علامات البرود العاطفي وأسباب برودة المشاعر

ما هو البرود العاطفي، تعرف إلى أهم أسباب البرود العاطفي وعلامات برودة المشاعر وكيفية التخلص منها
علامات البرود العاطفي وأسباب برودة المشاعر
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

كثيراً ما نسمع بتعبير البرود العاطفي والشخص البارد عاطفياً، أحياناً بلغة الاستنكار خاصة في العلاقات العاطفية بمعنى الشخص متبلد المشاعر الذي لا يفهم مشاعر شريكه ويتفاعل معها كما يجب، وتارةً كصفة إيجابية تعبّر عن الثبات والقوة والقدرة على التحمل، فما معنى بارد عاطفياً، وما أسباب البرود العاطفي وعلاماته وكيف يجب التعامل معه؟

البرود العاطفي هو حالة تتسم بعدم القدرة على الإحساس بالمشاعر أو التعبير عنها، ويُعرف أيضاً بالعمى العاطفي، يعاني الأشخاص المصابون بهذه الحالة من صعوبة في فهم مشاعر الآخرين والتفاعل معها، كما يتجنبون الحديث عن مشاعرهم، وغالباً ما يشعرون بفراغ داخلي، ويعانون من ضعف في الخيال والاعتماد على الذات بشكل مفرط، بالإضافة إلى تجاهل أي أعراض نفسية جسدية وعدم التأثر بالأحداث من حولهم.

برود المشاعر في علم النفس هو حالة من الانخفاض أو الغياب الملحوظ للاستجابة العاطفية تجاه المواقف أو الأشخاص، ما يؤدي إلى ضعف في التعبير عن المشاعر أو الشعور بها، ويُعرف علمياً باسم "انخفاض التفاعل العاطفي" (Emotional Blunting)، ويحدث نتيجة عوامل نفسية أو عصبية، مثل الاكتئاب، القلق، أو بعض الاضطرابات العصبية.

animate
  • الفتور واللامبالاة: حيث يبدو الشخص غير مهتم بالمواقف التي تستدعي مشاعر قوية، فلا يظهر فرحاً عند الفرح ولا حزناً عند الحزن، بمعنى أنه لا يبالي بالأحداث التي لا تؤثر عليه بشكل مباشر، وقليل الاستجابة لمشاعر الآخرين.
  • الرغبة بالعزلة: يفضل من يعاني من البرود العاطفي تجنب التجمعات والعلاقات العاطفية، ويميل إلى قضاء وقته وحيداً، فهو لا يشعر بضرورة التفاعل مع الآخرين ولا يهتم بمشاعرهم أو نظرتهم نحوه.
  • قلة التفاعل مع الآخرين: يبدو أن من يعاني من البرود العاطفي كثيراً ما يتجنب الحوارات العاطفية أو العميقة ويكتفي بالردود السطحية، فهو لا يرغب كثيراً بالتفاعل أو لا يعرف كيف يتفاعل مع مشاعر الآخرين كونه لا يشعر أو يهتم بها.
  • عدم الثقة بالآخرين: لا يثق الشخص البارد عاطفياً بالآخرين وهذا يجعله متحفظاً في علاقاته ويتجنب مشاركة مشاعره أو مشاكله معهم.
  • الاتصاف بالغموض: يتصف الشخص البارد عاطفياً بالغموض فهو لا يوضح نواياه أو أفكاره بسهولة، وبسبب ذلك يشعر من حوله بصعوبة في فهمه.
  • عدم التعبير عن المشاعر: الشخص البارد عاطفياً لا يهتم كثيراً بالتعبير عن مشاعره السلبية أو الإيجابية وهذه من أبرز صفاته، حيث أنه يواجه صعوبة في قول كلمات الحب أو الاهتمام، حتى لأقرب الناس إليه.
  • نقص الدافعية والحماس العاطفي: فيبدو من يعاني من البرود العاطفي أنه دائماً غير مبالٍ بالمناسبات أو الأحداث المهمة، ويفتقر إلى الشغف عند التفاعل مع المواقف العاطفية أو الاجتماعية.
  • ​​​​​​​الحماية من الأذى العاطفي: ينتج البرود العاطفي أحياناً عن رغبة الشخص في حماية نفسه من الأذى العاطفي، إذ يلجأ بعض الأشخاص إلى كبت مشاعرهم كآلية دفاعية خوفاً من التعرض للرفض أو الجرح العاطفي.
  • الشعور بالاكتفاء الذاتي: بعض الأشخاص يظهرون برود عاطفي بسبب شعورهم بالاكتفاء الذاتي، حيث يعتقدون أنهم لا يحتاجون إلى التفاعل العاطفي مع الآخرين، ما يقلل من اهتمامهم بالتواصل العاطفي.
  • الشخصية الانطوائية: تلعب الشخصية الانطوائية دوراً في تقليل التعبير عن المشاعر، حيث يميل الأشخاص الانطوائيون إلى العزلة وعدم الانخراط العاطفي العميق مع الآخرين.
  • الاضطرابات النفسية: كثيراً ما يترافق البرود العاطفي مع العديد من المشاكل والاضطرابات النفسية والعقلية بما في ذلك اضطرابات مثل النرجسية، أو اضطراب الشخصية الحدية، أو اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، حيث يجد هؤلاء الأشخاص صعوبة في تكوين روابط عاطفية حقيقية، أو يتجنبون المشاعر بسبب صدمات نفسية سابقة أو مخاوف من التعامل مع الآخرين.
  • الإدمان على المخدرات: تؤثر المخدرات على الاستجابة العاطفية للإنسان وقد ينتج عن الادمان عليها حالات برود عاطفي، إذ أنها قد تؤدي إلى تبلد المشاعر والتراجع في التفاعل العاطفي بسبب تأثير المواد المخدرة على الدماغ والجهاز العصبي.
  • التربية العاطفية القاسية: فالأشخاص الذين نشأوا في بيئة تخلو من الدفء العاطفي أو تعرضوا للإهمال العاطفي منذ الصغر قد يطورون مع الوقت آليات دفاعية تحميهم من الألم، لكنها تؤدي إلى البرود العاطفي.
  • الضغط والتوتر: التعرض المستمر للضغط والتوتر يؤثر سلباً على المشاعر، حيث يؤدي الإجهاد المزمن إلى استنزاف الطاقة العاطفية وتقليل القدرة على الاستجابة للأحداث العاطفية بشكل طبيعي، ما يجعل الشخص يبدو بارداً وغير متفاعل حتى في المواقف التي تتطلب منه إظهار مشاعره.

