أنماط التعلم عند الأطفال وكيفية معرفة نمط الطفل

ما هي أنماط التعلّم الأربعة عند الأطفال! تعرف إلى أنماط استقبال الطفل للمعلومات وكيفية استغلال نمط التعلم لتنمية مهارات الطفل
أنماط التعلم عند الأطفال وكيفية معرفة نمط الطفل
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

فكرة أنماط التعلم عند الأطفال تقوم على الاختلاف بين الأطفال حسب شخصياتهم الفردية وطريقة تفكيرهم وانجذابهم للمعلومات وتأثير ذلك على كيفية وصول المعلومة لهم حتى يتعلموها، ويوجد الكثير من الأنماط التي يمكن أن يشار لها في مقالات ونظريات مختلفة، ولكن تعتبر أنماط التعلم الأربعة هي الأشهر بينها، في هذا المقال نتعرف على أنماط التعلم عند الطفل، ما المقصود بها، وكيفية معرفتها واستغلالها.

أنماط التعلم هي الطريقة التي يفضلها الطفل أو ينجذب لها لاكتساب المعلومات ومعالجتها وفهمها، بمعنى أن كل طفل له أسلوب مميز في التعلم يتناسب مع قدراته وإدراكه وطريقة تحليله للمعلومات وفهمها، وتعتمد فكرة أنماط التعلم على أن الأفراد لا يتعلمون بنفس الطريقة، بل تختلف استجاباتهم بناءً على الأسلوب الحسي أو العقلي الذي يجدونه أكثر فعالية.

وتعود فكرة أنماط التعلم إلى نظريات علم النفس التربوي، وقد برزت بشكل خاص مع نظرية (الذكاءات المتعددة) للعالم هوارد جاردنر في الثمانينات، التي أوضحت أن الذكاء ليس موحداً بل متعدد الأشكال، ما أدى إلى ظهور تصنيفات مختلفة لأنماط التعلم، ومن بين النماذج الشائعة نموذج VARK الذي طوره نيل فليمنج، والذي يقسم أنماط التعلم إلى أربعة: البصري، والسمعي، والحسي الحركي، والقرائي/الكتابي.

animate

أشهر التصنيفات لأنماط التعلم عن الأطفال هو تصنيف الأنماط الأربعة المستندة إلى الحواس والمعالجة الذهنية، وهي:

  1. النمط البصري (Visual Learner)
    • الطفل الذي يحب الرسوم التوضيحية والخرائط الذهنية لفهم القصص.
    • يفضل مشاهدة الفيديوهات التعليمية بدلاً من الاستماع إلى شرح شفهي.
    • عند تعلم الحروف والكلمات واللغة، ينجذب إلى البطاقات المصورة التي تحتوي على صور مع الكلمات.
    • يحب الألوان والتخطيطات عند الدراسة، مثل استخدام الأقلام الملونة لتحديد المعلومات المهمة.
  2. النمط السمعي (Auditory Learner)
    • يستمتع بالاستماع إلى القصص والحكايات المسجلة أكثر من قراءتها بنفسه.
    • يتذكر الأغاني التعليمية بسرعة، مثل أناشيد الحروف أو الأرقام.
    • يفضل تكرار الكلمات بصوت عالٍ عند الحفظ.
    • يحب المشاركة في المناقشات الصفية أو حوار مع الأهل عن موضوع معين.
  3. النمط الحسي الحركي (Kinesthetic Learner)
    • يتعلم الحروف عن طريق لمسها وقصها من الورق أو تشكيلها بالعجين.
    • يفضل الألعاب التفاعلية، مثل لعب الأدوار لتعلم المهن أو العمليات الحسابية باستخدام المكعبات.
    • يحب التجارب العلمية البسيطة، مثل خلط الألوان لمعرفة النتائج.
    • عندما يدرس، يتحرك كثيراً أو يمسك بأدوات مثل قلم أو كرة صغيرة ليبقى مركزاً.
  4. النمط القرائي/الكتابي (Reading/Writing Learner)
  • مراقبة سلوك الطفل أثناء التعلم: يمكن تقدير نمط التعلم المناسب للطفل من خلال مراقبة سلوكه أثناء التعلم، فإذا كان بصرياً فإنه سوف يفضل الصور والمشاهد المرئية في عمليات التعلم، وإذا كان سمعياً سوف يفضل المقاطع السمعية والموسيقى والكلام، وإذا كان حركياً سوف يفضل استخدام يديه وجسده للتعلم، وفي حال كان قرائي وكتابي فإنه سوف يفضل أساليب التعلم التقليدية التي تعتمد على قراءة القصص بنفسه والتلخيص وتسجيل الملاحظات.
  • تجربة أساليب تعليمية مختلفة: من المفيد تجربة أساليب التعلم المختلفة مع الطفل لمعرفة نمط التعلم المناسب له، فيمكن مثلاً تقديم المعلومات له عن طريق الصور أو المقاطع الصوتية والأغاني أو طلب منه صناعة أشياء أو رسم أشياء بيديه أو كتابة نص معين لحفظه، ومن ثم ملاحظة الأسلوب الذي انجذب إليه أكثر وساعده في ترسيخ المعلومة.
  • استخدام اختبار نمط التعلم: هذا الاختبار يتم غالباً عن طريق سؤال الطفل مثلاً حول كيف يحب أن يتعلم الدرس وانتظار إجابته مثلاً أريد أن أشاهد الصور أو أفضل أن أغني أو ألعب بيدي أو أقرأ وأكتب المعلومات لأتعلمها.
  • ملاحظة سلوك الطفل اليومي: وذلك يتم من خلال ملاحظة سلوكه بشكل عام وروتيني، هل يفضل قراءة القصص أو مسك القلم وكتابة أشياء، أم يفضل اللعب وصناعة الأشياء بيديه، هل يفضل الاستماع للموسيقى للصور والحوارات والنقاش أم يفضل مشاهدة النماذج التعليمية والصور.
animate

