أعراض الهوس الاكتئابي وهل هو اضطراب ثنائي القطب!

ما هو الهوس الاكتئابي! تعرف إلى أعراض اضطراب ثنائي القطب أو الهوس الاكتئابي وأنواعه
أعراض الهوس الاكتئابي وهل هو اضطراب ثنائي القطب!
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يعتبر الهوس الاكتئابي أو اضطراب ثنائي القطب كما هو معرف حديثاً من الاضطرابات النفسية العقلية المثيرة للجدل، والتي يمكن القول بأنها شائعة بدرجات متفاوتة بين الكثير من الناس، وهو من الاضطرابات التي يتم الخلط والخطأ في تمييزها بين غير المختصين نظراً للدلالات غير الواضحة باسمه وتداخله مع اضطرابات أخرى، في هذا المقال نتعرف على اضطراب الهوس الاكتئابي من حيث التعريف والأعراض والتأثيرات وأهم وسائل العلاج.

هل الهوس الاكتئابي نفسه اضطراب ثنائي القطب! نعم الهوس الاكتئابي هو نفسه الاضطراب ثنائي القطب (Bipolar Disorder) وهو اضطراب نفسي مزمن يصنّف ضمن اضطرابات المزاج، ويتميّز بحدوث نوبات متكررة من الهوس (Mania) أو الهوس الخفيف (Hypomania) وهي فترات من النشاط العالي، وفرط الثقة، والانفعال أو السلوك المتهور، مع نوبات من الاكتئاب (Depression) وهي فترات من انخفاض المزاج، فقدان الطاقة، ضعف التركيز، الشعور بالحزن أو الفراغ، وقد تصل إلى أفكار انتحارية في الحالات الشديدة.

يتنقل المريض بين هذه الحالتين بشكل دوري، وأحياناً قد تحدث نوبات مختلطة تجمع بين أعراض الهوس والاكتئاب في آن واحد.

 

 

animate

يُصنّف الهوس الاكتئابي على أنه اضطراب عقلي نفسي يقع ضمن فئة اضطرابات المزاج (Mood Disorders)، فالهوس الاكتئابي هو اضطراب عقلي لأنه يؤثر على العمليات العقلية مثل التفكير، والحكم، والانتباه، واتخاذ القرار، بالإضافة للتأثير على الوظائف الدماغية مثل كيمياء المخ، خاصة النواقل العصبية (الدوبامين، السيروتونين)، والتفاعل مع الواقع في حالات الهوس الشديد (مثل الأوهام أو الهلوسة).

وهو في نفس الوقت مرض نفسي لأن أعراضه الرئيسية تظهر في الحالة المزاجية (تقلب بين الاكتئاب والهوس)، والسلوك والانفعالات والتفاعل الاجتماعي.

لذا يتم تصنيفه علمياً على أنه اضطراب نفسي عقلي مزمن، ويُتابع علاجه عادة من قبل الطبيب النفسي (Psychiatrist) باستخدام العلاج الدوائي والسلوكي معاً.

صنف الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية DSM-5 الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي الهوس الاكتئابي أو اضطراب ثنائي القطب إلى ثلاث أنواع تتعلق بدرجة الأعراض ويمكن إضافة نوع رابع غير محدد عليها وهي:

  1. الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول (Bipolar I Disorder): وهو يعتبر الأكثر شدة بين باقي الأنواع يتميّز بحدوث نوبة هوس كاملة (Manic Episode) تستمر على الأقل أسبوع أو تتطلب تدخل طبي (مثل دخول المستشفى)، وقد تصاحبها أو تسبقها نوبة اكتئاب شديد (Major Depressive Episode)، أحياناً ما يمرّ الشخص بنوبة اكتئاب، لكن نوبة الهوس وحدها كافية للتشخيص، ومثال على ذلك شخص يتصرف بطريقة مفرطة في الثقة، ينام قليلاً، يتحدث بسرعة، ويقوم بمشاريع غير واقعية، وبعد فترة يدخل في اكتئاب حاد.
  2. الهوس الاكتئابي من النوع الثاني (Bipolar II Disorder): وهو النوع الأقل حدة من النوع الأول ويتميّز بحدوث نوبة هوس خفيف (Hypomania)، وهي أقل شدّة من الهوس الكامل نوبة واحدة أو أكثر من الاكتئاب الشديد، لا تحدث نوبات هوس حاد هنا، وإذا حدثت تتحوّل الحالة لتشخيص النوع الأول، مثل حالة شخص يشعر بطاقة عالية، نشاط زائد وتفاؤل لمدة أيام، ثم يدخل في اكتئاب شديد لفترة أطول.
  3. اضطراب المزاج الدوري (Cyclothymic Disorder): وهذا النوع هو النوع الخفيف والمزمن يتميّز بـتقلبات مزاجية مستمرة لأكثر من سنتين (سنة واحدة عند الأطفال والمراهقين)، وأعراض هوس خفيف واكتئاب، لكنها لا تفي بمعايير النوبات الكاملة، الشخص يبدو متقلب المزاج دائماً، لكن لا يصل لحالة حادة تشبه النوع الأول أو الثاني، مثل شعور مزمن بعدم الاستقرار العاطفي، يوم سعيد ويوم مكتئب بدون سبب واضح، لكن الشخص المصاب يمكنه أن يواصل حياته اليومية.
  4. الأنواع غير المحددة: تشمل الأنواع غير المحددة الحالات اللي فيها أعراض تشبه اضطراب ثنائي القطب، لكن لا تنطبق عليها الشروط الكاملة لأي نوع من الأنواع الثلاثة السابقة، مثل نوبات هوس أو اكتئاب بسبب الأدوية أو المخدرات، أو نوبات قصيرة جداً أو غير مكتملة، لكنها تسبب تأثير كبير على الحياة اليومية.
animate
  • ​​​​​​​الشعور بالنشاط وطاقة زائدة جداً.
  • شعور مفرط بالفرح أو النشوة.
  • كلام كثير وسريع.
  • أفكار كثيرة مع عدم القدرة على التركيز، فاضطراب ثنائي القطب يسبب حالة من التشتت
  • قرارات متهورة (انفاق مفرط، استثمار عشوائي، علاقات غير محسوبة)
  • قلة النوم بدون تعب
  • إحساس بالعظمة أو الثقة الزائدة بالنفس
  • حزن مستمر أو إحساس بالفراغ
  • فقدان الاهتمام بكل شيء حتى الهوايات
  • تعب مستمر أو بطء في الحركة
  • نوم كثير أو أرق
  • تغيّر في الشهية (زيادة أو نقصان)
  • شعور بالذنب أو انعدام القيمة
  • أفكار سوداوية أو انتحارية

