تربية الأبناء على الثقة بالنفس
يفني الآباء حياتهم في تربية أبنائهم، وتوجيه قراراتهم، وإيجاد حلول للمشكلات، وتشكيل السلوكيات، آملين في أن يكتسب أبناؤهم يومًا ما المهارات اللازمة للتألق في العالم الخارجي معتمدين على أنفسهم. فقمنا في هذا المقال بجمع بعض من الأسرار الفعالة لنقدمها لأطفالنا بكل حب؛ لنرشدهم ونشجعهم على العثور على ذواتهم الأكثر إبداعًا، تلك الروح التي تؤمن بأنها تستطيع التحليق في السماء!
عندما يستيقظ الطفل في الصباح فيجد نفسه محاطاً بالمحبة والاهتمام سيشعر بزيادة الاستحقاق والثقة بالنفس، ومن أهم ما يمكن القيام به ليشعر الطفل بالدافع الصباحي الذي يعزز ثقته بنفسه:
- قبل أن تخلد إلى النوم فكر بعمل قام به اليوم أحد أبنائك وأعجبك، اكتب ملاحظة أو ارسم صورة حول هذا العمل لكي تقدمها له في الصباح. ستكون مفاجأة عظيمة، لتسعده!.
- لا تتجاهل تحية الصباح وقبلة الصباح.
- حاول أن تساعد طفلك على الاستيقاظ بوقت باكر بحيث يحصل على ساعة واحدة على الأقل قبل الاستعداد للمدرسة أو الروضة وقبل ذهابك أنت إلى العمل.
- اسأل ابنك عن ليلته ونومه إن كان مريحاً، استمع له إن أراد أن يروي لك حلماً، وطمئنه إن رأى كابوساً.
- من الأنشطة المهمة للأطفال بعد الاستيقاظ من النوم أن نساعدهم على التفكير بما سيفعلونه اليوم، قد يكون ذلك شفهياً من خلال بعض الأسئلة "ماذا ستفعل اليوم؟، حل فكرت بما ستفعله بعد العودة من المدرسة؟...إلخ"، أو من خلال تخصيص لوح المهام حيث يقوم الطفل كل صباح بتسجيل ما يريد القيام به.
- لوحة الامتنان الصباحي هي لوح يتم تعليقها في غرفة الطفل أو في ماكن مناسب آخر، علم طفلك أن يكتب ما هو ممتن له كل صباح لترسخ التفكير الإيجابي والثقة بالذات لديه.
- حاول أن يكون الروتين الصباحي مستقراً قدر الممكن، لأن الاستقرار من أهم عوامل زيادة ثقة الأبناء بأنفسهم.
كيف أعلم ابني أن يحب نفسه؟ وما تأثير حب الذات على الثقة بالنفس؟ وكيف يمكن تعزيز الثقة بالنفس من خلال محبة الذات؟
درّب طفلك على أن يحب نفسه، تستطيع أن تفعل ذلك من خلال طرح الأسئلة عليه، مثل: "ما هو أكثر ما يعجبك في وجهك؟" أو "ما هي الأمور التي تنجزها على أكمل وجه؟" أو "ما الذي يجعلك تعتقد بأن أصدقاءك يحبونك؟".
وتذكر ضرورة التمييز بين تنمية حب الذات والثقة بالنفس عند الأطفال وبين تنمية الغرور والأنانية، حيث أن تسليط الضوء على الوسامة والجمال وعلى المميزات التي يتمتع بها الابن يجب أن يكون مدروساً لحماية الأطفال من الأنانية والنرجسية وحمايتهم من الغيرة المفرطة أيضاً.
والشعار الأساسي في هذا الصدد أن محبتك لابنك وتعبيرك الواضح والصريح والصادق عن هذه المحبة هو أكثر ما ينعكس على محبة الطفل لذاته وثقته بنفسه.
تقول الخبيرة في موقع حلوها حول استرجاع ثقة الطفل بنفسه من خلال إجراءات المحبة وزيادة احترام الذات والثقة بالنفس:
" لاسترجاع ثقة الطفل بنفسه وتنمية محبته لذاته يجب على الأهل الاعتماد على الخطوات التالية:
- التقرب من الطفل وإحاطته بالحب والاهتمام حتى ينعم بالأمن والراحة النفسية.
- التحاور البنّاء مع الطفل من قبل الوالدين.
- مدح الطفل أمام الآخرين.
- تشجيع الطفل على الإنجاز وبلوغ أهدف معينة.
- الاعتماد على الطفل في بعض الأمور حتى يستطيع بناء ذاته.
- لا تقارني الطفل بأي أحد من العائلة لأن هذا يسهم في هدم ذاته وثقته
- لا ترغمي الطفل على القيام ببعض الواجبات التي تفوق قدرته
- افتحي له المجال للإفصاح عن أفكاره الداخلية المرتبطة بذاته
- التعرف على هوايات الطفل ومحاولة تنميتها.
من المهم تشجيع الأطفال على القراءة والبحث...
الأطفال مخلوقات فضولية، فحينما يطرح عليك طفلك سؤالًا مهما كان بسيطاً أو غيره مهم، لكنه يساهم في توطيد العلاقة بينك وبين طفلك وشعوره باهتمامك، قم بالإجابة عن أسئلة الأطفال عن طريق الرجوع إلى كتاب تقرأه مع طفلك، لتكشف له الإجابة التي ترضي فضوله، وعندما تقوم بهذا العمل فإنك تعلّم طفلك كيفية العثور على الإجابة، وكيفية البحث، وكيفية استخدام الموارد.
