أسباب دخول الطفل حديث الولادة للحضانة

قد يحتاج بعض الأطفال حديثي الولادة إلى دخول الحضانة فور الولادة لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، وذلك بسبب عوامل صحية قد تؤثر على قدرتهم على التكيف مع البيئة خارج الرحم، بحيث توفر الحضَّانة بيئةً آمنةً مزودةً بأجهزة طبية متطورة تساعد على استقرار حالة المولود حتى يصبح قادراً على الاعتماد على نفسه بشكل طبيعي سواء بالتنفس أو التغذية أو حتى شفائه من المشكلة التي أدخلته الحضّانة.
الحضّانة (بالإنجليزية: Neonatal Incubator) هي قسم متخصص في المستشفيات يُقدِّم رعاية طبية مكثفة للأطفال حديثي الولادة الذين يحتاجون إلى دعم طبي خاص، بحيث تُجهَّز وحدة العناية المركّزة لحديثي الولادة (NICU) بتقنيات متقدمة ويعمل فيها فريق طبي متخصص، بما في ذلك أطباء حديثي الولادة وممرضات مدربات على رعاية الحالات الحرجة للأطفال، ويُقدَّم في هذه الوحدة مراقبة مستمرة للعلامات الحيوية، دعم تنفسي، تنظيم درجة حرارة الجسم، وتوفير التغذية المناسبة لضمان أفضل رعاية ممكنة للمواليد الذين يعانون من مشاكل ما بعد الولادة.

- الولادة المبكرة أبرز أسباب دخول الطفل للحضانة بسبب حاجته للدعم التنفسي والتغذية الخاصة لعدم اكتمال نمو أعضائه الداخلية أو معاناتها من مشاكل ما بعد الولادة قبل الأوان.
- مشاكل التنفس مثل متلازمة الضائقة التنفسية أو تأخر نضج الرئتين الذي يتطلب وضع الطفل في الحاضنة وعلى جهاز التنفس الآلي مع المراقبة حتى يستطيع التنفس بشكل طبيعي.
- انخفاض الوزن عند الولادة الذي يسبب عدم قدرة الطفل على تنظيم درجة حرارته أو عدم قدرته على الرضاعة الطبيعية.
- اليرقان الشديد وزيادة نسبة البروبلين في الدم والمعروف أيضاً باسم الصفار الولادي الذي يتم علاجه في الحضّانة بالعلاج الضوئي.
- اضطرابات السكر في الدم مثل انخفاض أو ارتفاع مستويات الجلوكوز.
- مشاكل القلب الخلقية والتي تحتاج إلى مراقبة وظائف القلب والتنفس عند الطفل حديث الولادة في ظروف الرعاية المركّزة.
- صعوبة التغذية كعدم قدرة الطفل على الرضاعة بشكل طبيعي بسبب ضعف المص أو مشاكل الجهاز الهضمي.
- مشاكل في الجهاز العصبي مثل التشنجات أو ضعف ردود الفعل العصبية.
- عدم اكتمال نمو بعض أعضاء الطفل حديث الولادة مثل الكبد أو الجهاز الهضمي.
- نقص الأكسجين عند الولادة مما قد يؤثر على وظائف الدماغ ويتطلب مراقبة في الرعاية المركّزة للأطفال حديثي الولادة.
- عدم استقرار درجة حرارة الجسم خاصة لدى الأطفال المبتسرين المولودين قبل الأوان.
- وجود تشوهات خلقية والتي تحتاج إلى تدخل طبي أو جراحي فوري يتطلب المراقبة في الحضّانة.
- متلازمة انسحاب حديثي الولادة بسبب تعرض الأم للمخدرات أو بعض الأدوية أثناء الحمل.
- مشاكل الدم مثل فقر الدم الشديد أو عدم توافق فصيلة الدم بين الأم والطفل.
- ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم مما يستدعي مراقبة دقيقة وعلاجاً فورياً في قسم الحضّانات.
