كيف يخبر الأب أبناءه أنه يستزوج وأثر زواجه عليهم

إخبار الأطفال بقرار الأب بالزواج من امرأة جديدة غير أمهم يحتاج إلى أسلوب حكيم ومراعاة مشاعرهم، لأن هذا القرار قد يثير لديهم مشاعر متضاربة مثل القلق أو الغيرة أو الخوف من التغيير، فمن الطبيعي أن يتأثر الطفل بالعديد من النواحي بسبب زواج أبيه ودخول امرأة جديدة لحياته هو ووالده، فما هي آثار زواج الأب على الأطفال، وكيف يخبر الأب أبنائه أنه سوف يتزوج.
- التمهيد قبل فترة مناسبة: قبل فترة من اخبار الطفل برغبة أبيه بالزواج من امرأة غير أمه يجب أن يمهد لهذا الخبر حتى لا يفاجئ الطفل فيه، وذلك بالحديث عن فكرة الزواج بشكل عام وما أهميته للأسرة وللأب وكيف سوف ينعكس على الطفل، وتعريف الطفل بالزوجة المستقبلية ومحاولة بناء علاقة ودية معها.
- اختيار ظروف مناسبة للحديث: للحديث حول رغبة الأب بالزواج يجب أن يختار ظروف مناسبة من حيث الزمان والمكان، كأن يكون الحديث في المنزل في غرفة الطفل قبل خلوده للنوم، وعندما يكون بمزاج جيد بعد مساء رائع مليء باللعب والأنشطة المحببة للطفل، حيث يشعر الطفل بالقرب من أبيه ويكون أكثر إيجابية تجاه الموضوع.
- البدء بسؤال الطفل عن رأيه بالفكرة: يجب أن يسأل الأب طفله عن رأيه بزواج أبيه، وعليه أن يستمع بصدر رحب لمشاعره حول الموضوع ومخاوفه من المستقبل، حتى لو كانت ردة فعله بالرفض والسلبية في بداية الأمر، فبعض الأطفال قد يحتاجون وقتًا للتأقلم مع الفكرة.
- شرح إيجابيات الموضوع: بعد معرفة رأي الطفل بزواج أبيه ومخاوفه من هذا الموضوع، يمكن للأب الحديث عن إيجابيات هذا الأمر وشرحها بطريقة يفهمها الطفل، بحيث يقلل مخاوفه ويجعله أكثر تقبلاً، ولكن مع الحذر أنه لا يجب الكذب على الطفل أو إيهامه بأشياء غير الواقع الذي سوف يراه في المستقبل.
- شرح إيجابيات الشريكة الجديدة: خلال شرح ضرورة وإيجابيات زواج للأب لطفله، يجب أيضاً أن يتحدث عن إيجابيات شريكته بشكل خاص، وكيف سوف يكون لها تأثير إيجابي ورائع على حياتهما.
- إعطاء تطمينات للطفل حول مستقبله: غالباً فإن اعتراض الطفل على زواج أبيه من امرأة أخرى أو رفضه للأمر، يكون مرتبط بمخاوف لدى الطفل حول مستقبله مع هذا الزواج، لذا فعلى الأب أن يعطي التطمينات للطفل للتخلص من هذه المخاوف وليصبح أكثر إيجابية وتقبلاً حيال الأمر.

