تعريف نشوز الزوجة وصفات الزوجة الناشز

عندما تتحول الحياة الزوجية إلى ساحة من التحدي والصدام، وتبدأ المشاعر بالتلاشي تحت وطأة العناد والجفاء، فقد يكون السبب وراء ذلك زوجة ناشز! الزوجة الناشز التي ترفض التفاهم، وتصرّ على رأيها حتى لو كان على حساب استقرار الأسرة، وتتجاهل حقوق زوجها بلا مبرر، تجدها دائمة التذمر، لا تُقدّر التضحيات، وتعتمد أسلوب التجاهل والتمرد في كل تفاصيل العلاقة، تعرفوا أكثر إلى الصفات التي تميز الزوجة الناشز، وكيف يمكن التعامل معها قبل أن تصل العلاقة إلى طريق مسدود!
الزوجة الناشز هي التي تخرج عن طاعة زوجها في غير ما أمر الله به، وترفض أداء حقوقه المشروعة دون سبب مقبول، مما يؤدي إلى اضطراب الحياة الزوجية، وقد ورد ذكر النشوز في القرآن الكريم في قوله تعالى: "وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا" (النساء: 34).
وقد فسر العلماء النشوز بأنه الترفّع والتكبّر عن طاعة الزوج فيما أوجبه الله على الزوجة، فقال بان كثير عن الناشز: "النشوز هو الامتناع عن الزوج، والعصيان، ورفع نفسها عن طاعته فيما يجب عليها من حقه" (تفسير ابن كثير، ج1، ص503)، وقد فسر الطبري النشوز بأنه: "ارتفاع المرأة على زوجها وامتناعها عنه مما أوجب الله عليها من طاعته".
لذلك حثّ الإسلام على معالجة نشوز الزوجة بالحكمة والموعظة الحسنة، وفق التدرج الوارد في الآية الكريمة، للحفاظ على استقرار الأسرة والمودة بين الزوجين. اقرأ أيضاً عن نشوز الزوج من خلال النقر على الرابط: من هو الزوج الناشز وكيف عالج الإسلام نشوز الرجل!

- العناد ورفض الحوار والإصرار على رأيها دون الاستماع لزوجها.
- التقليل من قيمة الزوج وتتعامل معه باستخفاف أو بكلمات جارحة.
- الإهمال في الواجبات الأسرية ولا تهتم الزوجة الناشز بالمنزل أو الأسرة.
- التمرد والرفض المستمر ومعارضة قرارات الزوج دون سبب.
- البرود العاطفي والجفاء وتجنب التعبير عن مشاعرها.
- الامتناع عن الحقوق الزوجية، حيث ترفض الزوجة الناشز أداء واجباتها الزوجية بلا مبرر.
- الأنانية المفرطة من صفات الزوجة الناشز حيث تضع رغباتها فوق مصلحة الأسرة.
- إثارة المشاكل بلا سبب وتفتعل الخلافات بشكل مستمر.
- عدم احترام أهل الزوج وتتعامل معهم بجفاء أو تجاهل.
- عدم الالتزام بالقيم الأسرية وتخالف العادات والتقاليد المتبعة.
- عنيدة ولا تتقبّل الحوار: تتسم الزوجة الناشز بالعناد المفرط، فترفض التفاهم مع زوجها أو مناقشته، مما يجعل حل الخلافات صعبًا، ومن من صفات الزوجة الناشز أيضاً أن حوارها عنيفٌ وغير منضبط بسبب التعنت شديد.
- الإهمال في واجباتها: لا تهتم الزوجة الناشز بشؤون المنزل، وتتهرب من مسؤولياتها تجاه زوجها وأبنائها، ولا تقدم للزوج الرعاية المطلوبة منها دون أن يكون لديها عذر يمنعها.
- عدم احترام الزوج والتقليل من شأنه: تتعامل الزوجة الناشز مع زوجها بإساءة واستعلاء أو استخفاف، وتقلل من شأنه أمام الآخرين، مما يجرح كرامته، حيث قال الإمام النووي في روضة الطالبين: "إيذاء الزوج بالقول أو الفعل دون مبرر يُعد نشوزًا".
- الامتناع عن الحقوق الزوجية دون سبب شرعي: ترفض الناشز المعاشرة الزوجية بلا سبب مقبول شرعًا، حيث قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى: "إذا امتنعت المرأة عن فراش زوجها بغير حق، فهي ناشز، ولا تستحق النفقة".
