ما الفرق بين القائد والمدير وصفات كل منهما

اكتشف معنى القائد والمدير والفرق بينهما وما هي صفات القائد وصفات المدير ومهمات كل منهما
ما الفرق بين القائد والمدير وصفات كل منهما
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

دائماً ما يتم الخلط بين مفهومي الإدارة والقيادة وبالتالي بين من يطلق عليه لقب القائد أو لقب المدير، ولكن في الواقع لكل منهما مهام وأهداف وصفات يختلف بها عن الآخر، ولنتمكن من التفريق بين القائد والمدير بشكل أدق وأكثر تفصيلاً، سوف نضيء في هذا المقال على هذين المفهومين من حيث المعنى العام ومن حيث الجوهر في شخصية كل منهما.

المدير هو المنصب الوظيفي رفيع في إدارة أي منشأة أو بناء أو مؤسسة أو مكان عمل، كما أنه الوسيط والممثل الرسمي لها في علاقاتها الخارجية ومسؤول بشكل أساسي عن عمالها والطبقات الإدارية الهرمية فيها، والإدارة هي صفة وظيفية للمدير بالضرورة ويصل إليها عن طريق الخبرة والتحصيل العلمي، ويتصف عمل المدير بالازدواجية فهو يقوم بوضع الخطط الإدارية بالإضافة إلى أنه يوافق على الخطط التنفيذية الأخرى المقترحة.

أما القائد هو ذلك الإنسان المبدع الذي يعمل بوساطة أفكاره وسلطته والمهارات الشخصية المتطورة لديه فيؤثر على أداء الأفراد ويضبط وينظم سلوكيات العمال، وذلك بغية تحقيق الأهداف المرغوبة والأثر الإيجابي في العمل، والقائد ليس بالضرورة أن يكون منصباً وظيفياً بل ربما يكون صاحب العمل أو مؤسسه أو حتى يتمتع بسمات الشخصية القيادة في سلوكياته وتصرفاته، ما يجعله في موقع المقدمة والقيادة بين أفراد فريقه، مثل الأصدقاء أو العمال وغيرهم.

إذاً الفرق الأساسي بين القائد والمدير أن المدير منصب يعتمد على الخبرات العلمية والعملية ولديه مهمات واضحة وتقليدية في معظم الحالات ضمن تسلسل الإدارة الهرمي، أما القائد فهو شخص يمتلك مهارة القيادة قد يكون مديراً أو قائد فريق أو قائد مجموعة، وأنجح المدراء هم الذين يمتلكون صفات القيادة.

animate

تعتبر مهام القائد استثنائية وغير روتينية أو وظيفية أو محددة، فلا يوجد جهة توكل للقائد أو تفرض عليه أي مهام، فالقائد يقوم بمهامه من دافع شخصي أو أخلاقي لخدمة مصلحة العمل أو المجموعة أو مصلحة فريقه، ومن بعض مهام القائد:

  • التصرف الاستراتيجي: ويكون ذلك بما يتناسب مع الخطوات المحددة لتحقيق النجاح، ويجب أن تكون التصرفات والخطوات مدروسة بدقة سابقاً والتي ستساعد القائد على النهوض بالشركة نحو الأفضل، ومثل ذلك طرح أفكار واستراتيجيات لتحسين أداء العمل او الفريق لخدمة مصلحة الفريق والعمل على حد سواء.
  • التواصل الفعّال: تعد هذه المهمة أساسية وهنا يجب تحديد طريقة التواصل مع المدراء وأعضاء الفريق والاستماع إلى شكواهم ومعرفة إمكانياتهم في العمل ومن ثم معرفة نوعية المهام التي يمكن تكليفهم بها.
  • تدريب وتشجيع أعضاء الفريق: ويندرج تحت هذا البند تطوير الذات والمهارات الشخصية لأعضاء الفريق وتقديم الملاحظات الهامة من قبل القائد لتطوير أدائهم والكفاءة لديهم وشرح المهام المطلوبة وكيفية تنفيذها، وذلك يكون بالتشجيع ورفع المعنويات ومراعاة المشاعر العاطفية والنقد البنّاء وضبط النفس.
  • بناء الثقة بين أعضاء الفريق: من بين تلك المهام الأساسية في تحقيق الغايات أن يسعى القائد لبناء جسور الثقة بالنفس من جهة والثقة المتبادلة بينه وبين أعضاء فريق العمل، وذلك من خلال توكيل المهام التي تناسب كل فرد من الفريق والاجتماع معهم بشكل دوري.
  • المشاركة الفعّالة: من مهام القائد أن يسمح لبقيّة أعضاء الفريق بالمشاركة في اتخاذ القرارات واقتراح بعض الأفكار والإبداعات المهمة جداً في إعطاء حس المسؤولية، والإرشاد النفسي والسلوكي عوضاً عن التوجيه فقط.

