أسباب تشوهات الحيوانات المنوية عند الرجل وأنواعها

تشوه الحيوانات المنوية (بالإنجليزية: Teratospermia) حالة يحدث فيها تغير في النمط الطبيعي لشكل ومظهر الحيوانات المنوية، فتنخفض نسبة الحيوانات ذات الشكل الطبيعي القادرة على التخصيب وترتفع نسبة الحيوانات المنوية المشوهة الفاقدة لأدائها الوظيفي الفعّال.

فالحيوان المنوي له شكل نمطي وظيفي، ومعنى كلمة وظيفي أنّ المظهر والشكل له انعكاس هام ومحوري على أداء الحيوان المنوي لوظيفته بتلقيح البويضة وإتمام التخصيب.

يتمثل هذا الشكل الطبيعي برأس بيضوي وذيل واحد طويل وجزء أوسط منتظم، وبعض العيوب التي قد تصيب الحيوان المنوي في هذه الأجزاء، مثل الرأس الكبير أو المشوه الفاقد للشكل البيضوي والذيل الملتوي أو المزدوج وغيرها، تعتبر تشوهات تؤثر على الخصائص الطبيعية للحيوان المنوي وتضعف وظيفة الحيوانات المنوية في الوصول للبيوضة واختراقها وتقلل من الخصوبة وتضعف فرص حدوث الحمل.

وعلى الرغم من ذلك، تعتبر تشوهات الحيوانات المنوية المشكلة الأقل أهمية والأقل تأثيراً بين المعايير الثلاثة الأساسية لتحديد خصوبة الرجل، وهي الكثافة والحركة والشكل، فوجود نسبة 4 – 5 % من الحيوانات المنوية طبيعية الشكل عند الرجل كافية للحفاظ على الخصوبة والقدرة على الإنجاب.

يتفق معظم الخبراء والأطباء أن دور عيوب وتشوهات الحيوانات المنوية في التنبؤ بنجاح حدوث الحمل غير واضح وهو مؤشر ضعيف على وجود حالة عقم، حيث تؤثر العيوب المورفولوجية أو الشكلية للحيوانات المنوية في قدرتها على الإخصاب وتضعف إمكانية الوصول للبويضة وتلقيحها، وذلك على مستوى الخلية أو النطفة الواحدة.

لذا يبدو نظرياً أن هذه المشكلة تمنع الحمل وتقف حائلاً بوجه نجاح حدوثه، لكنّ في الواقع إن وجود نسبة كبيرة من الحيوانات المنوية مشوّهة الشكل أمر شائع ومكرر وطبيعي عند معظم الرجال، وعادة ما نكون بحاجة لنسبة 4% إلى 10 % فقط من نسبة الحيوانات المنوية طبيعية الشكل ضمن عينة السائل المنوي لنستطيع الحصول على نجاح في حدوث الحمل.

وهذا ما يوصلنا إلى أنه يمكن حدوث حمل مع وجود تشوهات في الحيوانات المنوية عند نسبة 4% أو أكثر من الحيوانات طبيعية الشكل، لكنّ إذا كانت النسبة أقل من ذلك أو إذا اقتربت نسبة الحيوانات المنوية مشوهة الشكل من 100%، فهذا يعني وجود مشاكل وصعوبة في حدوث الحمل وربما نصل لحالة عقم عند الرجل.