يحتاج بعض الأطفال حديثي الولادة إلى دخول الحضانة (وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة - NICU) لتلقي رعاية طبية خاصة، وذلك لضمان استقرار صحتهم في الأيام أو الأسابيع الأولى بعد الولادة، وقد يكون السبب هو الولادة المبكرة، أو مشاكل في التنفس، أو انخفاض الوزن عند الولادة، أو حالات طبية أخرى تستدعي مراقبة دقيقة؛ بحيث توفر الحضانة بيئةً طبيةً مجهزةً لدعم المواليد الذين يحتاجون إلى متابعة خاصة، مما يساعدهم على النمو والتعافي بشكل صحي، وفي شرح هذه الحالات التي تستوجب دخول الطفل للحضانة:
- الولادة المبكرة: تُعرِّف الولادة المبكرة بأنها ولادة الطفل قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل، حيث يستمر الحمل الطبيعي حوالي 40 أسبوعًا، حيث إنَّ الأطفال المولودون قبل الأوان خاصةً قبل الأسبوع الثاني والثلاثين قد يواجهون مضاعفات صحية خطيرة، وتُشير التقديرات إلى أنَّ حوالي 15 مليون طفل يولدون قبل الأوان سنوياً، مع وفاة ما يقرب من مليون طفل بسبب مضاعفات الولادة المبكرة. وتُصنَّف الولادات المبكرة بناءً على العمر الحملي إلى:
- خداج مبكر للغاية: أقل من 28 أسبوعاً.
- خداج شديد: من 28 إلى أقل من 32 أسبوعاً.
- خداج متوسط إلى متأخر: من 32 إلى أقل من 37 أسبوعاً.
- المشكلات التنفسية: توجد عدة مشكلات تنفسية قد تستدعي إدخال المولود الجديد إلى الحضانة (وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة - NICU) لتلقي الرعاية اللازمة، ومن أبرز هذه المشكلات:
- متلازمة الضائقة التنفسية (RDS): تحدث غالبًا لدى الأطفال الخُدَّج نتيجة نقص في مادة الفاعل بالسطح الرئوي، مما يؤدي إلى صعوبة في توسع الرئتين
- التهاب الجهاز التنفسي السفلي: يشمل التهابات الرئة والقصبات الهوائية، وقد ينتج عن عدوى بكتيرية أو فيروسية، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس.
- استنشاق العقي: يحدث عندما يستنشق المولود المادة البرازية الأولى (العقي) أثناء الولادة، مما قد يسبب انسدادًا في مجرى الهواء وصعوبة في التنفس.
- حيث إن هذه الحالات تتطلب مراقبة وعناية خاصة في الحضانة لضمان استقرار حالة المولود وتقديم العلاج المناسب.
- انخفاض وزن المولود: يُعتبر انخفاض وزن المولود عند الولادة (أقل من 2.5 كجم) من الأسباب التي قد تستدعي إدخاله إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة (NICU)، يعود ذلك إلى زيادة مخاطر تعرض هؤلاء الأطفال لمشكلات صحية متعددة، بما في ذلك صعوبات في التنفس، ضعف في الجهاز المناعي، وصعوبات في الحفاظ على درجة حرارة الجسم الطبيعية؛ حيث تُقدَّم في الحضانة الرعاية اللازمة لضمان استقرار حالتهم الصحية ومراقبتهم بشكل دقيق.
- نقص الأكسجين عند الولادة: يُعتبر نقص الأكسجين عند الولادة من الأسباب الرئيسة التي تستدعي إدخال المولود إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة (NICU)؛ حيث يحدث هذا الاختناق عندما لا يحصل الطفل على كمية كافية من الأكسجين قبل الولادة أو خلالها أو بعدها مباشرة، وعند تعرض المولود لنقص الأكسجين، قد تتأثر وظائف أعضائه الحيوية، بما في ذلك الدماغ والقلب والرئتين والكليتين، كما يهدف إدخاله إلى الحضانة إلى:
- المراقبة المستمرة لمتابعة وظائف الأعضاء الحيوية والتأكد من استقرار حالته.
- تقديم العلاجات اللازمة مثل توفير الأكسجين، دعم التنفس، والعلاجات الأخرى التي تساعد في تقليل المضاعفات المحتملة.
- فهذه الإجراءات تهدف إلى تقليل مخاطر التلف الدائم في الأعضاء وتحسين فرص التعافي الكامل للمولود.
- اليرقان الشديد: يُعتبر اليرقان عند حديثي الولادة، أو اصفرار الجلد وبياض العينين بسبب ارتفاع مستويات البيليروبين في الدم، من الحالات الشائعة بين المواليد الجدد، في حين أن العديد من حالات اليرقان قد تكون خفيفة وتختفي تلقائيًا؛ إلا أن المستويات المرتفعة جدًا من البيليروبين قد تكون سامة لخلايا الدماغ وتؤدي إلى حالة خطيرة تُعرف باسم اليرقان النووي (kernicterus)، مما قد يسبب تلفًا دائمًا في الدماغ.
