أثر مرض الأب النفسي والتعامل مع الأب المريض نفسياً

الأب كأي فرد من أفراد الأسرة معرض لأن يصاب بمرض نفسي أو حالات واضطرابات نفسية بسبب ظروف الحياة وعواملها، ولكن تأثير مرض الأب النفسي لا يقتصر عليه أو على زوجته، وإنما هذا التأثير قد يسبب مشاكل ومعاناة من نواحي عدة للأبناء، أو ظروف تربوية غير مناسبة، فما هي تأثيرات المرض النفسي للأب على الأبناء، وكيف يجب التعامل مع مرض الأب نفسياً؟ في هذا المقال نجيب على هذه الأسئلة وغيرها حول تأثيرات المرض النفسي عند الأب.
- تأثيرات المرض النفسي عند الأب على الأسرة
- ماذا أفعل إذا كان أبي مريض نفسي؟
- نصائح للأم إذا كان الأب مريض نفسي
- تأثير مرض الأب النفسي على تربية الأبناء
- كيف يؤثر الأب المريض نفسياً على نفسية الأطفال!
- تأثيرات اجتماعية للمرض النفسي عند الأب
- تأثير مرض الأب النفسي على مشاعر الأبناء والحالة العاطفية
- المصادر و المراجع
عندما يعاني الأب من مرض نفسي تصبح الأسرة بأكملها في مواجهة تحديات معقدة، حيث يتسلل القلق والتوتر إلى تفاصيل الحياة اليومية لأفراد الأسرة، وقد يشعر الأطفال بعدم الأمان العاطفي نتيجة لتقلبات مزاج الأب أو سلوكياته المرتبطة الاضطراب النفسي، إذ يتحول المنزل من مكان للاستقرار إلى بيئة يسودها الحذر والترقب والصرعات التي لا يمكن حلّها بالطرق التقليدية.
يعد المرض النفسي عند الأب أحد العوامل التي قد تؤثر على استقرار الأسرة وتطور الأبناء من الناحية النفسية والاجتماعية والتربوية، إذ أن الأب يمثل أحد الأعمدة الأساسية في بناء شخصية الطفل، وعند إصابته باضطراب نفسي قد تتأثر بيئة الأسرة بشكل عام، مما يتطلب من أفراد الأسرة وخاصة الأم التعامل بحكمة ووعي لضمان تقليل التأثيرات السلبية على الأبناء.
الأم من جهتها تحاول جاهدة سد الفجوة العاطفية وتوفير بيئة مستقرة للأبناء، لكنها قد تجد نفسها منهكة بين دعم زوجها المريض نفسياً وحماية أطفالها، ومع مرور الوق قد تتأثر علاقات الأطفال بالآخرين، فيميلون إلى العزلة أو يصبحون أكثر حساسية تجاه النقد، مما يؤثر على ثقتهم بأنفسهم ومستقبلهم العاطفي والاجتماعي.
إذاً المرض النفسي عند الأب ليس مجرد معاناة فردية، بل هو موجة تمتد لتلامس كل فرد في الأسرة، تاركة أثراً قد يدوم طويلاً، فقد يتأثر الأبناء عاطفياً أو اجتماعياً أو نفسياً أو تربوياً بالاضطرابات النفسية عند الأب حسب نوع الاضطراب الذي يعاني منه.

في مرحلة المراهقة أو ما بعد الطفولة يصبح الابن أكثر وعياً بمرض والده النفسي، ويصبح بحاجة لمعرفة أفضل سبل يمكنه التعامل مع هذا الوضع لتقليل أثره، ومن الأشياء التي يمكن أن يفعلها الابن مع والده المريض نذكر:
- الحصول على الدعم العائلي: يمكن للمراهق البحث عن أشخاص داخل العائلة يستطيعون دعمه، مثل الأم أو أحد الأقارب المقربين، للتخفيف من التوتر والمخاوف المرتبطة بحالة الأب والنفسية ومعرفة كيف عليه أن يتفاعل مع والده.
- تفهم مرض الأب: يساعد فهم طبيعة المرض النفسي للأب على التعامل معه بوعي أكثر من قبل الابن، إذ يمكن للمراهق البحث عن معلومات حول المرض من مصادر موثوقة أو استشارة مختص نفسي.
- تقديم الدعم النفسي والعاطفي للأب المريض نفسياً: من المهم للابن الذي يعاني والده من مرض نفسي إظهار التعاطف مع الأب دون تحمل مسؤولية علاجه، ويمكن أن يكون الاستماع له والتفاعل معه بطريقة إيجابية من العوامل المساعدة.
