كيفية التعامل مع الطفلة الحساسة

تحتاج البنت الحساسة في مرحلة الطفولة لطريقة خاصة بالتعامل تراعي حساسيتها، حتى لا تتأذى عاطفياً أو نفسياً، فهي لها طبيعة خاصة تزيد استجابتها العاطفية نحو المواقف أو طريقة المعاملة التي يتم التعامل معها بها، فلماذا يكون الأطفال الإناث حساسين أكثر من غيرهن، وكيف يجب التعامل مع الطفلة الحساسة وما هي صفاتها، وهل حساسية الطفل دليل على ضعف الشخصية؟
- سرعة التأثّر العاطفي: تتفاعل الطفلة الحساسة مع المواقف المختلفة بحساسية كبيرة، فقد تبكي بسهولة عند الشعور بالحزن أو الإحباط، وتفرح بشدة عند حدوث أشياء جميلة، فهي تتميز بسرعة التحفيز العاطفي بسبب شخصيتها الحساسة.
- التعاطف الشديد مع الآخرين: تمتلك الطفلة الحساسة قدرة عالية على فهم مشاعر الآخرين والتعاطف معهم، وغالباً ما تهتم بمشاعر أصدقائها وعائلتها وتسعى لمساعدتهم، وهذه من الصفات التي تظهر بوضوح على الطفلة ذات الشخصية الحساسة.
- الانزعاج من النقد والتوبيخ: يظهر على الطفلة الحساسة أنها قد تتأثر بأي نقد موجه إليها، حتى لو كان بسيط، وتشعر بالإحباط إذا شعرت بعدم القبول أو التقدير أو انزعاج الآخرين منها أو توبيخهم لها.
- الخيال الواسع والإبداع: تميل الطفلة الحساسة غالباً إلى العيش في عالم من الخيال والإبداع، وتعبّر عن مشاعرها بالرسم، الكتابة، أو اللعب التخيلي.
- الحاجة إلى الشعور بالأمان: الطفلة الحساسة تبحث دائماً عن الحماية والطمأنينة، وقد تشعر بعدم الراحة في البيئات الجديدة أو عندما تكون بعيدة عن أهلها، أو عند التعامل مع الغرباء
- التعلق العاطفي بالأشخاص أو الأشياء: تتصف الطفلة الحساسة بأنها قد تتعلق بشدة بأشخاص معينين أو بأشياء خاصة بها، مثل دميتها المفضلة أو كتابها المفضل، وتشعر بالحزن إذا فقدتها.
- سرعة الانفعال: الانفعالات العاطفية عند الطفلة الحساسة تظهر بشكل سريع ومباشر تجاه أي شيء، أي كان نوع هذا الانفعال ومسببه، سواء غضب أو سعادة أو حزن أو حماسة.

- العوامل الوراثية والطبيعة الفطرية: بعض الأطفال يولدون بجهاز عصبي حساس يجعلهم أكثر إدراكاً للمشاعر والتفاصيل من حولهم، هذه الحساسية جزء من شخصيتهم وليست مشكلة بحد ذاتها.
- التنشئة والتربية: الطفلة التي تتلقى اهتماماً عاطفياً كبيراً منذ صغرها قد تصبح أكثر حساسية للمواقف والمشاعر، خاصة إذا كانت البيئة حولها مليئة بالعواطف القوية أو الحماية الزائدة، كذلك فإن تعرض الطفلة لبعض الإهمال أو المعاملة السيئة قد يجعلها حساسة، خاصة فيما يتعلق بمشاعر الخوف والحزن، والسعادة عندما تجد أحد يهتم بها.
- التعرض لمواقف سلبية أو ضغوط نفسية: إذا تعرضت الطفلة لمواقف صعبة، مثل الخلافات العائلية، أو التنمر، أو فقدان شخص تحبه، فقد تصبح أكثر حساسية وخوفاً من المشاعر السلبية، وتصبح عواطفها أكثر انفعالاً وقد يستمر ذلك معها حتى بعد أن تكبر.
- التعاطف الزائد والطبيعة العاطفية: بعض الأطفال الفتيات يكون لديهن قدرة فطرية على الشعور بمشاعر الآخرين والتعاطف معهم، ما يجعلهن أكثر تأثراً بالحزن أو الفرح الذي يعيشه من حولهن.
- الخوف من النقد أو التوبيخ: إذا كانت الطفلة تتعرض للنقد المتكرر أو التوبيخ القاسي، فقد تصبح أكثر حساسية تجاه الكلمات والتعليقات، وتشعر بالخوف أو الإحباط بسهولة، في المواقف التي ليست مرغوبة بالنسبة لها.
- الاعتماد العاطفي على الوالدين: الطفلة التي تعتمد عاطفياً بشكل كبير على والديها قد تشعر بعدم الأمان عند حدوث أي تغيير في العلاقة، مثل الانشغال عنها أو عدم الاهتمام بمشاعرها.
- الافتقاد للشعور بالأمان والاهتمام: تحتاج الطفلة للشعور دائماً بأنها بأمان وسط أسرتها وأن هناك من يرعاها ويهتم بها، وهذه الميزة قد تظهر بشكل أوضح لدى الفتيات من الذكور، ولهذا السبب فإنها قد تبدو أحياناً أكثر حساسية من الذكر.
- الاستماع والتفهم لمشاعرها: تحتاج الطفلة الحساسة للشعور بأنها مسموعة من قبل والديها، خاصة في المواقف التي تثير مشاعرها مثل مواقف الخوف أو الغضب أو الإحباط، فعدم سماعها يجعلها تشعر بالتجاهل وبالتالي تزيد حساسيتها.
- استخدام الكلمات اللطيفة والمشجعة: الطفلة الحساسة تتأثر جداً بالكلمات، لذا تجنبي النقد القاسي أو العبارات الجارحة، وبدلاً من ذلك استخدمي كلمات دعم مثل (أنا أفهمك - أنت قوية - مشاعرك مهمة) فهذا يخفف من انفعالها العاطفي وحساسيتها.
- تعليمها كيفية التعامل مع المشاعر السلبية: يجب أن تتم مساعدة الطفلة الحساسة على إيجاد طرق لتهدئة نفسها عند الغضب أو الحزن، مثل التنفس العميق، العد العكسي من 10 إلى 1، أو الذهاب لمكان هادئ لبعض الوقت، فهذه الوسائل تجعلها أكثر قدرة على السيطرة على عواطفها وانفعالاتها الحساسة.
- تجنب المقارنة مع الآخرين: المقارنة بين الطفلة الحساسة وغيرها أمر مزعج جداً بالنسبة لها، وخاصة عندما تكون هذه المقارنة سلبية، فلا تقارنيها بأطفال آخرين، فكل طفل لديه شخصيته الفريدة، بدلاً من ذلك، ركزي على نقاط قوتها وادعمي ثقتها بنفسها.
- خلق بيئة آمنة ومستقرة: الطفلة الحساسة تحتاج إلى بيئة مستقرة وخالية من التوتر فهي سريعة الانفعال والتأثر العاطفي بأي موقف، يمكن أن تخاف بشدة أو تحزن إذا رأت خلاف بين والديها، ويمكن أن تغضب مع أي موقف احباط، ولهذا على الاهل تأمين بيئة أسرية وآمنة ومستقرة تشعر فيها الطفلة الحساسة بالأمان والحماية والهدوء.
- تعليمها وضع الحدود الشخصية: يجب أن تتعلم الطفلة الحساسة كيف ترفض أي موقف لا تشعر فيه بالارتياح دون خوف، وكيف تدافع عن نفسها وتفرض شخصيتها، حتى لا تكون ضعيفة الشخصية في التعامل مع الآخرين.

