كيفية اختيار الكتب المناسبة للأطفال

الكتب التي تقدم للأطفال سواء ما يتم قراءته لهم من قبل الأهل أو التي يقرأها الطفل الأكبر سناً بنفسه من الجوانب التي على الأهل أن يوليها اهتمام كبير لما لها من تأثير ثقافي وتعليمي وحتى نفسي على الطفل، لذا في مقال اليوم نتحدث عن معايير اختيار الكتب المناسبة للطفل، وأهمية اختيار كتب مناسبة للطفل.
- اختيار الكتب للطفل الرضيع إلى 2 سنة: كتب قماشية أو كرتونية متينة لأن الأطفال يحبون مضغ كل شيء، ويفضل أن تتضمن صور كبيرة وواضحة وألوانها زاهية وتحتوي على أشكال ورسوم وصور بسيطة، بالإضافة للكتب التفاعلية مثل الكتب التي تصدر أصوات أو تحتوي على قوام مختلفة للمس، مثل كتب الحيوانات، أو كتب تحتوي على كلمات قليلة وصور جذابة.
- اختيار الكتب للطفل من 2 إلى 4 سنوات: كتب مصورة بقصص قصيرة جدا لا تزيد عن جملتين في الصفحة، وقصص تفاعلية مع أسئلة بسيطة تساعد على تنمية المهارات اللغوية، أو كتب تحتوي على إيقاع وقوافي لأن الأطفال في هذا العمر يحبون التكرار والألحان، مثل قصص قبل النوم القصيرة، وكتب التعرف على الأشكال والألوان.
- اختيار الكتب للطفل من 4 إلى 6 سنوات: كتب ذات حبكة بسيطة وشخصيات جذابة تعزز الخيال والإبداع، ويمكن اعطائه قصص تعلم القيم الأخلاقية مثل التعاون، الصدق، والصداقة، أو كتب الحروف والأرقام لتطوير مهارات القراءة والعدّ، وكتب الأبجدية المصورة.
- اختيار الكتب للطفل من 6 إلى 9 سنوات: كتب ذات حبكة ممتعة مع مغامرات بسيطة لأن الطفل يبدأ بفهم تسلسل الأحداث، مثل القصص التي تحفّز التفكير الإبداعي كالحكايات الخيالية والقصص المصورة، أو كتب علمية مبسطة مثل الكتب التي تتحدث عن الفضاء أو الحيوانات.
- اختيار الكتب للطفل من 9 إلى 12 سنة: بهذا العمر يمكن اعطاء الطفل روايات قصيرة مليئة بالإثارة والمغامرة لأن الأطفال بهذا العمر يحبون التحديات، ويمكن أيضاً اختيار كتب تستكشف المشاعر والعلاقات كونها تساعدهم في فهم أنفسهم بشكل أفضل، والكتب العلمية والحقائق المذهلة مثل كتب الاختراعات والاكتشافات.

- مراعاة عمر الطفل: يعد عمر الطفل من العوامل الأساسية عند اختيار الكتب المناسبة له، حيث يجب أن يتناسب مستوى اللغة والمحتوى مع قدراته الإدراكية. فالكتب المصورة ذات النصوص القصيرة والبسيطة تناسب الأطفال الصغار، بينما يمكن للأطفال الأكبر سناً الاستمتاع بقصص ذات حبكة أكثر تعقيداً وأسلوب لغوي متطور.
- مراعاة تنوع المحتوى: تنوع الموضوعات في الكتب يعزز من معارف الطفل ويوسّع مداركه، لذلك من المهم اختيار مجموعة متنوعة تشمل القصص الخيالية، والكتب العلمية المبسطة، والحكايات التي تنمي القيم الأخلاقية والاجتماعية، يساعد هذا التنوع في تحفيز الطفل على القراءة واكتشاف مجالات اهتمام جديدة.
- التناسب مع الثقافة الاجتماعية: يجب أن تتماشى الكتب مع القيم والتقاليد الثقافية التي ينشأ فيها الطفل، حيث يساعد ذلك في تعزيز هويته وفهمه لمجتمعه، فالقصص التي تعكس بيئة الطفل وتجسد العادات والتقاليد التي يعرفها تجعله أكثر قدرة على التفاعل مع محتوى الكتاب والاستفادة منه.
- التناسب مع المواقف اليومية للطفل: من المفيد أن تتناول الكتب القصص التي نختارها للطفل مواقف يومية مألوفة للأطفال، مثل تكوين الصداقات، ومواجهة المخاوف، والتعامل مع المشاعر المختلفة، حيث أن ذلك يساعد الطفل على اكتساب مهارات حياتية مهمة ويجعله أكثر استعداداً للتفاعل مع المواقف المشابهة في الواقع.
- مراعاة عامل انجذاب الطفل: يلعب عنصر الجاذبية دور رئيسي في تشجيع الطفل على القراءة، لذا يُفضل اختيار كتب ذات تصاميم جذابة ورسومات ملونة، إلى جانب أسلوب سرد مشوّق، كما أن الكتب التي تحتوي على عناصر تفاعلية مثل الأسئلة أو الأنشطة تجعل القراءة تجربة ممتعة ومحفّزة للطفل.
- مراعاة العمر ومستوى الفهم: يجب أن يكون محتوى القصة مناسباً لعمر الطفل، بحيث تكون اللغة سهلة الفهم للصغار، بينما تتضمن حبكة أكثر تعقيداً للأطفال الأكبر سناً.
- جاذبية الرسومات والتصميم: تساعد الصور الملونة والواضحة على جذب انتباه الطفل وتعزيز فهمه للقصة، كما يفضل اختيار كتب ذات خط كبير وسهل القراءة، خاصة للأطفال الذين يتعلمون القراءة.
- محتوى القصة والقيم المطروحة: من المهم أن تحمل القصة قيمة أخلاقية أو تعليمية، مثل تعزيز مفهوم التعاون أو الصداقة، مع الحرص على تجنب المحتويات التي قد تكون مخيفة أو غير مناسبة لعمر الطفل.
- عنصر التفاعل والتشويق: يفضل اختيار القصص التي تشجع الطفل على التفاعل، مثل الكتب التي تحتوي على أسئلة أو أنشطة، بالإضافة إلى القصص ذات الإيقاع الممتع أو القوافي التي تسهّل الحفظ.
- ملاءمة القصة لاهتمامات الطفل: من الأفضل اختيار قصص تتماشى مع اهتمامات الطفل، سواء كانت عن الديناصورات، الفضاء، المغامرات، أو غيرها، لأن ذلك يعزز حماسه للقراءة.
- جودة الطباعة والخامات: للأطفال الصغار، يفضل اختيار كتب متينة مثل الكتب الكرتونية أو القماشية، لضمان تحملها الاستخدام المتكرر.
- الاستفادة من التقييمات والآراء: يمكن البحث عن تقييمات الكتب عبر الإنترنت أو استشارة المعلمين والآباء الآخرين لاختيار أفضل القصص.