البرود العاطفي في الحب هو مشكلة شائعة تؤثر على استقرار العلاقات العاطفية، حيث يشعر أحد الطرفين أو كلاهما بفقدان الحماس والاهتمام تجاه الآخر، وذلك يسبب خلق فجوة عاطفية بينهما، تنشأ هذه الحالة بسبب عدة عوامل، منها الضغوط اليومية، والتوتر المستمر، والروتين الممل، إضافة إلى تراكم المشكلات غير المحلولة وسوء التواصل، كما قد يكون السبب نفسياً، مثل القلق أو الاكتئاب، أو حتى بيولوجياً، كاضطرابات الهرمونات التي تؤثر على العاطفة والتفاعل.

وتتمثل آثار البرود العاطفي في العلاقة في عدة جوانب، أهمها الشعور بالوحدة رغم وجود الشريك، وانخفاض مستوى الرضا العاطفي، وزيادة احتمالية حدوث الخيانة أو الانفصال إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح، كما يؤدي إلى فقدان الشغف والتفاعل العاطفي، لتصبح العلاقة تبدو سطحية وخالية من الدفء والاهتمام.

أما عن مظاهر البرود العاطفي في الحب، فهي قد تشمل قلة العبارات العاطفية أو اختفاؤها تماماً، أو ضعف التواصل الحميمي والجسدي، وغياب الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة التي كانت تهم الطرف الآخر، أو تجنب الحديث عن المشاعر والتعبير عنها، والتفاعل البارد مع مشكلات الشريك أو احتياجاته العاطفية، كما قد يظهر في قلة الرغبة في قضاء الوقت معاً، أو تفضيل العزلة والانشغال بأمور أخرى بعيداً عن العلاقة.

