كيف تتعاملين مع ارتباط الزوج بعائلته؟
يعتبر بناء عائلة مستقلة مستقرة وحياة زوجية سعيدة على رأس أحلام كل فتاة قبل الزواج، ولكن ماذا إذا اكتشفت أن الزوج مرتبط بعائلته بشكل كبير جداً، ويفوق القدر الطبيعي، حيث لا يمكنه اتخاذ أي قرار دون العودة إليهم، حتى لو كان القرار هو السفر في إجازة قصيرة، لذا سنحاول في هذا المقال أن نخبرك بكيفية التعامل مع ارتباط زوجك بعائلته.
قبل معرفة طرق التعامل مع زوجك الذي يهملك لصالح أهله، دعينا أولاً نعرف الأسباب التي تدفعه لذلك:
- التنشئة الاجتماعية: بعض الأمهات تربي أبنائها الذكور ببعض الدلال المبالغ فيه، مما يجعل الابن يرتبط بوالدته أو أسرته.
- تجاهل الزوجة: في بعض الأحيان تتجاهل الزوجات التعامل مع أهل الزوج بالاهتمام الكافي فيحاول هو أن يغطي على هذه التصرفات فيزيد من الاهتمام بعائلته.
- اضطراب نفسي: بعض الرجال يرغبون دائماً أن تكون زوجاتهم نسخة من والدتهم، وطوال الوقت يعقدون مقارنات بين الزوجة والأم، وهو ما يجعلهم يميلون لصالح الاهتمام بالأم وإهمال الزوجة.
بعض الزوجات تبالغن في الاعتقاد بأن أزواجهن يهتمون بعائلتهم الأم بشكل يزيد عن الحد الطبيعي، ولا يكون هذا الاعتقاد صحيحاً في بعض الأحيان؛ بل قد تسير الأمور في المعدلات الطبيعية.
لكن هناك علامات توضح ما إذا كان الاهتمام طبيعي أم لا ومنها:
- إذا كان دائم الزيارات بشكل يومي إلى أسرته خاصة لو كانت المسافة بعيدة أو من خلال التحدث معهم على الهاتف لفترات طويلة وهو في المنزل ويتكرر هذا الأمر أكثر من مرة يومياً.
- يخبر عائلته بكل تفاصيل حياته اليومية.
- تدخل عائلته في كل مشكلات وخلافات الزوجين.
- يسألهم عن رأيهم في كافة التفاصيل حتى لو كانت غير هامة.
لا شك أن ارتباط الزوج المبالغ فيه بأهله يثير عصبية وغضب الزوجة التي ترغب في أن يكون لحياتها الأسرية خصوصية تقتصر عليها وعلى زوجها فقط، كما أن شعور الزوجة بأنها تأتى في المرتبة الثانية في حياة الزوج يكون مؤلماً، لكن الخطوة الأولى دائماً هي الهدوء في التعامل مع الزوج، لأن الخلافات والمشاحنات الزوجية الدائمة لن تحل المشكلة، بل على العكس تزيدها، وتدعم من ارتباطه بأهله هرباً من المشاكل الأسرية بالمنزل، وإليك بعض النصائح للتعامل مع الأمر:
كوني مبادرة
في البداية يجب أن تعلمي أن والده ووالدته يتقدمان في العمر، وهما في أمس الحاجة إلى أبنائهم في هذا التوقيت بعدما صنعوا الرجل الذي تزوجته، لذا بادري دائماً بزيارة أهل الزوج مهما كانت انشغالاتك، وتعاملي بكل ود.
شاركيه الاهتمام
حاولي أن تكوني جزءاً من تفاصيل هذا الاهتمام بأهل زوجك، وحاولي أن تكوني ذكية في التعامل مع والديه، حاولي أن تختاري لهما الهدايا أو تقترحيها على زوجك، ذكريه ببعض المصالح التي يريد قضائها لهم، اجعليه يشعر أنكِ جزء من هذا الاهتمام لأنه بالتأكيد سيكون ممتناً وسعيداً وراضياً.
أفعل هذا لأجلك
سيكون الزوج في أسعد حال إذا أظهرت زوجته الود والمحبة لعائلته، خاصة لو أخبرته أنها تفعل ذلك من أجله، ومن أجل أن يسعدهم ويكونوا هم سعداء به، وأنكِ تحاولين إرضائه.
المصارحة وقت الضيق
لو زادت الأمور عن الحد حاولي أن تتحدثي معه وتصارحيه بهدوء أن ما يحدث يشعرك بالضيق، هذا في حال كان الاهتمام المبالغ به بعائلته يأتي على حسابك، لأن النقاش يمكن أن يلفت نظره وأن يسعى لمعالجة المشكلة بعد النقاش.
إشراكه في تربية الأطفال
عدم تحمل الرجال للمسؤولية في تربية الأبناء من ضمن الأسباب التي تهيئ للرجل الفرصة للبقاء أطول وقت خارج المنزل، وخصوصاً لدى عائلته، لأنه لا يشاركهم في المذاكرة أو الأنشطة أو التربية أو غيرها من المهام التي تتحملها الزوجة لذا يجب إشراك الزوج في تربية الأبناء.
المعاملة بالمثل
في بعض الأحيان يكون ارتباط الزوج المبالغ فيه بأهله نابع من ارتباط الزوجة بأهلها، لذا تخلصي من اهتمامك المبالغ فيه بعائلتك أولاً حتى يمكنك أن تطلبي منه ذات الطلب، لأن الأمر يمكن ألا يعدو كونه معاملة بالمثل.
ارتباط الزوج بعائلته ليست مشكلة فردية بل تعاني منها كثير من السيدات، وهو ما دفع إحدى قارئات موقع حلوها في مصر أن تشكو عبر الموقع من كون زوجها يهتم بأهله على حسابها، ويطلب منها أن تخدم والدته وشقيقته، ويهتم لأمرهم ويتحدث معهم بينما يهملها.
وأجابت على هذا التساؤل مدربة الحياة ميساء حموري قائلة: "لا تحزني عزيزتي، أنصحك بأن تراجعي مشاعرك وتصرفاتك، بالتأكيد زوجك يحبك ويخاف عليك، ولكنه تعوّد على أنكِ تقدمين الكثير دون المطالبة بحقوقك وسعياً لرضاه ورضا أهله وهذا أمر خاطئ جداً، وأشعرتيه بأنك قوية ولست بحاجة له فابتعد، عودي وفكري بطريقة تصرفاتك معه ومع أهله، أحبيهم، واحترميهم، وساعديهم، ولكن أولاً أحبي نفسك واحترميها وعاملي نفسك بطريقة جيدة، ولا تعيشي سعياً لرضا الآخرين، ولكن عيشي باعتدال وامشي في طريق صحيح ومعتدل مع الجميع، وبنفس الوقت تقربي من زوجك، وأشعريه بحاجتك له دون ضغط ولوم وعتاب وانتقاد".