هل يحق للزوج منع الزوجة من زيارة أهلها ومتى يمنعها!

هل يحق للزوج أن يمنع زوجته من زيارة أهلها! تعتبر مسألة منع الزوجة من زيارة أهلها أو منعهم من زيارتها من المسائل المعقّدة التي لا يمكن التعامل معها بعنفٍ أو تعنت، فهناك فعلاً بعض الظروف أو الأسباب التي قد تجعل زيارة الزوجة لأهلها تؤثر بشكل سلبي على الزوجين وأسرتهما، وفي نفس الوقت لا بد أن يتحلى الزوج بالاعتدال وأن يكون الأمر بينه وبين زوجته خاضعاً للنقاش والحوار.
في الواقع نعم يوجد بعض الرجال الذين يقومون عامدين بمنع زوجاتهم من زيارة أهلهن بشكل طبيعي، أو يحددون زيارة الزوجة لمنزل أهلها بفترات معينة أو يقيدون زيارة المرأة لمنزل أهلها، وتختلف أسباب ذلك حسب العديد من العوامل والحالات، فبعضهم يفعل ذلك بسبب مشاكل شخصية أو خلافات عائلية سواء مع الزوجة أو مع أهلها، والبعض الآخر بسبب الغيرة أو حب التملك، أو عقاب الزوجة على إهمال مسؤولياتها، أو كجزء من عادات ثقافية واجتماعية وتربوية.
الحقيقة أن حرمان الزوجة من زيارة أهلها يخلق الكثير من المشاكل، سواء بين الزوج وزوجته، أو بينه وبين أهلها، وقد يؤثر سلباً على الأبناء أيضاً المحرومين بطبيعة الحال من زيارة بيت الجد.

لا يحقّ للزوج منع زوجته من زيارة أهلها أو حرمانها منهم ومنعهم من زيارتها إلّا في حال رأى أن زيارتها لهم سببٌ لوقوع الضرر أو المفسدة وخشي من ذلك، وحتى في هذه الحالة فالأولى أن يكون منه الزوجة عن أهلها بالتوافق والتشاور والإقناع، للوصول مع الزوجة إلى فهم طبيعة الضرر والمفسدة التي تجعل الزوج في ريبة.
متى يمنع الزوج زوجته من زيارة أهلها؟ قد يمنع الزوج زوجته من زيارة الأهل في الحالات التي يرى فيها عدم ضرورة لهذه الزيارة أو أنها تسبب مشاكل لعلاقته بزوجته وأسرته، وتحدث فعلاً مثل هذه الحالات إذا كان أهل الزوجة يسببون مشاكل مستمرة بين ابنتهم وزوجها مثل التدخل السلبي في حياتهما الزوجية، أو التحريض ضد الزوج، أو إفساد العلاقة بينهما، أو وجود سلوكٍ لدى أحدهم يخشى الزوج أن تكون فيه مفسدة لزوجته وأولاده، أو إذا كانت الزيارة تعرض الزوجة أو الأسرة للخطر كأن يكون هناك تهديد واضح من أحد أفراد العائلة، أو إذا كانت الزيارة تتسبب في إهمال واجبات الزوجة تجاه بيتها وأسرتها.
وحتى في هذه الحالات لا يعني ذلك أنه يحق للزوج من الزوج عن أهلها منعاً تعسفياً، بل يجب أن يكون هناك تفاهم وحوار لحل المشكلة بطريقة عادلة، فصلة الرحم واجبة، والزوج الحكيم يسعى لإيجاد حلول ترضي الجميع بدلاً من المنع القاطع.
لا يوجد ما يفرض عدد مرات زيارة الزوجة لأهلها أو مدة معينة بين كل زيارة وأخرى، ولكن يجب أن تبقى الزوجة على تواصل مع أهلها بشكل مستمر إذا لم يكن ذلك صعب مثل حال وجود أهل الزوجة في بلد آخر، ولكن من الناحية الشرعية وفي الأعراض الاجتماعية يحق للزوجة زيارتهم بقدر معقول ومتفق عليه بين الزوجين، بما لا يسبب ضرراً للحياة الزوجية أو يؤثر على حقوق الزوج أو الأسرة.