يعتمد علاج اضطراب الهوس الاكتئابي على مبدأ التوازن بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي والسلوكي، إلى جانب الدعم الاجتماعي والتثقيفي، حيث يكون الهدف الأساسي هو السيطرة على نوبات الهوس والاكتئاب وتقليل معدلات الانتكاس وتحسين جودة الحياة على المدى الطويل، وذلك من خلال:

  1. أدوية الهوس الاكتئابي: يُعد العلاج الدوائي حجر الزاوية في إدارة اضطراب الهوس الاكتئابي، يوصف الدواء وفقاً لنوع النوبة (هوس أو اكتئاب) واستقرار الحالة المزاجية.
    • مثبتات المزاج (Mood Stabilizers): مثل الليثيوم (Lithium) أكثر الأدوية استخداماً، ويُعد فعالاً في الوقاية من نوبات الهوس والاكتئاب.
    • حمض الفالبرويك (Valproic Acid) / ديفالبروكس (Divalproex): فعّال في حالات الهوس الحاد.
    • كاربامازيبين (Carbamazepine) ولاموتريجين (Lamotrigine): تستخدم أيضاً كمثبتات للمزاج، خاصة في الاكتئاب.
    • مضادات الذهان غير النمطية (Atypical Antipsychotics): مثل أولانزابين (Olanzapine)، كويتيابين (Quetiapine)، أريبيبرازول (Aripiprazole)، تُستخدم في علاج نوبات الهوس الحادة، وبعضها يُستخدم أيضاً لعلاج نوبات الاكتئاب.
    • مضادات الاكتئاب (Antidepressants): تُستخدم بحذر شديد، لأنها قد تُحرّض نوبة هوس، غالباً ما تُستخدم مع مثبت مزاج لتقليل هذا الخطر.
    • المهدئات (مثل البنزوديازيبينات): تُستخدم لفترة قصيرة فقط، خصوصاً في حالات القلق أو الأرق الشديد.
  2. العلاج النفسي لثنائي القطب: يُعد العلاج النفسي مكمّلاً هاماً للعلاج الدوائي، ويساهم في تحسين التكيّف والتعامل مع المرض، ويتم بعدة طرق
    • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد العلاج السلوكي المعرفية المرضى على التعرف على الأفكار السلبية وتصحيحها، ويكون فعّال في التعامل مع الاكتئاب ومنع الانتكاس.
    • العلاج الأسري (Family-Focused Therapy): يهدف إلى تحسين التواصل داخل الأسرة وتقليل الضغوط.
    • العلاج القائم على الإيقاع الاجتماعي: يساعد في تنظيم الروتين اليومي والنوم، ما يقلل من احتمال حدوث النوبات.
    • التثقيف النفسي (Psychoeducation): يُزوّد المريض وعائلته بمعلومات حول طبيعة المرض، وأهمية الالتزام بالعلاج، والتعرف على علامات الانتكاس.
  3. التدخلات الإضافية:
    • العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT): يُستخدم في حالات الاكتئاب الشديد أو الهوس عندما لا تستجيب الحالة للعلاج الدوائي، فعّال جداً لكنه يُستخدم بحذر وتحت إشراف صارم.
    • العلاج المغناطيسي (TMS): يستخدم للمساعدة في علاج الاكتئاب المقاوم للعلاج، وهو أقل توغلاً من ECT.
    • الدعم المستمر والرعاية طويلة الأمد: المتابعة الدورية مع الطبيب النفسي، مع الالتزام بالأدوية وتعديلها حسب الحاجة، ومراقبة العلامات المبكرة للانتكاس، ونمط حياة صحي (نوم منتظم، تقليل الكحول والمنبهات، دعم اجتماعي).

ويجدر الذكر أنه لا يُمكن علاج الاضطراب نهائياً، لكنه قابل للإدارة على المدى الطويل، وأن عدم الالتزام بالعلاج هو السبب الرئيسي لعودة النوبات، وكل خطة علاجية يجب أن تكون شخصية ومبنية على تقييم دقيق من الأخصائي.

المراجع