كل ما تودين معرفته عن فطام الطفل
الفطام ليس أمراً يسيراً ويحتاج إلى صبر كبير وحنكة من جانب الأم، لأن العملية معقدة فهي رابط عاطفي بين الطفل وأمه، ومحاولة إزالة هذا الرابط العاطفي هو أمر معقد، خاصة مع تضارب النصائح من جميع من حولك، لأن هناك من يفضل الفطام المبكر وهناك من يفضل الفطام المتأخر، وفي هذا المقال نهدف إلى تعريفك أكثر بالفطام والسن المناسب وتزويدك بما تتطلعين لمعرفته عن هذا الأمر.
الفطام هو عملية الاستبدال التدريجي للرضاعة الطبيعية بالأطعمة الأخرى، وتبدأ عملية الفطام في المرة الأولى، عندما يتناول طفلك طعامه من مصدر آخر غير الثدي، وتتنوع الأطعمة التي من الممكن أن يتقبلها الطفل، ويصبح الطفل مفطوماً متى أدرك أن طعامه الأساسي يعتمد على تلك الأطعمة وليس ثدي أمه.
يفضل معظم الأطباء الاستمرار في تقديم الرضاعة الطبيعية للطفل حتى عمر 6 أشهر، وبعد ذلك يمكن البدء في تقديم بعض الأطعمة إلى جانب حليب الثدي، وذلك لأن حليب الثدي وحده لا يوفر كل ما يحتاجه طفلك بعد الشهور الستة من فيتامينات وعناصر غذائية لاسيما الحديد.
وبالطبع يمكن الاستمرار بتقديم الحليب والطعام العادي معاً حتى يبلغ الطفل 12 شهراً، وبعد ذلك يمكن محاولة إيقاف الرضاعة الطبيعية، ليصبح اعتماده الكلي على الطعام.
والسبب في ضرورة انتظار مرور 12 شهراً هو أن يصبح الجهاز الهضمي للطفل أكثر نضجاً وأيضا يصبح جهازه المناعي أقوى، ويقلل من فرص العدوى.
ولكن تذكري أنه يمنع منعاً باتاً أن تقدمي لطفلك الطعام قبل مرور 6 أشهر، حتى لو لاحظتِ أن طفلك يحتاج إليه، فمن الممكن تقديم المزيد من حليب الأم.
وأيضا يجب عدم مقارنة طفلك بالآخرين، فمثلا لو علمتِ أن طفل صديقتك في نفس عمر ابنك تم فطامه، لا تستعجلي على طفلك، فلكل طفل احتياجاته التي تختلف عن الآخر.
وهناك بعض الحالات التي لا ينصح الأطباء فيها بالإقبال على الفطام المبكر مثل الشروع في فطام الصغار خلال فصل الصيف ويفضل أن يكون في فصل الشتاء، وذلك لأن الصيف يسبب بعض الأمراض التي تؤثر على المناعة، وأيضا يمنع الفطام المبكر في حالات صحية معينة مثل بعض الأطفال الذين يعانون من حساسية وراثية لبعض أنواع الأطعمة أو أن الأطفال يمرون بمرحلة التسنين وما يصاحبها من ارتفاع في درجات الحرارة، وأيضا إصابتهم بنزلات البرد.
وكشفت دراسة أمريكية نشرت تحت عنوان الاتجاهات في ممارسات الفطام بين الرضع والأطفال الصغار أن الأطفال بنسبة 51.57٪ تم فطامهم في عمر 6 أشهر، وأن الأولاد يتم فطامهم بشكل أسرع من الفتيات، ولكن لوحظ أن الأطفال الذين تم فطامهم بشكل مبكر يعانون من سوء التغذية.
لو كانت الحيرة تتملكك حول كيفية فطام طفلك فلا بد أن تتعرفي إلى بعض الخطوات المجربة الفعالة كما ذكرها موقع Today’s parent:
- إطالة الوقت بين الوجبات: تكتيك بسيط وفعال من الممكن أن تتبعه الأم، ويوصى بتأجيل الوجبات "الرضعات الطبيعية" التي تعتاد الأم تقديمها للطفل، وتمديد الفترة بينها بمقدار نصف ساعة يومياً، وإذا كان طفلك يشعر بالجوع الشديد فقدمي له بعض الأطعمة الخفيفة حتى يعتاد عليها.