ويرى البعض أن الزيارة يجب أن تكون بقدر معتدل بحيث لا يكون فيها ضرر أو تعطيل للحياة الزوجية، وأن العرف الاجتماعي يلعب دور كبير في تحديد ذلك، ففي بعض العائلات تكون الزيارة أسبوعية، وفي أخرى شهرية، أو حسب المناسبات والاحتياجات.
والأهم هو أن يكون هناك تفاهم بين الزوجين، بحيث لا تشعر الزوجة بأنها محرومة من أهلها، أو يسبب ذلك خلافات بين الزوج وأهل زوجته، وبنفس الوقت لا يشعر الزوج بأن الأمر يؤثر على حياته الزوجية أو أداء الزوجة لمسؤولياتها الزوجية والأسرية.
- كثرة زيارة الزوجة لأهلها: قد تبالغ الزوجة أحياناً في تكرار زيارتها لأهلها بشكل مبالغ فيه، إلى الحد الذي يجعل الزوج يمنع زوجته من زيارة أهلها أو يقيد زيارتها لهم بحدود معينة، حيث قد يرى أن تكرار الزيارات بشكل مبالغ فيه يجعل حياتهما غير مستقرة في منزلهما، إذ لا تعتاد على البقاء بمنزل زوجها وتشعر أنه منزلها، وقد يؤثر ذلك على حياتهما الزوجية أو يسبب إهمال لشؤون المنزل.
- مشاكل الزوج مع أهل الزوجة: في حال وجود مشاكل بين الزوج وأهل زوجته وعلاقة سيئة، مثل الخلافات على أمور مالية أو اجتماعية، وكانت هذه المشاكل بالدرجة التي تسبب قطيعة، فقد يتعمد الزوج منع زوجته من زيارتهم سواء من باب الضغط عليهم، أو لمجرد إزعاجهم.
- إهمال المرأة لمسؤولياتها: أحياناً تكون المرأة من النوع المهمل لمسؤولياتها ولا تهتم بشؤون زوجها ومنزلها وأطفالها، وبدلاً من ذلك تكثر من الخروجات والزيارات خاصة لمنزل أهلها، وهذا أمر يزعج الزوج وقد يدفعه لمنع زوجته من زيارة أهلها.
- غيرة الزوج من أهل زوجته: قد يأتي منع الزوج زوجته من زيارة أهلها بسبب غيرته منهم، فلأسباب اجتماعية أو مادية قد يغار الرجل من أهل زوجته أو أحدهم، وبالتالي يمنع زوجته من زيارتهم بسبب شعوره بالانزعاج كلما ذهبت إليهم وتحدثت له عن شؤونهم.
- تدخل أهل الزوجة في حياة الزوجين: يمكن أن يكون أهل الزوجة من النوع الذين يتدخلون في حياة ابنتهم وزوجها بشكل سلبي، سواء بنصائح غير مرغوبة أو بمحاولة التأثير على قرارات الزوجة، وذلك قد يدفع الرجل إلى الحد من هذه الزيارات أو منعها تماماً لحماية استقلالية أسرته وعلاقته مع زوجته.
- النزعة التسلطية عند الزوج: بعض الرجال يكون لديهم نزعة تسلطية تجاه الزوجة، ولديهم رغبة دائمة بالتحكم بها وفرض سيطرتهم عليها، وقد يلجأ الرجل بهذه الحالة لمنع زوجته من زيارة أهلها، كونه يرى في ذلك إضعاف لها، وخضوع أكثر له من قبلها.
- الرغبة بعقاب الزوجة: يمنع الرجل زوجته من زيارة أهلها في بعض الأحيان عقاباً لها على شيء أو خطأ ارتكبته من وجهة نظره، مثل تقصيرها في المسؤوليات، أو عدم احترام أهله وزيارتهم، أو قيامها بأي شيء أزعجه.

- حاولي معرفة سبب هذا السلوك: في أول الأمر عليك أن تبحثي عن الأسباب التي تجعل زوجك يمنعك من زيارة أهلك أو لا يحب هذه الزيارات، حيث يجب أن يكون الحل متناسب مع السبب، لأن علاج أساس مشكلة يعالج بالضرورة آثارها.
