أعراض التوحد عند الرضيع وعلامات مبكرة للتوحد

يعد الاكتشاف المبكر للتوحد عند الرضع خطوةً حاسمةً في تقديم الدعم المناسب وتحسين جودة حياتهم، وقد تظهر العلامات الأولى قبل عمر السنتين على شكل تأخر في التفاعل الاجتماعي، قلة الاستجابة للأصوات، أو عدم إظهار الاهتمام بالمحيط، وفي هذا المقال، نستعرض أهم الإشارات المبكرة التي قد تدل على التوحد، لمساعدة الآباء على ملاحظتها واتخاذ الخطوات المناسبة في الوقت المناسب.
يمكن البدء بملاحظة العلامات المبكرة للتوحد عند الرضع بعد أن يتجاوز الطفل عمر 4 شهور على الأقل:
- ضعف التواصل البصري.
- عدم الاستجابة للنداء باسمه حتى بعد تكرار النداء.
- تأخر في الابتسام أو التفاعل الاجتماعي.
- قلة المناغاة أو إصدار الأصوات.
- عدم الإشارة إلى الأشياء.
- انعدام أو قلة تقليد الحركات والتعابير.
- القيام بحركات متكررة نمطية.
- الاعتماد على روتين صارم.
- ظهور اهتمام مفرط بالأشياء.
- حساسية مفرطة أو ضعف الاستجابة للمؤثرات الحسية.
لا يعني وجود واحد أو أكثر من هذه الأعراض أن الطفل الرضيع مصاب بالضرورة بالتوحد، بعض هذه الأعراض قد تزول مع تقدم الطفل في السن أو تكون مرتبطة بمشاكل نمائية أخرى، لا يجب الاعتماد على التشخيص المنزلي لمرض معقّد مثل التوحد، ولا بد من استشارة الطبيب المتخصص.

اضطراب التوحد (بالإنجليزية: Autism) هو اضطراب عصبي يؤثر على التواصل والتفاعل الاجتماعي والسلوك، ويظهر غالبًا في مرحلة الطفولة المبكرة عادةً قبل سن الثالثة، ويتميز بصعوبة في تكوين العلاقات الاجتماعية، تأخر أو اضطراب في المهارات اللغوية والتواصلية، وسلوكيات متكررة أو نمطية.
كما يختلف تأثير التوحد من طفل لآخر، حيث يُعرف بكونه اضطراب طيفي (اضطراب طيف التوحد - ASD)، مما يعني أن الأعراض تتراوح من خفيفة إلى شديدة، وتجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد علاج نهائي للتوحد، لكن التدخل المبكر والدعم المناسب يمكن أن يساعدا في تحسين جودة حياة المصابين به.
يُعد الاكتشاف المبكر لاضطراب طيف التوحد (ASD) أمرًا حيويًا لتقديم الدعم والتدخل المناسبين، وهنا إليك بعض العلامات المبكرة للتوحد عند الرضع:
- سوء التواصل البصري وقلة الاستجابة الاجتماعية
- قلة التواصل البصري: لا ينظر الرضيع مباشرة إلى وجه والديه أو لا يحافظ على التواصل البصري لفترات طويلة.
- عدم الابتسام استجابة للآخرين: لا يبتسم عندما يبتسم له أحد، أو لا يبتسم تعبيرًا عن السعادة كما يفعل الأطفال الآخرون.
- تجنب التفاعل مع الآخرين: لا يظهر استجابة عند محاولة اللعب معه أو حمله، وقد يبدو غير مهتم بالوجود البشري من حوله.
- استجابة غير طبيعية للأصوات والمحفزات
- عدم الاستجابة عند مناداة اسمه: قد لا يلتفت الطفل عند مناداته باسمه بعد عمر 6 أشهر ما يعتبر من علامة من علامات التوحد.
- قلة التفاعل مع الأصوات المألوفة: لا يظهر ردود فعل طبيعية عند سماع أصوات مألوفة مثل صوت الأم أو الأب.
