسين مشاعره تجاهها، فيمكن مثلاً أن تقدم له مشروب أثناء وجوده في المنزل، أو تصنع له طبق طعام يحبه، أو تحضر له هدية، فهذا قد يجعل الأجواء أكثر إيجابية للحوار والتفاهم والتقارب.
- تجنب مشاعر الذنب ولوم الذات: في حال كانت البنت متأكدة أنها لم تفعل أي ذنب سبب كره أبيها لها، فيجب أن تقي نفسها المشاعر السلبية مثل الشعور بالذنب أو لوم الذات وجلدها، فهذا سوف يزيد مشاعرها سلبية.
- العناية بالذات والصحة النفسية: شعور البنت أن أباها يكن مشاعر الكره لها يسبب لها صدمة عاطفية ونفسية وخيبة أمل كبيرة، لذا يجب أن تعتني بصحتها النفسية والجسدية حتى لا تتحول هذه المشاعر لعقدة في حياتها تعيق مسيرتها في الحياة.
- البحث عن الدعم العاطفي: تحتاج البنت التي تشعر بكره والدها لها، للدعم العاطفي والنفسي، ويمكن أن تتقرب من الأم أو من العائلة والأشقاء، أو حتى الخروج مع الأصدقاء للتعويض قدر المستطاع عن هذا النقص.