- افتعال الخلافات مع الزوج: تلجأ الناشز إلى افتعال الخلافات بشكل مستمر، مما يؤدي إلى توتر العلاقة الزوجية، حيث قال القرطبي في تفسيره: "النشوز هو العصيان والمخالفة، فإذا استمر كان سببًا لفساد الحياة الزوجية."
- معاملة أهل الزوج بطريقة سيئة: تعامل الزوجة الناشز أهل زوجها بتجاهل أو بعدوانية، مما يخلق فجوة بين العائلتين، حيث قال الماوردي في الحاوي الكبير: "من علامات نشوز المرأة سوء معاملتها لأهل زوجها بغير حق" .
- تتصف بالأنانية: من صفات الزوجة الناشز أنها تهتم بمصلحتها الشخصية على حساب زوجها وأسرتها، فقد ذكر ابن عثيمين في فتاوى الأسرة: "من أسباب نشوز المرأة تغليبها لمصلحتها الشخصية على مصلحة الأسرة."

- عدم التفاهم والتواصل الجيد: إن فشل الزوجين في التواصل بشكل فعال قد يؤدي إلى سوء الفهم واحتقان المشاعر، مما يجعل الزوجة تشعر بأنها غير مسموعة أو مقدرة، وهو ما يساهم في النشوز، فقد ذكر القرطبي في تفسير القرطبي: "الخلل في التواصل يؤدي إلى غياب التفاهم ويخلق فجوات عاطفية."
- غياب الاحترام المتبادل: فعندما يشعر الطرفان بعدم الاحترام أو التقدير المتبادل، يمكن أن ينشأ شعور بالاحتقار أو التهميش، مما يؤدي إلى تمرد الزوجة على حقوق الزوج؛ وهو قول ابن عثيمين في فتاواه حيث قال: "احترام كل طرف للآخر هو أساس الحياة الزوجية المستقرة. وإذا فُقد هذا الاحترام، يسبب ذلك تدهور العلاقة."
- عدم تحقيق العدالة والمساواة: فعندما يشعر الطرفان بأن الآخر يعامله بطريقة غير عادلة أو أنه لا يحصل على حقوقه الكاملة، فقد يؤدي ذلك إلى تمرده وعدم طاعته؛ وهو ما ذكره ابن القيم في "زاد المعاد" حيث ذكر: "العدل بين الزوجين في المعاملة هو من أسباب استقرار العلاقة، وإذا فقدت الزوجة هذا الشعور، قد ترفض الطاعة."
- تدهور العلاقة العاطفية والجنسية: إذا انقطع التواصل العاطفي والجسدي بين الزوجين، فقد تشعر الزوجة بالإحباط والفراغ العاطفي، مما قد يدفعها إلى التمرد أو رفض أداء حقوق الزوج؛ وقد أشار النووي في "شرح مسلم" إلى أن "العلاقة العاطفية والجنسية السليمة هي أساس الحياة الزوجية المتوازنة."
- تدخل طرف ثالث (الأهل أو الأصدقاء): قد تؤدي تدخلات الأهل أو الأصدقاء في شؤون الحياة الزوجية إلى زيادة المشكلات بين الزوجين وتفاقم التوتر، مما قد يؤدي إلى نشوز الزوجة، وقد ذكر ابن كثير في تفسير ابن كثير: "تدخل الأهل في شؤون الزوجين قد يساهم في إشعال الخلافات ويساهم في نشوء النشوز."
- القسوة أو العنف من الزوج: تعرض الزوجة لأي شكل من أشكال العنف أو القسوة من الزوج قد يؤدي إلى تمردها ورفضها الطاعة بسبب شعورها بالظلم أو التهديد، فقد قال الطبري قال في تفسيره: "العنف في التعامل مع الزوجة يعزز العداء ويؤدي إلى نشوزها."
- الغيرة المفرطة من الزوج: في بعض الحالات، قد تؤدي الغيرة المفرطة من الزوج إلى شعور الزوجة بالحصار أو القمع، مما يجعلها ترفض الطاعة كنوع من الدفاع عن نفسها، قال ابن تيمية: "الغيرة المفرطة إذا تحولت إلى شكوك قد تدمر العلاقة الزوجية وتؤدي إلى النشوز."
