ما هي حدود العلاقة الجنسية بين الزوجين؟

صحيح أن العلاقة الجنسية بين الزوجين تعطي لكل منها حق الاستمتاع الجنسي وتحقيق كل شريك لرغباته وميوله الجنسية بشكل شرعي وقانوني، ولكن هذا لا يعني أن كل شيء مباح بين الزوجين في الفراش، فحتى بين الزوجين يوجد أشياء مقبولة وأشياء غير مقبولة، فهل يوجد حدود واضحة في العلاقة بين الزوجين وما هي هذه الحدود!
الحدود في العلاقة الجنسية بين الزوجين هي مجموعة من الضوابط أو القواعد للسلوك الجنسي التي تحدد كيفية التعامل بين الزوجين في العلاقة الجنسية الحميمة استناداً إلى الضوابط الشرعية بالدرجة الأولى، وأيضاً الضوابط الأخلاقية والثقافية والاجتماعية.
الهدف من وجود حدود في العلاقة الجنسية بين الزوجين تحقيق المتعة الجنسية المشروعة والرضا الجنسي للطرفين دون الوقوع في المحظورات أو المحرّمات أو التعدي أو التسبب بالأذى الجسدي أو النفسي أو العاطفي للشريك.
وببساطة يمكن القول أن الحدود الجنسية هي الإطار الذي يجعل العلاقة الزوجية صحية، متوافقة مع القيم، وتعزز الحب والتفاهم بين الزوجين، وتجعل الزوجين أكثر التزاماً ومتعة بعلاقتهما.

- الالتزام بالضوابط الشرعية للعلاقة الزوجية: يوجد أنشطة وسلوكيات جنسية محرمة دينياً ومرفوضة اجتماعياً، مثل الجماع أثناء الحيض عند المرأة أو في فترة النفاس أو الجماع على غير الطبيعة، وهذه تعتبر حدوداً من المحرّم تجاوزه بين الزوجين، كما يوجد العديد من الأنشطة الجنسية الأخرى تعتبر مكروهة وقد تسبب مشاكل بين الزوجين تدخل أيضاً ضمن الحدود التي يجب الالتزام بها في العلاقة الحميمة.
- تجنّب الطلبات الجنسية المؤذية: بعض الطلبات الجنسية قد تكون مؤذية جسدياً أو نفسياً للشريك، مثل الجنس الفموي أو الجنس العنيف أو الأوضاع الجنسية العنيفة، وهذه أيضاً تعتبر من الحدود التي يجب أن يتفق عليها الزوجين قبل البدء بالعلاقة.
- احترام رغبات الآخر: من أهم الحدود في العلاقة الجنسية بين الزوجين أن يحترم كل طرف رغبات شريكه الجنسية، فيما هو مرغوب ومقبول من أوضاع وأنشطة جنسية وما هو مرفوض، وأن يتم الاتفاق بينهما على أفضل صورة للأداء الجنسي تحقق لهما المتعة والرضا والاحترام.
- احترام شروط الشريك: أحياناً قد يكون لدى الشريك شروط معينة فيما يخص العلاقة الجنسية، مثل شعوره بالقرف من بعض الأنشطة ولا يريد القيام بها، أو شعوره بالألم أو التعب، ويجب على الشريك أن يحترم هذه الحدود.
- الحذر من الأنانية الجنسية: العلاقة الجنسية هي علاقة عاطفية جسدية تهدف لإشباع الحاجات لدى كلا الزوجين، لذا لا يجب أن يكون أحد الطرفين أناني بحيث يشبع حاجاته وفقط ويتجاهل حاجات شريكه، ويعتبر هذا أيضاً حد من حدود العلاقة بين الزوجين.
- ترك السلوكيات الجنسية المهينة: يشعر الشريك أحياناً بالإهانة عند طلب شريكه بعض الأوضاع الجنسية أو الأنشطة التي تضعه في موضع أذلال أو إهدار للكرامة، وتعتبر هذه المسألة من الحدود الجنسية بين الزوجين لكونها تسبب الكثير من المشاكل.
- الحفاظ على سرية العلاقة الجنسية: تعتبر العلاقة الجنسية بكل ما يحدث فيها مسألة خاصة بين الزوجين فقط، وهذا من حدود الخصوصية في العلاقة التي يجب على كلا الزوجين احترامها بلا شك، ويجب تجنب الحديث عن العلاقة الخاصة حتى بالتلميح، إلّا في حالات معينة كالحديث أمام المعالجين أو الأطباء أو القضاة.
المداعبة بين الزوجين هي جزء مهم من العلاقة الحميمة وتعزز الحب والتواصل بينهما، ولكن هناك حدود يجب الالتزام بها لضمان أن تكون العلاقة صحية ومتوافقة مع التعاليم الدينية والقيم الأخلاقية.
بشكل عام يمكن القول أن كل شيء مباح بين الزوجين ما دام بالتراضي وحلالاً، ولا يسبب أذى جسدي أو نفسي، مثل التقبيل، والعناق، واللمسات الحنونة، فهذه الأشياء تعزز المشاعر وتجعل العلاقة أكثر دفئاً، بالإضافة لاستخدام الكلام الجميل والتعبير عن المشاعر الذي يزيد من الألفة والتواصل العاطفي، كما أن التجديد والتفاهم حول ما يُسعد كل طرف دون تجاوز الحدود الشرعية يعد من الأشياء المباحة والمرغوبة.
وتعتبر المداعبة بين الزوجين من وسائل الالتزام بالحدود الشرعية للعلاقة الجنسية في الظروف الخاصة، على سبيل المثال تجوز المداعبة الجنسية دون الإيلاج في فترة الحيض والدورة الشهرية وفي فترة النفاس.
بينما يوجد بعض المحظورات في المداعبة بين الزوجين سواء العامة أو الخاصة، مثل استخدام وسائل أو ممارسات غير أخلاقية مثل تقليد الأفلام الإباحية أو مشاهدة صور أو فيديوهات محرمة، لأن ذلك يؤثر على العلاقة الطبيعية بين الزوجين، كذلك المداعبة التي تخالف الطبيعة للرجل أو المرأة، أو إجبار أحد الطرفين على شيء لا يريده، لأنه يجب أن تكون المداعبة برغبة ورضا متبادل، ولا يجوز لأي طرف فرض شيء على الآخر بالقوة.