- كتب الأغاني: تعد كتب الأغاني والأناشيد خيار رائع للأطفال الصغار، حيث تجمع بين الكلمات البسيطة والألحان الممتعة، وهذا يعمل على تنمية مهاراتهم اللغوية والإيقاعية بطريقة مرحة.
- كتب القصص القصيرة: كتب القصص القصيرة من الخيارات المثالية للأطفال الذين يبدؤون في اكتشاف متعة القراءة، حيث تقدم لهم حكايات ممتعة وسهلة الفهم تحفّز خيالهم وتعزز قدرتهم على التركيز.
- كتاب تعليم الأحرف: تعتبر كتب تعليم الأحرف من الأدوات المهمة في المرحلة التمهيدية، حيث تساعد الطفل على التعرف إلى الحروف بطرق ممتعة من خلال الصور والأمثلة التوضيحية، لسهل عليه تعلم القراءة والكتابة لاحقاً.
- كتب أسماء الأشياء: كتب أسماء الأشياء توفر للطفل فرصة لتوسيع مفرداته من خلال التعرف إلى أسماء الحيوانات، الفواكه، الألوان، والأشياء اليومية بطريقة تفاعلية ومبسطة.
- الكتب التفاعلية: بالنسبة للأطفال الأكبر سناً، فتعتبر الكتب التفاعلية خيار ممتاز، كونها تتيح لهم المشاركة في أنشطة مثل توصيل الكلمات أو ملء الفراغات، بما يعزز قدراتهم الفكرية والتعلمية بطريقة ممتعة.
- كتب الرسم والتلوين: كتب الرسم والتلوين توفر للأطفال فرصة للإبداع والتعبير عن أنفسهم من خلال إكمال الصور والتلوين، وهذا يفيد في تطوير مهاراتهم الحركية الدقيقة ويعزز حسهم الفني.
الاهتمام باختيار الكتب المناسبة للطفل له أهمية كبيرة في تنمية مهاراته اللغوية والفكرية وتعزيز حبه للقراءة منذ الصغر، فالكتب تلعب دور أساسي في تطوير قدرة الطفل على التعبير، وتوسيع مفرداته، وتحفيز خياله وإبداعه وصقل ثقافته ومعلوماته، عندما تكون القصة مناسبة لعمره ومستوى فهمه، فإنه يتمكن من التفاعل معها والاستفادة من رسائلها بطريقة إيجابية.
كما أن اختيار الكتب بعناية يساعد على غرس القيم الأخلاقية والاجتماعية في الطفل، حيث يتعلم من خلالها مفاهيم مثل التعاون، والصدق، والشجاعة. بالإضافة إلى ذلك فإن قراءة الكتب التي تعكس بيئته وثقافته تجعله أكثر وعياً بهويته وتعزز ثقته بنفسه.
ولا تقتصر أهمية الكتب على الجانب التعليمي فقط، بل إنها تساهم أيضاً في تعزيز الرابط العاطفي بين الطفل وأسرته، خاصة عند القراءة المشتركة، حيث يشعر الطفل بالاهتمام والأمان، وعندما تكون الكتب جذابة وممتعة، فإنها تحفّز الطفل على الاستمرار في القراءة، ما ينعكس إيجابياً على تحصيله الدراسي وقدرته على التفكير النقدي وحل المشكلات.