1. ​​​​​​​تشوهات الرأس: رأس الخلية المنوية هو مكان توضّع المادة الوراثية، وتشوهات هذا الجزء من الحيوان المنوي تمنع الانتقال الصحيح للمادة الوراثة أثناء عملية التلقيح وبالتالي يفشل حدوث الحمل، وتشمل التشوهات التي قد تصيب رأس الخلية المنوية أشكال عديدة، مثل كبر رأس الحيوان المنوي أو الرأس الصغير جداً (المدبب الدبوسي)، تحول الرأس من الشكل البيضوي إلى الشكل المستدير أو إلى شكل يشبه الكمثرى، تعدد الرؤوس للحيوان المنوي الواحد وغير ذلك.
2. عيوب القطعة الوسطى: إن العيوب والتشوهات التي قد تصيب الخلية المنوية في القطعة الوسطى، تمنع إنتاج الطاقة المسؤولة عن حركة الحيوان المنوي، فهي تحوي أعضاء مهمة لإنتاج هذه الطاقة، تشمل التشوهات والعيوب المحتملة ضخامة وسماكة القطعة الوسطى، عيوب اتصال القطعة المتوسطة بالرأس، وجود فجوات في القطعة الوسطى، العنق المنحني أو غير منتظم الشكل وغيرها.
3. عيوب الذيل: الذيل هو العضو الذي يساعد الحيوان المنوي في السباحة والحركة باتجاه البويضة، وعند وجوب عيب أو تشوه في شكل وبنية الذيل لا يمكن للنطفة أن تتحرك بالشكل المطلوب لتلقح الحيوان المنوي، تعتبر عيوب هذا الجزء عيوب شائعة ويمكن أن تتمثل ب الذيل الملتف، الذيل المتكرر، تعدد الذيول، غياب الذيل.
4. العيوب المتعددة: يكون في هذا النوع من التشوهات التي تمنع الإنجاب عند الرجل عدة عيوب وتشوهات من المذكورة آنفاً مجتمعة في النطفة أو الخلية المنوية الواحدة، وهذا النوع من أشد أنواع التشوهات في الحيوانات المنوية.

• ​​​​​​​​​​​​​​مشاكل الخصيتين: الخصية العضو الرئيسي والأهم لإنتاج الحيوانات المنوية عند الرجل، لذا فإن أي مشكلة مرضية تصيب الخصيتين، ستؤثر بالتأكيد على مرحلة ما من مراحل إنتاج الحيوانات المنوية منتجة عدة اضطرابات بنوية ووظيفية، مما قد يكون سبباً لتشوّه شكل الحيوان المنوي وخروجه عن النمط الطبيعي الموصوف، أبرزها مشاكل العدوى مثل الأمراض المنقولة جنسياً والتهاب البربخ، أو التعرض لصدمة على الخصيتين وما إلى ذلك.
• دوالي الخصيتين: ترتبط بعض حالات دوالي الخصية بتشوه الحيوانات المنوية عند الرجل، وعندما تصاب كلا الخصيتين بالدوالي قد يصل التشوه لنسب عالية جداً تؤثر على مستوى الخصوبة بسبب تشوه عدد كبير من الحيوانات المنوية، وذلك قد ينجم عن الحرارة الزائدة الناتجة عن تجمع الدم وحدوث إجهاد تأكسدي يضر بعملية إنتاج الحيوانات المنوية.
• التدخين والكحول: إن الإدمان على التدخين قد يكون من الأسباب المحتملة لتشوه بنية وشكل الحيوانات المنوية عند الرجال، حيث تؤثر المواد السامة الناتجة عن احتراق السجائر في تركيب الحمض النووي للحيوان المنوي وتسبب إنتاجه مشوهاً وخارجاً عن النمط الطبيعي، وكذلك إدمان الكحول وبعض أنواع المواد المخدرة يسهم في حدوث الضرر ذاته لشكل وجودة الحيوانات المنوية.
• الإصابة بمرض السكري: لقد وُجد أن مرض السكري له تأثير سلبي على خصوبة الرجل وجودة الحيوانات المنوية ومعاييرها، حيث يمكن أن يزيد من التشوهات المورفولوجية والشكلية ويؤثر في نضج وإنتاج الحيوانات المنوية.
• التعرض للسموم: بما في ذلك السموم البيئية مثل المبيدات الحشرية والفضلات الكيميائية والمعادن الثقيلة الناتجة عن العمليات الصناعية، بالإضافة إلى المواد الإشعاعية والكيمائية التي قد يحدث التعرض لها إثر معالجة مرض السرطان، جميعها عوامل تؤثر في عملية إنتاج الحيوانات المنوية على مستوى الحمض النووي وتسبب إنتاج حيوانات منوية مشوّهة وغير طبيعية.
• العيوب والأمراض الوراثية: بعض أنواع العيوب الوراثية لها دور في وجود مشكلة إنتاج حيوانات منوية مشوهة الشكل، مثل متلازمة كلايفنتر، وهي حالة تصيب الذكور ويولد فيها الطفل الذكر بصبغي X زائد، مما يؤدي لاضطراب هرموني لدى الذكر من أهم نتائجها العقم ومشاكل الحيوانات المنوية.
• الحرارة الزائدة: الحرارة الزائدة بسبب العادات والممارسات اليومية الخاطئة، مثل الاستحمام المتكرر بماء ساخن جداً وارتداء الملابس الضيقة جداً ووضع الحاسوب المحمول على الأرجل لمدة طويلة، جميعها عوامل تزيد احتمال تشوه الحيوانات المنوية لأن الحرارة العالية تخرّب تركيب الحيوانات المنوية وتسبب خلل في عملية إنتاجها.
• نمط الحياة: بعض العوامل المرتبطة بنمط الحياة قد تشكل محفزات لتشوّه الحيوانات المنوية عند الرجال مثل السمنة وزيادة الوزن، الإجهاد المزمن، العادات الغذائية السيئة، إدمان التدخين والكحول والإفراط في استخدام هرمون التستوستيرون وغيرها.

