متلازمة المحتال وأزمة احتقار الذات

ما هي متلازمة المحتال؟ ما هي أسباب احتقار الذات وعلاقتها بمتلازمة الدجال؟ كيف يمكن التخلص من متلازمة المحتال؟
متلازمة المحتال وأزمة احتقار الذات
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يشعر الإنسان أحياناً وفي بعض المواقف أنه شخص محتال لا يستحق ما هو عليه، وربما يصل الأمر إلى الشعور باحتقار النفس، ويتكرر هذا الأمر في العمل أو عند الحصول على امتياز معين، أو عندما يمدحه أحدهم أو يثني عليه.
في هذا المقال سنحاول التعرف على أسباب هذا الشعور، أعراضه، ومخاطره، وكيف يمكن التخلص منه.

ظهر مصطلح متلازمة المحتال Impostor syndrome للتعبير عن شعور أو فكرة ملازمة لصاحبها طوال الوقت وفي مواقف معينة وهي شعوره بأنه محتال ومزيف، ولا يستحق ما وصل إليه من نجاح وليس بالقدر المطلوب من الذكاء والنبوغ لينال هذا المنصب، أو يحظى بذلك التقدير.
ويعود الفضل في وضع هذا المصطلح إلى الطبيبتين المتخصصتين في علم النفس الإكلينيكي بولين كلانس وسوزان انس.
ومتلازمة الدجال لا يمكن تعريفها على أنها مرض أو اضطراب نفسي أو عقلي، لكنها عبارة عن فكرة دائما التجدد وشديدة الارتباط بحدث أو موقف مهني أو اجتماعي، يشيد بكفاءة الشخص أو تفوقه.
 

animate

تختلف الأسباب وتتبدل المواقف، لكن يبقى الشعور بالعذاب والفكرة الملحة كما هي لا تتغير أو تختلف من شخص لآخر، لأن كل المصابين بهذه المتلازمة لديهم ذات التشكك في قدراتهم ومهاراتهم، ولا يرون في أنفسهم سبباً أو ميزة يستحقون الثناء عليها، وهناك عدة أسباب لهذه المتلازمة منها: 

1- الاعتقاد بنقص الخبرة 
يوهمك الشعور بنقص خبرتك بأن الآخرين يتفوقون عليك بشكل مطلق في كل شيء، وربما تحدث بعض المواقف التي تعزز وتدعم ذلك الشعور الوهمي، فيبادر أحدهم بفكرة لم تتبادر إلى ذهنك، أو يذكر الآخر معلومة في مجال تخصصك ربما تسمعها لأول مرة، تعدد وتكرار مواقف شبيهة كهذه يسبب انخفاض الثقة بالنفس وبالتالي الشعور بالريبة تجاه أي نجاح أو إنجاز تحدثه.

2- عدم تقدير الذات 
من الأسباب أيضاً مشاعر عدم الاستحقاق الملازمة لتدني تقديرك لذاتك، والتي تشوه فكرتك وتصورك الذاتي عن مهاراتك وقدراتك وخبراتك، والمعلومات المتعلقة بتخصصك ومجال عملك أو دراستك.
فربما تكون لديك حصيلة معلومات لا بأس بها، لكنك قررت ادعاء الجهل خوفاً من الدخول في مناقشات لا تضمن عواقبها ومع تكرار تجنبك لنقاشات طويلة وموسعة بشأن عملك أو تخصصك، أصبحت تؤمن بأنك فعلاً لا تعلم شيئاً ولست مؤهلاً بشكل كافٍ للدخول في مناقشات أو تقديم حلول واقتراحات.


3- مراقبتك لنجاح الآخرين 
جميعنا في ميدان العمل أو الدراسة على علم بمستوى أقراننا وحجم إنجازاتهم أو إخفاقاتهم،  وهذا قد يتحول لدى البعض لعادة يومية تتخطى مرحلة العلم بمستوى الآخرين لمرحلة التركيز الشديد والرصد والتدقيق لكل كبيرة وصغيرة تصدر عنهم، وهذا التدقيق الشديد ربما يؤدي في الغالب لحدوث شعور وهمي أيضاً بعظمة ما يقوم به هؤلاء، والمبالغة في تقدير ما يفعلونه، وبالمقابل المبالغة في تحقير وتقليل ما تقدمه أنت أو تفعله.