  • ​​​​​​​التواصل الصريح والمباشر: لا تفترض أن شريكك يعرف ما تشعر به دائماً، بل حاول أن تتحدث بوضوح عن مشاعرك واحتياجاتك العاطفية، واستمع إلى الطرف الآخر دون مقاطعة أو حكم.
  • كسر الروتين وتجديد العلاقة: الملل من أكبر أسباب الفتور العاطفي، لذا جربا أنشطة جديدة معاً، مثل السفر، أو ممارسة هواية مشتركة، أو حتى تجربة مطعم جديد.
  • التعبير عن الحب بطرق مختلفة: الحب ليس فقط بالكلمات، بل بالأفعال، فقد يكون عبر لمسة حانية، أو رسالة مفاجئة، أو تقديم مساعدة غير متوقعة.
  • الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة: تذكر الأشياء التي يحبها شريكك وافعلها، مثل إحضار مشروبه المفضل أو تشغيل أغنيته المحببة، هذه التفاصيل تصنع فرقاً كبيراً وتقربكما عاطفياً من بعضكما.
  • إعادة إحياء الذكريات الجميلة: شاهدا صوركما القديمة، أو عودا إلى المكان الذي التقيتما فيه لأول مرة، فهذا يعيد المشاعر الجميلة بينكما.
  • تخصيص وقت خاص للعلاقة: ابتعدا عن مشاغل الحياة لبعض الوقت، وحددا موعداً ثابتاً لقضاء وقت ممتع معاً دون انشغالات أخرى.
  • التحلي بالصبر والتفاهم: قد يمر أحدكما بمرحلة ضغط نفسي تؤثر على تعبيره عن المشاعر، لذا كونا داعمين ومتفاهمين بدلاً من إصدار الأحكام السلبية دائماً.
  • إظهار التقدير والامتنان: حاولا دائماً إظهار الامتنان والسعادة بوجود كل منكما مع الآخر سواء بالكلام أو بالأفعال، فهذا يعمق الرابطة العاطفية ويقويها.
  • العناية بالمظهر والصحة النفسية: المظهر الخارجي والاستقرار النفسي يلعبان دور كبير في انجذاب كل منكما للآخر وتأجيج مشاعره واستعادة الشغف بينكما والنظرة الحميمية، فاحرصا على عدم اهمال هذا الجانب.
  • طلب المساعدة عند الحاجة: إذا استمر البرود العاطفي رغم المحاولات، لا تترددا في استشارة مختص في العلاقات الزوجية للحصول على نصائح مهنية مناسبة.
animate

ما أسباب البرود العاطفي عند الرجل؟ غالباً ما تتشابه أسباب البرود العاطفي عند الرجل مع أسبابها عند المرأة، فهي تتعلق بعوامل نفسية لديه أو عوامل تربوية وثقافية وفكرية، وتجاربه في العلاقات العاطفية، التي تشكل طباعه في الاستجابة العاطفية، بالإضافة لأن الرجل بشكل عام يعتبروا أقل تعبيراً عن مشاعرهم من السيدات.

أهم علامات البرود العاطفي عند الرجل قلة تعبيره عن المشاعر، وضعف تفاعله العاطفي مع المواقف، وعدم الاهتمام بشريكته أو بمن حوله، كما يتجنب الحديث عن مشاعره، ويفضل العزلة، وقد يبدو غير مبال أو غير متأثر بالمواقف العاطفية، ويبدو أنه لا يشتاق لها، إضافة إلى ردود فعل باردة حتى في اللحظات التي تستدعي تعاطفاً.

ما أسباب البرود العاطفي عند المرأة؟ قد تعود أسباب البرود العاطفي عند المرأة إلى عوامل نفسية مثل الصدمات العاطفية والاكتئاب، وأسباب بيولوجية مثل اضطرابات الهرمونات أو تأثير بعض الأدوية، إضافة إلى عوامل اجتماعية كالتربية الصارمة والقمع العاطفي، وأسباب سلوكية مثل العزلة أو التجارب العاطفية الفاشلة، وهذا يسبب ضعف في التعبير عن المشاعر أو الشعور بها.

علامات البرود العاطفي عند الفتاة قد تكون أكثر وضوحاً بافتراض أن حالة برود المشاعر مخالفة لطبيعتها المتفاعلة عاطفياً، فهي لا تعبر عن مشاعرها ولا تبدي رغبة بالتحدث عنها، ولا تظهر تعاطف في تعاملها مع الآخرين في المواقف التي تحتاج لاستجابة عاطفية، ولا تهتم بالمشاعر بشكل عام حتى مع الأشخاص المقربين، وحتى أن المرأة المتزوجة قد تبدو أنها باردة جنسياً.

المراجع