فوائد الشمس للطفل الرضيع وطريقة تعريضه للشمس

حين تلامس أشعة الشمس بشرة طفلك للمرة الأولى، فهي لا تمنحه الدفء فحسب، بل تساهم في بناء عظامه وتعزيز مناعته بفضل فيتامين (د)؛ لكنها في الوقت نفسه قد تحمل مخاطر لا تُرى بالعين المجردة، خاصة على بشرة الرضيع الحساسة؛ فكيف يمكننا تحقيق التوازن بين فوائد الشمس وأضرارها؟ وما هو الوقت الأمثل لتعريض صغيرك لها بأمان؟ اكتشف معنا كل ما تحتاج معرفته لحماية طفلك والاستفادة من أشعة الشمس بحكمة!
تُعتبر أشعة الشمس أهم المصادر الطبيعية لفيتامين دال الضروري لنمو الأطفال الرضع وتطورهم، وفيما يأتي بعض الفوائد الأساسية لتعرض الرضيع لأشعة الشمس:
- تحفيز إنتاج فيتامين (د): يساعد التعرض المعتدل لأشعة الشمس على تحفيز الجلد لإنتاج فيتامين (د)، مما يعزز امتصاص الكالسيوم والفوسفور، وهما عنصران أساسيان لتقوية العظام والأسنان.
- تعزيز جهاز المناعة: يساهم فيتامين (د) في تعزيز وظائف جهاز المناعة، مما يقلل من احتمالية إصابة الرضع بالأمراض.
- تحسين المزاج والنوم: يزيد التعرض لأشعة الشمس من إنتاج هرمون السيروتونين، الذي يُحسّن المزاج ويساعد في تنظيم النوم، كما يساعد تعرض الرضيع للشمس على ضبط ساعته البيولوجية ما يجعله ينام طوال الليل بعمق.
- علاج اليرقان (الصفراء): يمكن أن يساعد التعرض لأشعة الشمس في تقليل مستويات البيليروبين في الدم، مما يساهم في علاج اليرقان الخفيف لدى حديثي الولادة.
- زيادة النشاط والطاقة: يساعد التعرض للشمس على جعل طفلك الرضيع أكثر نشاطاً، حيث يقلل التعرض للشمس من إنتاج الميلاتونين في الجلد ما يزيد من النشاط.
- الوقاية من الإصابة بالسكري: التعرض لأشعة الشمس في مرحلة مبكرة من العمر الجسم يساعد على الوقاية من مرض السكري والسمنة من خلال المساهمة بتنظيم مستويات الأنسولين في الدم.

لا يجب أن يتعرض الطفل الرضيع تحت عمر 6 شهور للشمس المباشرة، ويجب أن يظل الرضيع في الظل ويمكن أن يتعرض للشمس غير المباشرة وخارج أوقات ذروة الشمس، وبعد عمر 6 شهور يمكن تشميس الطفل الرضيع في الشمس المباشرة لدقائق قليلة، مع ضرورة اختيار الوقت المناسب للتشميس قبل العاشرة صباحاً أو بعد الرابعة عصراً.
على وجه العموم يجب حماية الطفل من أشعة الشمس المباشرة باستمرار باستعمال المظلات والقبعات وواقي الشمس، وخصوصاً في فصل الصيف وفي الوقت بين العاشرة صباحاً والرابعة عصراً، لكن التشميس ضرورة للطفل الرضيع إذا لم يكن يخرج من المنزل أو كان المنزل لا تدخله الشمس أو كنت تعيش في المناطق الباردة التي تكون فيها الشمس نادرة، مع ضرورة اتباع التعليمات.
إن تعريض الطفل لأشعة الشمس لمدة قصيرة (5-15 دقيقة) تقريبًا خلال الأوقات المناسبة سيعزز من فوائده الصحية دون تعرضه للمخاطر، وفي الآتي بيان لذلك:
- الصباح الباكر بين الساعة 7:00 - 10:00 صباحًا، حيث تكون أشعة الشمس لطيفة وأقل كثافة من الأشعة فوق البنفسجية الضارة.
- بعد العصر بين الساعة 4:00 - 6:00 مساءً، عندما تبدأ الشمس في الانخفاض وتقل شدة الأشعة الضارة.
- الأوقات التي يجب تجنب تشميس الرضيع فيها من الساعة 10:00 صباحًا إلى 4:00 عصرًا، حيث تكون الأشعة فوق البنفسجية في ذروتها، مما قد يؤدي إلى حروق الشمس ومضاعفات أخرى.