- فرط أو قلة الاستجابة للأصوات: قد يبدو غير متأثر بالضوضاء العالية أو، على العكس، يبدي حساسية مفرطة لأصوات خفيفة.
- تأخر تطوير المهارات اللغوية ومهارات التواصل
- قلة المناغاة أو غيابها: لا يصدر الطفل أصوات المناغاة المعتادة عند بلوغ عمر 6-9 أشهر.
- عدم محاولة تقليد الأصوات: لا يحاول تقليد الأصوات أو تكرار بعض النغمات كما يفعل الأطفال الآخرون.
- غياب الإشارات غير اللفظية: لا يستخدم الإشارة أو تحريك اليد للتعبير عن احتياجاته، مثل الإشارة إلى زجاجة الحليب عند الجوع.
- السلوكيات التكرارية والاهتمامات المحدودة
- تكرار الحركات: مثل رفرفة اليدين، هز الرأس، أو التأرجح بشكل متكرر دون سبب واضح.
- التركيز على جزء معين من الأشياء: قد يحدق في جزء صغير من لعبة (مثل عجلات سيارة اللعب) بدلًا من استخدامها كاملة.
- اتباع روتين صارم: ينزعج بشدة عند حدوث أي تغيير في الروتين اليومي، مثل تغيير ترتيب ألعابه أو تبديل وقت الطعام.
- الحساسية الحسية
- استجابة غير طبيعية للمس: قد يرفض العناق أو لا يبدو مرتاحًا عند حمله، أو قد يكون شديد الحساسية لبعض أنواع القماش أو الملمس.
- تفاعل غير معتاد مع الضوء أو الحركة: قد يحدق في الأضواء الساطعة لفترة طويلة أو يتجنبها تمامًا.
- انعدام الإحساس بالخطر: لا يخاف الرضيع أكبر من سنة من المواقف التي قد تكون خطيرة، مثل الاقتراب من أماكن مرتفعة دون تردد.
إذا لاحظت أيًا من أعراض التوحد عند طفلك الرضيع من المهم استشارة الطبيب في أقرب وقت ممكن، وقد تشمل هذه الأعراض كما ذكر سابقًا تأخرًا في التواصل البصري، صعوبة في الاستجابة لاسمه أو للأصوات المألوفة، تأخرًا في المهارات اللغوية مثل عدم المناغاة أو تأخر في النطق، بالإضافة إلى السلوكيات المتكررة مثل رفرفة اليدين أو التأرجح.
وفي حال ملاحظة هذه العلامات أو إذا كان طفلك يُظهر استجابة غير عادية للمؤثرات الحسية مثل الضوء أو الصوت، فإن استشارة الطبيب تساعد في تحديد ما إذا كانت هذه الأعراض تشير إلى اضطراب طيف التوحد أو إلى مشاكل أخرى، كما أن التدخل المبكر يعد حاسمًا في تحسين فرص تطور الطفل وتقديم الدعم المناسب له.
تتطلب مساعدة الأهل في التدخل المناسب للتوحد عند الرضع فهمًا عميقًا للأعراض وأهمية التدخل المبكر، وفيما يلي بعض الطرق التي يمكن من خلالها مساعدة الأهل في التعامل مع التوحد:
- التشخيص المبكر والتقييم الطبي: إذا ظهرت أي علامات تدل على التوحد يجب على الأهل استشارة طبيب الأطفال أو أخصائي في تطور الأطفال لتقييم الوضع، فتشخيص التوحد في مراحل مبكرة يساعد في البدء بالتدخلات المناسبة.
- التواصل والتفاعل الاجتماعي: يمكن للأهل تحسين التواصل البصري مع الطفل من خلال استخدام ألعاب ووسائل تحفيز تتطلب منه النظر في أعينهم، كما على الأهل تشجيع الطفل على التفاعل الاجتماعي مع الأسرة والأصدقاء من خلال الأنشطة الموجهة مثل اللعب التفاعلي لتحفيز الطفل على الاستجابة للأصوات والتفاعل مع الآخرين.