- تتأثر الطفلة الحساسة عاطفياً بشكل أكبر قد يكون غير عقلاني أحياناً، قد تشعر بالحزن أو الإحباط بسرعة عند سماع أي نقد أو تعليق سلبي، حتى لو كان بسيط.
- الخوف من التجارب الجديدة، فقد تتردد في خوض مغامرات جديدة أو تجربة أشياء مختلفة خوفاً من الفشل أو الإحراج.
- قد تشعر الطفلة الحساسة بالتوتر أو عدم الراحة في الأماكن الصاخبة أو عند وجود الكثير من الأشخاص حولها.
- يمكن أن تتعلق الطفلة الحساسة بأشخاص معينين بشكل كبير، وكثيراً ما يسبب ذلك شعورها بالحزن إذا ابتعدوا عنها.
- يمكن أن يظهر لدى الطفلة الحساسة رغبة أحياناً بالعزلة والانطواء، وذلك إذا كانت لا تشعر بالاهتمام والتقدير الذي تتوقعه.
- تبالغ الطفلة الحساسة بالتفكير والتحليل، فقد تعيد التفكير في المواقف مراراً، وتفسر الكلمات أو التصرفات بطريقة تجعلها تشعر بالقلق أو الحزن.
- الطفلة الحساسة تكون رقيقة المشاعر وتهتم بمشاعر الآخرين، ما يجعلها صديقة محبوبة ومتفهمة، وهذا يفيد في تكوين علاقات جيدة.
- تتمتع الطفلة الحساسة بخيال خصب وقدرة على الإبداع في الرسم، والكتابة، أو أي نشاط فني، ويساعدها ذلك على التعبير عن مشاعرها بطرق جميلة.
- الطفلة الحساسة غالباً تكون أكثر إدراكاً لمشاعرها ومشاعر من حولها، ما يساعدها على بناء علاقات قوية ودافئة مع الآخرين.
- القدرة على التقدير والاستمتاع بالتفاصيل الصغيرة وملاحظة جمال الأشياء البسيطة، مثل الألوان، والموسيقى، والطبيعة، وهذا يجعلها تعيش تجربة حسية وعاطفية غنية.
من الناحية العلمية، لا يوجد ارتباط مباشر بين الحساسية الزائدة وضعف الشخصية عند الطفلة، ولكن هناك علاقة بين الحساسية العالية (High Sensitivity) وبعض السمات الشخصية التي قد تجعل الطفل يبدو ضعيفاً في بعض المواقف، لكنه في الحقيقة يمتلك سمات مميزة قد تكون مصدر قوة عند تطويرها بالشكل الصحيح.
فالحساسية العالية قد تجعل الطفلة أكثر ميل للتردد أو التجنب في مواقف معينة، لكنها في المقابل تتمتع بمهارات مميزة مثل التعاطف العميق مع الآخرين، والتفكير العميق واتخاذ قرارات مدروسة، والإبداع والقدرة على ملاحظة التفاصيل الصغيرة، وإدراك قوي للمحفزات العاطفية والاجتماعية.
ضعف الشخصية يرتبط بعدم القدرة على الدفاع عن النفس، التردد الدائم، أو الاستسلام للضغوط، أما الحساسية العالية، فهي تعني استجابة عاطفية قوية وليست بالضرورة ضعفاً في كل الحالات.
إذاً الطفلة الحساسة ليست ضعيفة الشخصية، بل تمتلك قدرات فريدة تحتاج إلى بيئة داعمة لتعزيزها، عند التعامل الصحيح، ستنمو هذه الطفلة لتصبح شخصية قوية، ذكية عاطفياً، وقادرة على تحقيق النجاح في حياتها.