- تغيرات في الوضع الاجتماعي أو المالي: قد تؤدي المشكلات المالية أو التغيرات الاجتماعية إلى ضغط نفسي على الزوجة، مما يجعلها تشعر بالاستياء وتبدي مقاومة ضد المسؤوليات الزوجية، وقد ذكر ابن عثيمين في فتاواه: "الضغوط المالية والاجتماعية تساهم في زيادة التوتر بين الزوجين، مما قد يؤدي إلى النشوز."
- الفتور أو الاستهتار من جانب الزوج: إذا شعرت الزوجة بأن الزوج لا يبذل جهدًا للحفاظ على العلاقة أو لا يهتم بمشاعرها، فإنها قد تفقد الحافز للطاعة وتظهر سلوك النشوز، قال الماوردي في "الحاوي الكبير": "الفتور من جانب الزوج قد يؤدي إلى تراجع الزوجة عن التزاماتها الزوجية."
- الاستقلالية الزائدة للزوجة: في بعض الحالات، قد يؤدي شعور الزوجة الزائد بالاستقلالية إلى حدوث انفصال عاطفي ورفضا للطاعة؛ فقد قال ابن القيم في "زاد المعاد": "الاستقلالية المفرطة قد تؤدي إلى حالة من النفور بين الزوجين، مما يجعل الزوجة تتصرف بنشوز."
يتطلب التعامل مع النشوز حكمةً وصبرًا، وفقًا لما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية، وقد دعا الإسلام إلى معالجة هذه المشكلة بطريقة متوازنة، بحيث لا يتسبب ذلك في تأجيج الخلافات أو تدمير العلاقة الزوجية، ووفقًا للآية الكريمة: "وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا" (النساء: 34)، وفي الآتي بيان لذلك:
- الوعظ والتوجيه بالأسلوب اللين: الوعظ هو الخطوة الأولى والأكثر أهمية في التعامل مع النشوز؛ حيث يجب على الزوج أن يبدأ بنصح زوجته بلطف وبأسلوب هادئ، مبينًا لها دورها في الأسرة وأهمية التعاون بينهما، كما يجب أن يكون الكلام موجهًا بشكل إيجابي يعزز من الشعور بالمودة والرحمة، وقد قال ابن كثير في تفسيره للآية: "الوعظ هو التوجيه بالحكمة والرفق، ويجب أن يكون بعيدًا عن الشدة والعنف."
- الهجر في المضجع: إذا لم تجد الموعظة نفعًا، يمكن للزوج أن يلجأ إلى الهجر في المضجع، أي عدم المشاركة في السرير أو الابتعاد في النوم لفترة قصيرة كوسيلة للتعبير عن الاستياء، ولكن يجب أن يتم ذلك دون تعنيف، فقد قال الطبري: "الهجر في المضجع هو وسيلة لتفادي المزيد من التصعيد، مع التأكيد على عدم الإساءة أو إهانة الطرف الآخر."
- الضرب غير المؤذي (إن لزم الأمر): من أحكام النشوز في الإسلام في حالة استمر النشوز ورفضت الزوجة الإصلاح بعد الموعظة والهجر، يمكن للزوج أن يلجأ إلى الضرب غير المؤذي كآخر خطوة، بشرط أن يكون ضربة رمزية غير مؤذية أو مؤلمة. لا يُقصد من الضرب القسوة أو التعنيف، بل كوسيلة لتوجيه الزوجة إلى خطورة تصرفاتها، وقد قال ابن القيم في كتابه (زاد المعاد) ذكر: "الضرب الذي يُشترط أن يكون غير مؤلم ولا مسببًا للأذى، هو أمر مستثنى في حالة استمرار النشوز بعد المحاولات الأخرى".
- اللجوء إلى التحكيم أو الاستشارة: في حال استمرت الزوجة في نشوزها يُنصح الزوجان باللجوء إلى التحكيم بينهما عبر أشخاص ذوي حكمة، مثل أفراد العائلة أو المستشارين، لمساعدتهما على التوصل إلى حل عادل وفعال، وقد قال الإمام النووي في (شرح مسلم): "إذا تفاقمت المشاكل بين الزوجين، يجب اللجوء إلى التحكيم لحل النزاع بطرق عادلة."
- الصبر والمرونة: من المهم أن يتحلى الزوج بالصبر والمرونة عند التعامل مع النشوز؛ فالزواج يتطلب صبرًا من الطرفين، ولا يجب اتخاذ قرارات متهورة تؤدي إلى التفكك العائلي؛ وقد قال ابن تيمية: "الصبر على تقلبات الحياة الزوجية والمرونة في التعامل مع التحديات تساهم في الحفاظ على استقرار الأسرة."