• ​​​​​​​علاج الداء المسبب للتشوه: فالعديد من المشاكل الجسدية تسبب حدوث وظهور مشكلة تشوه الحيوانات المنوية، مثل مرض السكري وإصابة الخصية والحالات الالتهابية التي تصيب الخصية، ويجب التخلص من هذه المشاكل بشكل كامل للتمكن من علاج التشوهات الحاصلة في الحيوانات المنوية.
• تغيرات نمط الحياة: قد تكون أسباب وجود تشوهات في الحيوان المنوي مرتبطة بوجود نمط حياة غير صحي لفترة طويلة، مثل كثرة التعرض للتوتر ونمط الحياة قليل الحركة والسمنة غير المعالجة وإدمان التدخين أو الكحول، فتكون إدارة هذ المشاكل وإجراء تغيير إيجابي بها الحلّ الأفضل للمشكلة، مثل ممارسة الرياضة وتخفيف الوزن والإقلاع عن التدخين ومعالجة إدمان الكحول وغيرها.
• تجنب العادات الخاطئة: بعض العادات اليومية التي قد تبدو بسيطة تحمل ضرر كبير لصحة الحيوانات المنوية وتسبب التشوهات والعيوب، مثل الاستحمام بماء ساخن جداً وارتداء الملابس الضيقة التي تشكل ضغط في منطقة الخصية واستخدام منشطات التستوستيرون وغيرها، ومن أهم طرق العلاج الطبيعية لمشكلة تشوه الحيوانات المنوية عند الرجل هو تجنب ممارسة هذه العادات والتوقف عنها.
• العلاج الهرموني: يستخدم في حال وجود مشاكل هرمونية تؤثر على عملية إنتاج الحيوانات المنوية وتسبب ظهور تشوهات وعيوب شكلية وبنوية بها، لذا قد يتم وصف بعض أنواع الأدوية الهرمونية التي تسهم في تصحيح نسب الهرمونات في الجسم فتعيدها للشكل الطبيعي وتسهم في علاج تشوهات الحيوانات المنوية عند الرجل.
• الجراحة: قد تكون الجراحة من خيارات علاج التشوهات في الحيوانات المنوية الناتجة عن حالات شديدة غير معالجة بالطرق الأخرى، مثل دوالي الخصية والتشوهات الخلقية والإصابات الشديدة في منطقة الخصيتين.