- تحدثي مع زوجك حول تأثير ذلك عليك: حاولي أن تتحدثي مع زوجك حول مشاعرك من كونه يمنعك من زيارة أهلك، وما يسببه ذللك من مشاكل عائلية ونفسية وعاطفية، واعطيه وعد بعلاج السبب الذي ينزعج منه وسبب رغبته بمنعك من زيارة أهلك.
- حاولي علاج أي مشاكل بين أهلك وزوجك: إذا كنت على معرفة بوجود خلاف أو مشكلة بعينها بين أهلك وزوجك، فيجب أن تأخذي دور الوسيط المساهم في حل هذه المشكلة، فهذا بالضرورة سوف يجعل زوجك يغير سلوكه.
- قومي بواجباتك على أكمل وجه: قبل أن ترغبي بزيارة أهلك يجب أن تتأكدي بأنك تقومين بجميع واجباته تجاه زوجك ومنزلك وأطفالك أولاً، فغالباً ما يكون إهمالك لهذه الجوانب هو سبب منع زوجك لك من زيارة أهلك.
- اعملي دائماً على تحسين العلاقة بين زوجك وأهلك: من خلال زيارة أهلك لك أو تحضير العزومات والدعوات المتبادلة أو نقل الأخبار الودية، وتحسين صورة زوجك أمام أهلك، وصورة أهلك أمام زوجك، حاولي دائماً أن تلعبي دور إيجابي في تحسين العلاقة بين أهلك وزوجك.
- الاعتدال في زيارة الأهل: لا تبالغي في الزيارات لأهلك في حال كنت تدركين أن زوجك ينزعج من هذا الأمر، فكوني معتدلة بحيث يشعر زوجك أنك منتمية له ولمنزله، ولا يشعر بالغيرة أو الانزعاج من زياراتك الكثيرة لأهلك.
- الاستعانة بوسيط لحل المشكلة: إذا كان منع زوجك لك من زيارة أهلك أمر جدي ومبالغ فيه ولا يمكن الصبر عليه أو علاج المشكلة، فيمكنك الاستعانة بوسيط موثوق وله احترام لدى زوجك للتدخل في الأمر، مثل أهل الزوج.
- إحداث قطيعة مع أهل الزوجة: تعمد الزوج منع زوجته من زيارة أهلها أو التدخل في هذا الأمر سوف يسبب قطيعة لأهل الزوجة سواء بالنسبة للزوج الذي من واجبه التواصل من أهل زوجته واحترامهم، أو بالنسبة للزوجة التي تحتاج لصلة الرحم والبقاء على تواصل مع أهلها، أو بالنسبة للأطفال الذين يجب أن يشعروا بانتمائهم العائلي.
- شجار الزوج مع زوجته: لا تتحمل الزوجة فكرة منعها من زيارة أهلها من قبل الزوج، ولا تتقبل هذا الأمر ببساطة، وبين الحين والآخر سوف تبدي انزعاجها ما يسبب خلافات ومشاكل وشجار بين الزوجين.
- شعور الزوجة بالوحدة: منع الزوجة من زيارة أهلها يجعلها تشعر بالوحدة والعزلة، فالمرأة وخاصة في مجتمعاتنا تكون علاقاتها محدودة بأهلها غالباً، لذا هي بحاجة للتواصل معهم وزيارتهم وسماع أخبارهم، وإلا أصبحت ترى العلاقة الزوجية وكأنها سجن لها.
- تعميق الخلاف بين الزوج وأهل الزوجة: في حال وجود خلافات ومشاكل من أي نوع بين الزوج وأهل زوجته، فإن تعمده منع زوجته من زيارتهم سوف يعمق هذه الخلافات والمشاعر السلبية بدلاً من علاجها.
- شعور المرأة بالقهر والظلم: فكرة منع الزوجة من زيارة أهلها كحق طبيعي من حقوقها، وما يعكسه من مشاعر بالوحدة والعزلة والتقييد، يجعل الزوجة تشعر بالحرمان والظلم والقهر.