أضرار تعرض الطفل للشمس ومتى تكون الشمس خطرة للطفل

الشمس هي سر الحياة، ودفؤها يحمل فوائد مذهلة لنمو طفلك، لكنها قد تكون سيفًا ذو حدين! فبينما تمنحك أشعتها الذهبية فيتامين د الضروري لصحة العظام؛ فقد تسبب أيضًا أضرارًا مثل الحروق والجفاف إذا لم يتم التعرض لها بحذر، فكيف يمكنك تحقيق التوازن بين الفائدة والضرر؟ في هذا المقال، سنكشف لك أفضل وقت لتشميس طفلك بأمان، ونصائح تحميه من مخاطر التعرض المفرط للشمس.
تعرض الطفل لأشعة الشمس في أوقات خاطئة ولفترات طويلة قد يسبب أضرارًا عديدة تشمل حروق الجلد وضربة الشمس والجفاف أو الإنهاك الحراري، وقد تصل أضرار الشمس إلى التهابات العين ومشاكل الرؤية والتأثير على مناعة الطفل وزيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد على المدى الطويل، كما يمكن أن تؤدي الأشعة فوق البنفسجية إلى تلف البشرة المبكر.
لذا من المهم حماية الأطفال باستخدام واقي الشمس والملابس الواقية، وتجنب التعرض في ساعات الذروة، وتشمل أضرار تعرض الطفل لأشعة الشمس ما يأتي:
- ضربة الشمس: تعرض الطفل لفترات طويلة لأشعة الشمس خاصة في الصيف ومع ارتفاع درجات الحرارة قد يؤدي إلى ضربة شمس، مما يتسبب في التعب والإجهاد والجفاف، وأهم أعراض ضربة الشمس ارتفاع حرارة الجسم والدوخة والصداع مع التعرق وصولاً إلى فقدان الوعي، وتعتبر مهددة للحياة في حال لم يتم اتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة.
- حروق الشمس: البشرة الحساسة للأطفال أكثر عرضة للحروق بسبب أشعة الشمس المباشرة، ولذلك يجب حماية الطفل من التعرض المباشر للشمس لفترات طويلة خصوصاً في أوقات حدة الشمس.
- الجفاف والإجهاد الحراري: التعرض لفترات طويلة للشمس يمكن أن يسبب الإجهاد الحراري بدرجات متفاوتة، وهو من أشكال الجفاف المرتبط بالتعرض المستمر للحرارة حيث يفقد الجسم كمية كبيرة من السوائل والشوارد ، ويعتبر الإنهاك الحراري حالة طبية طارئة.
- أمراض العين: قد يرتبط تعرض الطفل للشمس المباشرة ولفترات طويلة بمشاكل الرؤية وأمراض العين، مثل جفاف العين وضعف البصر وفي حالات نادرة المياه البيضاء.
- ضعف المناعة: يمكن أن يؤدي التعرض الطويل لأشعة الشمس إلى ضعف جهاز المناعة عند الطفل وزيادة خطر الإصابة بالعدوى.
- زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد: التعرض المستمر لأشعة UV يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد وخاصة نمط سرطان الجلد القاعدي Basal Cell Carcinoma حيث يعتبر التعرض المباشر المستمر للشمس من أهم أسبابه.