من جهة أخرى فإن عادة القراءة من أهم العادات التي تميز الأطفال الواثقين بأنفسهم، اقرأ مقالنا عن فوائد القراءة للأطفال لتعرف أكثر.
كيف أعلم ابني التعبير عن مشاعره؟ كيف أفهم ابني؟
"مشاعرنا هي أصدق الطرق لاكتساب المعرفة"... إن تعليم الأطفال التعامل مع مشاعرهم المختلفة وإدارة عواطفهم وانفعالاتهم يساعدهم على بناء شخصية قوية ومتوازنة على الأمد البعيد، فكلما كان الطفل قادراً على التعبير عن نفسه وقادراً على إدارة مشاعره كلما تمكن من اتخاذ خيارات وقرارات صحيحة في حياته الآن ومستقبلاً، اقرأ أكثر عن إدارة المشاعر عن الأطفال من خلال النقر على هذا الرابط، وإليك واحدة من استراتيجيات تعليم الأطفال إدارة مشاعرهم لتعزيز ثقتهم بأنفسهم:
• جرب لعبة "واجه مشاعرك" مع أطفالك؛ من أجل مساعدتهم على تحديد مشاعرهم والتحدث عنها.
• أحضر بعض الأوراق والأقلام واستعد للرسم!
• على طفلك أن يرسم دائرة كبيرة تعبر عن وجوههم، ستتبادل معهم الصور والتجربة التي نتج عنها ذلك الشعور.
فكلما استمعنا لمشاعر أطفالنا وتفهمناها، كان ذلك أفضل لمعرفتهم ومعرفة ما يحيط بهم.
كيف أعالج مشكلة الخوف لدى ابني؟ كيف أجعل طفلي يشعر بالأمان؟ وما هو تأثير مخاوف الأطفال على الثقة بالنفس؟
الأطفال لهم مخاوفهم الخاصة، وبطبيعة الحال فإن مخاوف الأطفال تؤثر بشكل سلبي على ثقتهم بأنفسهم، ولمساعدة الطفل على الشعور بالأمان، إليك بعض الأمور التي يمكن القيام بها عند شعوره الطفل بالخوف:
• أنصت إليه وحاول استيعاب شعوره بالخوف.
• ابتكر كل الوسائل الممكنة لمواجهة هذا الخوف.
• دعه يكتب أو يرسم كل الأفكار التي تطرأ في ذهنه.
• ادعم كل ما يقوم به من خطوات نحو التخلص من خوفه.
• أخبره بقصة مقتبسة من حياتك عندما كنت تشعر بالخوف.
هل فكرت يومًا باللمسة، وتأثيرها على أبنائك كوسيلة للتواصل؟
من هذه المقولة سنتعرف على حاجة الإنسان إلى اللمسة الحانية الإيجابية: "حتى من هم في مأمن من العالم، يحتاجون إلى لمسة الآخرين".
فأول الخبرات التي يكتسبها الطفل هو شعوره بالاحتضان، وصوت خفقان القلب، ولمسة البشرة بينما يحمله أبواه.
إن اللمسة احتياج أساسي عميق، وهي ضرورية لنا جميعًا من أجل النمو. والأسرة هي المكان الأساسي والأكثر أهمية على الإطلاق الذي نتعلم فيه قيمة تقديم العاطفة وتلقيها عن طريق اللمسة.
تعليم الطفل المثابرة والصبر للنجاح في إنجاز المهام!
عندما يقوم الطفل بأداء مهمة ما ويشعر بخيبة الأمل، لاعتقاده بعدم قدرته على إتمامها، فلا تهرع إليه لإنقاذه فورًا.
إن منح الطفل فرصة المثابرة يعلمه التحلي بالصبر مع نفسه أثناء قيامه بحل المشكلة بهدوء.
قد تحتاج للتدخل في الأمر عن طريق التصريح ببعض العبارات الإيجابية مثل: "يمكنك فعل ذلك، فقط أغمض عينيك لحظة، ثم أعد المحاولة".
وإذا بدأ طفلك في تمزيق شيء ما، أو طرحه أرضًا، فساعده على البدء من جديد عن طريق تقسيم المهمة إلى أجزاء أصغر.
وتأكد أن طفلك لديه القدرة لإنجاز المهمة بنجاح، وإلا فقم بتغيير المهمة إلى أخرى يمكنه إنجازها.
لمعلومات أكثر عن أهمية المثابرة عند الاطفال إقرأ مقالنا بهذا الخوصوص من خلال النقر على هذا الرابط.
خذ ثلاث دقائق وفكر في عبارات رفع المعنويات، مثل: "إنني فخور بك" ووجهها لأحد أفراد أسرتك، بدلًا من عبارات الإحباط التي تُوجه إليهم!
وعلى طول الرحلة في تربية الأبناء سوف تعيش لحظات من السعادة الغامرة حين يقوم طفلك بما كنت تستبعد قيامه. فعالم الطفولة أمر ممتع إذا تحليت بالصبر والحب والشغف لابتكار كافة الوسائل من أجل أبنائك!
[1] كتاب شيلا إليسون وباربرا آن بارنيت "365 طريقة لتنشئة أطفال واثقين".
[2] مقال Beth Arky "كيف تبني ثقة الأطفال بأنفسهم" منشور في childmind.org
[3] مقال "احترام الذات والثقة بالنفس عند الأطفال من سنة إلى ثمانية" منشور في raisingchildren.net.au
[4] مقال Ashley Cullins "هل تريد لطفلك أن يمتلك قدراً مرتفعاً من احترام الذات؟ يقول لك العلم أن تفعل التالي"، منشور في biglifejournal.com