يعتمد أثر زواج الأب مرة ثانية على الأطفال بشكلٍ كبير على موقف الأم أو وضعها بالنسبة للأسرة، فإذا كان الزواج قائماً بين الأب والأم وهو يريد التعدد يختلف عن انفصال الأب والأم وزواجه من امرأة ثانية أو زواج الأب بعد وفاة الأم، وأبرز آثار زواج الأب على الأبناء:
- الشعور بالغيرة أو الإهمال: غالباً سوف يشعر الطفل بعد زواج أبيه بأنه ينشغل عنه أكثر من اللازم بزوجته الجديدة أو أبنائها، وهذا ينمي لديه مشاعر بالغيرة والإهمال ما يسبب تأثيرات سلبية على علاقته بأبيه ومشاعره تجاه أبيه وزوجته.
- رفض الزوجة الجديدة: بعض الأطفال خاصة في سن المراهقة قد يجدون صعوبة في قبول فكرة وجود شخص جديد في حياة والدهم، وهذا الأمر سوف يسبب الكثير من العواقب، من مشاكل أسرية، وخلافات بين الزوجين، وسلوكيات سيئة من قبل الطفل.
- التعرض لسوء المعاملة من زوجة الأب: إذا لم تتمكن زوجة الأب من التعامل مع الأطفال بطريقة ودودة لطيفة وحنونة، فإن ذلك سوف يسبب تعرض الأطفال لسوء المعاملة الأسرية، وهذا أمر له تأثيرات كثيرة من الناحية النفسية والعاطفية والأسرية على الطفل.
- التوتر بين الأم وزوجة الأب: إذا كانت هناك مشاكل بين الأم والزوجة الجديدة والأب تحدث أمام الطفل وتعكّر صفو حياته أو يقحمونه بها، فقد يشعر الطفل بحالة من الضياع بين أطراف الخلاف، وهذا يكون له تأثيره على نمط حياته، ودراسته، ومشاعره.
- عدم القدرة على التكيف مع زوجة الأب: من التأثيرات السلبية التي قد تنتج عن زواج الأب من امرأة جديدة، ألا يتمكن الأطفال من التكيف مع الوضع الجديد، وهذا يسبب مشاكل كثيرة ومتنوعة لجميع أفراد الأسرة.
- فقدان الشعور بالأسرة: انفصال الوالدين بشكل عام قد يسبب مشاعر للطفل بالتشتت وفقدان الشعور بوجود أسرة أو الانتماء لها، وقد يزيد الأمر سوءً أن يتزوج الأب وأن تكون العلاقة سيئة مع زوجته، خاصة إذا تزوجت الأم أيضاً من رجل آخر.
- الخوف من المعاملة السيئة: أكثر ما قد يقلق الطفل من فكرة زواج أبيه بامرأة غير أمه، هو أن تتعامل معه زوجة الأب بطريقة سيئة، خاصة إذا لم تبدِ زوجة الأب تودد نحو الطفل وتقرب لطيف منه.
- الخوف من فقدان حب الأب: قد يشعر الطفل أن وجود زوجة جديدة في حياة أبيه قد يعني أن والده لن يحبه كما كان من قبل، أو أن اهتمامه به سوف يتراجع، وهنا على الأب أن يؤكد للطفل باستمرار أنه يحبه كما هو، وأن الزواج لا يغيّر العلاقة بينهما، ويجب أن يخصص وقتاً خاصاً له بعيداً عن الزوجة الجديدة.
- القلق من أن تأخذ الزوجة الجديدة مكان الأم: بعض الأطفال يشعرون أن وجود امرأة أخرى في حياة أبيهم قد يكون تهديداً لمكانة أمهم، خاصة إذا كانوا يرونها كبديلة عنها، وهذا أمر مقلق للطفل الذي يعتبر أمه من أغلى الأشخاص عليه ولا يريد استبدالها بأي أحد آخر، والضغط عليه في هذا الجانب يجعله يفقد الشعور بالأمان.
- التخوّف الإهمال أو الغيرة: غالباً سوف يفكر الطفل بأن الزوجة الجديدة للأب سوف تأخذ كل اهتمامه وتفكيره، ما يؤدي لإهمال أبيه له، وهذا يشعره بالغيرة والقلق من التغيير السلبي في علاقته مع والده.
- الخوف من تغيير العادات والروتين: الطفل قد يخشى أن تتغير حياته بالكامل بسبب وجود شخص جديد في المنزل، مثل تغيير غرفته أو طريقة التعامل معه، من قبل زوجة الأب أو الأب نفسه.

دور خطيبة الأب في إخبار الطفل بقرار الزواج حساس جداً، ويحتاج إلى ذكاء وصبر حتى لا يشعر الطفل بأن الأمر يُفرض عليه، حيث يجب أن يكون تعاملها لطيفاً ومتدرجاً ليتمكن الطفل من التكيف مع وجودها في حياته.
ومن الأفضل أولاً أن تترك الأب يمهد للخبر بمعنى أن دور الشريكة هو لاحق لدور الأب وليس سابق له، وألا تتسرع في فرض العلاقة عليه وتشعره بأنه مجبر عليها فهذا يثير مخاوف الطفل، بمعنى ألا تفرض نفسها كبديلة عم الأم قبل أن يطلب الطفل ذلك، ومن ثم عليه توقع ردة فعل الطفل بالغضب أو الرفض أو أي ردة فعل أخرى وأن تتعامل معها بتفهم وتقبل وصبر وأن تدرك أن هذا أمر طبيعي ولا تأخذه على محمل شخصي.
كما يجب أن يتم بناء العلاقة بالتدريج وليس بالإجبار، فيمكنها مثلاً البدء بلقاءات قصيرة غير رسمية، مثل نزهة خفيفة أو نشاط ممتع، وألا تطلب منه أن يناديها بألقاب معينة، بل تدعه يختار كيف يريد أن يخاطبها.
والأهم أن تحترم علاقة الطفل بوالدته فيجب أن تتجنب أي حديث سلبي عن الأم الحقيقية أو محاولة التقليل من دورها، لأن ذلك قد يجعل الطفل ينفر منها ويرفضها أكثر تماماً، والأهم أن تعمل على طمأنته أنها ليست سببا في انفصال والديه، خاصة إذا كان الطفل يعتقد أن الأب ترك أمه من أجل هذه المرأة، فهذا رافضاً لها بشكل قاطع، لذا يجب أن توضح بطريقة غير مباشرة أنها جاءت بعد الانفصال وليست سببه.
- طمأنة الطفل أن مكانه في حياة الأب لن يتغير، وأن حب الأب له ليس مرتبطاً بالزواج الجديد.
- التدرج في إدخال الزوجة الجديدة إلى حياته وعدم فرضها عليه بشكل مفاجئ.
- إشراك الطفل في بعض القرارات الصغيرة لجعله يشعر أنه جزء من التغيير وليس مجرد متلقي له.
- عدم إجبار الطفل على محبة الزوجة الجديدة فوراً، بل ترك العلاقة تتطور بشكل طبيعي.
- الطلب من الشريكة الجديدة أن تبني علاقة جيدة مع الطفل.
- ترك الخيار للطفل في كيف سوف تكون حياته بعد زواج أبيه.
- الانتباه لعدم السماح بأي تغيير سلبي على حياة الطفل بسبب زواج الأب.
- الحفاظ على علاقة متوازنة مع الأم البيولوجية وعدم إشراك الطفل في أي خلافات قد تحدث.
- تجنب المقارنة بين الزوجة الجديدة وأمه، فهذا له تأثيرات سلبية كثيرة.
- شارك طفلك في عملية التخطيط لحفل الزفاف أو في بعض الأنشطة مع شريكتك.