- العمل على تطوير المهارات اللغوية للرضيع: يمكن للأهل تحسين مهارات النطق لدى الطفل من خلال الحديث معه بوضوح وبطء، وتشجيعه على استخدام الأصوات أو الكلمات البسيطة، كذلك استخدام الإشارة واللغة الجسدية في حال تأخر النطق.
- تقديم بيئة حسية آمنة للرضيع: في حالة الحساسية للمؤثرات مثل الأصوات أو الأضواء، يمكن للأهل تهيئة بيئة هادئة وملائمة للطفل، مما يقلل من القلق ويساعده على الشعور بالأمان.
- الانخراط في برامج التدخل المبكر: هناك برامج خاصة للتدخل المبكر تهدف إلى تحسين التواصل الاجتماعي، المهارات اللغوية، والسلوكيات؛ حيث يمكن للأهل المشاركة في هذه البرامج لتعلم كيفية التعامل مع احتياجات الطفل الخاصة وتقديم الدعم المناسب له.

لا يوجد علاج نهائي للتوحد عند الأطفال الرضع أو في أي مرحلة عمرية أخرى، لكن التدخل المبكر يمكن أن يساعد بشكل كبير في تحسين تطور الطفل وتقليل تأثير الأعراض، فعندما يتم تشخيص التوحد في مرحلة الرضاعة أو في السنوات الأولى من الحياة، فإن التدخل المبكر يعد أحد أهم العوامل التي تساهم في تحسين مهارات الطفل السلوكية والاجتماعية.
هل يمكن أن يعكس التدخل المبكر تأثير التوحد؟ التدخل المبكر لا "يعالج" التوحد بشكل نهائي، لكنه يمكن أن يؤدي إلى تحسين كبير في مهارات الطفل الاجتماعية والسلوكية، ويزيد من فرص تطوره بشكل طبيعي في مجالات مثل التفاعل الاجتماعي، النطق، والمهارات الحركية.
- التدخل المبكر: يُعد التدخل المبكر أمرًا بالغ الأهمية في التعامل مع مرض التوحد عند الأطفال، حيث يمكن أن تبدأ الأنشطة العلاجية في وقت مبكر جدًا لتطوير المهارات الاجتماعية، الحركية، واللغوية لدى الطف، ويهدف التدخل المبكر إلى تحفيز التواصل مع الطفل، سواء كان ذلك من خلال العلاج السلوكي أو العلاج اللغوي، مما يعزز قدرة الطفل على التفاعل مع البيئة من حوله.
- العلاج السلوكي: يعد العلاج السلوكي أحد الأساليب الفعالة التي تهدف إلى تعليم الطفل سلوكيات جديدة وتقليل السلوكيات غير المناسبة أو التكرارية، حيث يستخدم الأطباء والمعالجون السلوكيون تقنيات مثل المكافآت لتعزيز السلوكيات الإيجابية.
- العلاج اللغوي: في حالة تأخر النطق أو عدم وجوده عند الرضع، يمكن للأهل والأطباء البدء بتعليم الطفل أسس التواصل البسيط مثل الإشارات أو إشارات اليد، مما يساعده على تطوير مهاراته اللغوية.
- العلاج الحسي: العلاج الحسي قد يكون جزءًا من التدخل، خاصة إذا كان الطفل يعاني من حساسية مفرطة للأصوات أو الأضواء أو الملمس؛ حيث يمكن للأخصائيين تدريب الأهل على كيفية التعامل مع هذه الحساسية وتوفير بيئة ملائمة.
- دعم الأهل: الدعم العاطفي والنفسي للأهل أمر أساسي لمساعدتهم في التكيف مع الوضع؛ حيث يمكن للأطباء توفير إرشادات مستمرة للعائلة حول كيفية التعامل مع الطفل وتعزيز تفاعلاته مع الآخرين.