4- الرغبة بالكمال
من أبرز الأسباب التي تؤدي لحدوث متلازمة المحتال هو السعي والرغبة الدائمة بالكمال، لأن تركيزك على الجزء الناقص في حياتك أو شخصيتك أو عملك أو علمك يجعلك لا ترى أي جودة في الأشياء التي تملكها أو تتقنها بالفعل، فتظل في حالة بحث مستمر عن الكمال في كل ما تفعله وتقوم به، وحين تأتيك لحظات النجاح تعرض عنها لإيمانك بأنها كانت إما مجرد حظ أو لحظات مزيفة.

 

ويمكن تلخيص معظم السمات الشخصية التي تؤدي إلى متلازمة المحتال في نقاط على النحو التالي: 

1- يكون الشخص فاقداً للثقة بنفسه وقدراته.
2- يصبح دائم المقارنة بينه وبين الآخرين.
3- مؤمن جداً بمهارات وإنجازات الآخرين ومبالغ جداً في تقديرها.
4- ثقته في قيمة ما يفعله تكاد تكون معدومة.
5- يتجنب الدخول في مناقشات جدية رغم كثرة معلوماته.
6- لا يفرح بنجاحه لأنه يراه مزيفاً ويعتقد أنه لا يستحق ما وصل إليه.
7- لا يبادر بالحصول على مهام جديدة ولا يسعى لأي تحديات.
8- يتساوى في نظره النجاح والفشل.
9- يرى نفسه غير مستحق لتقدير وثناء من حوله.
 

مما لا شك فيه أن عدم الثقة بالنفس وقدراتها وعدم المبادرة بتقديم أفكار ومقترحات أو الدخول في تحديات وقبول مهام جديدة؛ يؤثر سلباً على العمل والإنتاج، ويؤثر أيضاً على حياة الشخص وتقدمه، فهو بدلاً من أن يهنأ بما حققه من انجازات، أو يجد فيما قدمه ونجح فيه دافعاً لمزيد من النجاح والتميز يفكر بشكل سلبي، وربما يلوم نفسه على نجاحه، وهذا يعوق استمرار تحقيق التقدم في حياته وعمله.
والشخص المصاب بمتلازمة الدجال، ربما يكون مصدراً للطاقة السلبية في محيط عمله أو أسرته لأنه رغم شهادة الآخرين له بالكفاءة والنجاح والاستحقاق، يرى نفسه غير مستحق وغير كفء وهذا ربما يؤثر على دافعية الآخرين وتحفيزهم للعمل والإنجاز.

1- أنت شخص فريد 
كل شخص هو فريد من نوعه، له نقاط قوة وضعف تختلف عن الآخرين، ولديه إنجازات وإخفاقات، لذلك لا تضع نفسك في موضع مقارنة مع أحد، فلكل شخص قدرات ومهارات ينفرد بها عن الآخرين.

2- لست حكماً
تأكد جيداً أنك لست حكماً على حياتك وخصوصاً في العمل، فلا يمكن للشخص تقييم نفسه بنفسه دون الاعتماد على تقييم  الإدارة التي تضع المتميزين في المكانة التي يستحقونها، وليس من الطبيعي أن كل إنجاز هو ضربة حظ، أو أنك تحصد النجاح بالصدفة فهذا غير منطقي أو ممكن.

3- لا تجلد نفسك 
اللوم والصراع الداخلي مع نفسك يمكنهما تدميرك وجعلك شخصاً فاشلاً وسيئاً بالفعل لأنك أقنعت نفسك بذلك، لكن الحل هو ألا تجلد ذاتك واستمتع بلحظات النجاح، ولا تهرب من مواجهة لحظات الفشل وابحث عن حلول سريعة وفعالة.

4- اطلب المساعدة 
يمكنك طلب المشورة النفسية لمحاولة تجاوز أعراض متلازمة المحتال إن لم تستطع التعامل معها بنفسك، لأنها خطر شديد يهدد حياتك.

5- احتفظ بذكريات محفزة 
حاول الاحتفاظ بمقطع فيديو أو صور توثق إنجازاتك ونجاحاتك لتتذكر كلما شعرت بهذا الشعور أنك تستحق ما أنت فيه، ويفضل أن تتضمن ردود أفعال الآخرين على ما تقوم به، لدعمك نفسياً.