- التخلص من لوم الذات: يجب أن يدرك المراهق أن مرض الأب ليس نتيجة أفعاله أو تصرفاته، ولا يمكنه إصلاح الأمر بمفرده، فالمرض هو خارجة عن إرادة أحد حتى لو كان بإمكانه المساعدة، لذا لا يجب أن يشعر المراهق بالذنب أو لوم الذات
- التحدث مع شخص موثوق به: يحتاج المراهق أحياناً للتحدث مع شخص موثوق حول معاناته ومشاعره تجاه مرض أبيه النفسي، ويمكن أن يكون هذا الشخص هو الأم، أو أحد أفراد العائلة، أو صديق مقرب، أو مستشار في المدرسة، حيث يساعد التحدث عن المشاعر في تخفيف الضغط النفسي.
- الاهتمام بالصحة النفسية: يجب على المراهق العناية بنفسه من خلال ممارسة أنشطة تساعده على الاسترخاء مثل الرياضة أو القراءة، وطلب المساعدة من مختص نفسي عند الحاجة.
- محاولة تعويض غياب دور الأب بطرق إيجابية دون إلغاء دوره تماماً، خصوصاً الأدوار التي يعطّلها المرض النفسي.
- تقديم الدعم النفسي والعاطفي للأبناء، فمن الضروري أن يشعر الأبناء بأن لديهم مصدراً للدعم العاطفي داخل الأسرة.
- مساعدة الزوج المريض نفسياً في البحث عن العلاج والتشجيع على المتابعة مع مختصين نفسيين.
- يمكن اللجوء إلى الأهل أو الأصدقاء للحصول على المساعدة في رعاية الأطفال.
- إذا كان مرض الأب يشمل سلوكيات خطيرة، يجب اتخاذ إجراءات لحماية الأبناء.
- التكلم بصورة إيجابية عن الأب أمام الأطفال، لتعوديهم على الافتخار به.
- التحدث مع الأطفال والاستماع لمشاعرهم تجاه وضع أبيهم المريض نفسياً.
- عندما يكون الأبناء في عمر مناسب، يمكن شرح حالة الأب لهم بطريقة مبسطة تساعدهم على التعامل معها.
- وضع قواعد وروتين منزلي ثابت، حيص يساعد وجود نظام واضح على تعويض غياب دور الأب في التربية.
- يمكن اللجوء إلى خبير نفسي لمساعدة الأسرة على التعامل مع الوضع بشكل صحي.
- تأثّر القيم التي يتعلمها الابن من أبيه: معاناة الأب من أمراض نفسية يمكن أن يكون لها تأثيرات على إدراكه للقيم الاجتماعية والأخلاقية، وعلى علاقته بابنه في نفس الوقت، وهذا قد يسبب عدم قدرة الأب على تعليم ابنه القيم السائدة في مجتمعه بشكل صيحي ما يسبب خلل في العملية التربوية.
- سوء التعامل مع الأبناء: قد تؤدي بعض الاضطرابات النفسية التي يعاني منها الأب إلى تصرفات سلبية تجاه الأطفال، مثل الانفعالات الزائدة أو التجاهل العاطفي، أو المعاملة العنيفة مثل الضرب أو الشتم أو حتى الاعتداء الجنسي، أو التسبب بأذى الأطفال.
- غياب الدور الأبوي في بناء معارف الطفل: يحتاج الطفل للأب في توجيه سلوكه وفي تعلم الكثير من مهارات الحياة، ومعاناة الأب من أمراض نفسية يؤدي عدم قدرته على المشاركة الفعالة في تعليم الطفل وتطويره، ما يسبب نقص في المهارات الحياتية والاجتماعية لدى الابن.
- فقدان النموذج الأبوي السليم: عادةً الأب يمثل القدوة والمثل الأعلى لأبنائه في الأخلاق وطريقة التصرف والطباع، وفي حال كان الأب مريض نفسياً فهذا سوف يسبب غياب النموذج الأبوي السليم.
- اضطراب القواعد والانضباط: معاناة الأب من امراض نفسية يسبب تقلبات في أسلوب التربية الذي يتبعه مع الأبناء، ما بين الصرامة الزائدة والتساهل المفرط، مما يسبب ارتباكاً لدى الأطفال حول الحدود السلوكية، قواعد الضبط الثابتة.
- عدم استقرار الصحة النفسية: عيش الأبناء مع أب مريض نفسي وتربيتهم من قبله، قد تزيد احتمالية إصابة الأبناء بمشكلات نفسية نتيجة تعرضهم لبيئة مضطربة، وبالتالي يمكن أن يعانوا مستقبلاً من حالات تقلب المزاج، أو الاكتئاب، أو سرعة الغضب، أو عدم الثبات الانفعالي.
- غياب الشعور بدور الأب: معاناة الأب من أمراض ومشاكل نفسية يجعله أقل مشاركة في تنشئة الأبناء وبناء شخصياتهم، وهذا يجعل الأطفال محرمون من الكثير من الجوانب النفسية التي يقوم بها الأب في تنشئتهم.