لذلك قد يستدعي اليرقان الشديد إدخال المولود إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة (NICU) لتلقي العلاج المناسب، مثل العلاج بالضوء أو تبديل الدم، بهدف خفض مستويات البيليروبين ومنع المضاعفات الخطيرة.

عند دخول الطفل الخديج إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة (NICU)، فهو يحتاج إلى مراقبة دقيقة وإجراء عدة اختبارات لضمان استقرار حالته الصحية واكتشاف أي مشكلات محتملة، وتشمل هذه الاختبارات ما يأتي:
- فحوصات التنفس والأكسجين:
- قياس نسبة الأكسجين في الدم (Pulse Oximetry) لمتابعة مستوى الأكسجين والتأكد من كفاءة التنفس.
- غازات الدم الشرياني (Blood Gas Analysis) لتقييم مستوى الأكسجين وثاني أكسيد الكربون وتوازن الأحماض في الجسم.
- فحوصات الدم:
- مستويات البيليروبين للكشف عن اليرقان عند المولود الجديد.
- اختبارات نسبة السكر في الدم لمراقبة انخفاض أو ارتفاع السكر، وهو أمر شائع لدى الخُدَّج.
- اختبارات العدوى (Blood Culture & CBC) للكشف عن أي التهابات قد تكون موجودة.
- اختبارات القلب والدورة الدموية:
- مخطط كهربية القلب (ECG) للكشف عن أي اضطرابات في نبضات القلب.
- مخطط صدى القلب (Echocardiogram) لتقييم وظيفة القلب والكشف عن أي مشاكل خلقية.
- فحوصات الجهاز الهضمي والتغذية:
- قياس تحمل التغذية لمراقبة قدرة المولود على الهضم والتأكد من عدم وجود مشكلات معوية.
- اختبارات مستويات الإلكتروليتات لمتابعة توازن الأملاح والمعادن في الجسم.
- اختبارات الدماغ والجهاز العصبي
- مخطط كهربية الدماغ (EEG): للكشف عن أي نشاط غير طبيعي قد يشير إلى النوبات.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية للدماغ: للتحقق من وجود نزيف أو مشاكل في تطور الدماغ.
- فحوصات السمع والرؤية:
- اختبار السمع حديثي الولادة (OAE أو ABR) للتأكد من سلامة السمع.
- فحص العين (Retinopathy of Prematurity - ROP Screening) للكشف عن أي مشكلات في شبكية العين قد تؤثر على الرؤية مستقبلاً.
- الفحوصات الجينية والتمثيل الغذائي: أهمها اختبارات الكشف عن الأمراض الوراثية والاستقلابية مثل قصور الغدة الدرقية الخلقي أو بيلة الفينيل كيتون (PKU)، حيث يتم إجراء هذه الاختبارات بناءً على حالة الطفل واحتياجاته الطبية لضمان حصوله على أفضل رعاية صحية ممكنة.
تلعب الحضّانات في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة (NICU) دوراً حيوياً في رعاية المواليد الذين يحتاجون إلى دعم طبي خاص بعد الولادة؛ حيث تُوفّر هذه الحضانة بيئةً آمنةً ومجهزةً بأحدث التقنيات لمراقبة حالة الطفل وتقديم العلاجات الضرورية، وتتمثل أهميتها:
- دعم التنفس: توفر أجهزة التنفس الصناعي والأكسجين للأطفال الذين يعانون من مشاكل تنفسية مثل متلازمة الضائقة التنفسية أو انقطاع النفس.
- الحفاظ على درجة الحرارة: يساعد الحاضن الحراري في تنظيم حرارة جسم الرضيع، خاصةً للخُدَّج الذين لا يستطيعون تنظيمها بأنفسهم.
- التغذية والعناية بالتطور: تُستخدم أنابيب التغذية للأطفال غير القادرين على الرضاعة الطبيعية، مع متابعة نموهم الغذائي بشكل دقيق.
- مراقبة الوظائف الحيوية: يتم قياس نبض القلب، نسبة الأكسجين في الدم، ومستويات السكر لضمان استقرار الحالة الصحية للرضيع.
- علاج اليرقان: يتم تقديم العلاج الضوئي لحديثي الولادة المصابين باليرقان لتقليل مستويات البيليروبين في الدم.
- الوقاية من العدوى: تُطبَّق إجراءات تعقيم صارمة لحماية المواليد من الالتهابات، نظراً لضعف مناعتهم في هذه المرحلة.