تشمل إيجابيات تعرّض الطفل لأشعة الشمس ما يأتي:
- الحصول فيتامين د: الشمس هي المصدر الرئيسي لفيتامين دال بالنسبة للأطفال والذي يساعد في تعزيز صحة العظام وتقوية جهاز المناعة، والحصول على فيتامين د من التعرض للشمس أفضل بكثير من مصادر الطعام ومن المكملات الغذائية.
- تحسين المزاج: يساعد التعرض لأشعة الشمس على إنتاج هرمون السيروتونين، وهو ناقل عصبي يحسن المزاج، ويقلل من القلق والاكتئاب، مما ينعكس إيجابيًا على تحسين المزاج للأطفال.
- ضبط الساعة البيولوجية للأطفال: يساعد ضوء الشمس في ضبط الساعة البيولوجية وتحفيز إنتاج الميلاتونين ليلًا، مما يؤدي إلى نوم عميق ومريح، وهو أمر ضروري لعمليات التعلم وتقوية الذاكرة.
- تحفيز النشاط البدني والتفاعل الاجتماعي: فالأطفال الذين يتعرضون لأشعة الشمس بشكل كافٍ يكونون أكثر نشاطًا ويشاركون في اللعب الخارجي، مما يعزز المهارات الحركية والاجتماعية والقدرات الإدراكية لديهم.
- تعزيز الدورة الدموية: تساعد أشعة الشمس في تعزيز الدورة الدموية للأطفال بعدة طرق، منها تحفيز إنتاج فيتامين D حيث يحسن فيتامين د امتصاص الكالسيوم والمغنيسيوم الضروريين لصحة العظام والأوعية الدموية، مما يعزز تدفق الدم بشكل طبيعي.
وتجدر الإشارة إلى أنه من المهم أن يتم التعرض للشمس بشكل معتدل وضمن أوقات آمنة للحفاظ على الصحة العامة للطفل.
يُفضل تعريض الأطفال لأشعة الشمس في الأوقات التي تكون فيها الأشعة فوق البنفسجية أقل حدة ، وأفضل وقت لتعريض الطفل للشمس هو الصباح الباكر بين الساعة التاسعة والعاشرة صباحاً وكذلك في فترة العصر بعد الساعة الرابعة حيث تنخفض حدة الشمس وتصبح أكثر أماناً.
يجب تجنب ساعات الذروة لتشميس الطفل، ويُنصح بتجنب تعريض الأطفال لأشعة الشمس المباشرة بين الساعة 11:00 صباحًا و3:00 ظهرًا، حيث تكون الأشعة فوق البنفسجية في أقوى درجاتها، مما يزيد من خطر حروق الشمس وتلف الجلد والأضرار طويلة الأمد.

العمر المناسب لتعريض الطفل للشمس المباشرة فوق 6 شهور، وينصح بوضع الطفل في الهواء الطلق في الظل أو تعريضه لشمس الصباح الباكر لدقيقتين أو ثلاثة لتحفيز فيتامين د الذي يساعد على نمو العظام وتقويتها ويحمي الطفل من الكساح ولين العظم.
يجب الالتزام خلال الشهور الستة الأولى من حياة الطفل بتعليمات التشميس، حيث يُنصح بتجنب تعريض الرضيع لأشعة الشمس المباشرة خلال الأشهر الستة الأولى من العمر، نظرًا لحساسية بشرتهم العالية وخطر الإصابة بحروق الشمس، وتشميسهم في أقل أوقات الشمس حدة ولفترات بسيطة جداً والأفضل في الظل.
ويمكن البدء بتعريض الأطفال لأشعة الشمس بعد تجاوزهم سن ستة أشهر، مع اتباع الإرشادات الوقائية المناسبة من حيث مدة التشميس والفترة الملائمة للتعرض للشمس من اليوم.
يُنصح بالحد من تعرض الأطفال لأشعة الشمس المباشرة خلال فترة الذروة، وهي ما بين الساعة العاشرة صباحًا والثالثة عصرًا، حيث تكون الأشعة فوق البنفسجية في أعلى مستوياتها، مما يزيد من خطر الإصابة بحروق الشمس والإجهاد الحراري، بالإضافة إلى ذلك، هناك عوامل أخرى تستدعي تقليل تعرض الأطفال للشمس، منها:
- عمر الطفل: يجب تجنب تعريض الأطفال دون سن 6 أشهر لأشعة الشمس المباشرة، نظرًا لحساسية بشرتهم ونقص صبغة الميلانين التي تحمي الجلد.
- نوع البشرة: الأطفال ذوو البشرة الفاتحة أو العيون الفاتحة يكونون أكثر عرضة لتأثيرات الأشعة فوق البنفسجية الضارة، مما يستدعي حمايتهم بشكل أكبر.
- تناول بعض الأدوية: بعض الأدوية، مثل بعض أنواع المضادات الحيوية، قد تزيد من حساسية الجلد لأشعة الشمس، لذا يجب استشارة الطبيب بشأن ذلك.