- الشعور بالخجل والإحباط: قد يؤدي عدم استقرار الأب نفسياً واتصافه بأنماط سلوكية غير سوية بسبب معاناته من مرض أو اضطراب نفسي، إلى شعور الابن بالخجل من تصرفات أبية ما قد يؤدي إلى تدني احترام الذات لدى الأبناء، والشعور بالإحباط لاختلاف أبيهم عن النموذج الذي يجدونه لدى أصدقائهم عن الأب.
- زيادة مشاعر الذنب: يمكن أن يطور الأبناء مشاعر بالذنب ولوم الذات عند تربيتهم مع أب يعاني من مرض نفسي، وذلك لكونهم لا يعرفون كيف يتعاملون معه وربما يشعرون بالخجل منه.
- فقدان الشعور بالأمان: وجود الأب عادةً يعني أن الطفل لديه سند ويوجد شخص قوي يحميه ويشعره بالأمان، وعندما يكون الأب مريض نفسي فسوف يؤدي لشعور الابن بفقدان هذا الأمان أو عدم تلبيته من قبل الأب، هذا بالإضافة لأن مرض الأب النفسي بحد ذاته يؤدي لخلق بيئة غير المستقرة قد تجعل الأبناء يشعرون بالقلق وعدم الأمان في المنزل بسبب احتمالية صدور أي سلوكيات غير مناسبة عن الأب وفي أي وقت.

- التعرض للسخرية والتنمر: يمكن أن تؤدي معاناة الأب من أمراض ومشاكل نفسية إلى مواجهة الأبناء لحالات من التنمر أو السخرية من أقرانهم بسبب تصرفات الأب غير المعتادة، أو صفاته أو السمعة الشائعة عنه.
- الوصمة الاجتماعية: قد يمر الأبناء بظروف أو مواقف تجعلهم يشعرون بالوصمة الاجتماعية بسبب مرض أبيهم النفسي، وهذا يشعرهم بالإحراج أو العزلة بسبب نظرة المجتمع لمرض والدهم.
- الانسحاب الاجتماعي: قد يميل الأبناء إلى العزلة الاجتماعية والانسحاب من الصداقات والتجمعات بسبب عدم رغبتهم في الحديث عن مشكلاتهم العائلية، أو كثرة سؤال الآخرين لهم عن أبيهم.
- صعوبة بناء العلاقات الاجتماعية: قد يواجه الأبناء لأب مريض نفسياً بعض الصعوبات في تكوين صداقات بسبب انعدام الاستقرار العاطفي في المنزل، وشعورهم بالاختلاف عن الآخرين.
- زيادة احتمالية التفكك الأسري: في الحالات الشديدة للمرض النفسي عند الأب، فإنه قد يؤدي إلى مشاكل أسرية وحالة من التفكك، بسبب كثرة الخلافات الأسرية وغياب دور الأب الفعال في الحفاظ على الأسرة أو انفصال الوالدين، مما يؤثر على الأبناء نفسياً واجتماعياً.
- الشعور بالإهمال العاطفي: في الكثير من الحالات يكون الأب المريض نفسياً غير قادر على التعبير عن مشاعره بشكل صحيح، وبالتالي لا يشعر الأبناء بالحب والعاطفة من قبل أبيهم، ما يسبب نقصاً عاطفياً لدى الأبناء.
- النمو في بيئة غير مستقرة عاطفياً: تسبب الاضطرابات والمواقف التي يعاني منها الأب المريض نفسياً حدوث تقلبات في مزاجه وسلوكياته، ما قد يؤدي إلى عدم الاستقرار العاطفي داخل المنزل، وانعكاس ذلك على مشاعر الأبناء.
- فقدان الشعور بدور الأب كداعم وقدوة: الأب بالنسبة للأبناء عادةً يمثل دور الداعم للأسرة والأمان والقدوة التي يجب أن يمتثل بها، ومعاناته من أمراض نفسية، قد يفقد الأبناء الإحساس بوجود الأب كحامٍ وداعم لهم.
- التعرض لمواقف سلبية: أحياناً ينتج عن معاناة الأب من مرض نفسي مواقف أو تصرفات من قبل الأب قد تتسبب في شعور الأبناء بالخوف، القلق، أو حتى الاكتئاب، أو حتى صدمات عاطفية، مثل البكاء بشكل هستيري، أو التعرض لنوبات خوف، أو نوبات غضب حسب نوع المرض الذي يعاني منه الأب.
- الارتباك العاطفي: قد يجد الأطفال صعوبة في فهم تصرفات والدهم، خاصة إذا كان يعاني من اضطرابات تؤثر على استجاباته العاطفية مثل الاكتئاب أو اضطراب ثنائي القطب، هذا قد يجعلهم يشعرون بالحيرة وعدم وضوح الأدوار داخل الأسرة وبالتالي ارتباك عواطفهم وعدم استقراراها.