لكل طفل طريقته الخاصة في استيعاب المعلومات والتفاعل مع العالم من حوله، وهذا ما يجعل فهم أنماط التعلم أمراً بالغ الأهمية في تعزيز تجربته التعليمية، فحين نعرف كيف يفضل الطفل تلقي المعلومات، يمكننا تصميم أنشطة تناسبه، وتجعله أكثر تفاعلاً ودافعية نحو التعلم:

إذا كان طفلك من النمط البصري، فهو يميل إلى فهم المعلومات من خلال الصور والمخططات والألوان، ويمكنك استغلال ذلك عبر استخدام الخرائط الذهنية، والبطاقات المصورة، والفيديوهات التوضيحية، فهي تساعده على استيعاب المفاهيم بشكل أسرع.

أما إذا كان طفلك يستجيب أكثر للأصوات والمحادثات، فهو من المتعلمين السمعيين، وهنا يكون التعلم من خلال الأناشيد، والقصص الصوتية، والمناقشات المفتوحة من أفضل الطرق لتعزيز فهمه.

الأطفال من نمط التعلم الحسي الحركي يحتاجون إلى تجربة حسية وحركة لفهم المعلومات، يمكنك جعل التعلم ممتعاً لهم عبر التجارب العملية، واللعب التفاعلي، وتمثيل الأدوار، كون ذلك يمنحهم فرصة لاستيعاب المفاهيم من خلال النشاط البدني خاصة عند تعلم مهارة حركية أو يدوية.

أما إذا كان طفلك يجد متعته في القراءة والكتابة، فهو ينتمي إلى النمط القرائي/الكتابي، ويمكنك دعم تعلمه من خلال تحفيزه على كتابة الملاحظات، وقراءة الكتب، وتلخيص الدروس بأسلوبه الخاص.

عندما نراعي نمط التعلم الخاص بكل طفل، فإننا لا نحسن من استيعابه فقط، بل نجعل عملية التعلم أكثر متعة وفعالية، فالتعليم لا يجب أن يكون مجرد عملية تلقين، بل رحلة ممتعة تُمكّن الطفل من استكشاف قدراته بطرق تتناسب مع أسلوبه الفريد في التعلم.

  • تحسين فهم الطفل واستيعابه: عندما يُقدم المحتوى التعليمي أو المعلومات للطفل بطريقة تتماشى مع أسلوب التعلم المفضل لديه أو المتناسب مع طريقة استيعابه وتركيزه، يصبح من السهل عليه اكتساب هذه المعلومات ومعالجتها بفعالية وتخزينها في ذاكرته بطريقة مفهومة ومترسخة في ذهنه.
  • زيادة الدافعية والتحفيز: يساعد التعلم بطريقة ممتعة ومناسبة للطفل من حيث النمط الذي يناسبه بالتعلم، على إبقائه متحمساً ومنخرطاً في العملية التعليمية ولديه دافع لفهم المعلومات وحفظها، لذلك يقلل من الشعور بالملل أو الإحباط والروتين من أسلوب التعلم الذي لا يناسب تفضيلاته.
  • تنمية نقاط القوة الفردية: معرفة نمط التعلم المناسب للطفل يساعد في تعزيز نقاط القوة لديه فهو يكتسب المعلومة بأفضل طريقة أو عبر أفضل قنوان إدراك بالنسبة له، وبالتالي يمكنه ذلك من تطوير مهاراته المعرفية بشكل متكامل ومتوازن.
  • تحسين أداء الطفل أكاديمياً: عندما يقدم معلومات للطفل بطريقة تتناسب مع أسلوب تعلمه الأفضل أو نمط التعلم المناسب له، فإنه يكون أكثر قدرة على تحقيق نتائج أفضل في المدرسة، وبالتالي يتحسن أدائه الأكاديمي بشكل عام.
  • تعزيز الثقة بالنفس: عندما ينجح الطفل في فهم المواد الدراسية باستخدام أسلوبه المفضل، كون المعلومات التي يحصل عليها تناسب طريقته في تلقيها، فإنه غالباً يكتسب ثقة أكبر في قدراته ويشعر بالإنجاز والنجاح لأنه يفهم هذه المعلومات.
  • تسهيل عملية التواصل بين المعلم والطالب: تساعد معرفة نمط التعلم المناسب للطفل في بناء تفاعل أكثر فعالية بين المعلمين والطلاب، وبالتالي تحسن قنوات التواصل بين المعلم والتلميذ بما يسهم في تحسين بيئة التعلم.

المراجع