تختلف مهام المدير عن مهام القائد بكونها ذات طبيعية وظيفية تتعلق بشكل مباشر بالأعمال اليومية الروتينية والتنظيمية للمؤسسة أو الشركة أو المجموعة، ومن أبرزها نذكر:

  • المهام التنظيمية: حيث يقوم المدير بتوزيع المهام المطلوبة وتنظيمها وذلك وفقاً لمهارات كل عضو عامل والتنسيق بين القطاعات المختلفة وفقاً لأولوية كل منهم.
  • قيادة الاجتماعات: يقوم المدير برئاسة الاجتماعات التي تقوم بشكل دوري شهرياً أو أسبوعياً أو حتى يومياً بما يتناسب مع مصلحة العمل وذلك بالتواصل المباشر والملموس على أرض الواقع مع الآخرين.
  • المساءلة والمحاسبة: تعتبر من المهام الأساسية للمدير أن يقوم بمساءلة أعضاء الفريق ومحاسبته في حال فشل في تنفيذ الأوامر وأداء المهام، ومثل ذلك التأخر عن حضور الاجتماعات الإدارية.
  • الإشراف العام: يجب أن يبقى المدير على اطلاع تام بكامل مخططات العمل وكيفية تطبيق القرارات في الحقيقة دون تساهل أو تخاذل (كسل).
  • تكوين قنوات اتصال: وفي هذه المهمة فائدة جماعية في تطوير وتحسين العمل ويكون ذلك بتكوين فريق متكامل مع كافة المدراء والموظفين وبذلك يطّلع على جميع القرارات والإجراءات المتبعة في كل قطاع إداري صغير كان أو كبير.

هناك بعض الصفات التي يشترط أن تكون متوفرة لتحقيق صفة القائد ومن أهمها:

  • قوة الشخصية والانضباط: من أهم الصفات التي يجب أن تتوفر في القائد الناجح حيث تعكس قوة الشخصية الثقة الكاملة من قبل الآخرين، كما يعكس الانضباط التزام أفراد الفريق بتنظيم الوقت واحترامه في العمل.
  • تحمل المسؤولية: يجب أن يتحلى القائد الناجح بالشعور الدائم بالمسؤولية تجاه العمل وأخذ أي طارئ على محمل الجد فيما يخص العمل والعمال من جميع النواحي.
  • الصدق والنزاهة في العمل: يجب أن يتمتع القائد بصفة الصدق مما يساهم في تعزيز الثقة بينه وبين المدراء وبقية الأفراد، كما أن النزاهة في العمل صفة أساسية يجب أن تتوفر لتأكيد مرور جميع القرارات وتنفيذها دون مسّ أي شخص بأذٍى.
  • الإبداع والابتكار: إلى جانب تلك الصفات يجب أن يقدم القائد لعمله بعض الأفكار المبتكرة والمخططات التي تساعد في تحسين جودة العمل وتطويره لينافس طريقة عمل المنشآت الأخرى فالتفكير الإبداعي من أهم ما يميّز القائد الناجح.
  • الخبرة العملية: لا يمكن أن تكتمل صفات القائد دون أن يمتلك سنوات من الخبرة والتجربة العملية التي تؤهله لذلك، فنقص الخبرة يؤدي لمشاكل كثيرة في العمل وفقدان حس القيادة وعدم ضبط الأمور.
  • الإيجابية والموضوعية: الاتصاف بالشخصية الإيجابية في العمل والابتعاد قدر الإمكان عن الإحباط والتشاؤم من أهم الصفات الواجب توفرها في القائد.

يوجد بعض المواصفات الهامة التي يجب أن تتوفر في شخصٍ من يكلف بمهمة المدير من أبرزها:

  • التمتع بالحزم والتنظيم: يجب أن يكون المدير قادراً على حزم الامور واتخاذ القرارات السليمة في العمل، بالإضافة إلى قدرته على ضبط وتنظيم العمل الجماعي بأفضل صورة وذلك بتوزيع المهام والإشراف الحقيقي على العمل.
  • القدرة على الملاحظة: لهذه الصفة أهميّة كبيرة في العمل لأنه بمقدار ما يكون المدير ذو قدرة عالية على الملاحظة بقدر ما يتمكن من إدارة المشاريع وكشف المخالفات والأخطاء بسرعة وتفاديها.
  • القدرة على تحمّل الضغط: هذه الميّزة هامّة جداً فالمدير محكوم من قبل سلطة أعلى ولا يستطيع رفض أي مهمة موكلة إليه، فالقدرة على تحمل الضغط يجعل منه مديراً ناجحاً وبالإضافة إلى اكتسابه خبرة واسعة.
  • الثقة بالنفس وعدم الأنانية: الثقة بالنفس صفة أساسية في المدير الناجح فاتخاذ القرارات الإدارية يعتمد على الثقة الكاملة بالنفس، وعدم الأنانية تجعل من المدير إنساناً ذو طبيعة حسنة.
  • القدرة على التواصل الفعّال: العمل عبارة عن هرم رأسه المدير وقاعدته العمال فبقدر تماسك هذا الهرم بقدر ما يتم الحصول على نتيجة في نجاح العمل، والتواصل الفعّال ومعرفة مهارات وكفاءات العمال وشكواهم يساهم كثيراً في سير العمل وتقدّمه.
  • نقل الخبرات الشخصية للعاملين: لا يجب أن يكون المدير أداةً موجّهة فقط بل يجب أن يقوم بتعليم العمال ونقل جميع التجارب والخبرات السابقة وصبّه في مصلحة العمل.
animate