- تقصير مدة الرضاعة الطبيعية: فمثلا لو كنتِ معتادة على رضاعته لمدة 10 دقائق في الصباح، ابدئي بتخفيض المدة حتى تصل لخمس دقائق، بالطبع سيشعر طفلك بالجوع، وهذه الخطوة لها عدة فوائد؛ أولاً سيعرف طفلك أنه يجب أن يبحث عن مصدر آخر للطعام، والأمر الثاني أنك إذا قمتِ بتقديم الأطعمة الخفيفة له سيتقبلها لأنه بالفعل جائع.
- استبدال الرضاعة الطبيعية: من الممكن البدء في تقديم الحليب كامل الدسم في "الببرونة الزجاجية" بدلا من ثدي الأم، وعلى أساس تقبل طفلك له، يمكنك الاستمرار في الأمر.
- الفواكه: بداية رائعة من الممكن أن تحث طفلك على اللجوء إلى الطعام وترك الرضاعة، لأن الفواكه مليئة بالمواد المغذية المهمة التي يحتاجها الجسم، بالإضافة إلى أنها مليئة بالسكريات الطبيعية التي سيحبها طفلك.
ويمكنك في البداية استخدام تفاحة واحدة، حيث تقومين بتقشيرها وهرسها جيداً، ثم البدء بتقديمها لطفلك، إذا أحبها يمكنك البدء ببطء بإدخال أنواع أخرى من الفواكه مثل الكمثرى والمانجو. - العصائر: العصائر مهمة أيضا للفطام، لأنها تعتبر سائل يستطيع الطفل تناوله بسهولة وأيضا لذيذة سيحبها طفلك، ولكن تجنبي استخدام العصائر المعبأة لأنها تحتوي على نكهة صناعية ومواد حافظة من الممكن أن تضر طفلك بسبب ضعف مناعته.
- الخضروات: استخدام الخضروات هام وضروري عند فطام طفلك، ولكن تأكدي من غسل الخضروات جيداً للتخلص من المواد الكيميائية والأسمدة، يمكنك استخدام البطاطس والجزر والفاصوليا، ولكن تأكدي من هرسها جيداً.
- الشوربة: تعد شوربة الخضار وجبة كاملة العناصر الغذائية، لذا احرصي على تقديمها لطفلك دوماً أثناء الفطام وبعده.
- البقوليات: تحتوي البقوليات على الكثير من البروتينات وهي خيار مهم آخر لطعام طفلك أثناء الفطام، فمن الممكن أن تقدمي له القمح المهروس.
- الماء: لا تجعلي طفلك يتناول الطعام بدون تقديم الماء له، فالماء مهم جدا لإزالة السموم من الجسم والحفاظ على صحة جهازه الهضمي.
- الأرز: إذا لاحظت أن طفلك يسير جيداً في موضوع الفطام، من الممكن أن تقومي بتقديم الأطعمة المطهية وبالتحديد الأرز بعد هرسه.
- البيض: من الأطعمة المهمة التي يجب تقديمها لطفلك لأنها مليئة بالكثير من البروتينات، ولكن احرصي على هرس البيض جيداً، ومن الممكن أن تخلطيه مع البطاطس.
يجب أن تعرفي أن الرضاعة الطبيعية هي علاقة مليئة بالمشاعر بين الأم والطفل، وإذا بدأتِ في منعها يصاحبها بعض الأعراض:
- في بعض الأحيان تعتقد الأمهات أنها إذا ما أرسلت صغيرها إلى غرفة بعيدة عنها أو لدى بعض أقاربها، سينسى الرضاعة الطبيعية ويستقبل الطعام، ولكن هذا أمر خاطئ للغاية، فالطفل في هذه المرحلة يجب أن يكون قريبا منك لأن الوقت الذي يقضيه قريباً منك وفي أحضانك يساعده في التغلب على صعوبات الفطام.
- لا تواجهي عصبية وتململ طفلك بعصبية لأن الأمر سيتطور للأصعب، ويمكن أن يبدأ في نوبات بكاء حادة أو عناد ويرفض الأطعمة التي تقدمينها له.
- يجب الاهتمام بطريقة نومه، حيث يُنصح بتدريب الأطفال على النوم على الموسيقى أو القصص القصيرة منذ الشهر السادس، حتى يمكن استخدام الأمر خلال فترة الفطام.
- هناك حيل أخرى مثل الخروج للتنزه لينشغل بالناس وبما يجري حوله، أو الذهاب في زيارات إلى أصدقاء أو أقارب لديهم أصدقاء في نفس العمر لينشغل بالطفل الآخر.