لماذا يفضل الناس إنجاب الذكور وهل الذكر أفضل!

تفضيل الناس لإنجاب مولود ذكر أكثر من الأنثى له أسباب وعوامل كثيرة نفسية واجتماعية وثقافية، وحب الأبناء الذكور من الظواهر الشائعة في الكثير من الثقافات والمجتمعات وخاصة بين الرجال، وهي مسألة قد يكون لها تأثير على تربية الأبناء وعلى طريقة التعامل معهم، ومدى سعادة الأهل بهم، وحتى على العلاقة بين الزوجين.
يفضل الكثير من الآباء إنجاب أبناء ذكور بدلاً من الإناث، ولكن تفضيل الأبناء الذكور على الإناث مسألة تختلف من مجتمع لآخر وتعتمد على عوامل ثقافية، اجتماعية، واقتصادية، ففي بعض المجتمعات ما يزال هناك ميل لتفضيل الذكور، بينما في مجتمعات أخرى لم يعد هناك فرق كبير في معاملة الأبناء بناءً على الجنس.
ففكرة تفضيل الذكور على الإناث في الولادات كانت مسألة أكثر شيوعاً في مراحل زمنية سابقة، كون بعض المجتمعات تنظر للذكور باعتبارهم أسهل في التربية وأكثر فائدة في الحياة والمستقبل.
أما الآن ومع التطور العلمي وتغير الكثير من العادات والتقاليد والمعايير الاجتماعية لتقييم الأشخاص تضاءلت هذه الظاهرة بشكل كبير في بعض المجتمعات، بينما بقيت آثارها واضحة بشدة في مجتمعات أخرى، تبعاً لظروف هذه المجتمعات.

- الضغوط والاعتبارات الاجتماعية: في بعض البيئات الاجتماعية يشعر الآباء بضغط اجتماعي يدفعهم لتفضيل الذكور على الإناث في المواليد، حيث ينظر في هذه المجتمعات بأن الذكور مصدر للفخر لذويهم أكثر من الإناث، لذا يفضل الآباء انجاب الذكور تجنباً للتعرض للنقد أو التقليل من شأنهم، سواء بالنسبة للمرأة أو الرجل.
- السمات الثقافية: في بعض الثقافات الاجتماعية يعتبر تفضيل انجاب الأبناء الذكور بمثابة موروث ثقافي، حيث أن في بعض الثقافات الاجتماعية سابقاً كان وجود الذكور في القبيلة أو العشيرة أو العائلة، هو مصدر لقوتها، فالذكور سوف يكبرون ويصبحون محاربون أو صيادون، ويدافعون عن القبيلة ويزيدون ثروتها.
- التفكير بالإعالة: أحياناً ينشأ تفضيل انجاب الذكور على الإناث لدى بعض الناس، انطلاقاً من دوافع أو نظرة اقتصادية قوامها أن الذكور بعد أن يكبروا يكونوا أكثر قدرة على إعالة ذويهم مادياً أو مساعدتهم في أعمالهم إذا كان لديهم عمل.
- النظر السلبية تجاه الإناث: ترى بعض المجتمعات أن الأنثى تضع مسؤوليات أكبر على أبويها من الذكر وهذا يسبب النظرة السلبية تجاه المولودة الانثى، ومنها المسؤوليات مالية المتمثلة بالإنفاق على الأنثى لفترة أطول، والمسؤوليات الأخلاقية التي تتمثل بالخوف من انحرافها ظناً منهم أن انحراف الذكر أقل وقع أو خطر من انحراف الأنثى.
- الرغبة بأن يكون الأخوة سند لبعضهم: بعض الأشخاص وبسبب ظروفهم الخاصة يفكرون بأن انجاب الكثير من الذكور، سوف يجعل هؤلاء الذكور مصدر دعم لبعضهم وأخواتهم الإناث عندما يكبرون، حيث من الوارد أن بعض هؤلاء الأبناء قد ينجح في عمل أو سفر أو وظيفة، ويتمكن من مساعدة بقاي أخوته، كما يكونوا عزوة يدافعون عن بعضهم ضد أي مخاطر في الحياة.
بالطبع لا يمكن اعتبار الطفل الذكر أفضل من الأنثى ولا العكس، بل لكل طفل قيمته الفريدة وأهميته في العائلة والمجتمع، بغض النظر عن جنسه، فالفرق بين الذكر والأنثى لا يكون بالأفضلية، وإنما في الأدوار التي يساهم بها كل منهما في الحياة والتي تعتمد أساساً على التربية والفرص المتاحة لهما في الحياة.
إذاً لماذا لا يوجد من هو أفضل في المقارنة بين الذكر والأنثى كأبناء؟ أولاً يمكن القول لأن القيمة الإنسانية متساوية إذ لا يُقاس الإنسان بجنسه، بل بأخلاقه، وقيمه، وإنجازاته، بالإضافة لأن النجاح لا يعتمد على الجنس، في الماضي كانت بعض المجتمعات تحد من فرص المرأة، لكن اليوم أثبتت النساء أنهن قادرات على تحقيق النجاح في كل المجالات، من الطب والهندسة إلى السياسة والرياضة.
أضف إلى أنه يجب النظر لكون كل طفل يعد مصدر سعادة بطريقته الخاصة، فالابن الذكر قد يكون سنداً لأسرته، والابنة قد تكون هي مصدر حنان العائلة وروحها، وكلاهما يمكن أن يكون مصدر فخر وسعادة لأهلهما.
المجتمعات الناجحة توازن بين الجنسين، فالمجتمعات التي تمنح الفتيان والفتيات فرصاً متساوية هي الأكثر تقدماً وازدهاراً، لأنها تستفيد من قدرات الجميع بدون تمييز، والاعتقاد بأن الذكر أفضل من الأنثى أو العكس هو فكرة قديمة ومحدودة، قد يكون هذا التفكير نابعاً من عادات اجتماعية قديمة، لكنه لا يعكس الواقع، اليوم يمكن أن تكون الفتاة قوية، ناجحة، ومؤثرة تماماً كما يمكن للولد أن يكون حنوناً، مسؤولًا، ومحباً لعائلته.
في النهاية يمكن القول أنه لا يوجد جنس أفضل من الآخر، بل هناك فرد يصنع قيمته بنفسه، سواء كان الطفل ذكراً أو أنثى، الأهم هو أن يُربى في بيئة مليئة بالحب، الاحترام، والفرص المتساوية لينجح في حياته..