كما أسلفنا فإن القيادة ليست منصب وظيفي والقائد لا يتم تعينه بقرار إداري، وإنما يفرض حضوره ووجوده بناء على عوامل عدة كأن يكون منتخب رسمياً أو شفهياً من أعضاء المجموعة أو أن يكون مالك العمل أو يملك شخصية قيادية، وأنواع القادة:

  • الشخصية القيادية: وهنا يكون القائد يملك صفات شخصية قيادية بطبيعته مثل الحس الإبداعي في حل المشكلات وحس المبادرة والقدرة على التعامل مع جميع أعضاء الفريق وتوجيه سلوكهم.
  • قائد مجموعات العمال: عادةً في المنشآت أو المؤسسات والإدارات الكبيرة يظهر شخص عادي بين العمال والموظفين ويكون الأكثر حكمة وخبرة بينهم، ويتم التعامل معه كقائد يتحدث باسمهم مع الإدارة ويعلمهم الطريقة الأفضل لتحسين أوضاعهم وزيادة خبرتهم بالعمل.
  • القائد بين الأصدقاء: أيضاً بين مجموعات الأصدقاء قد يظهر أحد الأفراد بصفاته القيادة وغالباً ما يملك صفة المبادرة والتعاون مع الجميع، ويهتم بأمور الجميع وينظم النشاطات واللقاءات بينهم ويتم التعامل معه كقائد.
  • القائد بسبب الظروف: غالباً ما يظهر هذا النوع من الناقدة في المواقف الشديدة مثل الكوارث والحوادث بصفته الأكثر حكمة وخبرة ليوجه سلوك من هم بنفس المشكلة للتعامل معها بأفضل وسيلة
  • القائد صاحب العمل: هنا يكون القائد صاحب العمل مثل الشركة أو المعمل أو أكبر الساهمين بها، وهنا يملك هي صلاحيات القائد باعتبار أن نتائج العمل الإيجابية والسلبية سوف تعود إليه وعليه بالدرجة الأولى وهو صاحب القرار الأول بما يتعلق بعمله.

الإدارة يوجد لها عدة أنواع تختلف باختلاف عوامل مثل الهرم الوظيفي أو مستوى الإدارة أو نوعية الأعمال التي تقوم بها المؤسسة، ومن أنواع الإدارة:

  • الإدارة العليا: يكون على الخط الأول في رئاسة العمل كما أنه يتلقى أوامره من سلطة رئيس مجلس الإدارة، ويقوم بإعطاء الأوامر التنفيذية للطبقات الإدارية الأقل سلطة في ذات المنشأة مثل المدير العام لمشفى ما.
  • الإدارة الوسطى: وهنا يحتل المدير المستوى الأوسط في الإدارة العامة، إذ يقوم بتنفيذ الأوامر ومن صلاحياته أيضاً أن يوجّه العمال والمدراء الأقل رتبةً بما يخدم العمل ويعود بتأثير ونتيجة إيجابية، وكمثال على هذا المدير التنفيذي للأدوات الطبية في تلك المشفى.
  • الإدارة الدنيا: يمتلك المدير هنا صلاحية التأثير المباشر على العمال والذي يكون على تماس مباشر معهم ويقوم بمعرفة متطلباتهم وسلوكياتهم والإشراف بشكل مباشر على واقع العمل، ومثال ذلك، مدير توزيع الأدوات الطبية على أقسام المشفى.
  • مدير الشركات الصغيرة: المسؤول ضمن الشركة والملزم بقيام جميع المهام التي تكون على عاتقه معتمداً في ذلك على عمالها والأفراد وقد يكون المدير هنا مالك أو من ملاك الشركة.
  • مدير الشركات الكبيرة: فهو يماثل الإدارة العليا إلا أن المدير العام هنا قد يكون من خارج نطاق الشركة ولا علاقة له بها، يحقق الأهداف ويعود بتأثير إيجابي على العمل معتمداً بذلك على مخططاته أو مخططات القائد الأعلى.

المراجع