- نقص فيتامين (د): يلعب فيتامين (د) دورًا أساسيًا في امتصاص الكالسيوم والفوسفور والذي يؤثر على نمو العظام والأسنان؛ حيث يؤدي نقصه إلى حدوث حالات مثل الكساح، وهو مرض يؤثر على نمو العظام ويسبب تشوهات في الهيكل العظمي.
- ضعف جهاز المناعة: يساعد فيتامين دال في تعزيز جهاز المناعة، وبالتالي فإن عدم التعرض لأشعة الشمس قد يجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المختلفة مثل التهابات الجهاز التنفسي.
- مخاطر صحية على العظام: في غياب أشعة الشمس يفتقر جسم الرضيع إلى فيتامين (د) الضروري لتحفيز امتصاص الكالسيوم، مما يؤدي إلى ضعف العظام وتأخر نمو الهيكل العظمي.
- مشاكل في المزاج والنوم: يمكن أن يؤثر نقص فيتامين د على مستويات السيروتونين (هرمون السعادة) في الدماغ عند الطفل الرضيع، مما يؤدي إلى تغيرات في المزاج واضطرابات في النوم لدى الأطفال.
- تأثيرات طويلة المدى على التطور العقلي: تشير بعض الدراسات إلى أن نقص فيتامين (د) قد يؤثر على التطور العقلي والمعرفي للأطفال، ويؤدي إلى صعوبات في التعلم والتركيز في المستقبل.
- اختيار الوقت المناسب: أفضل وقت لتشميس الطفل الرضيع هو الصباح الباكر (7:00 - 10:00 صباحًا) أو بعد العصر (4:00 - 6:00 مساءً)، حيث تكون الأشعة فوق البنفسجية أقل كثافة، مع ضرورة تجنب تعريض الرضع لأشعة الشمس في وقت الذروة حيث تكون الأشعة في ذروتها وتزيد من خطر حروق الشمس والأضرار طويلة الأمد للشمس.
- تشميس الرضيع لمدة مناسبة: ابدأ بتعريض الطفل لمدة قصيرة (5-10 دقائق) يوميًا، ثم زد المدة تدريجيًا حتى تصل إلى 15-30 دقيقة، مع مراعاة لون البشرة، فالأطفال ذوو البشرة الفاتحة يحتاجون وقتًا أقل من التشميس.
- حماية بشرة الطفل: للأطفال أقل من 6 أشهر يفضل عدم استخدام واقي الشمس والاكتفاء بالظل والملابس الواقية، للأطفال أكبر من 6 أشهر يمكن استخدام واقٍ شمسي مخصص للأطفال بعامل حماية (SPF 30+) على المناطق المكشوفة من الجلد.
- اختيار الملابس المناسبة: ألبسي طفلك ملابس خفيفة ذات ألوان فاتحة وتأكدي من تغطية اليدين والساقين، ويجب استخدام قبعة واسعة الحواف لحماية الوجه والعينين من أشعة الشمس المباشرة، كما يمكن استخدام نظارات شمسية مخصصة للأطفال لحماية العينين من الأشعة فوق البنفسجية.
- البقاء في الظل قدر الإمكان: عند الخروج استخدمي مظلة أو غطاء عربة الأطفال لحماية الطفل من التعرض المباشر لأشعة الشمس، وابحثي عن مناطق مظللة، مثل تحت الأشجار أو المظلات الشمسية.
- التأكد من الترطيب الكافي: تأكدي من أن الرضيع يحصل على كمية كافية من الحليب (الرضاعة الطبيعية أو الحليب الصناعي) خاصة في الأيام الحارة، وإذا كان الطفل قد بدأ في تناول الأطعمة الصلبة يمكن تقديم رشفات صغيرة من الماء والأطعمة الرطبة.
- مراقبة رد فعل الطفل: إذا لاحظت احمرار البشرة، تعرقًا زائدًا، أو تهيجًا، فقم بنقل الطفل فورًا إلى الظل، وقدم له السوائل المناسبة لعمره، وفي حال حدوث حروق شمسية، استشر الطبيب فورًا.