- احترام الحدود الشرعية: الزواج يرتبط برابط شرعي بين الرجل والمرأة بالدرجة الأولى، وفهم الحدود بين الزوجين في العلاقة الجنسية ضروري لكل زوجين للحفاظ على الالتزام بالتعاليم الدينية والضوابط الشرعية لهذه العلاقة.
- الحفاظ على الاحترام والتقدير: وجود حدود واضحة يساعد على تجنب أي تصرف قد يسبب إهانة أو عدم ارتياح لأحد الطرفين مثل الجنس الفموي بكافة أشكاله، مما يعزز الاحترام المتبادل بين الزوجين، وهذا الاحترام ينعكس على حياة الزوجين حتى خارج العلاقة الزوجية، ويجعلها أكثر متعة وراحة في العلاقة.
- تعزيز الرضا والمتعة المتبادلة: عندما تكون الحدود واضحة ويتم احترام رغبات الطرفين، يصبح التواصل أسهل وبالتالي المتعة في ممارسة العلاقة أكبر لأن كل طرف يعرف ما يريده الآخر وما لا يحبه، وبالتالي يقوم بالأشياء التي ترضي شريكه ليصبح كليهما راض بالعلاقة.
- حماية العلاقة من المشكلات والصراعات: عدم وجود حدود بالعلاقة الجنسية بين الزوجين قد يؤدي إلى تجاوزات أو ممارسات غير مقبولة لأحد الطرفين مثل الإهانة أو العنف أو طلب أشياء مقرفة أو محرمة دينياً، ما قد يسبب مشاكل نفسية أو جسدية ويؤثر على استقرار العلاقة، وبالتالي فإن وجود حدود بين الزوجين في العلاقة تجنب حدوث الأشياء التي تسبب صراعات.
- الانسجام مع القيم الدينية والأخلاقية: في الإسلام يوجد ضوابط تحكم العلاقة الزوجية، مثل تحريم الجماع أثناء الحيض أو في الدبر، ووجود هذه الحدود يساعد الزوجين على العيش بانسجام مع تعاليم دينهما.
- بناء الثقة والأمان العاطفي: عندما يشعر كل طرف أن حدوده محترمة في علاقته الجنسية مع شريكه، فإنه يشعر بالأمان والثقة في العلاقة، وأن هذه العلاقة تلبي رغباته دون أن تجبره أو تحرجه للقيام بأشياء مرفوضه، وهذا يقوي الحب والترابط بين الزوجين.
- تقدير مشاعر ورغبات الآخر: معرفة كل من الزوجين للحدود المرغوبة من الطرف الآخر واحترامها الالتزام بها، يجعل كلا الزوجين يشعر بأنه شريكه يقدر رغباته ويحترمها، ولا يقوم بسلوكيات أو تجاوزات جنسية تزعجه.
- تحدثا بصراحة عن تفضيلاتكما ورغباتكما وما يزعجكما، استخدما أسلوباً لطيفاً ومحترماً عند طرح الأمور الحساسة.
- يجب أن يحترم كل طرف مشاعر الآخر ورغباته وحدوده، لا تُجبر أو تُجبري الطرف الآخر على فعل شيء غير مريح له.
- التزما بتعاليم الدين فيما يخص العلاقة الزوجية الحميمة، مثل عدم الجماع أثناء الحيض أو الجماع بما يخالف الطبيعة أو المداعبة خارج المباح.
- تجنبا الانتقادات الجارحة أو السخرية من رغبات الطرف الآخر، فالعلاقة الجنسية يجب أن تكون ممتعة ومقبولة لكلا الزوجين.
- يجب أن يحاول كل منكما إرضاء الشريك، فالأنانية في العلاقة تجعل الطرف الآخر غير راض.
- حددا معاً ما هو مقبول ومريح لكليكما وما هو مرفوض، فهذا يجعلكما أكثر اندماج وراحة في العلاقة الجنسية.
- تجنبا الأفعال المؤذية جسدياً مثل العنف أو الحركات المؤذية أو نفسيا مثل الإهانة أو الإذلال للطرف الآخر.
- استخدام إشارات أو كلمات آمنة، إذا كان أحدكما غير مرتاح أثناء العلاقة، يمكن الاتفاق على كلمة أو إشارة للتعبير عن ذلك بسهولة دون إحراج.
- لا تتحدثا عن تفاصيل العلاقة مع أي شخص آخر، حتى الأصدقاء المقربين، العلاقة الحميمة شأن خاص بين الزوجين.
- التجديد في العلاقة مهم، لكن ضمن حدود تحافظ على الاحترام والراحة لكلا الطرفين، جربا أشياء جديدة معاً بعد التفاهم عليها.