- اعتبار الذكر امتداد للعائلة: يفضل بعض الرجال الحصول على أبناء ذكور أكثر من الإناث من منطلق أن الذكر يكون امتداد للعائلة وحامل لاسمها ولإرثها الثقافي والاجتماعي.
- الرغبة بتربية ابن يشبهه: يرغب الرجل بأن يرى نفسه في أبنائه، لذا يفضل الأبناء الذكور حتى يربيهم بالطريقة التي يكونوا فيها أشباه له، أو يحقق فيهم أحلامه التي لم يتمكن من تحقيقها بسبب الظروف.
- الخوف من الضغوط الاجتماعية: في بعض المجتمعات ينظر بطريقة سلبية للرجل الذي ينجب إناث، وكأن انجابه للإناث دليل على ضعفه أو ضعف جيناته، وهذا يعتبر عار بالنسبة للرجل، لذا يفضل انجاب الذكور، فهذا يعيطه صورة اجتماعية أفضل وثقة أعلى بالنفس.
- الرغبة بحصر الميراث: يرغب بعض الرجال بإنجاب الذكور أكثر من الإناث انطلاقاً من دوافع اقتصادية تستهدف حصر ثورة العائلة بأفرادها، لذا يفضل أن يحصل على ابن ذكر حتى لا تخرج ثروة العائلة عن طريق زواج فتياتها برجال غرباء.
- التفضيلات الشخصية: الميل والرغبة بما يتعلق بجنس المولود المراد إنجابه تتأثر أيضاً بالتفضيلات الشخصية لكل رجل، وبالتالي بدون وجود عوامل ثقافية أو اجتماعية قد يفضل بعض الرجال أن تنجب زوجاته ابن ذكر أكثر من الأنثى.
- الخوف من المسؤولية تجاه البنات: ينظر الرجل أحياناً للبنت على أنها مسؤولية إضافية على كاهله، في الرعاية، وفي النواحي المادية، وفي الضبط الأخلاقي، وخوف الرجل من هذه المسؤوليات، يكون سبب في كثير من الأحيان بتفضيل انجاب أبناء ذكور.
- التقصير في حقوق الأبناء الإناث: من ينتظر مولود ذكر ويريد أن يحظى بولد ولا يريد الإناث، فيمكن أن يهمل البنت الأنثى في الكثير من الجوانب العاطفية أو الرعاية أو غير ذلك، فهو غير سعيد بها وبالتالي لا يهتم بجميع تفاصيلها كما كان سيفعل لو جاء طفل ذكر، وهذا يؤدي للتقصير في حقوق الطفلة الأنثى بشكل عام وربما يستمر هذا التقصير حتى بعد أن تكبر.
- تسليط الأبناء الذكور على الإناث: الناس الذين يفضلون الذكور على الإناث في الأبناء، غالباً ما يربون أطفالهم ببيئة تربوية تفسح المجال للذكور للسيطرة على أخواتهم الإناث، بل أنهم يجبرون الإناث على الخضوع للذكر، وهذا يكون له عواقب عديدة على تنشئة كل منهما العاطفية والنفسية والاجتماعية.
- مشاكل بين الزوجين لعدم إنجاب الذكور: عند رغبة الزوج بأن تنجب زوجته طفل ذكر، وبعد الولادة تأتي أنثى، فقد يضع اللوم عليها في ذلك، ما يتسبب بحدوث مشاكل بينهما، تبدأ بالخلاف وتكرار الحمل مرات عدة، وقد تنتهي بالانفصال أو زواج الزوج من امرأة أخرى.
- الشعور بالإحباط عند إنجاب البنات: في حال رغبة الأهل بقدوم مولود ذكر وانجاب فتاة في كل مرة، فإن هذا سوف يسبب لهم احباط ومشاعر سلبية، وقد يصل لحد الاكتئاب أو لوم الذات ومشاعر اليأس.
- التأثير على بناء شخصية الأبناء بطريقة سلبية: تفضيل الأبوين للأبناء الذكور على البنات يجعلهم يسلكون سلوكاً تربوياً معيناً يعطي أدوار وتوقعات وحدود مختلفة لكل من الأبناء الذكور والإناث، وهذا يكون له أثار مختلفة على تكوينهم النفسي والاجتماعي، وبناء شخصيتهم بشكل عام.